يقول آباء وأطباء نفسيون في قطاع غزة إن أعراض الصدمة تعلو وجوه الأطفال في القطاع الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى بعد أسبوعين من القصف الإسرائيلي المكثف، مع عدم وجود مكان آمن للاختباء من القنابل المتساقطة والاحتمال الضئيل أن تتوقف الهجمات.

ويشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ويعيشون تحت قصف شبه مستمر وملأ الكثيرون منهم ملاجئ مؤقتة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة بعد فرارهم من منازلهم دون كميات تُذكر من الطعام أو المياه النظيفة.

ومن المتوقع أن تشن إسرائيل هجوما بريا قريبا على غزة ردا على الهجوم عبر الحدود الذي شنه مقاتلون تابعون لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أودى بحياة أكثر من 1400 شخص وأسفر عن احتجاز 210 آخرين.

سكان غزة نصفهم أطفال.. ماذا يعني ذلك في الحرب؟ يعتبر قطاع غزة واحدا من أكثر المناطق اكتظاظا في السكان على مستوى العالم وكذلك هو من بين الشعوب الأكثر شبابا، حيث ما يقرب من نصف السكان (47.3 في المئة) تحت سن 18 عاما، وفقا لما أورده تقرير نشرته الإذاعة الوطنية الأميركية "إن بى أر"، الخميس.

وقال الطبيب النفسي فضل أبو هين من قطاع غزة إن الأطفال بدأت تظهر عليهم أعراض خطيرة من أعراض الصدمة مثل التشنجات والتبول اللا إرادي والخوف والسلوك العدواني والعصبية وعدم الرغبة في الابتعاد عن والديهم.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن ما لا يقل عن 4385 قتلوا في غزة حتى الآن، من بينهم أكثر من 1500 طفل، بينما أصيب 13 ألفا آخرون.

وتتفاقم المشكلة بسبب الحالة التي توجد عليها الملاجئ المؤقتة بمدارس الأمم المتحدة، حيث يحتمي أكثر من 380 ألف شخص على أمل الهروب من القصف.

وينام في بعض الأحيان 100 شخص في الفصل الدراسي الواحد، الأمر الذي يتطلب تنظيفا مستمرا. ولا توجد إمدادات تُذكر من الكهرباء والماء لذا فإن الحمامات والمراحيض قذرة للغاية.

وقالت تحرير طبش، وهي أم لستة أطفال يحتمون في أحد المدارس، إن أطفالها يعانون كثيرا خلال الليل ولا يتوقفون عن البكاء ويتبولون على أنفسهم دون قصد، مشيرة إلى أنها ليس لديها الوقت الكافي لتنظيفهم واحدا تلو الآخر.

وأضافت أنهم لا يشعرون بالأمان في هذه المدارس أيضا. وتقول الأمم المتحدة إن هذه المدارس تعرضت للقصف عدة مرات، وشهدت طبش عدة ضربات تصيب مباني مجاورة. وقالت إن أطفالها يقفزون من الخوف عندما يسمعون صوت تحريك كرسي.

وقال الطبيب النفسي أبو هين إن عدم وجود أي مكان آمن تسبب في شعور عام بالخوف والرعب بين جميع السكان، مشيرا إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرا.

وأضاف أن رد فعل بعض الأطفال كان مباشرا وعبروا عن مخاوفهم. وقال إنه على الرغم من احتياج هؤلاء الأطفال إلى تدخل فوري، فإنهم قد يكونون في حالة أفضل من الأطفال الآخرين الذين احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم.

دعم نفسي

يؤوي أحد منازل خان يونس بجنوب القطاع نحو 90 شخصا، من بينهم 30 تحت سن 18 عاما، ويضطرون إلى النوم في نوبات بسبب ضيق المساحة.

وتحدث إبراهيم الأغا، وهو أحد الموجودين بالمنزل ويعمل مهندسا، عن آثار الهجمات قائلا إن الصرخات تعلو دائما مع سماع دوي أي انفجار أو إصابة أي هدف قريب وإنهم يحاولون تهدئة الصغار بأن يقولوا لهم إنها مجرد ألعاب نارية. لكن الأكبر سنا يفهمون ما يحدث.

وأكد الأغا أنهم سيحتاجون إلى الكثير من الدعم النفسي بعد انتهاء هذه الحرب.

كان نظام الرعاية الصحية في غزة منهكا بالفعل قبل بدء الحرب هذا الشهر، وصار الآن على شفا الانهيار. ويحذر خبراء الصحة النفسية منذ فترة طويلة من الخسائر الفادحة التي نزلت بالفعل على الأطفال.

وخلص تقرير صدر عام 2022 عن منظمة "انقذوا الطفولة" إلى أن الرفاهية النفسية والاجتماعية للأطفال في غزة كانت عند "مستويات منخفضة بشكل مثير للقلق" بعد 11 يوما من القتال في عام 2021، مما جعل نصف أطفال غزة بحاجة إلى الدعم.

ويقول خبراء الصحة النفسية في غزة إنه لا يوجد هناك شيء اسمه اضطراب ما بعد الصدمة لأن الصدمة في القطاع مستمرة، مع نوبات متكررة من الصراع المسلح تمتد إلى ما يقرب من عقدين من الزمن.

وفي ساعة مبكرة من صباح، السبت، وبعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى في مدينة غزة مما أدى لمقتل العديد من أفراد عائلة أبو عكر، وقفت مجموعة كبيرة من الأطفال بين أولئك الذين يراقبون رجال الإنقاذ وهم يبحثون بين الأنقاض عن الناجين والجثث.

وبينما كانت النساء في الجوار يبكين وينتحبن، وقف الأطفال يراقبون دون أن يظهر على وجوههم أي شيء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يستقبل أطفال "أهالينا" ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الجديدة الآمنة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل معرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، أطفال حي "أهالينا" ضمن جولات المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة، المقام ضمن برامج وزارة الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

شارك في الزيارة أكثر من 30 طفلا تتراوح أعمارهم من 7 أعوام حتى 15 عاما، وبحضور د.جيهان حسن مدير عام الإدارة العامة لثقافة الطفل، والمشرف العام على المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة.

استهلت الجولة بالتوجه إلى جناح "حلايب والشلاتين"، وتعرف الأطفال من خلال حديث "حسن" على موقع حلايب والشلاتين المطل على ساحل البحر الأحمر، وأشهر القبائل، كما شرحت لهم عادات الزواج والأفراح والسبوع، وشاهد الأطفال ما يضمه الجناح من الحقائب والحلي ومنتجات الخوص والجلود.

وفى جانب الحفاظ على البيئة، توجه الأطفال إلى جناح "وزارة البيئة" ومن خلال عجلة الحظ ناقشت مدير عام ثقافة الطفل، عددا من القضايا البيئية منها أهداف التنمية المستدامة، التشجير، الكوارث، ترشيد الاستهلاك، كما أوضحت دور الدولة فى الحفاظ على البيئة، ودور الفرد من خلال ممارسة السلوكيات الصحيحة بعدم إلقاء المخلفات فى مياه النيل، وعدم قطع الأشجار وغيرها.

وتحدثت إنجي صبري أخصائي توعية بوزارة البيئة، عن ضرورة ترشيد الاستهلاك فى المياه والطاقة، وأوضحت الفرق بين إعادة التدوير، وإعادة الاستخدام، موضحة أن إعادة التدوير هو استخدام الأشياء بعد تلفها في جوانب أخرى، بينما إعادة الاستخدام هو استخدام الشيء أو المنتج الأصلي بشكل آخر دون تدويره أو تحويله لشيء آخر.  وفى إطار الزيارة شارك الأطفال بورشة فن الأوريجامي والتلوين، وألعاب البازل.

وخلال جولتهم بجناح "وزارة الدفاع" تعرف الأطفال على جهود الوزارة في الحفاظ على الأمن القومي للبلاد، ويضم الجناح عدة إصدارات لأهم أنشطة الوزارة "التراث العسكري المعرفة العامة، التاريخ العسكري، الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، معهد اللغات، معهد النظم والنعلومات، جهاز العمل النفسي".

وبعنوان "خط أحمر" تعرف الأطفال من خلال الفيلم التسجيلي بجناح "وزارة الداخلية" على دور الشرطة فى الحفاظ على الوطن والمواطن، ومكافحة الجرائم الإلكترونية، كما يضم الجناح عدة أقسام توضح دور الشرطة فى مجالات مكافحة الإرهاب، الدراسات الشرطية المتخصصة، مناهج كلية الشرطة، حقوق الإنسان".

وزار الأطفال جناح "الرقابة الإدارية"، وتحدث شادي شاكر معيد بجامعة مصر المعلوماتية، عن دور الرقابة الإدارية في القضاء على الفساد واتخاذ الإجراءات القانونية، كما أكد ضرورة الإبلاغ عن أي فساد مثل الرشوة، وإهدار المال العام، كما تحدث عن معنى النزاهة والحفاظ على أخلاقيات المهنة، دون الحاجة إلى مراقبة وضرورة أن يكون الفرد أمينا في مجال عمله وعدم استغلال المنصب لأهداف شخصية.

وشاركت كاتبة الأطفال د.ميريام رزق الله، في الحديث عن بعض السلوكيات السلبية التى يمارسها الفرد مثل السرقة والتنمر، والكذب، وضرورة التحلي بصفات الصدق والعطاء، والأمانة.

وأبدى الأطفال إعجابهم بالجولة وأجنحة المعرض، وتعرفت أسماء عبد الرازق على دور الشرطة الكبير فى مواجهة الجرائم، بينما أعربت سجدة ناصر عن سعادتها بزيارة معرض الكتاب والتعرف على مختلف القاعات والأنشطة الثقافية والفنية المقدمة به، وأثنى زياد سيد على الزيارة والتعرف على مختلف الأقسام بالمعرض.

وتوجه الأطفال إلى قسم المكتبات لهيئة قصور الثقافة والتعرف على تطبيق توت المجاني، وما يحتويه من كتب ومجلات. واختتمت الزيارة بزيارة جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، والتقاط بعض الصور التذكارية.

ويقدم البرنامج الثقافي والفني للأطفال بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، من خلال المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة "بديل العشوائيات".

وتشارك هيئة قصور الثقافة في دورة هذا العام بأكثر من 165 عنوانا جديدا تم اختيارها بعناية وصدرت ضمن سلاسل الهيئة وأخرى تم إصدارها بمناسبة المعرض، وتقديمها بأسعار مخفضة للجمهور، وقد تنوعت موضوعات الكتب لتشمل التاريخ والتراث والأدب الشعبي والتراجم العالمية وكتب أعلام الفكر بالإضافة إلى إصدارات متنوعة في سلاسل: السينما، السير الذاتية، أدب الرحلات، الفلسفة، والدراسات الشعبية، الفن التشكيلي، النقد الأدبي، المسرح، والموسيقى، والعبور، وكذا الأعمال الإبداعية في القصة والشعر والرواية، بجانب الركن الخاص بكتب الأطفال وركن في جناح الهيئة للكتب المخفضة.

ويشهد ركن الطفل مجموعة كبيرة من الورش الفنية والحرفية يقدمها نخبة من الفنانين والمدربين المتخصصين، بجانب اللقاءات المقدمة احتفاء باختيار الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض الطفل، والزيارات والجولات الميدانية المخصصة للأطفال المشاركين في دوري المكتبات بالمحافظات والأطفال من المناطق الجديدة الآمنة "بديل العشوائيات".

ويشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 80 دولة و1300 دار نشر و6 آلاف عارض، وتحل عليه سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور الراحل أحمد مستجير، شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.

مقالات مشابهة

  • من رحم المعاناة.. غزة تُبعث من جديد: أطفال يغنون للسلام بعد توقف الحرب بجهود مصر وقطر وأمريكا
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال "أهالينا" ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الجديدة الآمنة
  • الأمم المتحدة: مقتل أطفال في الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر
  • علاج مشكلات الغدة الدرقية دون العلاج بالهرمونات
  • إعصار العدوان دمّر القطاع الزراعي في الجنوب والبقاع
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون.. ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ شيخ الأزهر يجيب
  • أمينة الفتوى: تربية الفتيات على مقولة «ده زي أخوكي» تؤدي لمضاعفات خطيرة
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون؟.. شيخ الأزهر يُجيب
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ الأزهر يجيب
  • محمود حافظ: محمد هنيدي أكثر من نجم.. وبيننا "كيميا" خاصة