بوابة الوفد:
2024-10-03@07:39:46 GMT

غزة حكايات بلون الدم.. ورائحة المسك

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

فى غزة أصبحت الرفاهية أن يُكفّن المرء وحده ولكن لم يتوفر لأهالى غزة حتى تلك الأمنية الأخيرة وهم يواجهون حرباً بربرية وإبادة جماعية وتطهيراً عرقياً على أيدى النازية الصهيونية.. وسط الأنقاض وعلى ضوء خافت داخل أحد المستشفيات نظراً لانعدام الوقود نجد أحد الأطباء يعالج ابنته بيده ويتنقل بين مشرحتين لدفن زوجته وابنه الطبيب عبدالرحمن عطاالله يتفاجأ بوالده بين الشهداء الذين وصلوا إلى قسم الطوارئ فى مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

أما الدكتور إياد أبو كرش، طبيب العناية المركزة الذى يعمل عادةً فى مستشفى الشفاء شمال غزة، فلقد وجد نفسه يعالج مريضًا لم يتوقع رؤيته أبدًا: ابنته تمارا البالغة من العمر عامين. تم نقلها مع أخته وابنة أخته إلى مستشفى غزة الأوروبى فى مدينة خان يونس الجنوبية بعد أن ضربت غارة جوية إسرائيلية المنزل الذى كان يحتمى به هو وعائلته بعد إجلائهم من مدينة غزة فى الجزء الشمالى من الجيب. لقد ظنوا أنهم سيجدون الأمان هناك. لكن الضربة نفسها قتلت زوجته وابنه الأكبر، كما قال هو ورئيس المستشفى الدكتور يوسف العقاد.

وقبل شهرين رزقت عائلة فى غزة بأربعة توائم بعد انتظار 15 عاماً ولكن الاحتلال الإسرائيلى لم يُكمل فرحة هذه العائلة قصف المنزل على رؤوس ساكنيه فى غزة، فقتل التوائم الأربعة خالد وعبدالخالق ومحمود ومها البابا، ووالدتهم وفاء السويركى. فيما أقامت بعض الفتيات حفلة عيد ميلاك لمجموعة من الأطفال على أنقاض الدمار.. فى محاولة لتقديم بعض الدعم النفسي من ويلات الحرب. 

فى مشهد مبهج رغم الألم تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديوهات من غزة يظهر بها الناس وهم مجتمعون حول جثة أحد شهداء القصف الإسرائيلى على غزة.

يقول الحاضرون إنه ورغم بقاء الشهيد يومين تحت الأنقاض، إلا أنه وبعد إخراجه من تحت الأنقاض وجدوا أن جسده يفوح منه رائحة المسك والتى تملأ المكان.

كما علق أحدهم أن هذه من الأحداث والبشارات التى يخفف الله بها عن أهل غزة الذين يعانون منذ أيام من عدوان إسرائيلى غاشم يستهدف المدينة بأكملها دون أن يفرق بين صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة ولا منزل ولا جامع أو مستشفى.

وشهد صحفيون فى قطاع غزة المحاصر أن جثامين الشهداء تفوح منها رائحة مسك قوية.وقال صحفى إن أحد الشهداء منذ يومين وهو تحت الأنقاض غير أن رائحة المسك تفوح منه بقوة.

أكدت عائلة الشهيد عبدالله الصانع أنها فوجئت برائحة المسك تفوح من الغرفة التى وضع فيها ما تبقى من جثمانه الطاهر بعد العثور عليه تحت أنقاض مقر الأمن والحماية غرب مدينة غزة الذى قصفته طائرات الاحتلال، حيث استمر البحث عنه لمدة يومين متواصلين وعثر على قطعة صغيرة من رأسه وشعر لحيته، تبين فيما بعد أنها ما تبقى من جسده.

توافد العشرات وفور سماع الخبر، ممن عرفوا الشهيد فى حياته، للمنزل ليشتموا تلك الرائحة الذكية التى انبعثت من تلك القطعة من الكرتون التى وضع عليها ما تبقى من جسد الشهيد يوم العثور عليه.

والشهيد الصانع «أبوحمزة» هو أحد القيادات الميدانية فى كتائب القسام فى المخيم الجديد بمعسكر النصيرات، وسط قطاع غزة، وقائد وحدة القنص القسامية فى منطقته، كما عمل الشهيد مرافقاً للدكتور محمود الزهار القيادى فى حركة حماس حتى آخر لحظات حياته.

«آسف، كانت الحصة الأخيرة».. هكذا نعى مدرس فلسطينى من غزة طالبته الطفلة حبيبة، والتى استشهدت بغارات الاحتلال على منزل عائلتها.

 أما هبة أبو عندى فقبل يوم واحد فقط من ارتقائها شهيدة، قامت هبة برثاء صديقتها مريم، التى راحت أيضاً ضحية قصف قوات الاحتلال، فنشرت هبة عبر صفتحها الخاصة فيسبوك: ارتاحت مريم من التعب ارتاحت للأبد، آسفة يا مريم على كل مرة اختلفنا بالرأى أنا وأنت آسفة كتير.

وكتبت مودعة الحياة قبل استشهادها بساعات قليلة «نحن فى غزة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير وكلنا ننتظر أين سنكون..كلنا ننتظر اللهم وعدك الحق».

كان إبراهيم الأغا وزوجته حميدة يستمتعان بإجازة طويلة فى غزة عندما بدأت الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع.

وأراد الزوجان، وهما مواطنان أيرلنديان، زيارة غزّة كى يلتقى أبناؤهما الثلاثة، الذين ولدوا فى دبلن، بأقاربهم الفلسطينيين من أجل تعلم لغتهم وثقافتهم. ولكن الأسرة عانت تحت وقع الضربات والانفجارات، بدلاً من التجمعات العائلية الهنيئة التى كانت تتوقعها. وقال الأغا «كان قصفاً متواصلاً. قُصف المنزل وصار يهتز». فقرر الأغا استضافة عدد هائل من النازحين من جحيم الحرب وقام هو وزوجته على خدمة الجميع. 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة الأمنية الأخيرة الضربة غزة الأوروبى فى غزة

إقرأ أيضاً:

40 شهيدًا وعشرات الجرحى في مجزرة جديدة للاحتلال شرقي خانيونس

غزة - صفا استشهد 40 مواطنًا، وأصيب آخرون، فجر يوم الأربعاء، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي والمدفعية عدة أحياء جنوب شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأفاد مراسل "صفا"، بوصول ما يزيد عن 38 شهيدًا إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس من مناطق معن وحي المنارة والسلام جرى انتشالهم عبر مركبات مدنية، جراء القصف الذي طال تلك المناطق، بعد انسحاب قوات الاحتلال فجر اليوم من المنطقة. ومساء الثلاثاء، تقدمت دبابات الاحتلال بشكل مفاجئ من مدينة رفح عبر مفترق ميراج الغربي، ودخلت إلى منطقة قيزان النجار بشكل سريع ومفاجيء، وسط قصف مدفعي وجوي مكثف. وأوضح مراسلنا أن آليات الاحتلال توجهت إلى حي المنارة وتواجدت في معظم شوارعه، وسط إطلاق نار مكثف من الدبابات والطائرات. وأضاف أن القصف الدفعي العنيف استهدف حي قيزان النجار ومعن وقاع القرين وحي المنارة والسلام، بالإضافة إلى عشرات المنازل. وذكر أن الطواقم انتشلت شهيدة من عائلة الشاعر بنيران مسيرة إسرائيلية في منطقة قيزان النجار؛ وشهيدة من عائلة أبو حماد من بلدة بني سهيلا، وشهداء آخرين من محيط مفترق التحلية. وأشار إلى وصول أكثر من 15 إصابة إلى مجمع ناصر الطبي. وتابع أن طائرات الاحتلال قصفت أكثر من خمسة منازل، وهناك عشرات الشهداء والجرحى في الأحياء المذكورة؛ عرف منها عائلات أبو مصطفى، العشرة، الفرا، القدرة، الأغا، والزرد. وبين أن دبابات الاحتلال وصلت مشارف شارع صلاح الدين من ناحية شارع المغاربة الواقع في نطاق منطقة الفلاحه. ولفت المراسل إلى أن هناك شهداء ومصابين، بفعل إطلاق نار من مسيرات في بعض الطرقات، كما جرى محاصرة مئات العائلات في الأحياء المذكورة. وفي السياق، أصيب مصور قناة الكوفية أحمد الزرد وأمه وأخيه، واستشهد عدد من أفراد أسرته، في قصف استهدف منزل يؤويهم قرب محطة معن جنوب شرقي خان يونس. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة أبوطه في منطقة حي المنارة بجوار مسجد قطب، ويوجد تحت الأنقاض قرابة 15 شخصًا. وبفعل القصف العنيف، لم تتمكن مركبات الإسعاف من الدخول والوصول للمنازل المقصوفه، في ظل وجود عشرات الشهداء والجرحى عالقين داخل عدد من المنازل التي تعرضت لقصف جوي ومدفعي في تلك الأحياء. وكانت طواقم الدفاع المدني في خان يونس تلقت، مساء أمس، إشارات من ٤ منازل مستهدفة في منطقة قيزان النجار وميراج، وحينها تحركت على الفور، إلا أن الطائرات المسيرة (كواد كابتر) أطلقت نيرانها تجاههم، وتم انسحابهم من المكان تحت ظروف قاسية. وأوضح الدفاع المدني أن طواقمه حاولت إجراء تنسيق عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر للضغط على الاحتلال للسماح لطواقمه، لإجلاء ٢٦ مصابًا، جزء منهم تحت الأنقاض، وكذلك شهيد. وأعرب عن خشيته من فشل الجهود المبذولة لنجاح عمليات التنسيق، مما يتسبب في فقدان ارواح جديدة، وتتحول إلى شهداء كما حدث سابقًا في حوادث سابقة. ومنذ السابع من تشرين الاول/أكتوبر الماصي، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 41,638 مواطنًا، وإصابة 96,460 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وما زال آلاف المفقودين تحت الأنقاض. 

مقالات مشابهة

  • 6 بدائل للثوم في الطبخ.. تُعطي نفس الطعم والرائحة
  • مجزرة إسرائيلية في عيترون 6 شهداء ومسعفون ومفقود تحت الأنقاض
  • قصة جوليا رمضان اللبنانية.. ماتت تحت الأنقاض بعد والدتها بساعات
  • 40 شهيدًا وعشرات الجرحى في مجزرة جديدة للاحتلال شرقي خانيونس
  • المصلحون: حكايات الارهاب والتعصب والكذب والخداع -البدايةً
  • العراق يتذكر احتجاجات تشرين.. حكايات نساء واجهن الرصاص
  • قصة جوليا رمضان.. لبنانية أبكت من انتظر خروجها من تحت الأنقاض
  • بعد انتشال جثمانه من تحت الأنقاض.. أين سيدفن حسن نصر الله؟ (فيديو)
  • مسابقة بمركز جامعة القاهرة للغات والترجمة حول حكايات من الأدب الشعبى
  • مسابقة بمركز جامعة القاهرة للغات الأجنبية حول "حكايات من الأدب الشعبي"