وجّه الملك عبدالله الثانى، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، على دعوته لاجتماع قمة القاهرة للسلام، فى وقت عصيب، للعمل معاً وفوراً لوقف الكارثة الإنسانية التى تدفع منطقتنا نحو الهاوية، قائلاً: إنّ التقاعس والصمت العالمى على ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية، ستكون عواقبه وخيمة على الجميع.

وأضاف العاهل الأردنى، خلال كلمته فى قمة القاهرة للسلام المنعقدة فى العاصمة الإدارية الجديدة: «العهدة العمرية التى صدرت على عتبة بوابات القدس قبل نحو 15 قرناً من الزمان، وقبل أكثر من 1000 عام من صدور اتفاقيات جنيف، أمرت الجنود المسلمين بألا يقتلوا طفلاً ولا امرأة ولا كبيراً فى السن، وألا يقطعوا شجرة، ولا يؤذوا راهباً، ولا يدمّروا كنيسة، وهذه قواعد الاشتباك التى يجب على المسلمين تطبيقها والالتزام بها، كما يتحتّم أن يلتزم بها كل من يؤمن بإنسانيتنا المشتركة، فحياة كل المدنيين ثمينة».

وتابع: «تُغضبنى وتُحزننى أعمال العنف التى استهدفت المدنيين الأبرياء فى غزة والضفة الغربية وإسرائيل، وحملة القصف العنيفة الدائرة فى غزة فى هذه الأثناء (شرسة ومرفوضة) على جميع المستويات».

وأوضح أنّ ما يحدث فى غزة عقاب جماعى لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة، وانتهاك فاضح للقانون الدولى الإنسانى، وجريمة حرب، وكلما تزداد وحشية الأحداث يبدو أنّ اهتمام العالم يقل شيئاً فشيئاً، متابعاً: «فى أى مكان آخر كان العالم يدين استهداف البنية التحتية للمدنيين، والحرمان المتعمّد للسكان من الغذاء والمياه والكهرباء، والاحتياجات الأساسية، وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فوراً».

واستطرد: «مر أسبوعان منذ فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزة، ويستمر مع ذلك الصمت الدولى من غالبية البلدين، لكنّ الرسالة التى يسمعها العالم العربى عالية وواضحة، حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين، حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين، وتطبيق القانون الدولى اختيارى وانتقائى، وحقوق الإنسان لها محدّدات، فهى تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق والأديان، وهذه رسالة خطيرة للغاية، وعواقب اللامبالاة والتقاعس ستكون كارثية علينا جميعاً، لا يمكن أن نضع العاطفة تملى علينا كيفية التعامل مع اللحظة».

وشرح العاهل الأردنى أنَّ أولوياتنا اليوم واضحة وعاجلة، أولاً الوقف الفورى للحرب على غزة وحماية المدنيين وتبنى موقف موحّد يدين استهدافهم من الجانبين، انسجاماً مع قيمنا المشتركة وقانوننا الدولى الذى يفقد كل قيمة إذا تمّ تنفيذه بشكل انتقائى.

وأضاف العاهل الأردنى ثانياً إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع غزة، ثالثاً الرفض القاطع للتهجير القسرى للفلسطينيين أو التسبّب فى نزوحهم، فهذه جريمة حرب وفقاً للقانون الدولى، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعاً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قمة السلام

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر

قال  الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته التي ألقاها في مؤسسة دار القرآن جاكيم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، إنه لا يمكن لمتحدث في هذا الاجتماع القرآني المهيب أن ينصرف دون أن يتوقف عند مأساة شعب فلسطين، بل مأساة الشعبين: العربي والإسلامي، بل مأساة العالم الحر في قارات الدنيا كلها شرقا وغربا، والتي تمثلت في جريمة الإبادة الجماعية، وتجاوزت بشاعتها كل الحدود، وإنه لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نسأل الله -سبحانه وتعالى- ونتوسل إليه بحرمة كتابه الكريم أن يمن على هذا الشعب المرابط بالفرج القريب والنصر المبين، ليستقيم بزوال الظلم والعدوان ميزان العدالة، لا في أرضهم المحتلة فحسب؛ ولكن ليقوم هذا الميران في العالم أجمع.

وبين  أن القرآن نزل ليعلن احترام الإنسان، ويؤكد تكريمه وتفضيله على سائر المخلوقات، ويفتح أمامه آفاق العلم وأبواب المعرفة بلا حدود، ويدفعه دفعًا للتفكير والنظر والبحث والتأمل، بعدما حرر فيه عقله من أغلال الجهل والجمود والتقليد، والاتباع الأعمى بغير حجة ولا دليل، مضيفا أن القرآن قد أعلن حرية المرأة، وأعاد لها كرامتها وإنسانيتها وحقوقها التي صادرتها عليها أنظمة المجتمعات في ذلكم الوقت، ولازالت تصادرها عليها حتى يوم الناس هذا.

وأوضح شيخ الأزهر خلال كلمته أن القرآن جاء بفلسفة جديدة للحكم تقوم على العدل والمساواة والشورى والديمواقراطية الرشيدة ومَنع الاستبداد وتحريم مظالم العباد، مشيرا إلى أن القرآن نزل بالكثير حول شئون المجتمعات والعلاقات الدولية، وفي أمر العقوبات وفي الأسرة، وفي الشأن العام، وغير ذلك، بجانب ما جاء فيه حول العقيدةِ والعبادةِ والمعاملاتِ بتنوعاتها، والغيبيات والدار الآخرة.

وأضاف شيخ الأزهر أن هذا الكتاب الفرقان بين الحق والباطل لا يزال يتعرض للحملات المضلِّلة في عصرِنا هذا، من بعض أقلام ينتمي أصحابها إلى الإسلام، ممن يؤمنون بالمذاهب الأدبية النقدية في الغرب، وبخاصة ما يسمى بالهيرمينوطيقا، لافتا أن تلك المذاهب تقوم على قواعد من صنع هؤلاء، ومنها إلغاءِ كل حقيقة دينية فوقية، والتمسك بالذاتية الإنسانية كمصدر أوحد للمعرفة، وأن الإنسان وحده قادر على أن يمتلك الحقيقة، وهو وحده معيار الحق والباطل ومقياس كل حقيقة، ولا توجد سلطة تعلو عليه أو على العالم، ولكم أن تتساءلوا عن مصير نص إلهي كنص القرآن الكريم -بأبدياته وثوابته وغيبياته- إذا ما تناولته القراءة الحداثية بهذا المبضع الذي لا يفرق بين إله وإنسان، ولا بين غيب وشهادة.. ولا بين مقدس ومدنس.. ألا يطلب من المسلمين آنذاك أن ينفضوا أيديهم من هذا الكتاب الذي لم يعد في منظور هذه القراءة وحيا إلهيا صالحا لكل زمان ومكان؟!.

وشدد الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب على أن طبيعة التلازم بين القرآن والسنة بحسبانه: مؤسسا لشرعيتها، ولحجيتها ومرجعيتها في حياة المسلمين وتشريعاتهم، تقتضي الإشارة إلى أمر قديم متجدد، وهو هذه الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية، وأنكرت ثبوتها وحجيتها، وأهدرت قيمتها التشريعية في الإسلام، وانتهت إلى أن القرآن وحده هو مصدر التشريع، ولا مصدر سواه، ضاربة عرض الحائط بما أجمع عليه المسلمون من ضرورة بقاء السنة إلى جوار القرآن جنبا إلى جنب، وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين.. وأن سلخ القرآن عن السنة يفتح أبواب العبث على مصاريعها بآيات هذا القرآن وأحكامه وتشريعاته.

مقالات مشابهة

  • العالم على بعد خطوة من حرب مدمرة..!
  • سمير فرج: نتنياهو الشخص الوحيد في العالم الذي لا يريد وقف إطلاق النار بغزة
  • أمل الحناوي: صمت العالم حول الاحتلال الإسرائيلي إلى استعمار ونظام فصل عنصري
  • وزيرة التنمية المحلية تستقبل محافظ دمياط بمقر الوزارة
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث مع محافظ دمياط الملفات الخدمية ومشاكل المواطنين
  • وصول وفد التدقيق التابع للطيران المدني الأردني إلى مطار معيتيقة الدولي
  • وزير الخارجية الأسبق: حرب غزة ضربت مصداقية القانون الدولي
  • نجوى مصطفى تكتب: كاشفة ونادرة
  • شيخ الأزهر: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر
  • التطور التكنولوجى يُحسن حياة المرأة ويحقق التوازن بين حياتها المهنية والأسرية