بعد غزو بري محتمل لغزة، تفضل إسرائيل أن تعيد السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع، بدعم من قوات الاحتلال، أما إذا رفضت السلطة، فستعيد تل أبيب احتلال المنطقة عسكريا، وهو سيناريو سيقيد جيشها، وينفر حلفائها في الخارج، ويزعزع استقرار حكومتها برئاسة بنيامين نتنياهو.

تلك القراءة طرحها موقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء المواجهة الراهنة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" وفصائل مقاومة أخرى في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وأطلقت فصائل المقاومة في ذلك اليوم عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال؛ ردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، في 20 أكتوبر، إن الحرب على غزة ستستمر على ثلاث مراحل، الأولى ستكون حملة جوية وبرية لكسر سيطرة "حماس"، والثانية للقضاء على جيوب قواتها، أما الأخيرة فستخلق "نظاما أمنيا جديدا" يسمح للجيش بالتراجع عن السيطرة الرسمية على القطاع.

ومنذ صيف 2007، تحكم "حماس" غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني؛ في ظل خلافات متواصلة مع حركة "فتح"، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس"، والتي تحكم الضفة الغربية.

اقرأ أيضاً

صحيفة بريطانية تكشف استراتيجية إسرائيل لغزة بعد القضاء على حماس

سيناريو الضفة 

"بعد انتهاء الغزو البري، من المرجح أن تتطلع إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية كي تحكم غزة، لكن افتقار السلطة إلى الشرعية وعدم الرغبة في التعاون مع إسرائيل قد يكون عقبة رئيسية أمام إعادة السلطة الفلسطينية إلى السلطة في غزة"، كما أضاف "ستراتفور".

واستدرك: "لكن السلطة الفلسطينية تكافح بالفعل من أجل الحكم في الضفة الغربية، ويرجع ذلك جزئيا إلى افتقارها إلى الشرعية الشعبية؛ بسبب سجلها الحافل بالفساد والتعاون مع إسرائيل".

ولفت إلى أن "الرئيس عباس أوضح أنه يعارض الغزو الإسرائيلي لغزة (...) ومن غير المرجح أن يقبل بسرعة عرضا من الإسرائيليين لحكم غزة بطريقة قد تجعل السلطة الفلسطينية تبدو وكأنها قوة احتلال متعاونة".

"ستراتفور" وقال إنه "إذا سيطرت السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف على غزة، فستعتمد على الدعم العسكري الإسرائيلي للحفاظ على السلطة (كما هو الحال في الضفة الغربية)؛ مما يجبر القوات الإسرائيلية على التدخل بشكل روتيني في غزة لإبقاء السلطة الفلسطينية في السلطة عندما تندلع الاضطرابات الشعبية".

وأردف أنه "إذا عرضت إسرائيل على السلطة الفلسطينية خيار إعادة السيطرة على غزة، فستحفزها جزئيا بأن هذا إحدى الطرق لاستعادة المساعدات الدولية التي تتضاءل بالنسبة للحكومة، وبالفعل أعلن مجلس التعاون الخليجي عن تعهدات بتقديم مساعدات طارئة لغزة بـ100 مليون دولار".

اقرأ أيضاً

دبلوماسي هندي: أمريكا لا تريد عملية إسرائيلية برية في غزة لكن لا تستطيع منعها

إعادة الاحتلال

"أما إذا لم تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة، فسينتهي الأمر بالقطاع مرة أخرى تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي (كما كان بين عامي 1967 و2005)؛ مما يجبر إسرائيل على الانخراط في احتلال طويل الأمد"، بحسب "ستراتفور".

وأوضح أنه "بالنسبة لإسرائيل، ينذر استمرار احتلال غزة بمزيد من الخسائر البشرية والتكاليف الاقتصادية والانقسامات السياسية".

واستطرد: "كما سيعّرض الجيش الإسرائيلي لاشتباكات مستمرة مع الفلسطينيين وتمرد طويل الأمد، لكنه سيظل يمنع عودة حماس كسلطة حاكمة ويحد من تهديد الصواريخ والقذائف".

كما "سيتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تواجه المهمة الصعبة المتمثلة في إعادة إعمار الأراضي التي مزقتها الحرب؛ مما يزيد من الضغط على ميزانية البلاد بعد الحرب ويسبب احتكاكا في الحكومة، إذ ستقاوم الأحزاب اليمينية المتطرفة تخصيص التمويل للمناطق المعاد احتلالها"، وفقا لـ"ستراتفور".

وزاد بأن "بعض أحزاب اليمين المتطرف في (حكومة) إسرائيل ستدفع أيضا نحو إنشاء مستوطنات في غزة وضمها إلى إسرائيل؛ ما من شأنه أن يهدد تماسك الحكومة؛ إذ ستقاوم أحزاب يمين الوسط ذلك".

وشدد على أن "الوجود العسكري الإسرائيلي طويل الأمد في غزة، سواء مع السلطة الفلسطينية أو بدونها بشكل خاص، سيؤدي إلى تنفير الدول الرئيسية في العالم العربي، وأبرزها السعودية"، في إشارة إلى تصريحات تصاعدت قبل الحرب بشأن الاقتراب من تطبيع رسمي للعلاقات بين الرياض وتل أبيب.

"كما سيضغط حلفاء إسرائيل الغربيون، مثل الولايات المتحدة، على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمنع تكرار هجمات 7 أكتوبر"، كما أردف "ستراتفور".

لكنه رجح أن "مثل هذا الحل سينطوي على تنازلات سياسية لا تحظى بشعبية كبيرة؛ ما قد يؤدي إلى انشقاقات في حكومة ما بعد الحرب في إسرائيل وإجراء انتخابات مبكرة".

اقرأ أيضاً

كمائن وقناصة ومسيّرات.. صعوبات تنتظر قوات إسرائيل حال اجتاحت غزة

المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل سيناريو حماس طوفان الأقصى السلطة الفلسطینیة على غزة

إقرأ أيضاً:

الدستور الانتقالي 2025 .. السودان الجديد يولد من رماد الحرب

الدستور الانتقالي للعام 2025 الذي تم توقيعه اليوم الثلاثاء بالعاصمة الكينية "نيروبي" يقلب معادلة السلطة في السودان ويعيد تعريف الدولة بهوية سودانوية لا مركزية كما يفصل الدين عن الدولة ويحررها من قبضة الأيديولوجيا والعرق والجهوية يؤسس المواطنة المتساوية كقاعدة مطلقة للحقوق والواجبات ووفق الدستور فاللامركزية السياسية والإدارية والقانونية والمالية ليست مجرد تقسيم إداري بل ضمانة لاستقلالية القرار في الأقاليم ومنع لاحتكار السلطة في الخرطوم ومنح الولايات سيادة حقيقية على مواردها وحكمها الذاتي دون خروج عن الإطار القومي الدستور الانتقالي نص على أن الفترة الانتقالية مقسمة إلى مرحلتين الأولى تسبق إعلان نهاية الحروب وتمهد للثانية التي تستمر لعشر سنوات وهي لعمري خطة طويلة الأمد لإعادة بناء الدولة؛ فإيقاف الحروب ليس غاية بل نقطة انطلاق لسلام مستدام وتنمية شاملة الدستور يعيد هيكلة الدولة بثلاث مستويات للحكم اتحادي إقليمي محلي ؛ ثمانية أقاليم لكل منها خصوصيته ودستوره دون المساس بالطابع القومي للسودان فلا عودة البتة للولايات منزوعة القرار ، واللا مركزية مدرعة بصلاحيات فعلية وليست صورية السلطة التشريعية تتكون من مجلسين الأقاليم والنواب وهو توزيع متوازن يمنع هيمنة المركز كما يضمن تمثيل كافة الشعوب السودانية وعدالة النوع الاجتماعي تفرض نفسها بنسبة 40% للنساء ورغم أنها خطوة غير مسبوقة تعيد تشكيل المشهد السياسي ولكننا بحوجة فعلية للإفلات من قبضة التمييز النوعي لصالح اقتحام المرأة بكامل عنفوانها في كل مفاصل الدولة وهنا نأتي للمجلس الرئاسي وهو قلب السلطة السيادية ويضم 15 عضواً بشكل يعكس التوازن الإقليمي ويمنح حكام الأقاليم نفوذاً مباشراً في صناعة القرار ويقلص سلطات الرئيس الفردية ويمنح الدولة رأساً جماعياً بدلاً من شخص واحد يتحكم بمصير الأمة الحكومة الانتقالية بلا محاصصة حزبية لا مكان لقسمة الكيانات السياسية يتم اختيار الوزراء وفق الكفاءة والالتزام بالدستور وهي خطوة ممتازة تقطع الطريق أمام ترسيخ النفوذ التقليدي وتفتح المجال لجيل جديد من القيادات الأجهزة النظامية تعاد صياغتها من الصفر جيش وطني جديد بقومية حقيقية عقيدة عسكرية لا تخضع للأيديولوجيا ولا الولاءات السياسية ويقتصر دوره على حماية الدولة لا التدخل في الحكم فلا محال لاستغلال القوة العسكرية لصناعة القرار وبخصوص قوات الشرطة وأجهزة الأمن فوفق الدستور يعاد تشكيلها لتكون مستقلة غير خاضعة لأهواء السلطة وتؤسس لحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون كما تكسر دورة التوظيف الأمني كأداة للقمع وتضمن توازن القوة بين مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية نسف مشروع الإسلام السياسي يتكفل به الدستور إذ يقر بحل كل المليشيات المسلحة المرتبطة بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية فلا جيش داخل الجيش ولا مجموعات موازية لقوات الدولة الرسمية كما أن دمج الدعم السريع والجيش الشعبي وحركات الكفاح المسلح في مؤسسة واحدة نهاية لفوضى التعددية العسكرية دستور السودان الانتقالي للعام 2025 قرر إلغاء وثيقة 2019 وكل القوانين السابقة ..قطع مع الماضي رسم لخط جديد السودان يعيد تعريف نفسه من نقطة الصفر

lanamahdi1st@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد يقرر إنشاء لواء دبابات وآخر مشاة
  • بمليار دولار.. دعاوى قضائية في إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية بسبب 7 أكتوبر
  • بريطانيا تدعو إسرائيل إلى رفع القيود عن المساعدات الإنسانية لغزة
  • مئات الإسرائيليين يطالبون السلطة الفلسطينية بتعويضات قيمتها 4.5 مليار شيكل
  • الدستور الانتقالي 2025 .. السودان الجديد يولد من رماد الحرب
  • إسرائيل تقلص الطوارئ لتقتصر على المستوطنات المحاذية لغزة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: السلطة الفلسطينية متواجدة في غزة ولها مؤسسات قائمة
  • عباس: السلطة الفلسطينية هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية على غزة (شاهد)
  • أحمد موسى: على حماسس التنحي عن السلطة في غزة.. والموقف العربي من القضية الفلسطينية ثابت
  • بين السرقة والتدمير.. مواقع أثرية من ضحايا إبادة إسرائيل لغزة