مفتاح العودة.. واحد من أهم الرموز الفلسطينية التي يعتد بها كل حر يريد أن يعود لأرضه مرة أخرى، لا يخلو بيت فلسطيني من مفتاح يرمز إلى حق العودة للديار، التي هُجّر منها ما يقرب من 800 ألف مواطن فلسطيني، إبان نكبة 1948، خرجوا جميعا من بيوتهم قسرا إلى مخيمات داخل فلسطين تارة وخارجها تارة أخرى، ولكنهم لا يزالوا يحلمون بالعودة.

ما هو مفتاح العودة؟

هو مفتاح الدار الذي خرج منه الفلسطينيون، لا يزال رمزا لوجوب العودة إلى الأراضي المحتلة، رغم موت الأجداد الذي خرجوا من بيوتهم إلا أن المفتاح يورث من جيل إلى آخر، حلم لا يموت بموت صاحبه أبدا، فأكثر ما يخشاه المحتل هو الأطفال الصغار، جملة قالتها جولدا مائير في السبعينيات من القرن الماضي، تؤكد على هذا المعنى «كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة».

فهؤلاء الصغار هم وقود العودة، الطاقة التي لا تنضب، هم شعب لا يموت، منذ 75 عاما ويقوم الاحتلال بجرائمه في حق العزل،  إلا أنهم لا يزالون يحلمون بالعودة يحملون الرمز «مفتاح العودة» الذي يؤكد أن هناك بيت اغتصب، وأرض انتزعت بالقوة، ويحمله الابن والحفيد، يفهم معناه ويحفظه عن ظهر قلب، بحسب المؤرخ غسان وشاح في تصريحات صحفية نقلها المركز الفلسطيني للإعلام.

سيدة وطفل يحملان مفتاح العودة

حق الفلسطينيون بالعودة أقرته الأمم المتحدة في اجتماعها الذي عقد في ديسمبر 1948، وقالت فيه إنه «يجب أن يسمح للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش في سلام مع جيرانهم بأن يفعلوا ذلك في أقرب وقت ممكن عمليا، وأن يدفع تعويض عن ممتلكات من يختارون عدم العودة وعن الخسائر أو الأضرار»، إلا أن قرار الأمم المتحدة ظل حبرا على ورق.

المفتاح والكوشان.. رموز العودة

منذ النكبة التي حلت على فلسطين في عام 1948 وهم يحملون مفاتيح العودة، و«كوشان الطابو» الذي يثبت ملكية هؤلاء المواطنين لأراضيهم وبيوتهم في المدن الفلسطينية التي أجبر سكانها على الإخلاء القسري منها إلى مخيمات في مدن أخرى، ومنها إلى كل العالم.

أصبح الفلسطينيون يعيشون كابوسا بشكل يومي، يذكرهم المفتاح والكوشان بأن لهم حق في البيت والأرض، ولا يجب التفريط فيه، وفي حين يعتبر المفتاح رمزا، فإن الكوشان وثيقة قانونية ومادية هامة للعالم كله تثبت الحق.

كان المفتاح ظاهرا بقوة خلال مسيرات العودة الكبرى التي نظمها عدد كبير من الفلسطينيين للعودة إلى القرى والمدن التي هجروا منها، وفي كل مظاهرة سواء كانت كبيرة أو صغيرة يخرج المفتاح، وهو رمزي أكبر من المفتاح العادي بقليل، وبعضها أصابه الصدأ من كثرة مرور السنوات.

ومن جديد يجهض الأطفال الفلسطينيون فلسفة جولدا مائير «يموت الكبار وينسى الصغار»، فنجد في يد كل طفل مفتاح العودة الذي ورثه عن جد الجد، والكوشان بتاريخ قبل عام 1948 الذي يثبت أن الأرض حقهم الأزلي.

طفل يحمل مفتاح العودة

مدن وبلدات فلسطينية أكلها الاحتلال

لا توجد البيوت التي يرمز إليها مفتاح العودة بشكل فعلي، فقد خربت إسرائيل تلك المدن والبلدات التي دخلتها، وأقامت مستوطناتها ومدنها على أطلال تلك المدن المدمرة، ولكن المفتاح يرمز إلى وجود بيت وأرض يجب أن يعودوا إليها، ولاتزال صورة تلك السيدة المتمسكة بشجرة الزيتون في أرضها في مخيلة كل فلسطيني انتزع منه أرضه وبيته.

الفلسطينيون يرون حقهم في العودة إلى «اللد وعكا ويبنا وجولس والجورة، ويافا، والقدس، وعكا وجيفا، وبيسان، الناصرة، وطبرية، وصفد والرملة، وبئر السبع».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مفتاح العودة فلسطين إسرائيل

إقرأ أيضاً:

الإعلامي أحمد عيد: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لضم الضفة الغربية منذ 1948

عرض الإعلامي أحمد عيد شرحًا تفصيليًا عن مساعي الاحتلال لضم الضفة الغربية على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية».

محاولات ضم الضفة الغربية

وقال «عيد»: «ضم الضفة الغربية حلم طالما راود إسرائيل، سعت إلى تحقيقه منذ عام 1948، وفي سبيل تحقيق الحلم غير المشروع سعت تل أبيب وبكل الطرق غير المشروعة لضم جوهرة فلسطين كما يطلق عليها الاحتلال».

وأضاف: «تاريخيًا كانت الضفة الغربية خالية تمامًا من المستوطنات حتى عدوان الـ 5 من يونيو 1967، وبعده شرعت دولة الاحتلال في بناء العديد من المستوطنات حتى وصل عددها إلى  176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية، وذلك وفق الإحصاءات الرسمية حتى نوفمبر 2023، إلا أن هذا العدد زاد خلال الفترة التالية بعد سلسلة من القرارات الاستيطانية».

وتابع: «وبحسب اتفاقية أوسلو التي عقدت في سبتمبر 1993 بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فإن المستوطنات الإسرائيلية جميعها تقع ضمن المنطقة (ج) الخاضعة لسيطرة الاحتلال، التي يستوطن بها أكثر من مليون إسرائيلي، إذ تقع أغلب المستوطنات على ثلاثة محاور هم المحور الشرقي - غور الأردن، والمحور الغربي المحاذي لخط الهدنة، ومحور أرئيل أو ما يعرف بـ عابر السامرة».

أبرز المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية

وواصل عن أبرز المستوطنات التي تقع في الضفة الغربية: «تصنف مستوطنة موديعين عيليت كإحدى كبرى المستوطنات الإسرائيلية، إذ يرجع تاريخها إلى عام 1994، وتقع غرب الضفة الغربية، ويقطنها نحو 50 ألف مستوطن من اليهود المتشددين - أو ما يعرفون باسم الحريديم - وتقع على الطريق بين القدس المحتلة وتل أبيب».

وزاد: «مستوطنة معاليه أدوميم التي يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن الماضي، تحتل المرتبة الثالثة من حيث حجم السكان، بعد مستوطنتي بيطار عيليت ومودعيم عيليت، إذ يبلغ عدد مستوطنيها ما يزيد على 40 ألف مستوطن إسرائيل، كما تصنف كأعنف المستوطنات الإسرائيلية».

مقالات مشابهة

  • صحفي: مصر منذ عام 1948 الدولة الأولى الداعمة لإقامة دولة فلسطينية
  • الهيئة النسائية في حجة تحيي الذكرى السنوية للشهيد
  • 40 عاما في السجن.. من هو جورج عبد الله الذي أفرجت عنه فرنسا رغما عن أمريكا؟
  • الصلاة على النبي ﷺ: مفتاح البركات وسبب لرفع الدرجات
  • «أونروا»: الفلسطينيون لا يجدون فتات الخبز والماء في قطاع غزة
  • لا تيأسوا من روح الله.. تعرف على مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة
  • المطران عطا الله: الفلسطينيون يتعرضون لنكبة جديدة ويعيشون في ظروف قاسية
  • بين عمر 20 إلى 60 عاما.. التغيرات التي تطرأ على الأسنان بمرور الزمن
  • سكاي الإيطالية: كلاوديو رانييري يقترب من العودة لتدريب روما
  • الإعلامي أحمد عيد: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لضم الضفة الغربية منذ 1948