100 ألف متظاهر بلندن و70 ألفا في برشلونة.. المظاهرات تعم مدن العالم تضامنا مع غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
جابت مسيرة حاشدة، اليوم السبت، أنحاء العاصمة البريطانية للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مع دخول حرب الإبادة على غزة أسبوعها الثالث.
ووفقا لشرطة العاصمة البريطانية، فإن ما يصل إلى 100 ألف متظاهر تجمعوا وسط لندن في مسيرة مؤيدة لفلسطين، ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "الحرية لفلسطين" و"أوقفوا قصف غزة".
وفي اليوم الذي دخلت فيه كمية قليلة من المساعدات إلى غزة، تجمع المتظاهرون تحت المطر في ماربل آرك بالقرب من هايد بارك في لندن قبل أن يسيروا إلى الحي الحكومي وايتهول.
وتضمنت كثير من الهتافات واللافتات شعارات مناهضة لإسرائيل بقوة، ورفع أحد المتظاهرين لافتة بها صورة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عبارة تقول "مطلوبون لارتكابهم جرائم حرب".
يأتي ذلك في ظل تحذيرات شديدة من الشرطة من أن أي شخص سيبدي دعمه لحركة حماس سيتعرض للاعتقال، كما أنها لن تتسامح مع أي فعل يصنف باعتباره جريمة كراهية، حسب وصفها.
وانتهت المسيرة بسلام ولم ترد تقارير عن أي اعتقالات.
مظاهرات تعم العالموفي برشلونة، قال مراسل الجزيرة أيمن الزبير إن عدد المشاركين في المظاهرة التي تجري حاليا -والتي تحظى بدعم أكثر من 140 منظمة مدنية وحقوقية- فاق 70 ألفا، وإنها من أكبر المظاهرات التي تشهدها برشلونة.
وأضاف أن عددا من المدن الإسبانية تشهد مظاهرات موازية، من بينها العاصمة مدريد.
أما في سيدني الأسترالية، فقد شهدت مسيرة داعمة لسكان قطاع غزة ومنددة بالحرب الإسرائيلية على القطاع، وقالت مجموعة العمل الفلسطيني التي نظمت المسيرة إن نحو 15 ألفا شاركوا في المسيرة، ورفعوا لافتات مؤيدة للقضية الفلسطينية، ولوح المحتجون بأعلام فلسطين، وردد المتظاهرون شعار "فلسطين لن تموت أبدا".
وفي مدينة دوسلدورف (غربي ألمانيا)، رفع آلاف المتظاهرين اللافتات، وكتب على إحداها عبارة "من أجل السلام والعدالة وكرامة الإنسان في فلسطين"، كما كُتِب على لافتة أخرى عبارة "ضد الحرب والعنف والعدوان في غزة"، ولوح المشاركون بعلم فلسطين.
مشاركون في مسيرة بالعاصمة الأميركية واشنطن للتنديد بقصف غزة (الجزيرة)كما شهدت أوكلاند، أكبر مدن نيوزيلندا سكانا، مسيرة حاشدة مؤيدة للقضية الفلسطينية، وشارك في الفعالية مواطنون ومغتربون من كافة الأطياف القومية والدينية، وجابت المظاهرة شوارع المدينة وهي تهتف بتحرير فلسطين، وتطالب بإنهاء الحصار ووقف الإبادة الإسرائيلية في غزة.
واحتج آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس قبل تحركهم أمام البيت الأبيض، ورفع المشاركون شعارات تطالب بالحرية لفلسطين وبوقف فوري لإطلاق النار، كما طالبوا الرئيس جو بايدن بإرسال المساعدات الإنسانية لفلسطين بدل البوارج الحربية.
وفي نيويورك، تظاهر أكثر من ألف شخص في مانهاتن بالقرب من مبنى الأمم المتحدة، للتضامن مع غزة، مرددين هتافات تتهم بايدن ونتنياهو بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وتتوعدهم بالمحاسبة.
كما تظاهر ناشطون يابانيون ومقيمون عرب وأجانب قرب السفارة الإسرائيلية في طوكيو للتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وطالب المتظاهرون الحكومة اليابانية بإعلان موقف حازم تجاه انتهاك إسرائيل جميع حقوق الإنسان والقوانين الدولية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حلمي مصباح أبو شعبان.. مسيرة اقتصادي وأديب وصحفي رافض لاستعمار فلسطين
هو اقتصادي فلسطيني أدار البنك العربي في غزة ثم في مصر، وترشح أن يديره في الإمارات، لكنه اعتذر ورشح غيره.. هو المحرر الصحفي الذي بدأ في جريدة لصديقه وسخّر قلمه ضد الاستعمار.. هو سكرتير بلدية غزة، ثم عضو مجلس البلدية بالانتخاب.. هو المؤلف الناقد اللاذع والمذيع الجاد والصحفي الثائر والشاعر الوطني.. هو أول من كتب الشعر الكاريكاتيري في فلسطين ونشر فيه القصائد.. هو المناضل والمعتقل في سجون الاستعمار.
فمن هو هذا الذي جمع هذه الصفات، والمواقع الفاعلة والمؤثرة؟
هو حلمي مصباح حافظ أبو شعبان المولود في حي الزيتون بمدينة غزة عام 1911 في ظل الحكم العثماني للمنطقة قبل الحرب العالمية الأولى. درس في كُتّاب المسجد العجمي القريب من بيتهم وهو في الخامسة من عمره.
في عام 1916، أصدر قائد الجيش العثماني الرابع أحمد جمال باشا أمراً بإجلاء أهالي غزة عنها لأسباب عسكرية. فرحلت عائلته مع 28 ألف غزّي رحلوا عنها، وتوزّعوا في جميع قرى ومدن فلسطين ومنهم من وصل إلى سورية ولبنان. لكن عائلة أبو شعبان نزحت إلى مدينة نابلس واستقرّت فيها.
احتل الإنجليز وحلفاؤهم مدينة غزة بعد معارك ضارية يوم 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917، ليتم بعدها احتلال القدس في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1917، ثم فلسطين كلها في 19 أيلول (سبتمبر) 1918. وبدأ يومها الحكم العسكري البريطاني الذي تحول إلى انتداب مدني (حسب تسمية الأمم المتحدة) مع أنه لم يغيّر طابعه كاستعمار عسكري..
عادت عائلة مصباح أبو شعبان إلى غزة المدمّرة بعد سنتين من النزوح، فالتحق في عام 1918 بالمدرسة الرشيدية بغزة، ليتم تعليمه فيه.
وكعادة كل من أراد استكمال تعليمه الثانوي، توجّه الطالب حلمي أبو شعبان إلى الكلية العربية في القدس (المعروفة باسم دار المعلمين)، التي كانت تضم نخبة المثقفين الفلسطينيين الثائرين على الاستعمار من الهيئة التدريسية والطلاب.
وفور تخرّجه، عمل حلمي محرراً في جريدة "صوت الحق"، لصاحبها ومؤسسها الأستاذ المحامي فهمي بك الحسيني، وفيها كتب حلمي أولى مقالاته التي تندد بالانتداب البريطاني ووعد بلفور.
تعيّن شاعرنا عام 1930، وقبل بلوغه العشرين سنة من عمره، باشكاتب في بلدية غزة، ثم سكرتيراً وأمين صندوق لمجلس بلدية غزة سنة 1934.
في مستهلّ الثورة الكبرى، عام 1936، بدأ يحرر ويقدم برنامج "حديث المساء" في إذاعة فلسطين "هنا القدس"، ومع تصاعد الثورة تشكّل له جمهور عريض من المستمعين (رغم قلة وجود المذياع في تلك الحقبة) بسبب التزامه بالقيم الوطنية ومبادئه وثورته على الاستعمار البريطاني الذي كان يسهّل تغلغل الصهيونية في بلادنا.
لم يجامل الاحتلال البريطاني، ولم يسكت على الظلم، ولم يوفّر في نقده السياسيين المهادنين لهذا الاحتلال. حاول الحاكم العسكري البريطاني إسكاته وكسر قلمه، فأرسل إليه قوة حاصرت منزله في حي الرمال بغزة، وزجّوا به في معتقل صرفند شمال فلسطين هو ورئيس بلدية غزة فهمي الحسيني، وكان معه في المعتقل عبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي، وذلك في أواخر عام 1938. كل هذا حصل في أثناء الثورة الكبرى (1936 ـ 1939).
كما نشر حلمي أبحاثه ودراساته في مجلة "مرآة الشرق"، وحرر فيها باب "خطط عفريت".
وكان يمتلك حساً مرهفاً وظهر في كتاباته حبه الملحوظ للفكاهة وأجواء المرح والدعابة الهادفة. ويعتبر الكاتب الكاريكاتيري الوحيد في فلسطين في ثلاثينيات القرن الماضي، بل كان أحياناً شاعر الكاريكاتير أيضاً، فنظم القصائد النقدية، ومنها نقده لحملة المسابح من مدّعي التدين:
حَمْلُ المسابحِ عادةٌ .. تنفي عن المرءِ الرِّيَبْ
بعد خروجه من السجن، افتتح أول مكتبة في غزة، عرفت لاحقاً باسم "المكتبة الهاشمية"، وعمل في تجارة الكتب والقرطاسية والأدوات المدرسية، ووسع أعماله إلى مجال توزيع ونشر الصحف كوكيل معتمد لشركة "فرج الله".
قَدِم عام 1945 إلى غزة السيد عبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي، ووقع اختياره على رفيق سجنه عام 1938، الشاعر حلمي أبو شعبان، ليؤسس أول فرع للبنك العربي في غزة.
وفي عمر 35 سنة، ترشح حلمي في انتخابات البلدية ممثلاً عن منطقة الرمال وفاز فيها وأصبح عضواً في مجلس بلدية غزة.
بعد النكبة، أصبحت غزة خاضعة تحت قيادة الحاكم العسكري المصري ثم إدارة الحاكم الإداري العام المصري، وفي عام 1952، تم نقله إلى مصر ليتولى منصب مدير البنك العربي بمدينة المحلة الكبرى في مصر، وأحياناً أدار فروعاً أخرى للبنك كانت تعاني من مشاكل إدارية، ليعيدها إلى السكة الإدارية الصحيحة.
رجع حلمي إلى غزة مديراَ لفرع البنك العربي، وأسس له مبنى جديداً وهو مبنى (فرع الساحة) حالياً، وظل مستمراً في عمله حتى احتلالها عام 1967. وقدم حلمي استقالته وذهب إلى مصر حيث أقام فيها ليكمل أولاده تعليمهم المدرسي والجامعي.
في عام 1972 عاد إلى غزة وعاش فيها حتى وفاته عام 1978.
مؤلفاته
ـ أبو جلدة، وهو كتاب نادر ومفقود، المطبعة الإسلامية في يافا، 1934.
ـ تأريخ غزة، نقد وتحليل، لكتاب عارف العارف عن غزة، 1943، في 93 صفحة.
ـ مصرع إسرائيل، القاهرة، 1956، في 139 صفحة.
ـ وعنه كتب سليم عرفات المبيض كتاب: حلمي مصباح أبو شعبان: الأديب الشاعر والصحفي الثائر، غزة، 2004. في أكثر من 400 صفحة.
نماذج من شعره:
سنعود
لا تنظري خلف الحدود بعيداً .. أو تجزعي إن زاد عنك صدوداً
فغداً نعود ونلتقي برحابه .. ونزيلُ من بعدِ الحدودِ حدوداً
قسماً فلسطين الحبيبة إننا .. لن نرتضي بسوى ثراكِ صعيداً
سنعود للوطن الحبيب جحافلاً .. ونركز الرايات فيه شهوداً
سنعود مع شُمّ الجبال زواحفاً .. حتى نُحطّم حدَّهُ المسدود
سنعودُ فوق الزاحفاتِ ضوارياً .. ونحيلُ قعقعةَ السلاح نشيداً
سنعودُ من فوق السحاب صواعقاً .. ونثير في البحر الخِضَمِّ رعوداً
سنعودُ والأفلاكُ ترقصُ فوقَنا .. ونقيمُ فوقَ الفرقدينِ بنوداً
سنعودُ كالإعصارِ نعصفُ بالعدا .. لا والداً نُبقي ولا مولوداً
ونُذيقُهم طعمَ المنيَّةِ علقماً .. ونُريهمُ بِيضَ الحمائمِ سوداً
سنعودُ في حطينَ نبعثُ ذكرَها .. ونعيدُ مجداً طارفاً وتليداً
سنعودُ والدنيا تصفّقُ حولنا .. ونخطُّ في سِفْرِ الخلودِ خلوداً
سنعودُ والأقصى يردّدُ شكرَنا .. ونَخِرُّ فيه رُكَّعاً وسُجوداً
سنعود والأيام تروي بعدنا .. خبراً يُردّدُ في الورى ترديداً
سنعودُ والعودُ الحميدُ لأرضنا .. عيدٌ يجدّدُ للعروبةِ عيداً