أكد بيان صادر عن الرئاسة المصرية في أعقاب اختتام قمة القاهرة للسلام- التي حال الانحياز الأوروبي للاحتلال الإسرائيلي دون صدور بيان ختامي عنها- أن الحرب على غزة كشفت عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات.

وأوضح البيان: فبينما نرى هرولة وتنافس على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد تردداً غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.

. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.

" نص البيان"

بدعوة من جمهورية مصر العربية، اجتمع في القاهرة يوم السبت 21 أكتوبر 2023 قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر في سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، الذى راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة في ٧ أكتوبر الجاري.

سعت جمهورية مصر العربية من خلال دعوتها إلى هذه القمة، إلى بناء توافق دولي عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية.. توافق محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعي.. ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق.. يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.. يطالب باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.. يؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات.. ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة، ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم.

تطلعت مصر أيضاً إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالمياً للسلام، يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية. وبحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة، تُفضى خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

إن المشهد الدولي عبر العقود الماضية، كشف عن قصور جسيم في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية؛ كونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهائه بشكل دائم… اكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مر أكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل.

كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافساً على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد تردداً غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.

إن الأرواح التي تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رُعباً تحت نير القصف الجوي على مدار الساعة.. تقتضي أن تكون استجابة المجتمع الدولي على قدر فداحة الحدث. فحق الإنسان الفلسطيني ليس مستثنى ممن شملتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. والشعب الفلسطيني لا بد أن يتمتع بكافة الحقوق التي تتمتع بها باقي الشعوب، بدءاً بالحق الأسمى، وهو الحق في الحياة، وحقه في أن يجد المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه.. وأن تكون له قبل كل شيء دولة تُجسد هويته ويفخر بالانتماء لها.

إن جمهورية مصر العربية، صاحبة المبادرة بالدعوة إلى قمة السلام، تعرب عن تقديرها العميق للدول والمنظمات التي استجابت لتلبية الدعوة رغم اعتبارات ضيق الوقت.

تؤكد مصر، أنها لن تألو جهداً في استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة، مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع. وسوف تحافظ مصر دوماً على موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجي لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما البعض في سلام.

وفي إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات.. مستعينة فى ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الفلسطينية: التمادي الإسرائيلي في الإجرام والإرهاب سببه الدعم الأمريكي

أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن تصاعد إرهاب المستعمرين ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، وآخره ما حدث في قرية بيت فوريك شرق نابلس من هجوم على منازل المواطنين وحرق الغرف الزراعية، واستمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، إلى جانب ما يجري في مخيمات الضفة، يستدعي موقفا دوليا لوقف العدوان على قطاع غزة أولا، وعدم الاكتفاء بسياسات التنديد والاستنكار التي لم تعد تجدي نفعا، وذلك لمنع تدمير المنطقة جراء هذا الإجرام الإسرائيلي.

وقال أبو ردية - في تصريح أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، اليوم السبت - إن هذا التمادي الإسرائيلي في الإجرام والإرهاب وتحدي الشرعية الدولية والقانون الدولي، سببه الدعم الأمربكي المتواصل بالمال والسلاح والغطاء السياسي، والتي تتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسات الإسرائيلية الخطيرة.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا في وجه الاحتلال وجرائمه، ويتصدى لهذه الجرائم، متمسكا بأرضه ومقدساته وحقوقه، مشددا على أن الإرهاب الإسرائيلي من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، والدعم الأمريكي لن يحققا الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.

في ذات السياق، أدان رئيس المجلس الوطني روحي فتوح الهجوم الذي نفذه المستوطنون المتطرفون اليوم في بلدة بيت فوريك شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وقال فتوح، في بيان صدر عنه، إن هذه الاعتداءات تتم تحت حماية وتنسيق مباشر مع حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل، مؤكدا أن ذلك امتدادا لسياسات التصعيد والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته، وإكمالا لمخطط الضم والتهويد التي تجاهر به حكومة الإرهاب العنصرية.

وأوضح أن هذه الهجمات وحرب التطهير العرقي وعمليات الإعدام والمداهمات بالضفة الغربية بدلا من أن ترهب الفلسطينيين أو تثنيهم عن التمسك بأرضهم، تزيدهم إصرارا على الدفاع عن حقوقهم وأرضهم"، داعيا المجتمع الدولي إلى رد الاعتبار للقانون الدولي والإنساني وحقوق الإنسان والتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات التي تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

اقرأ أيضاًالرئاسة الفلسطينية تدعو واشنطن لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه

الرئاسة الفلسطينية تدين مجزرة طولكرم وتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها

الرئاسة الفلسطينية ترحب بإعلان جنوب إفريقيا بشأن قضيتها أمام «العدل الدولي» ضد إسرائيل

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية: إرهاب الاحتلال ومستعمريه لن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة
  • مجموعة السبع تصدر بيانا بشأن الأزمة الأوكرانية
  • الرئيس الإسرائيلي يلغي رحلته لقمة مناخ أذربيجان لأسباب أمنية
  • الرئاسة الفلسطينية تدين هجوم المستوطنين على بيت فوريك شرقي نابلس
  • الرئاسة الفلسطينية: التمادي الإسرائيلي في الإجرام والإرهاب سببه الدعم الأمريكي
  • الرئاسة الفلسطينية: إرهاب إسرائيل لن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة
  • الرئاسة الفلسطينية تُعقّب على ما حصل في قرية بيت فوريك شرق نابلس
  • مفوضية الانتخابات تصدر بياناً بشأن الإعلان عن بداية عملية الاقتراع
  • الخارجية تصدر بياناً حول ملف ترسيم الحدود الليبية التونسية
  • قائمة أبو ريدة تصدر بيانا بشأن التصريحات المنسوبة لمحاميها بإلغاء رابطة الأندية