انتهت قمّة القاهرة للسلام المنعقدة اليوم في العاصمة المصرية بفشل ذريع في الخروج بقرارات عاجلة لوقف إطلاق النار والاعتداءات الوحشية على الشعب الفلسطيني في غزّة وعمليات التقتيل والقصف وانسحب عليها المثل المعروف "تمخض الجبل فولد فأرا".

البيان لم يحمل توافقا بين الدول الممثلة في القمة، التي اكتفى كثير منها بوزراء خارجية، لأنّه ببساطة لم يحصل توافق بين الحاضرين في القمة على قرارات تنهي مأساة الفلسطينيين وتردع الكيان الصهيوني المحتل، بل صدر البيان عن الرئاسة المصرية.

وللتذكير، فقد وجّهت القمة دعوة إلى تونس للحضور حتّى لو اقتضى الأمر تمثيل تونس بمستوى وزير، لكن دون جدوى، لأن الرفض التونسي كان رفضا مبدئيا وموقفها لا يحتمل المساومة أو المقايضة في حقوق الشعب الفلسطيني.

مصر تُصدر بياناً منفرداً

وعقب القمّة، أصدرت رئاسة الجمهورية المصرية بيانا ختاميا منفردا، وأوضحت فيه أنّها سعت من خلال دعوتها لهذه القمة إلى "بناء توافق دولي يدعو إلى وقف الحرب المستمرة والتي أسفرت عن آلاف الضحايا من المدنيين، ويُطالب باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ويُؤكّد الأهمية القصوى لحماية المدنيين، وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات، وإعطاء أولوية خاصّة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة. ويُحذّر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم".

وجاء في البيان أنّه وبدعوة من مصر، اجتمع في القاهرة، اليوم السبت، قادة ورؤساء حكومات ومبعوثو عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر في سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد.

وتابع البيان أنّ مصر تطّلعت أيضاً إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالمياً للسلام يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية. "وبحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة، تُفضي خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وأكّد البيان المصري على أنّ "المشهد الدولي عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم فى إيجاد حلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية… لكونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهائه بشكل دائم.. اكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مرّ أكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل. كما كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافس على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد تردداً غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر".

واعتبرت الرئاسة المصرية أن "الأرواح التي تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رعبا تحت نير القصف الجوي على مدار الساعة، تقتضي أن تكون استجابة المجتمع الدولي على قدر فداحة الحدث، فحق الإنسان الفلسطيني ليس استثناء ممن شملتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والشعب الفلسطيني لا بد أن يتمتع بكافة الحقوق التي تتمتع بها باقي الشعوب، بدءا بالحق الأسمى، وهو الحق في الحياة، وحقه في أن يجد السكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه، وأن تكون له قبل كل شيء دولة تجسد هويته ويفخر بالانتماء لها".

وشدّد نصّ البيان أنّ مصر لن "تألو جهداً في استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع. "وسوف تحافظ دوماً على موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجي لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما في سلام"، وفق نصّ البيان.

وختم البيان: "في إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات، مستعينة في ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته".

 

* قمة القاهرة للسلام.. تقرؤون أيضا:

الرؤساء يتوافدون على مصر للمشاركة في 'قمّة القاهرة'

الرئيس الفلسطيني: 'لن نرحل.. لن نرحل.. لن نرحل'

قائمة الدول المشاركة في قمة القاهرة للسّلام

السيسي: تصفية القضية الفلسطينية.. لن يحدث أبدا على حساب مصر

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: ة القاهرة

إقرأ أيضاً:

قرارات هامة في اجتماعات الجمعية العمومية والمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للتايكوندو بحضور محمد شعبان

اقيمت اجتماعات الجمعية العمومية والمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للتايكوندو في مدينة شون شيون بكوريا الجنوبية على هامش بطولة العالم للشباب -17 سنة المقامة خلال الفترة من 1-7 اكتوبر الجاري.

وشهدت الاجتماعات تواجد مصري قوي بحضور محمد شعبان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي عن قارة إفريقيا ورئيس لجنة المسابقات واللجنة الفنية بالاتحاد الدولي للعبة.

كما شهدت الاجتماعات حضور عربي قوي بتواجد السيد ادريس الهلالي رئيس الجامعة المغربية للتايكوندو وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي بالإضافة إلى الدكتور أحمد حمدان الزيودي رئيس الاتحاد الإماراتي للتايكوندو وعضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي.


ويعد هذا أول اجتماع لكونجرس الاتحاد الدولي للتايكوندو منذ باريس 2024 ، واظهر النجاحات الهائلة للتايكوندو في دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، حيث تم تنظيم مسابقات التايكوندو والبارا تايكوندو في باريس 2024 في القصر الكبير الرائع Grand Palais ، مما منح خلفية مناسبة للعديد من اللحظات السحرية والأجواء التي لا تنسى.

استمع المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي إلى تقرير كامل عن الألعاب الأولمبية التي رأسها وادارها بنجاح كبير المصري محمد شعبان والذي اشاد بادائه الجميع.

وفي كلمته اشاد رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو تشونج وان تشو بالتنظيم الرائع لأولمبياد باريس وقال: "كان معظم أعضاء كونجرس الاتحاد الدولي هناك في باريس واستمتعوا بالأجواء المذهلة التي خلقها الرياضيون والمتفرجون في أفضل مكان على الإطلاق".

وأضاف: كانت باريس فرصة رائعة للاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس التايكوندو كرياضة أولمبية، أود أن أشكر اللجنة المنظمة في باريس 2024 وجميع مسؤولينا الفنيين والموظفين لدينا على هذه الألعاب الاستثنائية.

وتم خلال اجتماع الجمعية العمومية الذي تلى اجتماع المكتب التنفيذي مناقشة العديد من الأمور الهامة والموافقة على عدد من التعديلات من بينها: تقليص عدد أعضاء كونجرس الاتحاد الدولي بنحو الثلث من 37 إلى 25 عضوًا، كما ستكون هناك نسبة أكبر من الأعضاء المنتخبين من قبل الجمعية العامة لجعل المنظمة أكثر ديمقراطية، مع تقليص العدد المعين من قبل الرئيس من 10 إلى اثنين، وتوسيع المسارات للأعضاء المنتخبين ذوي الأداء القوي.

سيتم شغل خمسة مناصب نائب الرئيس من قبل ثلاثة أعضاء منتخبين وعضو معين وعضو المجلس النسائي الذي حصل على أعلى نسبة من الأصوات الانتخابية، وهذا يمثل تحولاً من نواب الرئيس الثمانية الحاليين، ومن بينهم خمسة رؤساء اتحادات قارية يشغلون المنصب بحكم مناصبهم، واثنان معينان وواحدة هي العضو النسائي الأعلى تصويتًا في المجلس.

ستشهد التغييرات انتخاب 14 عضوًا في المجلس من قبل الجمعية العامة، بحد أدنى ذكر وأنثى لكل قارة، وعضو واحد معين من قبل الرئيس. وهذا يمثل انخفاضًا من 17 عضوًا منتخبًا وستة أعضاء معينين من قبل الرئيس.
وأشاد رئيس الاتحاد الدولي بالتغييرات التي طرأت على النظام الأساسي قائلًا: "تمثل تعديلات النظام الأساسي تصميمنا الشخصي وتصميمي على أن نكون أكثر استدامة كرياضة وكاتحاد دولي أولمبي وبارالمبي. تمت مناقشة التعديلات على نطاق واسع ليس فقط داخل عائلة التايكوندو، ولكن أيضًا مع الاتحادات الأولمبية الدولية المصنفة A1 في أحدث مراجعة حوكمة للاتحاد الدولي للتايكوندو“. وأضاف: "كما لاحظتم، فأنا أتنازل عن بعض صلاحيات التعيين المخولة للرئيس للمساعدة في جعل المنظمة أكثر ديمقراطية وتبسيطًا من أجل الكفاءة“.

كما أعلن تشو أنه ينوي الترشح لفترة ولاية أخيرة كرئيس للاتحاد الدولي للتايكوندو في الجمعية العامة الانتخابية العام المقبل في مدينة ووشي بالصين.

مقالات مشابهة

  • كابت صحفي: الدبلوماسية المصرية لها دور كبير في الترويج للقضية الفلسطينية
  • الرئيس الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • بحضور المصري شعبان.. قرارات هامة في اجتماعات الجمعية العمومية والمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للتايكوندو
  • القمة العالمية للحكومات تعلن نتائج الاستطلاع العالمي للوزراء
  • مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يعلن نتائج مسابقاته الثلاثة بدورته الثانية
  • مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكشف نتائج مسابقاته بدورته الثانية
  • قرارات هامة في اجتماعات الجمعية العمومية والمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للتايكوندو بحضور محمد شعبان
  • بعد 3 محاولات فاشلة.. هكذا اخترق جواسيس إسرائيل حزب الله
  • "إنشاء مكتب للتعاون الدولي وصرف مكافأة للعاملين".. أبرز قرارات مجلس جامعة الأقصر
  • العجز الدولي عن إيقاف حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني