التصنيفات الائتمانية حول الاقتصاد الوطنى مؤقتة وغير معبرة عن المستقبل
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
4 مستهدفات تعزز ريادة الشركة بالسوق
مهمتك ليست سهلة، ومسيرتك لا تخلد فى الرخاء، ولكن تكشف قيمة ما صنعت فى الصعاب، كل حاجز واجهته يجعلك أكثر قوة، فالعظماء، والمخلصون كذلك يواصلون، ولا ينكسرون... العزيمة تدفع وتقوى، والطموح يبشر ويضع قدمك إلى الأمام...العراقيل ستكون أكثر لمن أراد الأفضل، فارسم لنفسك صورة لامعة فأنت ستسخر جميع قدراتك لتصل إلى ما رسمت.
..وكذلك محدثى عرف طريق رسالته، وحدد أهدافه، كان أكثر إيجابية، فحصد الثمار بالحفاظ على القمة.
الإرادة الكافية لتحقيق هدفك، سوف تمنحك الحافز الإضافى للوصول إلى ما تريد، استخدم لوحات الإلهام تساعد فى توضيح أهدافك وطموحاتك، اعتناق التفكير الإيجابى يجعلك دائما فى مواجهة التحديات... وعلى هذا الحال سطر الرجل صفحات رحلته.
أحمد محمود الجمال رئيس مجلس إدارة شركة النعيم للوساطة فى الأوراق المالية...... لا يتوقف عن التعلم والنمو، يسعى باستمرار لتحسين الذات، يجمع بين الإخلاص والعدالة، يترك أثرا وبصمة، الاعتدال والبساطة من أهم مفردات قاموسه، لا يخفى شكره لكل من دفعه للطموح وأولهم زوجته.
أشجار زينة، ونباتات عطرية تلك التى تقع خلف السور الخرسانى...300 متر عبارة عن مساحة عشبية، أحواض تم تصميمها بصورة هندسية، تضفى جمالًا، يتخللها ممرات مجرى مائى، على أطرافه أشجار مثمرة، تشكل لوحة رائعة الجمال، تكتمل بديكورات بسيطة عند واجهة المدخل الرئيسى...اللون السكرى يغطى الجدران، اللوحات التراثية المعبرة عن ماضى المجتمعات تزين المكان، الأثاث مزيج بين الكلاسيكى، والحديث، انتيكات، وفازات موزعة على الأماكن بصورة أكثر جمالا....الهدوء طاقة إيجابية فى المكان، اشعة الشمس فى كل الجهات ترسم لوحة جمالية أنيقة.
درجات سلم فاصلة عن غرفة مكتبه، مجموعة من الكتب والملفات، والروايات تتصدر أرفف المكتبة، الحجرة بسيطة، تخلو من أى زخارف، فالديكور هى القصص ومجلدات التاريخ، سطح المكتب أكثر نظاما، قصاصات ورقية متناثرة تحتوى على تقييم يومى لبرنامج عمله...ذكريات تشكلت صفحاتها بسطور مضيئة لمشوار حياته، مسيرة قدم فيها المزيد من العطاء، والنجاحات المتتالية.. بدأ سطورها بقوله «أسرار النجاح والتفوق تكون بمواجهة التحديات بالإصرار والعزيمة، كونها الحكم الذهبية التى تساعد فى بناء المستقبل».
مزيج بين العقلانية والحماس، موضوعى، متوازن فى قراراته، رؤية دقيقة فى تحليله، يبدى ملاحظات إذا لم يكن الأمر فى مساره الصحيح واضحًا ويبرهن على ما يحمل من فكر، لا يخشى قول الحق عند الحاجة، رؤية من زاوية دقيقة، يحلل المشهد الاقتصادى....يقول إن «التحديات والمتغيرات الخارجية التى تعرضت لها اقتصاديات الدول، كان لها التأثير الأكبر على هذه الاقتصاديات، بما فيها الاقتصاد الوطنى، الذى لا يزال يواجه تحديات مستمرة بسبب عدم استقرار الأوضاع الخارجية سواء من صراعات سياسية، أو اقتصادية، وكل ذلك له تأثير، على السوق المحلى، بالإضافة أيضاً إلى التحديات الداخلية، ويتصدرها نقص العملة الصعبة، تزامنا مع تراجع تحويلات العاملين فى الخارج، والفجوة الكبيرة بين السعر الرسمى، وسعر السوق السوداء، رغم محاولات الحكومة الخروج من هذه الأزمة».
فى ظل هذه التحديات هل معدلات التضخم سوف تستمر فى الارتفاع؟
- بثقة ورؤية تحليلية دقيقة يجيبنى قائلًا إنه فى ظل «استمرار التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية الخارجية، من شأنها دفع المعدلات إلى مواصلة الارتفاع، وانحسار التضخم، يتطلب مساعدة من الحكومة بضرورة التركيز على الإنتاج والتصنيع، مما يؤدى إلى تخفيف الضغط على الاستيراد، وبالتالى العملة الصعبة، بالإضافة إلى أن التصنيفات الائتمانية غير الجيدة عن الاقتصاد الوطنى، هى تصنيفات وقتية، غير معبرة عن مستقبل الاقتصاد».
قراراته ورؤيته قائمة على التفكير الإيجابى، لذلك تجده دقيق فى كل حديثه، ويتبين ذلك من خلال تحليله لملف السياسة النقدية، ممثله فى البنك المركزى...يقول إنه «لا يمكن تحميل المسئولية كاملة للبنك المركزى بمفرده، فالبنك المركزى ادار ويدير الأزمة باحترافية، كبيرة، باستخدام كل الأدوات المتاحة، لمواجهة العديد من الأزمات، ومنها التخارج الكبير للمستثمرين الأجانب، مع قيام الفيدرالى الأمريكى برفع أسعار الفائدة، عقب تلاشى جائحة كورونا، وتزامن كل ذلك مع التوسع فى بناء الجمهورية الجديدة، ببنية تحتية قوية، من شأنها تحقيق طفرة غير مسبوقة للاقتصاد الوطنى، ولا يجدى فى الوقت الحالى التوقف عن استكمالها، لدورها فى جذب الاستثمار، وبالتالى تعزيز النمو الاقتصادى، والتنمية المستدامة».
الاجتهاد والأمانة والجدية سمات استمدها من والده، لذلك تجده دقيق ومحدد حينما يتحدث عن مدى تأثير رفع معدلات أسعار الفائدة، على الاقتصاد والاستثمار، يعتبر أن ارتفاع وخفض معدلات الفائدة، لها مسببات على مستوى اقتصاديات العالم، وبالتالى تسير فى منظومة عالمية، خاصة أن السوق المحلى لا يحظى بكامل متطلباته، بالإضافة إلى المنافسة الشديد بين اقتصاديات الدول، لاستقطاب الاستثمارات، ولا بد من تحقيق التوازن، والاحتفاظ بحصة السوق المحلى من الاستثمارات الاجنبية، فى استثمارات المحفظة، الخاصة باستثمارات الدين الحكومى، وكذلك الحفاظ على جزء من العملة الصعبة.
تحمل المسئولية، والقيادة من الصفات التى يتسم بها، لذلك يتحمل تأثير كل كلمة يتحدث بها، تجده حاسمًا عندما يحلل ملف الاقتراض الخارجى، إذ يعتبره أمرا مهما، لكن لا بد أن يكون محسوبا، مع تخصيص إدارة رقابية عليه، بحسب رؤيته بالإضافة إلى ضرورة الوضع فى الاعتبار أن تتفق مدة الاقتراض مع المشروعات، بحيث تكون القروض قصيرة الأجل موجهة إلى مشروعات على نفس المدة والدرجة، ونفس الحال الاقتراض طويل الأجل، لا بد أن يتم توجيه إلى مشروعات طويلة الأجل، بحيث تتمكن هذه المشروعات من تحقيق عوائد جيدة، تستطيع من خلالها سداد قيمة القرض، وبمجرد انتهاء من سداد قيمة القرض، ستتحول قيمة المشروع إلى فائض، يسهم فى خدمة الاقتصاد، وتوجيهه أموال الاقتراض إلى مشروعات منتجة، من هذا المنطلق تجده داعمًا للاقتراض الذى يحقق عائدا.
دائما ما يشغل ملف السياسة المالية السواد الأعظم من الخبراء والمراقبين، والجدل المتواصل حول هذا الملف، والاعتماد الكلى على منظومة الضرائب فى إيرادات الدولة بصورة كبيرة، لكن الرجل له رؤية خاصة فى الملف تبنى على أن منظومة الضرائب مؤخرا شهدت زيادة فى حصيلتها، نتيجة تنوعها، كما أنه ليس للضرائب تأثير كبير على الاستثمار، حيث يمثل بندا فى قائمة محفزات الاستثمار، وليس أمام الحكومة سوى هذه المنظومة الضريبية بشكل مؤقت، لتتمكن من توفير متطلباتها، بالإضافة إلى اتجاه الحكومة إلى الشمول المالى، وضم الاقتصاد غير الرسمى إلى المنظومة الرسمية، سيعمل على زيادة إيرادات الدولة، لذلك على الدولة العمل الجاد لتقديم كافة عوامل الدعم لأصحاب هذا القطاع، من ترويج، وتسويق، وتعبئة ونقل، مع حوافز ضريبية، وإعفاءات تدفع القطاع لسرعة الانضمام للاقتصاد الرسمى.
منذ الطفرة التى حققها حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة عام 2008، لم تتمكن الحكومة الوصول لمثل هذه الأرقام مرة أخرى، والتى بلغت نحو12 مليار دولار وقتها...فكيف يمكن تكرار وتحقيق أضعاف هذا الرقم بما يتناسب مع قوة الاقتصاد الوطنى، وإمكانياته؟
- علامات تعجب ترتسم على ملامح الرجل قبل أن يجيبنى قائلًا: «إن استقطاب الاستثمارات الأجنبية، تتطلب العديد من الأدوات القادرة على جذب المستثمر الخارجى، وتطبيق كافة المحفزات الضريبية، والاستثمارية من تسهيلات فى منح الأرضى للمستثمرين، وبأسعار مقبولة، وهذا يتطلب عودة سريعة، ومهمة لوزارة الاستثمار، بحيث تقوم بدورها لجذب الاستثمارات، خاصة فى ظل المقومات التى تحظى بها البيئة الاستثمارية بالسوق المحلى، وكذلك الدور الكبير للوزارة فى الترويج للفرص الوطنية، بالأسواق الخارجية، والمشروعات المخصصة لذلك؟».
محطات عديدة خاضها عبر رحلته، لكل محطة لها تفاصيلها، من التحديات، والصعاب، إلا انها اصقلت من خبراته فى مواجهة هذه التحديات وتجاوزها، يتبين ذلك خلال تفسيره للقطاع الخاص، وما يواجهه من عدم عدالة المنافسة، وما يعانيه من تحديات كبيرة، فما زال القطاع الخاص يتطلب المزيد من المساندة، ومنحه مساحة أكبر، فمن مصلحة الحكومة أن تسند إدارة معظم القطاعات المهمة للقطاع الخاص، وهو قادر على تحويل هذه القطاعات من الخسائر إلى المكاسب، خاصة أن اقتصاديات الدول الناجحة واستدامة النمو لديها يقوم بإدارة قطاعاتها الخدمية والاستثمارية القطاع الخاص.
دار بذهنى سؤال حول توجه الحكومى لبرنامج الطروحات الحكومية من الطرح العام إلى الطرح لمستثمر استراتيجى، ويبدو أنه علم ما يدور بداخلى فبادرنى قائلًا إن « ملف برنامج الطروحات الحكومية منذ سنوات، ويشهد حالة من الارتباك الشديد، ففى الوقت الذى أشارت الحكومة إلى اعتزامها طرح مزيد من الشركات فى سوق الأوراق المالية للاكتتاب العام، قامت بطرح لمستثمر استراتيجى، بحثا عن توفير العملة الصعبة، وبذلك لم يتجه البرنامج فى مساره الصحيح، وهنا يجب على الحكومة طرح حصة من شركاتها إلى مستثمر استراتيجى، وحصة أخرى للعامة، خاصة أن السوق مهيأة لنجاح أى طرح فى البورصة، مستشهدا بذلك بطرح شركة بلتون بزيادة رأس مالها، حيث شهدت إقبالا كبيرا من جانب المستثمرين».
لكن كيف يمكن للبورصة المصرية استرداد مكانتها العالمية كواحدة من البورصات المهمة والكبيرة؟
- ابتسامة تفاؤل ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا أن « البورصة فى حاجة إلى منتجات، وادوات جديدة مثل المشتقات المالية، وتفعيل الشورت سيلينج، وغيرها من الأدوات التى تعزز قوة سوق المال المصري».
الفارق بين المستحيل والممكن هو التوقف على العزيمة والإصرار، وهكذا الرجل قطع طريقا طويلا وصعبا، ليحقق كل أحلامه، نجح فى أن يترك أثرا وبصمة فى كل عمل خاضه، ليواصل بذلك منذ تولى منصب رئيس مجلس إدارة الشركة، مع الإدارة استراتيجية اعتمدت على محاور طموحه، بدأت بمواجهة الشركة للتحديات، وتحقيق رؤية كاملة للهيكلة الإدارية، والمالية، والفنية، وخلال 3 سنوات الماضية نجحت الشركة فى التحول من الخسائر إلى الربحية، وتحقيق المستهدفات السنوية، بوقف نزيف الخسائر، وتغطية التكاليف، ثم تعظيم الإيرادات من خلال تطوير كامل وشامل للبنية التحتية التكنولوجيا.
حدد أهدافًا فى مسيرته، ووضعها ليسير على هداها، وكان ذلك سر تميزه، يسعى مع مجلس إدارة الشركة إلى تحقيق 4 مستهدفات تتمثل فى تحقيق المزيد من النمو فى الأرباح، بالإضافة إلى المزيد فى التوسع الافقى بزيادة الفروع، والتوسع فى التطور التكنولوجية، بما يسمح للعملاء، وأيضاً التوسع فى قاعدة العملاء الافراد، والمؤسسات المالية المحلية والخليجية، وزيادة عدد فروع الشركة بواقع 3 فروع خلال الفترة القادمة.
حرص الرجل على تعلم العديد من المهارات طوال رحلته، فكان محفزا ليواصل تحقيق إنجازاته، ثقته بنفسه ساهمت فى وصوله إلى ما أراد، يحث أولاده على الاجتهاد، والاعتماد على النفس لتحقيق طموحاته، لكن يظل شغله الشاغل مع مجلس الإدارة تعزيز ريادة الشركة فى السوق.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأوراق المالية التصنيفات الائتمانية الاقتصاد الوطنى المستقبل ريادة الشركة الشركة بالسوق
إقرأ أيضاً:
مصر.. الحكومة تعتزم بيع 10 شركات خلال 2025 بعضها تابعة للجيش
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعتزم الحكومة المصرية بيع 10 شركات لمستثمر استراتيجي أو بالبورصة خلال عام 2025، منها 4 شركات تابعة للجيش، بهدف زيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد المصري، وفق تصريحات صحفية لرئيس الوزراء.
وتعمل الشركات الحكومية المطروحة للبيع في قطاعات البنوك والطاقة المتجددة والصناعات الغذائية والبترول، وتضم القائمة: بنك الإسكندرية، وبنك القاهرة، ومحطة رياح جبل الزيت، وشركة الأمل الشريف للبلاستيك، ومصر للصناعات الدوائية، وسييد للصناعات الدوائية، و"وطنية"، و"صافي"، و"سايلو" للصناعات الغذائية، و"تشيل أوت". ومن المقرر تحديد نسب وتفاصيل الطروحات خلال الفترة المقبلة.
ومن أجل الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، تعهدت الحكومة بتقليص الاستثمارات العامة وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد من خلال طرح حصص أو بيع كلي لعدد من الشركات الحكومية والتابعة للجيش في البورصة أو لمستثمر استراتيجي. وتقول إنها نفذت تخارجًا كليًا وجزئيًا عبر 33 عملية خلال الفترة من مارس/أذار 2022 حتى يونيو/حزيران 2024، وجمعت حصيلة بلغت 30 مليار دولار.
واستأنفت الحكومة برنامج الطروحات الحكومية ببيع حصة 30% من المصرف المتحد، المملوك بالكامل للبنك المركزي المصري، في البورصة المصرية منذ أيام، تخطت عوائدها 4.5 مليار جنيه (88.6 مليون دولار).
وعدّدت عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، داليا السواح، مزايا برنامج الطروحات الحكومية، سواء على أداء سوق المال، بقولها إنه سينعكس على زيادة عدد الشركات المقيدة وزيادة حجم السيولة وتنويع القطاعات أمام المستثمرين، خاصة أن الشركات المقرر طرحها تحقق أداءًا ماليًا إيجابيًا ولها دور في الاقتصاد الوطني.