أطفال غزة.. صدمة وأعراض خطيرة بسبب القصف والخوف من الاجتياح
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
يقول آباء وأطباء نفسيون في قطاع غزة إن أعراض الصدمة تعلو وجوه الأطفال في القطاع الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى بعد أسبوعين من القصف الإسرائيلي المكثف، مع عدم وجود مكان آمن للاختباء من القنابل المتساقطة والاحتمال الضئيل أن تتوقف الهجمات.
ويشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ويعيشون تحت قصف شبه مستمر وملأ الكثيرون منهم ملاجئ مؤقتة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة بعد فرارهم من منازلهم دون كميات تُذكر من الطعام أو المياه النظيفة.
ومن المتوقع أن تشن إسرائيل هجوما بريا قريبا على غزة ردا على الهجوم عبر الحدود الذي شنه مقاتلون تابعون لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أودى بحياة أكثر من 1400 شخص وأسفر عن احتجاز 210 آخرين.
سكان غزة نصفهم أطفال.. ماذا يعني ذلك في الحرب؟ يعتبر قطاع غزة واحدا من أكثر المناطق اكتظاظا في السكان على مستوى العالم وكذلك هو من بين الشعوب الأكثر شبابا، حيث ما يقرب من نصف السكان (47.3 في المئة) تحت سن 18 عاما، وفقا لما أورده تقرير نشرته الإذاعة الوطنية الأميركية "إن بى أر"، الخميس.وقال الطبيب النفسي فضل أبو هين من قطاع غزة إن الأطفال بدأت تظهر عليهم أعراض خطيرة من أعراض الصدمة مثل التشنجات والتبول اللا إرادي والخوف والسلوك العدواني والعصبية وعدم الرغبة في الابتعاد عن والديهم.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن ما لا يقل عن 4385 قتلوا في غزة حتى الآن، من بينهم أكثر من 1500 طفل، بينما أصيب 13 ألفا آخرون.
وتتفاقم المشكلة بسبب الحالة التي توجد عليها الملاجئ المؤقتة بمدارس الأمم المتحدة، حيث يحتمي أكثر من 380 ألف شخص على أمل الهروب من القصف.
وينام في بعض الأحيان 100 شخص في الفصل الدراسي الواحد، الأمر الذي يتطلب تنظيفا مستمرا. ولا توجد إمدادات تُذكر من الكهرباء والماء لذا فإن الحمامات والمراحيض قذرة للغاية.
وقالت تحرير طبش، وهي أم لستة أطفال يحتمون في أحد المدارس، إن أطفالها يعانون كثيرا خلال الليل ولا يتوقفون عن البكاء ويتبولون على أنفسهم دون قصد، مشيرة إلى أنها ليس لديها الوقت الكافي لتنظيفهم واحدا تلو الآخر.
وأضافت أنهم لا يشعرون بالأمان في هذه المدارس أيضا. وتقول الأمم المتحدة إن هذه المدارس تعرضت للقصف عدة مرات، وشهدت طبش عدة ضربات تصيب مباني مجاورة. وقالت إن أطفالها يقفزون من الخوف عندما يسمعون صوت تحريك كرسي.
وقال الطبيب النفسي أبو هين إن عدم وجود أي مكان آمن تسبب في شعور عام بالخوف والرعب بين جميع السكان، مشيرا إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرا.
وأضاف أن رد فعل بعض الأطفال كان مباشرا وعبروا عن مخاوفهم. وقال إنه على الرغم من احتياج هؤلاء الأطفال إلى تدخل فوري، فإنهم قد يكونون في حالة أفضل من الأطفال الآخرين الذين احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم.
دعم نفسييؤوي أحد منازل خان يونس بجنوب القطاع نحو 90 شخصا، من بينهم 30 تحت سن 18 عاما، ويضطرون إلى النوم في نوبات بسبب ضيق المساحة.
وتحدث إبراهيم الأغا، وهو أحد الموجودين بالمنزل ويعمل مهندسا، عن آثار الهجمات قائلا إن الصرخات تعلو دائما مع سماع دوي أي انفجار أو إصابة أي هدف قريب وإنهم يحاولون تهدئة الصغار بأن يقولوا لهم إنها مجرد ألعاب نارية. لكن الأكبر سنا يفهمون ما يحدث.
وأكد الأغا أنهم سيحتاجون إلى الكثير من الدعم النفسي بعد انتهاء هذه الحرب.
كان نظام الرعاية الصحية في غزة منهكا بالفعل قبل بدء الحرب هذا الشهر، وصار الآن على شفا الانهيار. ويحذر خبراء الصحة النفسية منذ فترة طويلة من الخسائر الفادحة التي نزلت بالفعل على الأطفال.
وخلص تقرير صدر عام 2022 عن منظمة "انقذوا الطفولة" إلى أن الرفاهية النفسية والاجتماعية للأطفال في غزة كانت عند "مستويات منخفضة بشكل مثير للقلق" بعد 11 يوما من القتال في عام 2021، مما جعل نصف أطفال غزة بحاجة إلى الدعم.
ويقول خبراء الصحة النفسية في غزة إنه لا يوجد هناك شيء اسمه اضطراب ما بعد الصدمة لأن الصدمة في القطاع مستمرة، مع نوبات متكررة من الصراع المسلح تمتد إلى ما يقرب من عقدين من الزمن.
وفي ساعة مبكرة من صباح، السبت، وبعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى في مدينة غزة مما أدى لمقتل العديد من أفراد عائلة أبو عكر، وقفت مجموعة كبيرة من الأطفال بين أولئك الذين يراقبون رجال الإنقاذ وهم يبحثون بين الأنقاض عن الناجين والجثث.
وبينما كانت النساء في الجوار يبكين وينتحبن، وقف الأطفال يراقبون دون أن يظهر على وجوههم أي شيء.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
«اليونيسف»: أطفال لبنان يعيشون المرحلة الأكثر دموية
دينا محمود (بيروت، لندن)
أخبار ذات صلة الإمارات: الالتزام بتعزيز «الدبلوماسية الرياضية» في بناء السلام جهود إماراتية لإعادة تشغيل ودعم المخابز والتكيات في غزةأعلن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، جيمس إلدر، أن أكثر من 80 بالمئة من الأطفال الذين قُتلوا خلال الـ 12 شهراً الماضية في لبنان، قُتلوا خلال الأيام الخمسين الأخيرة.
وقال إلدر في منشور على منصة «إكس»، أمس، إن الأطفال في لبنان يعيشون المرحلة الأكثر دموية بهذه الحرب.
وأضاف: «أكثر من 80 بالمئة من الأطفال الذين قُتلوا خلال الـ 12 شهراً الماضية في لبنان، قُتلوا في الخمسين يوماً الماضية».
ولفت إلى «وجود تحذيرات واضحة من أن الأسوأ قادم»، مضيفاً: «على أصحاب النفوذ اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لفرض وقف إطلاق النار».
وبعد شهرين تقريباً من بدء التصعيد العسكري الكبير في لبنان، بفعل الهجوم الإسرائيلي ضد «حزب الله»، تتعالى التحذيرات في هذا البلد من أن استمرار المعارك يشكل خطراً داهماً على جيل كامل من صغاره، من جراء ما يلحقه القتال بهم، من جروح جسدية وتشوهات نفسية، فضلاً عن حرمانهم من استكمال مسيرتهم التعليمية.
فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، أدت الغارات الجوية والعمليات العسكرية البرية، إلى مقتل وجرح المئات من الأطفال اللبنانيين، ممن يقول أطباء إنهم يشكلون نسبة لا يُستهان بها من المصابين الذين تستقبلهم المستشفيات.
ويعاني بعض هؤلاء الصغار، من إعاقات وحروق، قد تستمر آثارها مدى الحياة.
وكشف جراحون في مركز طبي تابع للجامعة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت عن أنهم بدؤوا، خلال الأسابيع الماضية، في إجراء جراحات لأطفال مصابين، جاء غالبيتهم من مناطق في شرقي لبنان وجنوبه، وهو ما لم يكن معتاداً من قبل في مركزهم على الإطلاق.
وفي حين يتزايد عدد الأطفال اللبنانيين من ضحايا المعارك الحالية، بفعل تصاعد الهجمات التي تضرب المناطق الآهلة بالسكان في بيروت ومناطق الشرق والجنوب، تشير بيانات الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية إلى أن هذه الفئة من المجتمع باتت تمثل أكثر من ثلث النازحين، ممن يفوق عددهم الإجمالي مليون شخص.
وأدى التصعيد العسكري المتواصل للشهر الثالث على التوالي، وما نجم عنه من دمار واسع النطاق، مصحوباً باستمرار أزمة النزوح وتفاقمها، إلى تعطيل الدراسة في لبنان، إما بسبب الأضرار التي لحقت بالمدارس، أو لكونها تحولت إلى مراكز إيواء مؤقتة، ما يهدد مستقبل مئات الآلاف من التلاميذ والطلاب.
في الوقت ذاته، رصد خبراء في الطب النفسي ومسؤولون عن عدد من مراكز الإيواء في مناطق لبنانية مختلفة، تزايد النزعات العدوانية والمشكلات الصحية والسلوكية ومشاعر القلق، لدى الأطفال الذين يقيمون مع أسرهم في هذه المراكز. وأشار الخبراء إلى أن هذه الظواهر السلبية، ربما ترجع جزئياً، إلى أن هدم منازل هؤلاء الصغار من جراء الحرب أفقدهم الشعور بالأمان في الأماكن التي كانوا يشعرون أنهم ينعمون فيها بالأمن والحماية أكثر من غيرها.
ونقل الخبراء عن آباء يقيمون في مراكز الإيواء قولهم، إن بعض أبنائهم أصبحوا يتلعثمون في الحديث، بينما بدأ البعض الآخر في عصيان أوامرهم، كما أظهر فريق ثالث من الأطفال علامات مبكرة على المعاناة من اضطرابات عقلية، وذلك وسط مخاوف من استمرار جانب من هذه المشكلات، بعد انتهاء مرحلة الطفولة.
وفي تصريحات، نشرتها وكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء، قال أطباء يتولون علاج بعض الأطفال الجرحى في لبنان، إن الوضع الراهن يُخلِّف جيلاً من الصغار، المُثخنين بجروح جسدية ونفسية وعاطفية، خاصة وأن تعافي كثير منهم من إصاباتهم، ربما يستغرق وقتاً طويلاً.