الجزيرة:
2025-01-31@14:56:57 GMT

رسائل المقصوفين في غزة: لا نزال على قيد الحياة

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

رسائل المقصوفين في غزة: لا نزال على قيد الحياة

هذه الرسائل التي قد نتأفف من كثرتها وإزعاجها في أوقات السلم والرخاء، قد تكون بريد الأمل الذي نترقبه بلهفة واشتياق في أوقات الحروب والمصائب، ولا ينبئك عن ذلك مثل أهالي المقيمين في غزة هذه الأيام وأحبائهم.

فالقطاع المحاصر منذ عام 2007، قررت إسرائيل خنقه خنقا كاملا إثر عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فشنت حربها عليه، وقطعت إمدادات الماء والكهرباء عنه، ومنعت إدخال الغذاء والوقود إليه، حتى غرق في ظلام دامس وعزلة عن العالم، لا يكسرها إلا بعض الرسائل القصيرة والاتصالات الصعبة التي قد يتمكن سكان القطاع من تسريبها إلى أقاربهم أو أحبائهم، وغالبا ما تحمل عبارة طمأنة أساسية: ما زلنا على قيد الحياة.

في ظل شبه استحالة الاتصال عبر شبكة الهاتف النقال، يعتمد سكان القطاع وأقاربهم على خطوط الهاتف الثابتة القليلة، أو الاتصال عبر الإنترنت الذي بات نادرا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وشحّ الوقود لتشغيل المولّدات. فقد أدى القصف الإسرائيلي -وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية- إلى قطع اثنين من الخطوط الثلاثة الرئيسية للاتصالات النقالة وشبكة الإنترنت في قطاع غزة.


يقول وليد -الغزي المقيم في باريس- إنه يتصل بأهله عشرات المرات على التوالي، دون أن يتلقى أي ردّ، نظرا لضعف شبكات الاتصال، و"أحيانا تصلني رسالة من اليوم السابق، وأحيانا ينقطع الاتصال بعد 30 ثانية فقط". لكنه، بالرغم من شوقه إليهم وقلقه عليهم، يسارع إلى مقاطعة حديثهم حين يقولون له: "إذا صار لنا شي، دير بالك على حالك"!

لا يحتمل وليد أن يمرّ بخاطره أن مكروها ما سيصيب أهله، رغم أنه يعلم أن كلّ من في غزة معرّض لذلك، لذلك لا غرابة أن تكون رسائل التطمين التي يرسلونها إلى أحبابهم، هي في ذاتها ما يثير قلقهم، ويذكرهم بما يخيفهم عليهم، كالرسالة التي بعثها محمود شلبي المسؤول في جمعية "العون الطبي للفلسطينيين" البريطانية إلى زملائه، قائلا "أسجّل هذه الرسالة التي قد تكون الأخيرة، على الرغم من أنني آمل ألا تكون كذلك".

ويخبر شلبي زملاءه بما يعانيه في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وعن يومياته على إيقاع "القصف الذي يطال الجميع"، ويؤكد لهم "لن أترك منزلي.. سأموت واقفا، مجرد وجودي على هذه الأرض هو فعل مقاومة".


بحث في وجوه الضحايا

لا يوجد في غزة مكان آمن، فحتى المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس عرضة للقصف الإسرائيلي، ولعل المشاهد التي نقلها الإعلام المحلي لمجزرة المستشفى الأهلي المعمداني لا تزال راسخة في قلوب من شاهدها. لكن هذه المشاهد المؤلمة في ذاتها قد تكون وسيلة بعض الغزيين "للاطمئنان" على ذويهم!.

يقول وليد إنه بعد ساعات من الفشل في الحصول على أنباء من أقاربه، يعمد إلى "مشاهدة وجوه ضحايا القصف عبر شاشة الجزيرة.. فهي الوسيلة الوحيدة لمعرفة الأخبار بشكل مباشر"، بالرغم من أن هذه الأخبار في نفسها قد لا تجلب الطمأنينة.

أما هبّة جمّال، الغزّيّة المقيمة في مدينة ماينهايم الألمانية، فتؤكد أنها بالكاد تستطيع التواصل مع عائلتها، رغم أنهم تمكنوا من التحايل على انقطاع الكهرباء بتشغيل المولدات بالزيوت النباتية، وهو ما مكنهم من شحن هواتفهم. لكنها لم تتمكن خلال عدة أيام من الوصول إلى أي معلومة عن بعض أفراد عائلة زوجها.

تروي هبّة حوارها مع أهلها حين تنجح في الاتصال بهم: "قصفوا اليوم منطقتكم في خان يونس، هل الجميع بخير؟"، فيأتيها الجواب "لم يُقصف منزلنا. الحمد الله، ما زلنا على قيد الحياة".

وإن كانت هبة تتمكن من الوصول المتقطع إلى أهلها، فإن غيرها لا يفلح في ذلك، مثل وفا عليوة المقيم في منطقة هوت سافوا بفرنسا، الذي لم يتمكن من الاتصال بأبويه الستينيين في قطاع غزة بالرغم من محاولاته المتكررة، وبالرغم من أنه لا يزال يتمسك بأمل سماع صوتهما مرة أخرى، فإنه يؤكد أنه يخشى سؤالهما عما يأكلانه في ظل شحّ الغذاء الذي يعاني منه سكان القطاع.

أما الصحفية والكاتبة جميلة توفيق (26 عاما) التي نزحت مع عائلتها إلى خان يونس، فتقول إنها تضطر للمشي من مركز الإيواء المؤقت الذي تقيم فيه مع عائلتها أكثر من 10 دقائق لبلوغ مكان يتوافر فيه اتصال بالهاتف النقال، وبالرغم من مشقة ذلك والمخاطرة بالتعرض للقصف، فإنها تؤكد أن نقل صورة ما يحصل أمر يعنيها مباشرة ويعدّ "مسؤولية مهمة" تحملها.

وكما يحاول المقيمون خارج القطاع الاطمئنان على ذويهم في الاتصالات القليلة التي ينجحون في إجرائها، يحاول من هم في القطاع أن "يطمئنوا" على ردود فعل الدول العربية تجاه الحرب على غزة، ولا ندري أي طرفي الاتصال يكون أكثر شعورا بالخيبة!.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل.. مصر تُدخل 190 شاحنة مُساعدات إلى غزة

تُكمل مصر جهود إدخال المُساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة المنكوب، وذلك بعد الوصول إلى اتفاق انهاء الحرب. 

اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى

وأفادت شبكة القاهرة الإخبارية بأن الحدود المصرية/ الفلسطينية شهدت دخول 190 شاحنة مساعدات من بينها 4 شاحنات وقود إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم اليوم وحتى الآن تمهيدا لدخولها قطاع غزة.

تضطلع مصر بدور رئيسي في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة في أوقات الأزمات والتصعيد العسكري. ويعد معبر رفح البري، الذي يربط بين مصر والقطاع، المنفذ الوحيد غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، ما يجعله شريان حياة أساسيًا لسكان غزة. وتحرص السلطات المصرية على فتح المعبر بشكل دوري، لا سيما خلال فترات الحروب والتصعيد، لإدخال المساعدات الغذائية والطبية ومواد الإغاثة الضرورية. كما تنسق القاهرة مع المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، لضمان إيصال المساعدات بشكل منظم ومستمر. في فترات التصعيد، ترسل مصر قوافل إغاثية ضخمة، تشمل أدوية ومعدات طبية لمستشفيات القطاع، إلى جانب استضافة الجرحى والمصابين في المستشفيات المصرية لتلقي العلاج. وتأتي هذه الجهود ضمن التزام مصر بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته الإنسانية، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات.

إلى جانب الدعم الإنساني، تلعب مصر دورًا دبلوماسيًا في ضمان استمرار تدفق المساعدات ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع. تعمل القاهرة على التفاوض مع الأطراف المختلفة، بما في ذلك إسرائيل، لتسهيل دخول شحنات المساعدات وتقليل القيود المفروضة على المعابر. كما تستضيف اجتماعات بين المنظمات الإنسانية والجهات المانحة لتنسيق الجهود الإغاثية بشكل أكثر فاعلية. علاوة على ذلك، تبذل مصر جهودًا لإعادة إعمار غزة بعد كل تصعيد عسكري، حيث تشارك شركات مصرية في عمليات إعادة بناء البنية التحتية والمنازل المدمرة، مما يعزز الاستقرار داخل القطاع. وبفضل هذه الجهود، تظل مصر شريكًا رئيسيًا في تقديم الدعم الإنساني لغزة، وتسعى باستمرار للحفاظ على استقرار الأوضاع المعيشية لسكانها رغم التحديات السياسية والأمنية.

مقالات مشابهة

  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • في لقاء مع صابري.. صناع النسيج والألبسة ينخرطون في ورش المنصة الرقمية التي تعدها كتابة الدولة المكلفة بالشغل
  • وصول عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين إلى قطاع غزة
  • %65 فرص استثمارية.. ننشر أبرز رسائل رئيس الوزراء خلال زيارته للعراق
  • عاجل.. مصر تُدخل 190 شاحنة مُساعدات إلى غزة
  • مبروكة: لابد من مواكبة التحديثات التي يشهدها قطاع الطباعة
  • بالأرقام.. هذا ما دمره جيش الاحتلال في غزة
  • وزير الزراعة يبحث مع هيئة الموارد المائية واستصلاح الأراضي ‏الصلاحيات والمشكلات التي تعترض العمل ‏
  • ما البنود الإنسانية التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • دير البلح.. المدينة الهادئة التي استقبلت مليون نازح تعود لـالنوم باكرا