يجب عليك كرجل يذهب إلى المركز الصحي للعلاج انتظار ممرض «رجل».. أما كم من الوقت سيستغرق انتظارك فذلك من شؤون الغيب، ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. سيكون من باب الحصافة والتعقل ألا تطلب الخدمة من ممرضة لأنك تتفهم «تحفُظ» البعض على التعامل مع المريض «الرجل».. وتخشى بطبيعة الحال أن تنزلق في مُلاسنة كلامية لا تليق بك إذا استشعرت تجهمها وعبوسها خاصة أن المكان مؤسسة حكومية لها قوانينها وضوابطها.
إذا كنت طالب خدمة دائما ستُفضلُ ألا تكون لحوحًا ولا متملقًا أو مُستجديًا حتى لا يُعد تصرفك «غلاسة» أو بالمحلية «تفوليه» ولن يشفع لك أي سبب حتى إن اعتادوا على رؤيتك بينهم كل يوم لقياس الضغط أو أخذ حقنة السُكري إن تصرفت كذلك. مطلوب منك أيها الرجل عندما تجلس لعمل الخطوات الأولية قبل الدخول إلى الطبيب المُعالج التزام الصمت، وإذا أمكن عدم إلقاء السلام على من أجبرتها الظروف للعمل ممرضة؛ لأنها قد لا ترد السلام وقد تُتهم بالثرثرة وإتيان أفعال صَفِقة من المفترض أن تترفع عن الإتيان بها. يحصل كل هذا بعد معاناة شديدة مررت بها وأنت تحجز رقم انتظارك من السجلات، وتحمُل برودة الأرضية المُغطاة بـ«البورسلين» وأنين المرضى المُكدسين على طول الممر فجميع المقاعد ممتلئة منذ الصباح الباكر من الذين قدِموا فجرًا قبل أن يفتح المركز الصحي أبوابه وقبل حضور الموظفين. ولأنك بحاجة ماسة للعلاج ستتحمل كل الذي سبق المقابلة صابرًا محتسبًا أجرك عند الله خاصة إذا كنت من أصحاب المواعيد، ولا تملك قدرة العلاج في عيادة خاصة لكن صبرك لا شك سينفد، وتصاب بالإحباط الشديد إذا ما أخبرتك الممرضة أن الطبيب غادر المركز
بسبب ظروف «خاصة» وأنه لا يوجد طبيب آخر يمكنه علاجك. عند هذا الحد يجب ثم يجب ثم يجب أن تكون حليمًا مُقدِرًا فمن ذا الذي لا تُفاجئه الظروف وتُفسد خططه المفاجآت.. ويُستحب كذلك ألا ترفع صوتًا أو تعلن نية كتابة شكوى حتى لا تبدو كالذي ينفخ في قُربة مثقوبة، وحتى لا يتبدد صوتك في الفراغ فتثير الشفقة على نفسك بسبب الشكوى والتذمر فالشكوى كما تعلم لغير الله مذلة. ستبلع الموقف و«تُكبر عقلك» وتكون حَسن النية فزيارة مُبتلى بمرض مُزمن يعاني الأمَرين مثلك لن تكون الأخيرة إلا إذا تخّطف روحك الموت، ومقدمو الخدمة لن يُضحوا بطلب استقالاتهم بسبب أن حضرتك لم تحصل على علاج. هم وأنت تدركون جميعًا أن موتكم ليس نهاية العالم فالناس يموتون كل يوم سواء بسبب يتعلق بسوء تعامل في مؤسسة صحية حكومية أو نتيجة إهمال طبيب تنتظر لقاءه شهورا عديدة كما حصل عندك أو لأسباب أُخرى «وبعدين تعال.. انته من داري عنك أصلًا»؟
آخر نقطة.. عبر مراحل حياتنا المختلفة يعبر الكثير من الناس من أمام بابنا، منهم من يمر مرور الكرام لا نكاد نحفظ له ملمحا، ومنهم من يتوقف فنأنسُ بصحبته، وتأسرنا محبته حتى يخلدُ في الذاكرة فيستعصي على النسيان.. أنت أروع هؤلاء.
عمر العبري كاتب عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تحذير.. حرقة المعدة قد تكون علامة على أمراض خطيرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرح الدكتور ألكسندر مياسنيكوف، المتخصص في علاج الأمراض المناعية، عن الحالات التي قد تتحول فيها حرقة المعدة إلى خطر يهدد صحة الإنسان، وذلك وفقًا لما نشرته مجلة "فيستي.رو".
وأشار مياسنيكوف إلى أن ارتجاع محتويات المعدة الحمضية إلى المريء يعدّ مشكلة مزعجة، ولكنه قد يكون في الحالات المزمنة مؤشرًا على أمراض أكثر خطورة، بما في ذلك السرطان.
وأوضح أن حرقة المعدة قد تكون علامة تحذيرية على وجود تغييرات في ظهارة المريء نتيجة التعرض المستمر للمواد الحمضية. يُطلق على هذه الحالة اسم "Metaplasia Barrett"، وهي تغير مرضي قد يتطور في بعض الحالات إلى ورم سرطاني.
وأضاف أن هذه الحالة نادرة، حيث تتطور فقط 2% من الحالات إلى سرطان. ومع ذلك، شدد على ضرورة إجراء فحص تنظير للمريء والمعدة لأي شخص يعاني من حرقة معدة مزمنة، لتحديد الأسباب ومعالجتها قبل تفاقم الوضع.