مليشيا الحوثي تعتقل عشرات المعلمات في مناطق سيطرتها
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
اعتقلت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، خلال الفترة الماضية، العشرات من التربويين في مناطق سيطرتها، بسبب إضرابهم عن التدريس نتيجة مطالبتهم بتسليم رواتبهم المنقطعة منذ العام 2016م، وإيقاف العملية التعليمية من التدهور، ومن بين المعتقلين عشرات المعلمات، في انتهاك جديد يضاف لانتهاكات المليشيات ضد المرأة في اليمن.
مصادر تربوية أكدت لوكالة خبر، أن مليشيا الحوثي الإرهابية اعتقلت، خلال الأسابيع والأيام الماضية، عشرات التربويين من منازلهم، في العاصمة المختطفة صنعاء، وعشرات آخرين من كل محافظة تقع تحت سيطرتها، ومن بين المعتقلين عشرات المعلمات، وسط تكتم شديد من قبل أولياء الأمور.
وطبقاً للمصادر، فإن المليشيات الحوثية اعتقلت قرابة 20 معلمة من منازلهن في العاصمة المختطفة صنعاء، ونحو 13 معلمة في محافظة إب، و11 معلمة في محافظة ذمار، ومثلها في محافظة حجة، وأُخريات في بقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها، على خلفية مشاركتهن في الإضراب المستمر في عدد من المحافظات.
وبحسب المصادر، فإن من بين المعلمات معتقلات منذ قرابة شهر، ومنهن منذ ثلاثة أسابيع ومنهن أسبوعان، وآخرهن تم اعتقالهن في 9 أكتوبر الجاري، بالمقابل ترفض المليشيات الحوثية الإفصاح عن أماكن أعتقالهن، وسط تكتم شديد من أولياء أمور المعلمات، خشية السمعة التي ستبثها المليشيات ضد المعتقلات في حال أصر الأهالي على متابعة قضايا المعلمات.
وقالت المصادر، إن مليشيا الحوثي وجهت تهمة التحريض على الدولة على المعلمين والمعلمات الذين تم اعتقالهم بدون مسوغ قانوني، وهو ما يُعد انتهاكاً لحقوق الإنسان وحقوق المرأة التي تعاني الأمرّين نتيجة غطرسة واستفزاز حكومة المليشيات.
وفي تصريح لوكالة خبر، أكدت شقيقة إحدى المعلمات المعتقلات، أن مليشيا الحوثي أبلغت بعض الأهالي أن المعلمات يخضعن لدورة ثقافية، حسب ادعائهم، وتنبههم إلى عدم متابعة أماكن تواجدهن لتجنب حدوث أي ضرر على المعتقلات لديهم.
بدوره أكد ناشط حقوقي مُفرج عنه من سجون الحوثيين، أن هذا هو الأمر الذي تبلغ به المليشيات الحوثية أهالي المختطفين والمعتقلين، حتى لا يستمر الأهالي في البحث عنهم، كون مقرات الدورات لا يتم تحديدها، وهذا الأسلوب تستخدمه أجهزة الأمن والمخابرات التابعة للحوثيين.
وتأتي حملة الاعتقالات تلك التي طالت عشرات المعلمين والمعلمات في مناطق سيطرة الحوثيين، نتيجة إضرابهم عن التدريس، ومطالبتهم بصرف رواتبهم المنقطعة منذ العام 2016م، بالإضافة إلى مطالبتهم بإيقاف تدهور العملية التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين.
وفي وقت سابق، اعتقلت المليشيات رئيس نادي المعلمين اليمنيين الشيخ أبوزيد الكميم، والأمين العام للنادي الأستاذ محسن الدار، وخطفت رئيس فرع النادي في محافظة المحويت الأستاذ ناصر القعيش، بالإضافة إلى خطف رئيس فرع النادي في محافظة ريمة الأستاذ إبراهيم جديب، وترفض المليشيات تحويل المخطوفين من النادي إلى المحاكم، كما لم توجه لهم أي تهمة.
وتعقيباً على ذلك، تعهد نادي المعلمين اليمنيين، بمواصلة الإضراب، رغم اعتقال مليشيا الحوثي معظم قيادات النادي في صنعاء وعدة محافظات، وقال في بيان له، إن النادي قرر مواصلة الإضراب الشامل عن التعليم حتى صرف المرتبات، رغم الخطف والتهديد، مطالباً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المختطفين من قيادة النادي كون مطالبهم مشروعة وفق الدين والدستور والقانون.
ودعا بيان اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين والمعلمات إلى مواصلة الإضراب، وتبني مواقف النادي، والتفاعل مع أي إجراء دستوري وقانوني يدعوكم له النادي، في سبيل الإفراج عن رئيس النادي، وباقي الأعضاء المختطفين وحتى صرف الرواتب كاملة دون تأخير.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی فی محافظة فی مناطق
إقرأ أيضاً:
جيش المليشيات.. كتاب صادم لضابط إسرائيلي يفضح آلة الحرب الإسرائيلية
نشرت صحيفة هآرتس مقالا للكاتب رونين تال استعرض فيه كتابا باللغة العبرية من تأليف عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي تحت عنوان "السيف سيفتك بطريقة أو بأخرى"، استند فيه إلى مذكراته الحربية.
ومؤلف الكتاب العقيد احتياط عساف هزاني عالم في الأنثروبولوجيا وهو أحد فروع علم الإنسان الاجتماعي. وقد تحدث في كتابه الجديد عن الانهيار العام في جيش الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي نتيجة الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: لهذه الأسباب شباب الروهينغا مجبرون على القتالlist 2 of 2يديعوت أحرونوت: 5 أولويات على أجندة نتنياهو في واشنطنend of list روح الانتقامروى مؤلف الكتاب كيف أن جنديا إسرائيليا مدججا بالسلاح مزّق مصحفا أمام معتقلين من غزة مقيدي الأيدي وهم جلوس في انتظار دورهم في التحقيق.
ولما سأله عن السبب الذي جعله يمزق المصحف، أجاب "أنا أنتقم منهم".
ووفقا لمقال هآرتس، فإن هذه القصة تكشف عن نوازع الانتقام لدى جنود الجيش الإسرائيلي وقادته على حد سواء، وهي روح تسربت أيضا إلى وسائل الإعلام. وتجلّت تلك الروح في توثيق بعض الجنود لحوادث أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو خيار وصفه كاتب المقال بأنه مؤسف وقد لفت انتباه المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بل ضايق بعض الجنود الذين كانوا يسافرون إلى الخارج.
إعلانوثمة تعبير آخر عن روح الانتقام هذه تمثل في إقدام الوحدات القتالية على إحراق مناطق في قطاع غزة "من دون أي حاجة عملياتية" لذلك.
وعن تلك القضية، تحدث هزاني في كتابه قائلا "كانت هناك حرائق قوّضت بالفعل قدرتنا على تنفيذ مهام مهنية. وقد افتُعلت حرائق أخرى في محاولة لتحقيق أهداف تتجاوز المهمة الحالية، سواء كان ذلك انتقاما بسيطا أو تدميرا للبنية التحتية التي يمكن استخدامها لإعادة بناء المنطقة في المستقبل".
الشعور بالهزيمة
ويورد رونين تال في مقاله أن كتاب "السيف يفتك بطريقة أو بأخرى" يجمع بين تجارب المؤلف الشخصية وتحليله النقدي مستخدمًا أدوات أنثروبولوجية، تأخذك أحيانًا إلى عوالم نظرية يصعب فك رموزها إذا كنت لا تعرف المصطلحات.
ولم يتطرق هزاني إلى قرار شن الحرب على غزة، ويحرص على عدم الكشف عن تفاصيل العمليات، كما أنه يتجاوز الجدل الذي أدى إلى انقسام في المجتمع الإسرائيلي حول ما إذا كان من الصواب إنهاء القتال من أجل تحرير الأسرى.
لكن تلك الغلالة "من الحزن والأسى والإرهاق" تتخلل الكتاب وتمتزج مع الشعور الذي ينتاب كثيرًا من الإسرائيليين بعد أن "انتهت الحرب بهزيمة"، على حد تعبير مقال هآرتس.
العائلة القتاليةوقد استجلى هزاني -الذي يعمل رئيسا لقسم المناورات الحربية في مركز دادو للدراسات العسكرية المتعددة التخصصات التابع لمديرية العمليات في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية- في أطروحته للدكتوراه في الجامعة العبرية بالقدس العلاقة بين التكنولوجيا والفضاء.
وبحسب المقال، فإن بعض التفاصيل الواردة في الكتاب تكاد تكون مثيرة للفضول، مثل قائد الفرقة الذي كان يذهب في بداية الحرب مع حارسين شخصيين في كل مكان، كما لو كان من المشاهير أو رئيس منظمة إجرامية، وهو ما عدَّه هزاني تصرفا مثيرا للاستغراب.
ويروي المؤلف في كتابه أن قادة كبارا في الجيش اصطحبوا أصدقاءهم للبقاء معهم في موقع القيادة أو في مركبة عسكرية، لتقليل الشعور بالوحدة وسط المسؤولية الثقيلة في ساحة المعركة، بل إن أحدهم أحضر شقيقه -وهو ضابط أقل رتبة منه- إلى مركز قيادته.
إعلان
ورأى هزاني أن مثل هذه التصرفات تعطي معنى جديدا لمصطلح "العائلة القتالية"، وهو مصطلح تاريخي لليمين الإسرائيلي.
ولكن المؤلف لا يبدي تحفظات على انضمام أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء إلى القتال، ولا يرى في ذلك إضرارا بالعمليات العسكرية. ومع ذلك، فهو ينظر إليها على أنها عرَض آخر من أجواء الانهيار العام في الجيش والمجتمع في إسرائيل كلها، ونتاج لهجوم حماس.
ويورد في كتابه "لقد انهارت البلاد ولم يبق سوى العائلات، بعضها محطم وبعضها يعيد تجميع صفوفه؛ هم من يقاومون كعائلات ومجموعات".
ويحمل أحد فصول الكتاب العنوان "جيش محترف من المليشيات"، وقد أشار فيه الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي تحول من جيش موحد في خدمة البلاد إلى مجموعة من المليشيات حيث يتجلى ذلك في 3 أمور هي: ثقافة قتالية غير مهنية، ومشاركة المجموعات المدنية في توفير الطعام والمعدات القتالية، ومشاكل انضباطية خطيرة.
ولفت الكتاب إلى أن الجنود درجوا على التقاط صور "سيلفي" ملتقطة ذاتيا باستخدام هواتف ذكية مزودة بكاميرا رقمية، رغم تحذيرهم من أن ذلك سيعرض حياتهم للخطر لأن العدو يمكنه تحديد موقعهم بدقة.
ثمة شكاوى من أن قادة الألوية يبنون إرثهم على ظهور جنود الاحتياط الذين يخدمون تحت إمرتهم.
هوس وشكوكولم يكن "الهوس" -برأي هواني- بالتقاط الصور والتصوير بالهاتف يقتصر على الجنود الذين لم يمتثلوا للأوامر، بل يبدو أن المؤسسة العسكرية نفسها لا تعد الأوامر ملزمة، وفق صحيفة هآرتس.
ومن بين القصص اللافتة التي وردت في الكتاب وأضرّت بصورة إسرائيل ما ورد في قيام الجنود بتسريب سر عسكري عن "مشروع مهم للغاية"، لم يورد المؤلف مزيدا من التفاصيل عنه.
ومنها أيضا أن جنودا إسرائيليين التقطوا صورا لأنفسهم وهم يرتدون ملابس داخلية نهبوها من خزائن ملابس النساء الغزيات. وفي أحد المقاطع، يظهر جندي على دبابة وهو يحمل دمية ويرتدي حمالة صدر سوداء وخوذة.
إعلانويشير هزاني أيضا إلى الخلافات بين جنود الاحتياط من جهة والمجندين والجنود المحترفين من جهة أخرى، وإلى تراكم الشكاوى من أن قادة الألوية يبنون إرثهم على ظهور جنود الاحتياط الذين يخدمون تحت إمرتهم.
وفي تعليقه على ذلك، يقول رونين تال في مقاله بالصحيفة إن تلك الشكاوى تتناقض مع التقارير "الحماسية" التي يقدمها مراسلو وسائل الإعلام الإسرائيلية عن جيش موحد يقاتل من أجل هدف مشترك.
وطبقا لكتاب هزاني، فإن الشكوك تساور جنود الاحتياط حول أهداف الحرب، وقد تزايدت خلال فترة الهدوء التي تلت صفقة الأسرى الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ويبدو -وفق الكتاب- أن ما من شيء أثر على نظرة الجنود إلى الحرب مثل حادثة حي الشجاعية في غزة في ديسمبر/كانون الأول 2023، عندما أطلقوا النار على الأسرى الإسرائيليين ألون شمريز وسامر تالالالكا ويوتام حاييم وأردوهم قتلى ظنا منهم أنهم من الأعداء.