اختتام قمة القاهرة بشأن غزة بدون بيان مشترك
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
ندد الزعماء العرب، السبت، بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة في حين شدد الأوروبيون على ضرورة حماية المدنيين، لكن في ظل غياب إسرائيل ومسؤولين أميركيين كبار عن قمة القاهرة للسلام حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق لاحتواء العنف.
وقالت مصر، التي دعت إلى الاجتماع واستضافته، إنها كانت تأمل أن يدعو المشاركون إلى السلام واستئناف الجهود لدعم مسعى الفلسطينيين المتواصل منذ عقود لإقامة دولتهم.
لكن الاجتماع انتهى دون أن يتفق الزعماء ووزراء الخارجية على بيان مشترك بينما يحتدم في غزة المجاورة منذ أسبوعين صراع أودى بحياة الآلاف وتسبب في كارثة إنسانية في القطاع المحاصر الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.
ولم يكن الدبلوماسيون الذين حضروا المحادثات متفائلين حيال إمكانية حدوث انفراجة بينما تستعد إسرائيل لغزو بري على غزة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اجتاح مسلحوها بلداتها في السابع من أكتوبر مما أودى بحياة 1400 شخص.
وقالت وزارة الصحة في غزة، السبت، إن الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 4385 فلسطينيا منذ هجوم حماس.
وبينما دعت الدول العربية والإسلامية إلى الوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي، عبرت معظم الدول الغربية عن أهداف أكثر تواضعا مثل الإغاثة الإنسانية للمدنيين.
وندد العاهل الأردني الملك عبد الله بما وصفه بالصمت العالمي تجاه الهجمات الإسرائيلية على القطاع وحث على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال "الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين"، مضيفا أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.
وأضاف "على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضا وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بنيت على أساس من الظلم.. رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلا من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين".
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم.
وأضاف خلال القمة "لن نرحل.. لن نرحل".
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمام القمة إن هناك حاجة إلى ممر إنساني لتوصيل المساعدات للمدنيين، وهو ما قالت إنه قد يؤدي إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت ألمانيا إن قتال إسرائيل لحماس يجب أن يتم مع مراعاة الوضع الإنساني في غزة، في حين حثت بريطانيا الجيش الإسرائيلي على احترام القانون الدولي وضبط النفس. وقالت إيطاليا إن من الضروري تجنب التصعيد.
وأرسلت الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، القائمة بأعمال السفير الأمريكي في مصر والتي لم تتحدث علنا في أثناء القمة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن الهدف الرئيسي للقمة هو "الاستماع لبعضنا البعض".
وأضاف "لكننا نتفهم أننا بحاجة إلى العمل معا بشكل أكبر" في قضايا من بينها الوضع الإنساني وتجنب التصعيد في المنطقة وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وتوعدت إسرائيل بمحو حركة حماس المسلحة التي تتخذ من غزة مقرا "من على وجه الأرض" بسبب هجومها على جنوب إسرائيل، وهو الهجوم الأكثر دموية من مسلحين فلسطينيين في تاريخ إسرائيل الممتد منذ 75 عاما.
وقالت إنها طلبت من الفلسطينيين التحرك جنوبا داخل غزة حفاظا على سلامتهم رغم أن طول قطاع غزة 45 كيلومترا فحسب، وطالت الضربات الجوية الإسرائيلية الجنوب أيضا.
وقف إطلاق النارسعى اجتماع القاهرة لإيجاد سبل لتفادي نشوب حرب أوسع نطاقا في المنطقة. لكن الدبلوماسيين كانوا يعلمون أن إصدار بيان مشترك للقمة ليس مرجحا بسبب الحساسيات المتعلقة بأي دعوات لوقف إطلاق النار وما إذا كان سيتضمن ذكر هجوم حماس وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وتخشى الدول العربية من أن يدفع الهجوم سكان غزة للنزوح من منازلهم بشكل دائم بل وإلى دول مجاورة مثلما حدث عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته إن بلاده تعارض ما سماه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.
وأضاف "تقول لكم مصر.. إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم".
وتشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء، حيث واجهت تمردا إسلاميا بلغ ذروته بعد 2013 وتم قمعه حاليا إلى حد كبير.
ويخشى الأردن الذي يأوي عددا ضخما من اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم من أن يمنح اتساع دائرة الصراع الفرصة لإسرائيل لتنفيذ سياسة النقل لطرد الفلسطينيين جماعيا من الضفة الغربية.
وقال الملك عبد الله إن التهجير القسري "جريمة حرب وفقا للقانون الدولي وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا".
وقبل وقت قصير من انطلاق القمة، بدأت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في المرور من خلال معبر رفح إلى غزة. وتحاول مصر منذ أيام إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال المعبر، وهو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
بري: لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل
لبنان – أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، امس السبت، إن لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب أعطى الضوء الأخضر لتحقيق وقف النار في لبنان.
وأضاف بري أنه “يمكن القول هذه المرة إن التفاؤل أكبر وحظوظ التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار تتجاوز 50%”.
وقال إن “الأمريكيين جديون والرئيس المنتخب دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر للموفد الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان”، مشيرا إلى أن “الإسرائيليين بحسب ما قال الأمريكيون، يريدون إنهاء الحرب”.
وأكد بري أن الرد على مسودة الاتفاق سيكون خلال 3 أيام أي بداية أو منتصف الأسبوع المقبل.
وكان مسؤولون لبنانيون، أفادوا يوم الجمعة، بأن بيروت تدرس مقترحا أمريكيا للتوصل إلى هدنة لوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وقال مسؤول لبناني كبير لوكالة فرانس برس إن السفيرة الأمريكية في بيروت ليزا جونسون عرضت على رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة، تنص بشكل خاص على هدنة لمدة 60 يوما وانتشارا للجيش في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن نبيه بري طلب تأجيلا لمدة ثلاثة أيام، مبينا في السياق أن إسرائيل لم تقدم ردا بعد.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح غير أنه أوضح أنه “في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار فإن الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان”.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن مصدرا حكوميا لبنانيا ثانيا أكد أن الاقتراح قيد الدراسة.
هذا، وأكد بري في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، يوم الجمعة، أنه تسلم مقترحا أمريكيا، ونفى “أن يكون المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان”.
وقال: “إن الأمريكيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه في المبدأ وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مساس بسيادتنا”، كما نفى بري “أن يكون المقترح متضمنا نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان”.
وكشف بري أن المقترح يتضمن نصا “غير مقبول لبنانيا” وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701 تضم عددا من الدول الغربية، حيث قال “هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها”.
وأشار بري إلى أن “قدوم المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان رهن بتطور المفاوضات وتقدمها”.
المصدر: RT