وزارة الإعلام تستهدف ترسيخ الهوية الوطنية ونشر الثقافة العمانية الأصيلة عبر نوافذها الرقمية
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
يلعب الإعلام الإلكتروني دوراً محورياً في العصر الرقمي الحالي، وتسعى المديرية العامة للإعلام الإلكتروني بوزارة الإعلام إلى مواكبة هذا التطور من خلال تبني أحدث التقنيات والمنصات لتقديم المحتوى الإعلامي بطريقة تتناسب مع احتياجات الجمهور وتطلعاته، حيث تستهدف المديرية ترسيخ الهوية الوطنية ونشر الثقافة العمانية الأصيلة من خلال إنتاج المحتوى الإبداعي والحصري الذي يواكب الاتجاهات العالمية، كما تسعى لتحويل الخدمات الإعلامية التقليدية إلى خدمات إلكترونية متاحة على مدار الساعة عبر منصة عين، ما يلغي الحواجز المكانية والزمانية أمام الجمهور، وتضطلع المديرية أيضاً بمهمة نشر الوعي والتثقيف من خلال الرسائل الإعلامية والمبادرات الإلكترونية، إلى جانب الترويج للمحتوى الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي في مختلف الحسابات الإلكترونية التابعة لوزارة الإعلام ، لتشكل قنوات للتفاعل المباشر مع الجمهور واستقطاب شرائح جديدة من مختلف الفئات.
بداية تقول الدكتورة أمل بنت محمد النوفلية المديرة العامة للإعلام الإلكتروني بوزارة الإعلام حول الحسابات الإلكترونية لوزارة الإعلام في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي: تمتلك وزارة الإعلام عشرات الحسابات الإلكترونية في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الوصول لشرائح متعددة من الجمهور، والترويج لكافة الخدمات والمنتجات الإعلامية المختلفة وللتواصل الفعال والمباشر مع الجمهور، وحول عدد متابعي الحسابات الإلكترونية للوزارة فهو يفوق عدد سكان سلطنة عمان إذ يصل العدد إلى 5.900.000 ، ويدير الحسابات الإلكترونية عدد من الفرق الشغوفة وسلسلة من الكفاءات في مختلف المديريات المعنية إلى جانب المديرية العامة للإعلام الإلكتروني، علما بأن حساب تلفزيون سلطنة عمان يعد أكثر الحسابات الإلكترونية متابعة بعدد أكثر من مليون متابع و300 ألف، يليه حساب الأخبار بأكثر من مليون متابع، وهذه الأرقام تعكس اهتمام الجمهور بمشاهدة ومعرفة مضامين تلفزيون سلطنة عمان ونشرات الأخبار. أما حول جهود وزارة الإعلام في تحقيق النفاذية الرقمية لذوي الإعاقة فتقول «النوفلية» : يُشكل الأشخاص ذوو الإعاقة نسبة 15٪ من عدد سكان العالم، ولأن سلطنة عُمان جزء من هذا العالم، سعت لتعزيز هذه الفئة وتمكينها، ووفقا لإحصائيات المركز الوطني للمعلومات والإحصاء في عام 2020 وتتمثل في ان عدد ذوي الإعاقة السمعية في سلطنة عُمان يفوق 14380، ومن هذا المنطلق حرصت وزارة الإعلام على تخصيص رسائل إعلامية لذوي الإعاقات السمعية، بهدف الوصول إليهم، وتمكينهم. حيث يتوفر في منصة عين الإلكترونية فئة خاصة بالمحتوى المترجم بلغة الإشارة، والذي يتم من خلال التعاون مع عدد من المختصين، ومن أشخاص مع ذوي الإعاقات السمعية. وتحتضن منصة عين مجموعة كبيرة من المحتوى الإلكتروني المرئي المخصص بلغة الإشارة لذوي الإعاقات السمعية، والذي يشمل فئات منها الثقافي مثل (عُمان تحكي)، والإخباري مثل (نشرة أخبار العاشرة) و(خطابات صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه)، والمحتوى الاجتماعي والديني مثل (سؤال أهل الذكر)، وغيرها من أعمال، وبلغ عدد المواد والمحتوى المخصص بلغة الإشارة إلى 2276 أما عدد المشاهدات فاقت 22373 ولضمان سهولة التصفح والاستخدام لذوي الإعاقات، وفرت المنصة محتوى إلكتروني يتوافق مع احتياجاتهم، من خلال تخصيص تجربة للمستخدم من ذوي الإعاقة. كما أن منصة عين تدعم ذوي الإعاقة البصرية، من خلال إتاحة جميع خدماتها بخاصية تتوافق مع متطلباتهم.
وحول تحقيق النفاذية الرقمية في الموقع الإلكتروني الخاص بالوزارة «البوابة الإعلامية» تقول المديرة العامة للإعلام الإلكتروني: يُمثل موقع البوابة الإعلامية أحد أبرز المواقع الإلكترونية في سلطنة عُمان، ومتاح لذوي الإعاقة البصرية، ويحظى بعدد زيارات وتصفح يفوق 5 ملايين، كما يضم العديد من الموضوعات المتنوعة في شتى المجالات، وخصصت البوابة الإعلامية عدة صفحات للأشخاص ذوي الإعاقة لرفع وعيهم القانوني بالتشريعات والقوانين الخاصة بذوي الإعاقة، وللتعريف بجهود سلطنة عُمان من خلال صفحة الرعاية الاجتماعية.
كما سعت وزارة الإعلام ممثلة في المديرية العامة للإعلام الإلكتروني إلى عقد عدة ندوات تعريفية بالخدمات الإعلامية الإلكترونية التي تقدمها الوزارة لذوي الإعاقة، وتهدف هذه الندوات للتعريف والترويج للخدمات الإعلامية الإلكترونية التي يمكن لذوي الإعاقة الاستفادة منها، في الوصول التام للمعلومات والأخبار والمحتوى الإلكتروني المتنوع مثل المحتوى الثقافي وغيرها من مجالات. كما تهدف الندوات للوقوف على التحديات التقنية التي تواجههم أثناء تصفح المواقع والمنصات الإلكترونية التابعة للوزارة. ومعالجتها وتحسين تجربة المستخدم.
حول «منصة عين» وتطبيقها تقول الدكتورة أمل بنت محمد النوفلية المديرة العامة للإعلام الإلكتروني بوزارة الإعلام: «التطبيق» يمثل أحد أبرز التطبيقات الحكومية في الوطن العربي، لخدمة فيديو حسب الطلب VOD، وذلك لقدرته على توفير خدمات إعلامية إلكترونية عالية الجودة على مدار الساعة، تعمل بكفاءة وفعالية، بالاستناد على أحدث التقنيات الحديثة، ويقدم خدمة البث المباشر لثماني قنوات منها الإذاعية والتلفزيونية، حيث تضم المنصة مجموعة واسعة من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والتي يفوق عددها 45 ألف مادة سمعية ومرئية، وقد بلغ عدد مرات الاستماع والمشاهدة منذ إطلاقها تجريبيا وحتى أغسطس 2023 أكثر من 10 ملايين، كما أن منصة عين تصل لكل دول العالم، ويوجد حاليا جمهور لها في أكثر من 190 دولة.
وتقول «النوفلية»: التطبيق يقف خلفه فريق شغوف ومبتكر، يعمل باستمرار لتجويد الخدمات وتحسينها، وتطويرها بما يُلبي متطلبات الجمهور. كما أن التطبيق يُحدث باستمرار لتعزيز تجربة المستخدم، ولمنصة عين فريق يعمل على مدار الساعة لتلقي الملاحظات ومعالجتها.
منصة «عين» وتطبيقها
حول سهولة التصفح للتطبيق يقول عبد الملك بن حمود العبري مدير دائرة الدعم الفني: تطبيق عين يحظى باهتمام الجمهور بفضل سهولة الاستخدام، إذ يمكن تصفح الخدمات والمحتوى، والانتقال داخل الفئات المختلفة والمتنوعة بكل سهولة ويسر، وذلك بفضل عدة عناصر منها وجود المحتوى بتراتبية مبسطة وبتقسيمات متنوعة وبعدد الفئات المتاحة للجمهور مما يُسهل الوصول للمحتوى الإلكتروني السمعي والمرئي، كما يتضمن التطبيق محرك بحث مما يسهل الوصول للمحتوى وإمكانية التنقل بسهولة بين الصفحات، ومن خلال التسجيل في التطبيق يحظى المستخدم بتجربة أفضل، بناء على تفضيلاته، والمواد التي شاهدها، كما أن التطبيق سهل الوصول لكل شرائح المجتمع المختلفة، حيث يحقق النفاذية الرقمية، وسهولة وصول ذوي الإعاقة البصرية و السمعية، حيث يدعم تطبيق عين القراءات المتوافقة في الأجهزة الذكية للمكفوفين، كما يحتضن التطبيق مجموعة من الأعمال المترجمة بلغة الإشارة، وهنالك إمكانية التسجيل عبر استخدام الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إضافة إلى إمكانية مشاهدة التحميلات دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، والتطوير والتحسين المستمر في الخدمات الخاصة بالتطبيق، لتجويد تجربة المستخدم.
وأشار عبدالملك العبري إلى أن منصة عين متوفرة على أربعة أنظمة تشغيل في التلفاز الذكي، وعلى مختلف الهواتف والأجهزة الذكية على مجموعة من الأعمال الحصرية كأحد الممارسات الإعلامية المتعارف عليها في صناعة المنصات والتطبيقات الرقمية، كما أنها تضم محتوى خاص بالطفل منها أعمال حصرية مثل الأغاني الشعبية للطفل. وفئة لصناع المحتوى.
الكتب الصوتية والبوابة الإعلامية
وتقول بسمة مطر كامونا مديرة المحتوى الإلكتروني: يضم تطبيق منصة عين تنوعا فنيا وإبداعيا يظهر بصورة جلية على صعيدين، يتمثل الصعيد الأول في تقديم مضمون لمحتوى إعلامي إلكتروني لافت ومختلف، مغاير عن المحتوى الإذاعي والتلفزيوني، حيث وُظف الذكاء الاصطناعي في عمليات إنتاج المحتوى، مع الاستناد على التقنيات الحديثة في التصوير والإخراج والمونتاج. على سبيل المثال (التصوير الجوي بالدرون/ جوبرو/ تصوير بتقنية 360VR)، وعلى الصعيد الثاني يستند التطبيق على بناء تصميم إبداعي عام يتوافق مع تطلعات الجمهور، ويلبي احتياجاته، مع تطوير وإبراز جماليات الهوية البصرية، من خلال توظيف عدد من الصور الفوتوغرافية لمصورين عمانيين، شكل التطبيق كواجهة وقالب للمتصفح والمستخدم، وعبر توظيف التصاميم الإبداعية للمحتوى الإلكتروني، المستخدمة لبرامج الجرافيك المختلفة، تعكس التصاميم ملامح وصورا جاذبة ومبهرة وبألوان متعددة، لإضفاء طابع حيوي على التطبيق.
وعن «الكتب الصوتية» تقول: حرصت وزارة الإعلام من خلال منصة عين؛ على تعزيز الثقافة الرقمية وترسيخ حضور الكتاب العماني من خلال احتضان مجموعة من الكتب العمانية في شتى المجالات بما يثري المحتوى العماني والعربي، ويُمثل الكتاب الصوتي استثمارا للتقنيات الحديثة، للتعريف بالإرث الحضاري والفكري والمعرفي لسلطنة عمان، ونشر المعارف والعلوم العمانية بمنظور حديث يتوافق مع متطلبات الجمهور في قالب صوتي رصين، وبأصوات منتقاة؛ وذلك لإثراء المحتوى الثقافي وتبصير الجمهور بعدد من الكتب العمانية التي جسدت أحد الأركان المهمة في المكتبة العمانية والعربية، بما يتلاءم مع ظروف العصر وبما يتسق مع تفضيلات الكثير من الأفراد، ويشرف على هذا المشروع الإعلامي سليمان المعمري، كما يُسهم الكتاب الصوتي في سد ثغرة معرفية لدى الجمهور من فئة ذوي الإعاقة البصرية في سلطنة عمان والعالم العربي، وحرص فريق منصة عين على زيارة جمعية النور للمكفوفين لتعريفهم بمشروع الكتاب الصوتي العماني، والوقوف على تجربة استخدامهم لمنصة عين، ومعرفة التحديات التقنية لمعالجتها.
وحول البوابة الإعلامية أشارت بسمة مطر كامونا أن «البوابة» تجسد أحد أبرز أركان الإعلام الإلكتروني بمحتوى وطني إعلامي متجدد ومتكامل حول سلطنة عمان ومؤسساتها وقطاعاتها المختلفة، وتمثل نافذة تطل من خلالها مختلف الدول في العالم على سلطنة عمان، للتعرف عليها عن قرب وعن تفاصيلها وقوانينها ومؤسساتها والمواقع السياحية، وغيرها من الموضوعات التي تهم الجمهور، وبلغ عدد تصفح الزوار للصفحات في البوابة 5 ملايين من مختلف دول العالم منذ إطلاقها في ديسمبر عام 2019. والجدير بالذكر أن البوابة الإعلامية أطلقت هويتها البصرية تجريبيا في شهر أكتوبر2023، وستطلق رسميا خلال الفترة القادمة الهوية البصرية الجديدة للبوابة الإعلامية من تصميم المبدعة سارة المخينية، والهوية مستوحاة من بوابة مسقط وهي أحدث المعالم التاريخية البارزة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحسابات الإلکترونیة ذوی الإعاقة البصریة التواصل الاجتماعی وزارة الإعلام لذوی الإعاقة بلغة الإشارة ذوی الإعاقات سلطنة عمان فی مختلف منصة عین أکثر من من خلال کما أن عدد من
إقرأ أيضاً:
ظاهرة المؤثرين: بين التغيير الثقافي وهدم الهوية الوطنية .
#ظاهرة_المؤثرين: بين #التغيير_الثقافي وهدم #الهوية_الوطنية .
#أحمد_طناش_شطناوي
رئيس رابطة الكتاب الأردنيين – إربد
في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي قوة رئيسية في تشكيل وعي الأفراد، خاصة النشء الجديد، الذين باتوا أكثر ارتباطًا بالشاشات والمنصات الرقمية من أي وقت مضى، ومع بروز ظاهرة المؤثرين كقادة للرأي العام الافتراضي، أصبح تأثيرهم يتجاوز الإعلام التقليدي، مستغلين قدرتهم على التواصل المباشر والتفاعل اللحظي مع المتابعين، ورغم أن بعضهم يقدم محتوىً هادفًا ومفيدًا، فإن نسبة كبيرة منهم تروج لأنماط ثقافية دخيلة، ما يؤدي إلى تغييرات جوهرية في الفكر والسلوك والقيم، ويؤثر سلبًا على الهوية الوطنية والمجتمعية.
واليوم بات الشباب أكثر عرضة لاستهلاك المحتوى السطحي الذي يكرس مفاهيم خاطئة عن النجاح، حيث يتم ربطه بعدد المتابعين بدلاً من الإنجاز الحقيقي، مما أدى إلى تراجع قيم العمل الجاد والإنتاجية والطموح العلمي والمجتمعي، إن هذا التحول في الأولويات الفكرية للنشء الجديد أوجد جيلاً يسعى إلى الشهرة السريعة عبر التقليد الأعمى، متأثرًا بمؤثرين يروجون للاستهلاك والترف على حساب قيم الانتماء والمسؤولية المجتمعية، وبذلك، أصبح المجتمع يواجه تحديًا جديدًا يتمثل في سيطرة الثقافة الاستهلاكية والبحث عن الإثارة والمتعة السريعة، بدلاً من التفاعل مع القضايا الحقيقية التي تهم الوطن والمجتمع.
إلى جانب ذلك، أدى انتشار المحتوى الذي يعكس ثقافات غربية دون تمحيص إلى تراجع الاهتمام باللغة العربية لصالح استخدام مفرط للغات الأجنبية أو اللهجات الممزوجة، ما ساهم في تآكل الهوية اللغوية، باعتبارها أحد أبرز عناصر الانتماء الثقافي، مما أدى إلى انعكاس هذا التأثير على العادات والتقاليد الأردنية، حيث أصبحت بعض الفئات، خاصة الشباب، تتبنى أنماط حياة بعيدة عن الموروث الثقافي والمجتمعي، ما أدى إلى تغييرات جوهرية في طريقة التفكير والتعاملات الاجتماعية وحتى في القيم الأسرية، التي باتت تواجه تحديات بسبب الانفتاح غير المنضبط على العوالم الافتراضية.
مقالات ذات صلةومع تعاظم هذا التأثير، أصبح من الضروري أن تتدخل الدولة لدعم وإنتاج مؤثرين قادرين على تقديم محتوى متوازن، يعزز الهوية الوطنية ويحافظ على القيم المجتمعية، دون أن يكون ذلك على حساب الانفتاح والتطور.
ولتحقيق ذلك، يمكن تبني عدة استراتيجيات، أبرزها إطلاق منصات وطنية لدعم المبدعين الشباب في مجالات الإعلام الرقمي، وتوفير برامج تدريبية تمكنهم من إنتاج محتوى يجمع بين الإبداع والهوية الوطنية.، كما يمكن تقديم حوافز مالية ومعنوية للمؤثرين الذين يروجون للمحتوى الثقافي والتعليمي والإبداعي، بحيث يتم تحفيزهم على المنافسة الإيجابية بدلاً من الانجراف نحو المحتوى السطحي أو المستورد.
إضافة إلى ذلك، يمكن دمج الإعلام التقليدي مع الرقمي من خلال الشراكات مع المؤثرين الوطنيين، وتوجيههم نحو تقديم محتوى هادف، بحيث يتم تقديم المحتوى الإعلامي بأسلوب يتناسب مع طبيعة المنصات الرقمية الحديثة، مما يسهم في تعزيز الوعي الوطني بأسلوب جذاب ومؤثر.
وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك تنظيم واضح للمحتوى دون فرض قيود صارمة، وذلك بوضع سياسات تشجع على إنتاج محتوى مسؤول ومهني، مع العمل على تعزيز الوعي الإعلامي والتربية الرقمية لدى الشباب، لتمكينهم من التعامل النقدي مع المحتوى الذي يستهلكونه، بدلاً من تلقيه دون تفكير أو تحليل.
وفي السياق نفسه، فإن المناهج الدراسية تلعب دورًا محوريًا في بناء وعي رقمي لدى الأجيال الجديدة، من خلال إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج، بحيث يتعلم الطلاب مهارات تحليل المحتوى الرقمي، والتمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة، وفهم أساليب التأثير الرقمي، مما يعزز قدرتهم على حماية هويتهم الثقافية والوطنية من التأثيرات السلبية.
وبينما يُنظر إلى المؤثرين على أنهم مجرد ناقلين للمحتوى، فإن الواقع يؤكد أنهم أصبحوا أدوات قوية في إعادة تشكيل وعي المجتمعات، سواء بوعي منهم أو بدونه، ولهذا فإن مواجهة التأثير السلبي لهذه الظاهرة تستدعي جهودًا متكاملة من الدولة والمؤسسات التعليمية والإعلامية، لدعم صناع المحتوى الهادف، وتحفيز الشباب على الانخراط في مجالات تعزز هويتهم وتبني وعيهم النقدي، فالرهان الحقيقي اليوم لا يقتصر على ضبط المحتوى الرقمي، بل على بناء أجيال قادرة على التفاعل الواعي مع العالم الرقمي، منفتحة على الثقافات الأخرى، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب ثقافتها وهويتها الوطنية.