ما تبقى من الكرامة.. أحد المهجرين من النكبة الأولى يعود لمنزله شمال غزة وينتظر الموت
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
في مواجهة الدعوات الإسرائيلية المتكررة للإخلاء من الجزء الشمالي من قطاع غزة، فرَّ غسان عنبتاوي، من منزله في بلدة جباليا الشمالية، يوم الأحد الماضي، مع عائلته، وسافر إلى منزل أحد الأصدقاء في الجنوب.
ووفقا لحديثه مع نيويورك تايمز، بعد يومين، قصفت الغارات الجوية الإسرائيلية، الجنوب، وبدا الوضع هناك ليس أقل يأسا منه في الشمال، ولذلك اتخذ عنبتاوي (75 عاماً) وعائلته، القرار الصعب بالعودة إلى الشمال.
وقال عنبتاوي في مقابلة عبر الهاتف مع نيويورك تايمز، اليوم السبت: أمامي خياران: أن أموت في بيتي مع ما تبقى من كرامتي، أو أموت مشردا بلا كرامة.
وعلى الرغم من أن الفلسطينيين يواصلون الإبلاغ عن الغارات الإسرائيلية في الجنوب؛ فقد فر مئات الآلاف من سكان غزة إلى هناك، بعد أن طلب منهم الجيش الإسرائيلي إخلاء الشمال، حفاظًا على سلامتهم.
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، سكان شمال غزة، مرة أخرى، للانتقال إلى الجنوب؛ تحسبا لغزو بري.
وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن الجيش سيزيد من هجماته على مناطق في الشمال، والتي وصفها بأنها "معاقل لحماس".
وأكمل عنبتاوي- الذي يعيش مع زوجته وابنتيه وحفيديه الصغار- إنه تلقى للتو مكالمة هاتفية تشغل رسالة مسجلة من الجيش الإسرائيلي، سمعها العديد من سكان غزة عدة مرات، تحثهم على الإخلاء المنطقة.
التحذيرات لم تغير رأي عنبتاوي، وقال، إن قراره كان بدافع المبدأ، وليس السلامة: فهو يرفض النزوح مرتين.
وعندما كان طفلا رضيعا، كان عنبتاوي من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في عام 1948 خلال الحرب التي أحاطت بإنشاء إسرائيل، والتي يشير إليها الفلسطينيون باسم "النكبة".
فرت عائلته إلى غزة من منزلهم في شفا عمرو، وهي الآن مدينة عربية في إسرائيل، وقيل للعائلة: إن بإمكانهم العودة إلى منزلهم بعد يومين، لكنهم لم يفعلوا ذلك قط.
ونوه عنبتاوي بأنه سمع في أثناء ،نشأته قصص والديه عن النزوح واللاجئين، وأقسم أن أطفاله لن يمروا أبدًا بنفس الشيء.
وأضاف: "لن أقوم بالإخلاء مهما حدث"... "أنا أرفض أن أُجبر على الخروج من منزلي مرة أخرى."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة النكبة فلسطين العدوان الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
بعد أشهر من الحرب مع حزب الله.. مستشفيات الشمال الإسرائيلي تخرج من تحت الأرض
أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن المستشفيات في شمال البلاد خرجت من الملاجئ التي تم تجهيزها تحت الأرض لمعالجة المرضى والإصابات وذلك بعد أشهر من الحرب مع "حزب الله". وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه مع بدء "حزب الله" مهاجمة التجمعات الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود بشكل شبه يومي في 8 تشرين الأول 2023، تم توجيه المستشفيات في كل أنحاء شمال إسرائيل، من نهاريا إلى حيفا وصفد، لنقل عملياتها إلى منشآت شبيهة بالملاجئ مع حماية إضافية من الهجمات في نهاية أيلول. وأفادت بأنه حتى قبل أن تصدر وزارة الصحة وقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي توجيهات للمستشفيات الشمالية، بدأ طاقم مركز الجليل الطبي في نهاريا، الذي يبعد أقل من 10 كيلومترات عن الحدود الشمالية، بنقل الوحدات إلى المنشأة المحصنة تحت الأرض التابعة للمستشفى.
وخلال فترة الحرب، ظل كل من مركز الجليل الطبي ومركز زيف الطبي في صفد في حالة تأهب قصوى، حيث عملا على تخزين الطعام والإمدادات تحسبا لاحتمال أن يصبحا "جزرا مهجورة" بسبب انقطاع البنية التحتية والاتصالات، أو وقوع إصابات جماعية، أو دمار واسع.
وأوضحت أنه خلال أشهر الصراع مع "حزب الله"، عالج المستشفيان الشماليان ومركز رمبام الطبي في حيفا 1578 مدنيا و3391 جنديا.
وقال الدكتور تسفي شيليج، نائب مدير مركز الجليل الطبي والمسؤول عن استعدادات الطوارئ بالمستشفى: "كانت الأشهر القليلة الماضية الأكثر تحديا".
ومع ذلك، بعد توقيع وقف إطلاق النار المؤقت، بدأت المستشفيات الشمالية بإعادة موظفيها إلى المنشآت العادية.
في مستشفى بني صهيون بحيفا، في حي الهدار، تم نقل المرضى ذوي الحركة المحدودة والمرضى ذوي الخطورة العالية، بالإضافة إلى وحدة حديثي الولادة التي كانت قد نُقلت إلى جناح آمن تحت الأرض خلال الشهرين الأخيرين من الحرب، إلى أقسامهم العادية في أوائل أيلول.