لجريدة عمان:
2025-04-27@04:15:39 GMT

«أيها الرجل»..

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

يجب عليك كرجل يذهب إلى المركز الصحي للعلاج انتظار ممرض «رجل».. أما كم من الوقت سيستغرق انتظارك فذلك من شؤون الغيب، ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. سيكون من باب الحصافة والتعقل ألا تطلب الخدمة من ممرضة لأنك تتفهم «تحفُظ» البعض على التعامل مع المريض «الرجل».. وتخشى بطبيعة الحال أن تنزلق في مُلاسنة كلامية لا تليق بك إذا استشعرت تجهمها وعبوسها خاصة أن المكان مؤسسة حكومية لها قوانينها وضوابطها.

إذا كنت طالب خدمة دائما ستُفضلُ ألا تكون لحوحًا ولا متملقًا أو مُستجديًا حتى لا يُعد تصرفك «غلاسة» أو بالمحلية «تفوليه» ولن يشفع لك أي سبب حتى إن اعتادوا على رؤيتك بينهم كل يوم لقياس الضغط أو أخذ حقنة السُكري إن تصرفت كذلك. مطلوب منك أيها الرجل عندما تجلس لعمل الخطوات الأولية قبل الدخول إلى الطبيب المُعالج التزام الصمت، وإذا أمكن عدم إلقاء السلام على من أجبرتها الظروف للعمل ممرضة؛ لأنها قد لا ترد السلام وقد تُتهم بالثرثرة وإتيان أفعال صَفِقة من المفترض أن تترفع عن الإتيان بها. يحصل كل هذا بعد معاناة شديدة مررت بها وأنت تحجز رقم انتظارك من السجلات، وتحمُل برودة الأرضية المُغطاة بـ«البورسلين» وأنين المرضى المُكدسين على طول الممر فجميع المقاعد ممتلئة منذ الصباح الباكر من الذين قدِموا فجرًا قبل أن يفتح المركز الصحي أبوابه وقبل حضور الموظفين. ولأنك بحاجة ماسة للعلاج ستتحمل كل الذي سبق المقابلة صابرًا محتسبًا أجرك عند الله خاصة إذا كنت من أصحاب المواعيد، ولا تملك قدرة العلاج في عيادة خاصة لكن صبرك لا شك سينفد، وتصاب بالإحباط الشديد إذا ما أخبرتك الممرضة أن الطبيب غادر المركز بسبب ظروف «خاصة» وأنه لا يوجد طبيب آخر يمكنه علاجك. عند هذا الحد يجب ثم يجب ثم يجب أن تكون حليمًا مُقدِرًا فمن ذا الذي لا تُفاجئه الظروف وتُفسد خططه المفاجآت.. ويُستحب كذلك ألا ترفع صوتًا أو تعلن نية كتابة شكوى حتى لا تبدو كالذي ينفخ في قُربة مثقوبة، وحتى لا يتبدد صوتك في الفراغ فتثير الشفقة على نفسك بسبب الشكوى والتذمر فالشكوى كما تعلم لغير الله مذلة. ستبلع الموقف و«تُكبر عقلك» وتكون حَسن النية فزيارة مُبتلى بمرض مُزمن يعاني الأمَرين مثلك لن تكون الأخيرة إلا إذا تخّطف روحك الموت، ومقدمو الخدمة لن يُضحوا بطلب استقالاتهم بسبب أن حضرتك لم تحصل على علاج. هم وأنت تدركون جميعًا أن موتكم ليس نهاية العالم فالناس يموتون كل يوم سواء بسبب يتعلق بسوء تعامل في مؤسسة صحية حكومية أو نتيجة إهمال طبيب تنتظر لقاءه شهورا عديدة كما حصل عندك أو لأسباب أُخرى «وبعدين تعال.. انته من داري عنك أصلًا»؟

آخر نقطة.. عبر مراحل حياتنا المختلفة يعبر الكثير من الناس من أمام بابنا، منهم من يمر مرور الكرام لا نكاد نحفظ له ملمحا، ومنهم من يتوقف فنأنسُ بصحبته، وتأسرنا محبته حتى يخلدُ في الذاكرة فيستعصي على النسيان.. أنت أروع هؤلاء.

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أكاذيب الهلالي على الحجاب

سعد الدين الهلالي شخصية تركت الفقه والعلم وراء ظهرها، واستقبلت كل ما يرضي السلطة، وما يرضي ما هو دائر في فلك السلطة، من حيث الشهرة، والجهات التي تفرح بطرح كل ما هو شاذ، وكل ما هو صادم للمسلمين فيما يلتزمون به من واجبات وفرائض، وما أكثر ما طرح في هذا المضمار.

لكن الصادم الحقيقي هو ما صدر عنه مؤخرا؛ في كلامه عن حجاب المرأة المسلمة، ففي لقاء على قناة العربية، قال كلاما هو أدخل في باب الكذب عن العلم، وزاد من جرأته في ذلك، أنه قدمه بالحلف بالله، فقال للمذيع: تصدق وتؤمن بالله، لم يذكر الحجاب في كتب الفقه إلا في شروط صحة الصلاة، ثم أكد ما يدل على أنه استقرأ المواضع في ذلك، فقال: لي مائة كتاب، وثمانمائة أو تسعمائة بحث، وأعمل في الفقه سنوات عمري، أي: أن الرجل مر على كل أبواب الفقه، في جميع المذاهب الإسلامية، فلم يجد فيها ذكرا للحجاب، إلا في شروط صحة الصلاة، أي: أنه مفروض فقط في الصلاة، أما خارجها، فليس مفروضا، ولا هو قضية مطروحة.

وهو كلام يمكن لأي طالب علم أزهري، ليس مختصا بدراسة الفقه كالهلالي نفسه، أن يرده عليه، بمجرد أن يخلو بنفسه، ويقدح زناد فكره، في أقل من خمس دقائق، سيخرج بمواضع كثيرة جدا، ذكر فيها الفقهاء حجاب المرأة، أو عورة المرأة، وعورة الرجل كذلك، فالفقهاء لا يذكرون كلمة حجاب أو نقاب، بل يتم التعامل مع هذا الحكم باسم العورة، فنجد حديثهم يتناول عورة الرجل مع الرجل، وعورة المرأة مع المرأة، وعورة الرجل مع المرأة، وعورة الرجل والمرأة المحارم، كل هذه مواضع تذكر في كتب الفقه في مواضع شتى، سنذكر بعضا منها دون كثير بحث، لنثبت بذلك أن الهلالي وأمثاله يفترون الكذب صراحة، في هذه المسألة.

لم يكن لنهتم بكلام الهلالي، لولا أن الموضوع يتعلق بواجب وفريضة دينية، وهي حجاب المرأة المسلمة، وأن ما ذكره سيستدل به آخرون في سياقات أخرى، فأردنا نسف ذلك الزعم، بأدوات الزاعم، لكنها بالحق، وليس بالتضليل الذي مارسه الهلالي، وهو واجب شرعي يقوم به أهل الاختصاص، حتى لا تنطلي حيل المدعين على شرع الله. أما ما طرحه الهلالي من أمر العورة وسترها، في شروط صحة الصلاة، فلن نتعرض له حيث إنه مقر به، لكن الموضوع يذكر أيضا في باب الحج، في ذكر إحرام الرجل وإحرام المرأة، وماذا لو بدا من أحدهما شيء من العورة، وكيف تحرم المرأة، وهل يجوز لها تغطية الوجه، حيث إن الوجه موضع خلاف بين الفقهاء هل يعد عورة أم لا؟

وإذا تركت الصلاة والحج، وانتقلت إلى الأحكام المتعقلة بالمسلم بعد وفاته، فستجد اهتماما بالغا من الشريعة والفقه، بأحكام عورة المسلم، فهناك نقاشات بالغة الدقة والأهمية، فيما يتعلق بعورة الميت الحسية والمعنوية، فيشترط في الغاسل ألا يمس أو النظر لعورة الميت، سواء كان الغاسل ذكرا يغسل ذكرا، أو أنثى تغسل أنثى، وشرط أن يكون كاتما للسر حتى لا يفشي يما يبدو له من سوء أو حسن خاتمة الميت.

ثم يناقش الفقهاء في باب الأحوال الشخصية، من حيث الزواج والطلاق، أحكام النظر للعورة، وسترها عن الأجانب، فتجد حديث الفقهاء عما يستثنى للخاطب رؤيته، وتدقيقه النظر في الوجه، دون اشتهاء، وعند الطلاق، يناقش الفقهاء كذلك ما يجوز النظر إليه من العورات، لو كان الطلاق له سبب يتعلق بذلك، كعيوب البكارة، أو ما يتعلق بعيوب أخرى.

وأبواب أخرى كباب الزنا، واللباس والزينة، والحظر والإباحة، ودخول الحمامات العامة، والقضاء، والشهادة، كلها أبواب يناقش فيها الفقهاء ما يحل وما يحرم النظر إليه من العورات، وما يحل وما يحرم لبسه والتزين به للرجال والنساء، وموضع الزينة الحلال، وموضع الزينة الحرام، وكلها أبواب لا تخلو من ذكر عورة الرجل والمرأة، سواء مع المحارم، بل مع غير المسلمين.

فهل يجهل سعد الهلالي هذه المواضع؟ الواضح أنه لا يجهلها، ويمينه الذي أقسمه، هو يمين غموس، للأسف، إلا إذا اعتراه مرض الزهايمر، أو النسيان والذهول، لكن الرجل كان مبالغا في كلامه، فلا أدري أين نشر (800) أو (900) بحثا، ويبدو أنه بات يتبنى رؤية صهره الشيخ خالد الجندي، الذي زعم أنه قرأ (500000) كتاب، وهو ما اضطر الشيخ الحويني رحمه الله، أن يحسب ذلك، وأنه كان يقرأ في كل ساعة مجلدا من مئات الصفحات وهو مستحيل، ولا يستوعبه عمره.

لم يكن لنهتم بكلام الهلالي، لولا أن الموضوع يتعلق بواجب وفريضة دينية، وهي حجاب المرأة المسلمة، وأن ما ذكره سيستدل به آخرون في سياقات أخرى، فأردنا نسف ذلك الزعم، بأدوات الزاعم، لكنها بالحق، وليس بالتضليل الذي مارسه الهلالي، وهو واجب شرعي يقوم به أهل الاختصاص، حتى لا تنطلي حيل المدعين على شرع الله.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • انفعال زوج بيرين سات بسبب شائعات حملها
  • حماد عبد الله حماد – الدندر: حين تكون البذاءة مؤسسة
  • اللواء خالد مجاور: شمال سيناء حرمت من التنمية لسنوات طويلة
  • حكم تأخير الصلاة عن أول وقتها بسبب الانشغال بالعمل.. الإفتاء توضح
  • بسبب ربع الله.. قوات حفظ القانون تنتشر قرب قناة فضائية وسط بغداد
  • اختبار 4 أدوية للزهايمر لمعرفة أيها الأفضل
  • واشنطن تعيّن الرجل الأمثل للتفاوض الفني مع إيران السبت المقبل
  • الطلاق لا يعني نهاية دور الرجل.. كيف يتعامل الأب مع أطفاله بعد الطلاق؟
  • لبنان يستدعي سفير إيران بسبب سلاح حزب الله
  • أكاذيب الهلالي على الحجاب