فى زمان أضحت فيه المعلومة هى أهم شيء سواء تكلم المريض أو لم يتكلم هو أو أحد من أقربائه فلابد أن يقوم الطبيب المعالج أو الطبيب المقيم بعمل file أو sheet للمريض قبل دخوله إلى المستشفى أو دخول العيادة، وفى هذا فائدة كبيرة ولو من باب الحفاظ على حقوق «المريض»، فكل كلمة يقولها المريض هى هامة وقد تفيد الآن وقد لا تفيد، ولكن الأغلب أن كلامه سيكون مفيدًا يوما ما.
أما الأغرب ألا نستفيد من هذا التاريخ المرضى بشيء وأن يقضى الطبيب نصف ساعة يسمع من المريض أشياء يدوّنها بيديه ولكنه لا يستطيع أن يربط هذا بذاك وذاك بهذا، فتضيع المعلومة إلى يوم الدين.
ولابد أن يتكلم المريض وهذا حقه قبل أن تُجرى له الفحوصات إلا إذا كان هناك ما يمنع من ذلك، وقبل أن يدخل دوامة التحليلات، والأسوأ أن يتحول الكلام إلى دردشة تشد الطبيب إليها فينسى كل شيء وينخرط فى أحاديث جانبية مع المريض.
ونظام عمل ملف للمريض له مدارس كثيرة وهو منذ القدم وعرفه العرب قديمًا وذكروه كثيرًا وذكروا التاريخ الطبى للمريض، حيث يتتبع ما يُصرح به المريض بنوع من الأهمية، فله أصول وترتيب فى تدّرج الأسئلة المباشرة وغير المباشرة.
أمّا ما هو ليس معقولًا أن يُهمل الملف الطبى أثناء الكشف على المريض ويُسارع بالمريض إلى خرينة المستشفى أولًا ويتم عمل سائر الفحوصات وكل الفحوصات دون سماع كلمة من المريض أو الانتباه إلى كلامه أو طريقتها على الأقل.
والانتباه إلى الكلام شيء والانتباه إلى طريقة الكلام شىء آخر، وهذه يفهمها الأطباء، ومن طريقة الكلام نعرف من نُخاطب وإذا كان المريض متمارضًا من عدمه أو إذا كان يتحاشى النظر إلى الطبيب أثناء الكلام فذلك يُبين أشياء كثيرة.
وأضرب لك أمثلة وهى حقيقية من أرض الواقع:
مريضة بأحد المستشفيات تأتى إلى قسم الاستقبال بألم فى صدرها ودائمًا عند بعض الأطباء انطباع أن البنات فى سن الشباب يكن متمارضات «أو متخانقة مع أهلها أو خطيبها» ولكن فى نسبة بسيطة تكون هناك مشكلة كبيرة فلابد للطبيب أن يترك ما يظن إلى ما لا بد من فعله فى الاستماع للمريض بدقة، وبطبيعة الحال تم تشخيص هذه المريضة خطأ مع أن عندها مرضًا خطيرًا.
مريضة تشتكى من التهاب روماتيزمى وارتشاح على القلب أدى إلى تغييرات برسم القلب وهذا مثل شائع وكثيرًا ما يتكرر، فلا تجد من يسمع منها وهذا حدث فى 2023 فتدخل مستشفى ويتم عمل لها قسطرة قلبية دون داع ثم يقال لها أنت كويسة ومش محتاجة دعامة دون أن يتم حتى عمل موجات صوتية على القلب يبين الارتشاح الذى تشتكى منه.
ويقول العارفون بالبيانات إنها أرقام وحسابات تكتب ما فات وتثبت ما هو آت وكفى بالمعلومة أن تكون «مهضومة».
ويقول العارفون بالطب إنها أساس العلاج ولا تنفع البيانات المرضية إلا أن تكون صحيحة ومرتبة وتُحفظ فى مكان آمن، وهى سرية للمريض ولأهله وخاصة لكل مريض حتى لو أراد ألا يعرفها أحد غيره.
استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المعلومة
إقرأ أيضاً:
وسط ترقب بيانات المخزونات الأمريكية.. أسعار النفط تعود للارتفاع
استقرت أسعار النفط بعد ارتفاعها يوم الثلاثاء، حيث تركز الأسواق على إجراءات التحفيز الصينية وتوقعات المخزونات الأميركية.
وتم تداول خام “برنت” بالقرب من 74 دولاراً للبرميل بعد مكاسب بنسبة 1.3% يوم الثلاثاء، بينما تجاوز خام “غرب تكساس” الوسيط حاجز 70 دولاراً.
في خطوة لدعم النمو، منحت الصين المسؤولين المحليين مزيداً من المرونة في كيفية استثمار عائدات السندات الحكومية، مع الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير في الوقت الحالي. كما تعهد صانعو السياسات بموقف نقدي “معتدل التيسير” في أكبر دولة مستوردة للنفط الخام.
في الولايات المتحدة، أفاد معهد البترول الأميركي بانخفاض مخزونات النفط الخام التجارية بمقدار 3.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، ما قد يمثل الانخفاض الخامس على التوالي إذا أكدت البيانات الحكومية ذلك يوم الخميس.
عادةً ما تتراجع المخزونات على مستوى البلاد في ديسمبر، قبل أن تبدأ في الارتفاع خلال الأشهر الأولى من العام الجديد.
وتتجه أسعار النفط نحو انخفاض سنوي متواضع، على الرغم من أن الخام ظل محصوراً في نطاق ضيق منذ منتصف أكتوبر، مع تضاؤل الفجوة بين سعري العرض والطلب.
ومع اقتراب عام 2025، يركز المتداولون على تداعيات رئاسة دونالد ترامب المقبلة، ومحاولات بكين لدعم اقتصادها، وآفاق الإمدادات العالمية من النفط الخام، حيث يخطط تحالف “أوبك+” لتخفيف القيود بشكل تدريجي بعد سلسلة من التأجيلات.