فشلت قمة القاهرة للسلام، اليوم السبت، في التوافق على بيان ختامي، بحسب ما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، ما دفع هذا الفشل الرئاسة المصرية إلى إصدار بيانا منفردا.

 

وأكدت المصادر التي فضلت عدم نشر هويتها أن الجانب الأوروبي أصر على إضافة جملة تشير إلى "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وطلب "إدانة واضحة وصريحة لحماس"، بينما تحفظت المجموعة العربية على هذه الجمل وشهدت المناقشات اختلافاً حاداً، إلا أنها لم تتوصل إلى نتيجة نهائية.

 

وحسب المصادر، فإن الوفود العربية اختلفت مع وفود الدول الغربية بشكل عنيف، مما أفشل إصدار بيان مشترك باسم المؤتمر، وبالتالي جرى إصدار البيان المصري بشكل منفرد.

 

وأصدرت رئاسة الجمهورية المصرية بياناً صحفياً في ختام "قمة القاهرة للسلام"، أوضحت فيه أن مصر سعت من خلال دعوتها لهذه القمة إلى "بناء توافق دولي يدعو إلى وقف الحرب المستمرة والتي أسفرت عن آلاف الضحايا من المدنيين في كل من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي".

 

بالرغم من عدم صدور بيان ختامي رسمي للقمة التي استضافتها القاهرة اليوم، فإنّ الرئاسة المصرية أعلنت في بيانها عن تطلعها إلى أن "ينبثق عن المشاركين في القمة نداء عالمي من شأنه أن يؤكد أهمية إعادة تقييم النهج الدولي في التعامل مع القضية الفلسطينية على مر العقود الماضية. وبحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة، تُفضى خلال أمد قريب ومنظور، إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

 

وأوضح البيان الرئاسي المصري أن "اجتماع القاهرة تم بمشاركة قادة ورؤساء حكومات ومبعوثين من دول إقليمية ودول دولية عدة، وجاء هذا الاجتماع بهدف التشاور والنظر في سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذي ذهب ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي".

 

وفقاً للبيان الصادر، سعت مصر من خلال دعوتها لـ "قمة القاهرة للسلام" إلى "بناء توافق دولي شامل يتجاوز الثقافات والجنسيات والأديان والتوجهات السياسية. يتمحور هذا التوافق حول قيم الإنسانية وضمير الجماعة الدولية، وينادي برفض العنف والإرهاب وقتل الأبرياء بلا مبرر. كما يدعو إلى وقف الحرب المستمرة التي أسفرت عن وفاة الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة، ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى في الإقليم".

 

ويشدد البيان على أهمية احترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ويؤكد على ضرورة حماية المدنيين ومنع تعريضهم للمخاطر والتهديدات. كما يعطي الأولوية القصوى لضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المستحقين في قطاع غزة.

 

ويحذر البيان من خطورة امتداد النزاع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم. ويشير إلى أن "المجتمع الدولي كشف عن نقص كبير في السعي لإيجاد حلاً عادلاً ودائماً للقضية الفلسطينية. فقد تم التركيز على إدارة النزاع بدلاً من حله نهائياً، مع تقديم حلاً مؤقتاً ومسكنات غير كافية لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني الذي عانى لأكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال ومحاولات طمس هويته وفقدان الأمل".

 

وأوضح البيان أن "الأحداث الجارية أظهرت أيضاً تلاعباً في قيم المجتمع الدولي في مواجهة الأزمات، حيث تجد التنديد السريع بقتل الأبرياء في مكان ما بينما يكون هناك تردد غير مبرر في إدانة نفس الأعمال الوحشية في مكان آخر. وقد تمت محاولات تبرير هذه الجرائم، وكأن حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة أي شخص آخر".

 

وأكد البيان أن "الأوضاع الراهنة تتطلب من المجتمع الدولي استجابة ملائمة نظراً للأرواح التي تفقد يومياً في هذه الأزمة، والنساء والأطفال الذين يعيشون تحت وطأة القصف الجوي المستمر على مدار الساعة. إن هذه الأوضاع تجعل من الضروري أن تكون ردود الأفعال الدولية متناسبة مع خطورة الأحداث. ويجب أن يحظى الشعب الفلسطيني بحماية واحترام حقوقه كما ينص عليها القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان الدولية".

 

كما أكد أن "على الشعب الفلسطيني أن يتمتع بجميع الحقوق المتاحة لباقي شعوب العالم، مثل الحق في الحياة والمأوى الآمن والرعاية الصحية الكريمة والتعليم لأبنائه. ويجب عليه أيضاً أن يكون لديه دولة تمثل هويته ويفتخر بانتمائه إليها قبل كل شيء".

 

وأضاف البيان أن "مصر تتجه نحو تحقيق هذه الأهداف النبيلة، ولن تقبل أبداً بأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة في المنطقة. ولن تتردد في الدفاع عن سيادتها وأمنها القومي في وجه التحديات والتهديدات المتزايدة. وستعتمد في ذلك على القوة الإلهية وإرادة شعبها وعزيمته".

 

وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر دبلوماسي لـ"العربي الجديد" إنه "من غير المستبعد ألا يصدر بيان ختامي" عن قمة القاهرة للسلام التي عُقدت اليوم السبت، في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

 

وأوضح المصدر، شريطة عدم ذكر اسمه، أن هناك خلافاً بين المجموعة العربية المشاركة في القمة، والمسؤولين الأوروبيين الحاضرين، بسبب "وضع جملة (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها)، وإدانة صريحة لحماس في البيان الختامي".

 

وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد غادر مصر، بعد أن شارك في قمة القاهرة للسلام بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، من دون أن يلقي كلمة خلال القمة. شددت الكلمات التي ألقيت خلال القمة على ضرورة خفض التصعيد، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وتجنّب توسّع الصراع في المنطقة.

 

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته خلال افتتاح القمة، إن "مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، وفي الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجاً على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة، يُفرض عليهم عقاب جماعي، وحصار وتجويع، وضغوط عنيفة للتهجير القسري، في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات، وأسس القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لتجريمها، ومنع تكرارها، مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة مصر الكيان الصهيوني قمة القاهرة للسلام فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

محاكم دبي تصدر 9144 عقد زواج في 2023

دبي: محمد ياسين

كشفت محاكم دبي عن إجمالي عدد عقود الزواج الشرعي والمدني خلال العام الماضي 2023، حيث بلغ العدد الإجمالي 9144 عقداً، من بينها 8895 عقد زواج شرعي و249 عقداً مدنياً. تعكس هذه الأرقام النشاط القانوني والإجراءات التوثيقية التي تشرف عليها المحاكم لضمان التزام كافة العقود بالمعايير القانونية والدينية المعمول بها في الدولة.

وفي تقريرها السنوي لعام 2023، بينت محاكم دبي أنها وفرت 12162 مهمة ترجمة خلال العام الماضي؛ تشمل مهام ترجمة للسلطة القضائية والكادر الإداري، وتتضمن الترجمة الشفوية الفورية وترجمة المستندات والوثائق الكتابية وتهدف هذه الخدمات ضمان التواصل الفعال والفهم المتبادل بين الأطراف المعنية في العمل القضائي والإداري، من خلال مترجمين محترفين يتواجدون أثناء الجلسات.

تأتي هذه الإحصاءات في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها محاكم دبي لتطوير خدماتها وتبسيط الإجراءات القانونية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، من خلال تبنّي أحدث التقنيات وتطبيق أفضل الممارسات الدولية، تسعى محاكم دبي إلى تقديم خدمات عالية الجودة تسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتعزيز الثقة في النظام القانوني.

ولا تقتصر جهود محاكم دبي على توثيق عقود الزواج فحسب، بل تشمل أيضاً توفير الاستشارات القانونية والإرشاد الأسري للأزواج، وتهدف هذه الخدمات إلى دعم الأسر وضمان حقوق الأفراد بما يتماشى مع القوانين المحلية والشريعة الإسلامية، وذلك ضمن إطار من الشفافية والعدالة.

ويعكس عدد عقود الزواج المدني الذي توفره محاكم دبي، حرص القيادة الرشيدة للتيسير على أفراد المقيمين مختلف الخلفيات الثقافية والدينية، حيث تتيح لتلك الفئة إبرام عقود زواج مدني تضمن حقوقهم وتوفر لهم إطاراً قانونياً معترفاً به. وهي خطوة تأتي في سياق الحرص على تعزيز التنوع والاندماج الاجتماعي.

وتعبّر الأرقام التي أعلنتها محاكم دبي في تقريرها السنوي لعام 2023، عن التزامها بتقديم خدمات قانونية متميزة تلبي احتياجات المجتمع وتسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي؛ من خلال مواصلة العمل على تحسين وتطوير خدماتها.

مقالات مشابهة

  • ألعاب AAA على أجهزة آيفون وiPad تفشل في تحقيق النجاح المتوقع
  • تنسيقية المقاومة العراقية تصدر بيانا يخص لبنان وفلسطين
  • مصدر أمني مصري ينفي موافقة القاهرة على نقل معبر رفح البري
  • إدارة شباب بلوزداد تصدر بيانا خاصا لأنصار الفريق
  • المنسق الأممي للسلام : إجراءات إسرائيل بالضفة تزيد التوتر وتضعف من فرص السلام على أساس حل الدولتين
  • وقفة في حرض بحجة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بأمانة العاصمة
  • محاكم دبي تصدر 9144 عقد زواج في 2023
  • مصر تصدر بيانا شديد اللهجة لإسرائيل
  • حركة أنصار الله في اليمن تصدر بيانا جديدا يكشف آخر عملياتها / فيديو