لجريدة عمان:
2025-02-03@10:02:27 GMT

«أيها الرجل»..

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

يجب عليك كرجل يذهب إلى المركز الصحي للعلاج انتظار ممرض «رجل».. أما كم من الوقت سيستغرق انتظارك فذلك من شؤون الغيب، ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. سيكون من باب الحصافة والتعقل ألا تطلب الخدمة من ممرضة لأنك تتفهم «تحفُظ» البعض على التعامل مع المريض «الرجل».. وتخشى بطبيعة الحال أن تنزلق في مُلاسنة كلامية لا تليق بك إذا استشعرت تجهمها وعبوسها خاصة أن المكان مؤسسة حكومية لها قوانينها وضوابطها.

إذا كنت طالب خدمة دائما ستُفضلُ ألا تكون لحوحًا ولا متملقًا أو مُستجديًا حتى لا يُعد تصرفك «غلاسة» أو بالمحلية «تفوليه» ولن يشفع لك أي سبب حتى إن اعتادوا على رؤيتك بينهم كل يوم لقياس الضغط أو أخذ حقنة السُكري إن تصرفت كذلك. مطلوب منك أيها الرجل عندما تجلس لعمل الخطوات الأولية قبل الدخول إلى الطبيب المُعالج التزام الصمت، وإذا أمكن عدم إلقاء السلام على من أجبرتها الظروف للعمل ممرضة؛ لأنها قد لا ترد السلام وقد تُتهم بالثرثرة وإتيان أفعال صَفِقة من المفترض أن تترفع عن الإتيان بها. يحصل كل هذا بعد معاناة شديدة مررت بها وأنت تحجز رقم انتظارك من السجلات، وتحمُل برودة الأرضية المُغطاة بـ«البورسلين» وأنين المرضى المُكدسين على طول الممر فجميع المقاعد ممتلئة منذ الصباح الباكر من الذين قدِموا فجرًا قبل أن يفتح المركز الصحي أبوابه وقبل حضور الموظفين. ولأنك بحاجة ماسة للعلاج ستتحمل كل الذي سبق المقابلة صابرًا محتسبًا أجرك عند الله خاصة إذا كنت من أصحاب المواعيد، ولا تملك قدرة العلاج في عيادة خاصة لكن صبرك لا شك سينفد، وتصاب بالإحباط الشديد إذا ما أخبرتك الممرضة أن الطبيب غادر المركز بسبب ظروف «خاصة» وأنه لا يوجد طبيب آخر يمكنه علاجك. عند هذا الحد يجب ثم يجب ثم يجب أن تكون حليمًا مُقدِرًا فمن ذا الذي لا تُفاجئه الظروف وتُفسد خططه المفاجآت.. ويُستحب كذلك ألا ترفع صوتًا أو تعلن نية كتابة شكوى حتى لا تبدو كالذي ينفخ في قُربة مثقوبة، وحتى لا يتبدد صوتك في الفراغ فتثير الشفقة على نفسك بسبب الشكوى والتذمر فالشكوى كما تعلم لغير الله مذلة. ستبلع الموقف و«تُكبر عقلك» وتكون حَسن النية فزيارة مُبتلى بمرض مُزمن يعاني الأمَرين مثلك لن تكون الأخيرة إلا إذا تخّطف روحك الموت، ومقدمو الخدمة لن يُضحوا بطلب استقالاتهم بسبب أن حضرتك لم تحصل على علاج. هم وأنت تدركون جميعًا أن موتكم ليس نهاية العالم فالناس يموتون كل يوم سواء بسبب يتعلق بسوء تعامل في مؤسسة صحية حكومية أو نتيجة إهمال طبيب تنتظر لقاءه شهورا عديدة كما حصل عندك أو لأسباب أُخرى «وبعدين تعال.. انته من داري عنك أصلًا»؟

آخر نقطة.. عبر مراحل حياتنا المختلفة يعبر الكثير من الناس من أمام بابنا، منهم من يمر مرور الكرام لا نكاد نحفظ له ملمحا، ومنهم من يتوقف فنأنسُ بصحبته، وتأسرنا محبته حتى يخلدُ في الذاكرة فيستعصي على النسيان.. أنت أروع هؤلاء.

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ترامب.. الوقاحة أعيت من يداويها

لكل داءٍ دواء يستطاب به، إلا الوقاحة أعيت من يداويها... قالها أبوالطيب المتنبى منذ عقود وأتذكرها كلما فتحت شاشة التليفزيون وأشاهد رئيس أمريكا الجديد، الثور الهائج ترامب وما يقوم به من قرارات وتصريحات.. تتذكرون مقالى السابق الذى حمل عنوان «اللى فات حمادة واللى جاى حمادة تانى خالص» وشرحت فيه ما يمكن أن يهل به الرئيس الأمريكى الجديد، كنت أستشعر ما سيقوم به هذا الثور الهائج.

وها هو يطل علينا بسحنته الغريبة، ويتحرش بالمكسيك وكندا وكولومبيا ويفرض رسوما جمركية على أوروبا، ويهدد مجموعة البريكس، وانسحب من منظمة الصحة العالمية، واتفاقية باريس للمناخ، وأخيرًا تصريحاته الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، هذا الرجل الذى أصابه الخرف خطر على مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، الدولة القوية التى من المفترض أن تقود العالم، وتتغنى بحقوق الإنسان واحترام الآخر، وهو ما ينص عليه إعلان الاستقلال الأمريكى، هذا الرجل يبدد جميع الأعراف والمواثيق الدولية، وآخرها دعوته لتهجير وطرد الفلسطينيين ويهدد السلم العالمى.

«العب غيرها»

مصر دولة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، قهرت الهكسوس والتتار والصليبيين ومازالت منذ سبعة آلاف عام صامدة بحضارتها وقيمها التاريخية، لا تتخيل أن تأتى أنت من وراء المحيطات لترضخها، أو تملى عليها، ودعنى أقل لك «العب غيرها»، وفى مشهد عظيم استيقظ العالم صبيحة الجمعة الماضي على مشهد وصورة عظيمة للمصريين أمام معبر رفح الحدودى، جاءوا من كل حدب وصوب من جميع المحافظات، رافضين مخططات التهجير القسرى للفلسطينيين على قلب رجل واحد، خلف القيادة السياسية.

قدموا تفويضا على بياض للرئيس عبدالفتاح السيسى لاتخاذ ما يراه مناسبًا من إجراءات كفيلة بالحفاظ على الأمن القومى المصرى.

«للمصريين»

أقول وبكل صدق وبالبلدى «ياما دقت على الرأس طبول»، مصر العظيمة تعرضت لمواقف أكبر، وأعظم مما يحدث الآن، ولن تستطيع قوة أن تكسرها أو تثنيها.. ويقودها قائد عظيم شجاع هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، أرسله الله عز وجل ليكون المنقذ والمخلص لها فى 30 يونيو، والآن هذا الرجل على موعد مع التاريخ، الذى سجل اسمه بحروف من نور فى سجلاته، بالحفاظ على القضية الفلسطينية، ومنع تفريغها، علينا أن ندرك أننا فى محنة والحل الوحيد هو الالتفاف والتوحد خلف القيادة السياسية، وأقسم لكم، لن تكسرنا أى قوة فى العالم لأن مصر هزمت الهكسوس والتتار والصليبيين والإسرائيليين، القائمة تطول، ولن تكسرها أى قوة ايا كانت.

«وللرئيس السيسى أقول»

جملة قولتها وهفضل أقولها سيادة الرئيس السيسى، عشنا معا انتصاراتنا وأزماتنا، وحققنا الإنجازات والأهداف، جنينا ثمار التنمية، وسنحقق المزيد والمزيد.

كلمتى لسيادتكم قولتها تحت قبة البرلمان فى مجلس الشيوخ، ومازلت أقولها فى كل مكان وزمان سيادة الرئيس «لن نقول لك كما قال اليهود لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا ونحن ها هنا قاعدون».. ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا ونحن معكم مقاتلون أمامك وخلفك.

وللحديث بقية مادام فى العمر بقية

المحامى بالنقض

رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ

 

مقالات مشابهة

  • الحكم بالسجن 15 عاما على رجل أعمال يمني في الإمارات بسبب منشور على فيسبوك
  • ذعر في مترو لندن بسبب قناص متنكّر
  • عملت ذنب وعايز تتوب.. اعرف كيف تكون التوبة خالصة لله
  • الأرصاد يحذر من أجواء باردة في المرتفعات
  • ترامب.. الوقاحة أعيت من يداويها
  • أيها الجيش سلاماً، يقودونك إلى طريق جهنم المتلفز ، وما البراء إلا ارهابيين قتلة
  • إبراهيم الصديق يكتب: أيها الأسد: شكراً لك
  • أيها الجيش سلاماً .. يقودونك إلى طريق جهنم المتلفز، وما البراء إلا ارهابيين قتلة 
  • أمين الفتوى: يجب ألا تزيد مُدة غياب الرجل عن زوجته عن 4 أشهر
  • بسبب الزبدة واللحمة.. رجل يصاب بمرض جلدي نادر