سرايا - تلجأ عائلة إبراهيم جهشان إلى كنيسة القديس برفيريوس العريقة (أرثوذكسية شرقية) في مدينة غزة منذ بدء الحرب.
لم يراود إبراهيم -وهو واحد من 1000 مسيحي في غزة- الشك مطلقا في أن الكنيسة -التي بنيت للمرة الأولى قبل 16 قرنا- ستوفر مكانا آمنا له ولزوجته الحامل وطفليه، اللذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 أعوام.



فالكنيسة الأرثوذكسية اليونانية -الأقدم في المدينة، والواقعة في حي الزيتون- تعد ملاذا لكل من المسيحيين والمسلمين خلال حروب إسرائيل الدورية ضد غزة.
في هذه الحرب، آوت الكنيسة مئات الأشخاص قبل أن يستهدفها قصف الاحتلال -مساء الخميس الماضي- ملحقا أضرارا جسيمة بأحد المباني الأربعة في مجمعها، مما أدى إلى انهيار سقفها وترك العشرات محاصرين تحت ألواح خرسانية، وفقا لشهود عيان.
وبحلول ظهر الجمعة، قالت البطريركية الأرثوذكسية في القدس، إنه تأكد استشهاد 18 شخصا على الأقل، بينهم أطفال عدة.
ويعيش في غزة حاليا قرابة 1000 مسيحي من أصل 3500 قبل فرض الحصار الإسرائيلي في 2007، هاجر بعضهم إلى دول عربية وغربية، وانتقل آخرون للعيش في الضفة الغربية التي يقطنها نحو 85 ألف مسيحي، بينما يعيش حوالي 150 ألف مسيحي في مدن الداخل.
"المبنى الذي قصفوه يقع بجانب الكنيسة.. ندعو الله فقط أن ينهي هذه الحرب"، هكذا قال إبراهيم جهشان الذي ما يزال يرتعش من تبعات الانفجار الهائل.
وعلى الرغم من الرعب، فإن إبراهيم جهشان وعائلته سيواصلون الاحتماء بالكنيسة. "هنا تعمدنا وسنموت هنا" يختم كلامه.
إبراهيم السوري، وهو ناج آخر آوته الكنيسة أيضا، يقول، إن نحو 200 طفل وامرأة ومسن ومريض، كانوا يحتمون بالكنيسة عندما استهدفت الطائرات الحربية المبنى بغارتين.
"كنا نظن أن الكنيسة ستحمينا، ولكن مع الأسف الاحتلال الغاشم لا يفرق بيننا.. لقد استهدفوا الكنائس والمساجد والمستشفيات. لا يوجد مكان آمن".
إبراهيم السوري دعا الأحرار في كل أنحاء العالم إلى الضغط على حكوماتهم لوقف إراقة الدماء بحق الفلسطينيين.
وحسب الأب عيسى مصلح، الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذكس في بيت لحم، فإن المبنى الذي انهار كان جزءا من مجمع الكنيسة، وأخرج عشرات الجرحى بينما ما تزال جهود الإنقاذ جارية لإنقاذ ضحايا آخرين، ما يزالون تحت الأنقاض.
سيدة فلسطينية مسيحية -هي الأخرى- بكت في وداع 3 من أحفادها استشهدوا في قصف الاحتلال لكنسية الروم الأرثوذكس، وقالت، "حبايب قلبي أولاد ابني 3 كلهم راحوا، كيف سأعود إلى البيت من دونهم، إلى أين أذهب، لا أستطيع أن أرى المنزل، ولا أريد الذهاب إليه، ادفنوني معهم".
ومنذ بدء الحرب، تعرضت المساجد والمدارس والمستشفيات -التي لجأ إليها الناس بعد فرارهم من منازلهم- لقصف عنيف.
ويوم الثلاثاء الماضي، استشهد 6 أشخاص بعد أن أصابت غارة جوية مدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي للاجئين في غزة. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أدى انفجار هائل في المستشفى الأهلي العربي إلى استشهاد مئات آخرين.
"الناس هناك -مسلمون ومسيحيون- اعتقدوا أنهم سيكونون آمنين داخل مبنى (الكنيسة). لأنها كنيسة، لم يعتقدوا أن الاحتلال ستقصفها "، يقول الأب عيسى مصلح.
"لا أحد في مأمن والجميع في خطر، بغض الطرف عن دينه. يجب على الجميع التحرك لوقف هذا"، يقول أحد المسيحيين، الذي اكتفى بذكر اسمه الأول فادي.
"هذه الرسالة موجهة إلى بايدن، رئيس الولايات المتحدة: المجتمع المسيحي في غزة مستهدف"، يضيف فادي البالغ من العمر 31 عاما، الذي ولد ونشأ في غزة.-(وكالات)


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

«من صُنع إيديا» فانوس 3 أمتار.. احتفال ترزي مسيحي بشهر الصوم

«كلنا مصريين ورمضان لا يفرق بيننا» بهذا الكلمات أهدى عادل سلامة، ترزى مسيحى من أبناء قرية كفر طحا مركز شبين القناطر، أهل قريته وجيرانه أكبر فانوس قماش من صنع يديه، احتفالاً بقدوم شهر الخير والبركات، مؤكداً أن «القرية كلها تسودها روح الترابط، ولا فرق بين مسيحى ومسلم، وهناك مشاركة فى الاحتفالات، وأخوة لن تراها فى مكان آخر».

قال «عم عادل»، كما يحب أن يناديه أهل قريته وزبائنه، لـ«الوطن»، إن الفانوس هو هدية بسيطة، احتفالاً بشهر رمضان الكريم، فى إطار المحبة والترابط والأخوة، التى تشكل النسيج الوطنى المصرى.

فانوس قماش 3 أمتار 

الفانوس القماش صممه «عم عادل» بطول ثلاثة أمتار، وزيّنه بالأنوار، لتعليقه خلال شهر رمضان المبارك فى مدخل قريته، مشيراً إلى أنه يقوم بذلك حباً فى أهل قريته، فلا يشعر بأى اختلاف بينه وبين أى شخص فى القرية، رغم أنه ليس من أبناء القرية الأصليين، فهو يتبادل معهم التهنئة والمعايدة فى الاحتفالات والمواسم الدينية، ويشارك العشرات منهم الإفطار فى شهر رمضان، بل ويصوم خلاله.

الأهالى يلتقطون الصور السيلفى بجوار الفانوس

صنع «عم عادل» هيكل الفانوس، ثم اشترى القماش ونفذه بالكامل، كما صنع أكثر من نموذج لفوانيس ليتم تعليقها فى الشوارع، ومنها نموذج لفانوس يصل طوله إلى 3 أمتار، وضعه أمام المحل الخاص به، مشيراً إلى أن الأهالى يلتقطون الصور السيلفى بجوار الفانوس، فرحاً به.

بمشاعر متدفقة، أكد «عم عادل» أن مصر وطن يعيش فينا قبل أن نعيش فيه، وهى مهبط لجميع الأديان، موضحاً أنه وأسرته يشاركون فى احتفالات رمضان، زوجته دائماً تعد طعام الإفطار مع الجيران وكذلك صنع كعك العيد، كما يشارك أبناؤه فى تعليق الزينة والأنوار، لترسيخ طقوس شهر الخير والبهجة والحب والمحبة فى وجدانهم.

مقالات مشابهة

  • «استهداف الفلسطينيين».. خطة نتنياهو لتعطيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • “حماس”: استهداف الاحتلال لعناصر الشرطة في رفح انتهاك خطير لاتفاق وقف إطلاق النار
  • وزارة الداخلية في غزة: ندعو الوسطاء والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف استهداف جهاز الشرطة
  • الأشغال بغزة تُصدر بيانا بخصوص الحصر الأولي لأضرار الحرب
  • 3 شهداء بقصف إسرائيلي استهدف عناصر شرطة شرق رفح
  • غيَّر قوانين سجون الاحتلال.. من هو الأسير مازن القاضي الذي خدع إسرائيل؟
  • 3 شهداء و 5 جرحى في استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة جنوبي لبنان
  • تحدى 54 مؤبدا ويخشى الاحتلال إطلاق سراحه.. مَن هو إبراهيم حامد أخطر أسير فلسطيني؟
  • بالفيديو.. أسرى فلسطينيون يحرقون "ملابس لا ننسى ولا نغفر"
  • «من صُنع إيديا» فانوس 3 أمتار.. احتفال ترزي مسيحي بشهر الصوم