لتحرير أرضك لا بد من ثمن تدفعه
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
عبدالرحمن بجاش
علينا ألا نبكي ولا نولول…
وأن نصمت كلما نرى صورة لطفل وقد تحول إلى أشلاء
وامرأة نصفها هنا وآخر هناك
وشيخ لم تعد ملامحه بادية..
ليس لأننا بلا قلوب ولا عقول
بل لأن هذا هو الطريق الوحيد للتحرير دم ودموع.. هكذا يفيدنا التاريخ إن عدوك لا يمكن أن يقدم لك الورد وأنت تقتحم الأسوار عائدًا إلى أرضك.
علينا أن ندرك ذلك.
الاتحاد السوفيتي، وفي سبيل الانتصار على النازية، لم يسر إلى النصر على طريق من حرير، بل على طريق آلام ووجع لا حدود له، قدموا من أبنائهم 32 مليونًا من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وخيرة جنودهم، وتخيل أن الألمان أرسلوا لستالين يقولون له:
زوجتك ونجلك، نبادلهم بكبار ضباطنا الذين لديك.
رفض ذلك رفضًا قاطعًا.
تتذكر أمريكا “الفيتكونغ” في فيتنام، من حاولت أن تحرقهم بكل ما لديها من أسلحة ومحرمات دولية، وراح نتيجة لذلك الآلاف، لكنهم صمدوا بقيادة “هوتشي منه” والجنرال العظيم “جياب”، كانوا أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن ينتصروا على أقوى قوة على الأرض، أو تستحل قيمهم بواسطة مواخير الليل في سايجون، ولن أنسى ولن ننسى مشهد عملاء الجنوب وهم يتعلقون أجنحة طائرات الهليوكبتر لينجوا بأنفسهم.
انتصر الفيتناميون على الأرض، ووحدوا بلادهم، وانتقلوا إلى الانتصار على صعيد البناء، كان الطالب الأجنبي يمنح 90 روبلًا منحة شهرية في جامعات الاتحاد السوفيتي العظيم، طلب الفيتناميون من السوفيت أن تخصص التسعون لثلاثة طلاب، وكنت إذا سألت طالبًا فيتناميًا:
لماذا كل هذا التقشف الزائد على اللزوم؟
يرد لك على الفور:
نريد أن نعيد بناء بلادنا التي دمرتها الحرب.
لا يتحارب الناس بالورود، بل بالرصاص، والرصاصة لا تفرق بين كبير وصغير، فما بالك عندما ترمى من بندقية جندي، قيل له:
ألغينا قواعد الحرب، اضرب كيفما تريد..
إذن، والصورة كتلك، لا نريد أن نظل نردد الدعاء فقط، بل علينا أن نصمد دعمًا بكل السبل والوسائل..
وانظروا إلى تلك السيدة الفلسطينية في الكويت، من قالت:
لن نبكي
لن نذرف الدموع
النساء الفلسطينيات ولادات..
نحن وعدنا الله، وأنتم وعدتكم أمريكا!
الفلسطينيون وحدهم من يستطيع مواجهة الإسرائيليين..
والعرب مطلوب منهم الدعم..
الفلسطينيون خبروا من أمامهم.. ويدركون أنهم يضحون.. لا بد، فعلينا أن نكفكف دموعنا.
علينا ألا نظهر في وسائل التواصل يائسين، منهزمين، كلما شاهدنا صورة شهيد أو دمارًا ولولنا ولطمنا الخدود.
إعلام الغرب وإسرائيل يريدان هزيمة أعماقنا أولًا.. وبعدها تسهل الهزيمة في المواجهة.
الآن..
علينا أن نعيدها، إذا أردت أن تحرر أرضك من دنس المحتل، فلا بد أن تدفع الثمن راضيًا من أجل حياة القادمين..
وفروا الدموع..
لنعلم أطفالنا من اللحظة أن فلسطين عربية، وأننا سنقاتل بكل الطرق.. لكن أن نظل نبكي أمامهم، فقد كتبنا هزيمتهم من اللحظة.
طوبى لكل من استشهد
طوبى لكل فلسطيني دفع ثمن أن يتحرر
ولاحظوا أن في غزة وحدها وفلسطين تقصف الكنائس والمساجد.
طوبى لكل جريح..
والمجد للأمهات الفلسطينيات اللاتي يدفعن الثمن، لكنهن يدفعن راضيات، فلسطين تستحق، والأقصى يستحق، والكرامة تستحق، والحياة الكريمة تستحق.
نقلا عن صحيفة النداء
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين
أشاد سون هيونغ-مين قائد كوريا الجنوبية بصلابة الفريق الفلسطيني بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1-1 مع الفريق الذي يعاني من تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة في العاصمة الأردنية أمس الثلاثاء ضمن المرحلة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026.
وأدرك سون التعادل في الدقيقة 16 بعدما منح زيد قنبر الفريق الفلسطيني التقدم مبكرا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ملخص مباراة الإمارات ضد قطر في تصفيات كأس العالم 2026list 2 of 2نتيجة مباراة السعودية ضد إندونيسيا في تصفيات كأس العالم 2026end of listوأحبط الفريق الفلسطيني نظيره الكوري بالتعادل السلبي في مباراتهم السابقة بالتصفيات في سول في سبتمبر/ أيلول، فيما يواصل فريق المدرب مكرم دبوب المنافسة في ظل العدوان بين إسرائيل وحركة
المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال سون عن الفريق الفلسطيني الذي أجبر على اللعب في عمان المحايدة بسبب الوضع الأمني "أود أن أشيد بهم.. أعتقد أنهم كانوا مستعدين بشكل جيد للغاية على الرغم من وجودهم في مثل هذا الموقف الصعب ونفذوا خططهم بشكل جيد للغاية".
وتابع "أعتقد أن هذا شيء يمكننا أن نتعلمه منهم. أشعر بخيبة أمل لأننا لم نفز وآمل أن نلعب بشكل أفضل العام المقبل".
وأنهى التعادل سلسلة من 4 انتصارات متتالية لكوريا الجنوبية في التصفيات لكن فريق المدرب هونج ميونج-بو لا يزال على الطريق الصحيح للتقدم إلى نهائيات كأس العالم متقدما بفارق 3 نقاط عن العراق صاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية.
ويحتل المنتخب الفلسطيني المركز الأخير في المجموعة.
ويتأهل أول فريقين في كل من المجموعات الثلاث في المرحلة الثالثة بتصفيات قارة آسيا مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، وتحاول كوريا الجنوبية التأهل إلى البطولة للمرة 11 على التوالي.
وقال سون الذي نجح في معادلة النتيجة بعد تمريرة رائعة من لي جاي-سونغ "أعتقد أننا جعلنا المباراة صعبة على أنفسنا.. حاولنا العودة في النتيجة وأحرزنا هدف التعادل مبكرا. لكن كان
بوسعنا الفوز بالمباراة لو نجحنا في استغلال الفرص التي أتيحت لنا".