حرب إسرائيل وحماس.. هكذا تساعد إيران على محاصرة الدول العربية
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
خلقت المواجهة الراهنة بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" الفلسطينية "مأزقا كبيرا للدول العربية"؛ ما يسمح لإيران بمحاصرة هذه الدول، بحسب كامران بخاري، في تحليل بمركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد".
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيي ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل مقاومة أخرى من قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وتتواصل المواجهة بين الطرفين لليوم الخامس عشر على التوالي.
وقال بخاري إن "دول مثل مصر والأردن والسعودية، التي سعت منذ فترة طويلة إلى إقامة علاقات سلمية مع إسرائيل وتعارض حماس بشدة، اضطرت إلى تجنب انتقاد الحركة الإسلامية الفلسطينية المتطرفة واتخاذ موقف علني معارض لإسرائيل".
وتابع أن "الهجوم (طوفان الأقصى) أدى أيضا إلى حدوث انقسامات بين الدول العربية والولايات المتحدة (أبرز حليف لإسرائيل).. وتمثل الأزمة الراهنة مكسبا كبيرا لإيران، التي سعت منذ فترة طويلة إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط لتعزيز قوتها ونفوذها".
وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتدعم إيران حركات مقاومة عربية، بينها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في فلسطين و"حزب الله" في لبنان، في مواجهة إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
اقرأ أيضاً
إيران تحرك أذرعها ضد أمريكا.. قصف يستهدف سفينة قرب اليمن وجنودا في سوريا والعراق
مجزرة المعمداني
"في 17 أكتوبر، قُتل نحو 500 فلسطيني، فيما قال المسؤولون الفلسطينيون والعرب إنها غارة جوية إسرائيلية على مستشفى (المعمداني) في غزة، بينما تقول السلطات الأمريكية والإسرائيلية إنه انفجار ناجم عن صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي بالخطأ"، كما أضاف بخاري.
وأردف أن "الدول العربية أدانت إسرائيل بشدة لقصفها المستشفى، حيث كان يُعالج الفلسطينيون الذين أصيبوا في الحرب".
وزاد بأنه "وسط عدد متزايد من الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل في العديد من دول المنطقة، ألغى الأردن قمة كان مقررا أن يستضيفها في 18 أكتوبر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني".
و"وقع قصف المستشفى بينما كان بايدن في طريقه إلى إسرائيل (لتأكيد دعمه لها و) للمساعدة في منع الأزمة من التحول إلى صراع إقليمي، واضطر إلى إلغاء رحلته إلى العاصمة الأردنية"، كما أشار بخاري.
وأضاف أن "حقيقة اضطرار بايدن للسفر إلى الشرق الأوسط بعد أيام فقط من وجود وزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن في المنطقة، تؤكد المخاطر المتزايدة لحرب أوسع نطاقا".
واعتبر أن "آخر شيء ترغب العديد من العواصم العربية ذات الاقتصادات الهشة بشكل مزمن في رؤيته هو احتجاج شعوبها ضد إسرائيل والولايات المتحدة؛ ما يهدد استقرار أنظمتها".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ أيضاً
وزير الخارجية السعودي يبحث الحرب على غزة مع نظيره الإيراني
إيران وفلسطين
بخاري لفت إلى أن "منظمة التحرير الفلسطينية تأسست عام 1964 في القاهرة، بدعم من الرئيس المصري جمال عبد الناصر كأداة لتعزيز طموحاته القومية العربية".
وأردف أنه "في أعقاب هزيمة العرب (أمام إسرائيل) في حرب 1967، أثبتت منظمة التحرير الفلسطينية نفسها كقوة جادة تدافع عن النضال الوطني الفلسطيني".
وقال إن "معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 أدت إلى مزيد من الاختلاف بين مصالح القاهرة والفلسطينيين. وخلال عقد من الزمن، اعترفت منظمة التحرير أيضا بإسرائيل وسعت عبر الدبلوماسية إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، التي احتلتها إسرائيل منذ 1967".
و"هذا هو الترتيب الذي رأت الدول العربية الرئيسية أنه في مصلحتها في أعقاب انتفاضة (الحجارة) عام 1987، التي ظهرت فيها حماس كمنافس إسلامي (...) لحركة فتح العلمانية التي يتزعمها ياسر عرفات، والتي هيمنت لفترة طويلة على منظمة التحرير"، كما زاد بخاري.
وتابع: "بحلول هذا الوقت، بدأت إيران أيضا في الظهور كقوة إقليمية تسعى إلى توسيع نفوذها في العالم العربي، وكانت قد أنشأت بالفعل حزب الله (في لبنان) ليكون وكيلها الرئيسي في أوائل الثمانينيات، وأصبحت سوريا حليفتها العربية الوحيدة".
وقال إن "نهاية حربها (إيران) الكارثية التي دامت ثماني سنوات مع العراق في 1988 وإضعاف النظام العراقي في حرب الخليج عام 1991، مكَّنت طهران من توسيع نفوذها في العالم العربي".
وأضاف أن "النظام الإيراني الإسلامي كان مهتما بالاستفادة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وألهم إنشاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، ولم يمر وقت طويل حتى انجذبت حماس، الحركة الإسلامية الفلسطينية الرئيسية، نحو الفلك الإيراني".
و"أدى عجز إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عن التوصل إلى تسوية نهائية على مدى السنوات السبع التالية إلى اندلاع الانتفاضة الثانية (الأقصى) في 2000؛ مما عزز قوة حماس وأضعف السلطة الوطنية الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح (بزعامة الرئيس عباس)"، كما ختم بخاري.
اقرأ أيضاً
ستحقق أهداف حماس وإيران.. إسرائيل تسير نحو فخ غزة
المصدر | كامران بخاري/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران الدول العربية إسرائيل حرب حماس غزة منظمة التحریر الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
رئيس الموساد السابق: نقترب من نهاية الحرب وحماس ما زالت تقف على قدميها
قال رئيس الموساد السابق، تامير باردو، في حديثه لـ"القناة 12" العبرية، إنّ "أحد أهداف الحرب التي تم تحديدها من قبل -الكابينت- هو تدمير حماس"، و"الآن نحن بعد سنة و4 أشهر على الحرب وربما نحن نقترب إلى نهايتها، ما زالت حماس تقف على قدميها".
وبحسب "القناة 12" العبرية، أبرز باردو أنّه "صحيح أن حماس تلقت ضربات قاسية جداً لكنها ما زالت تقف، وبالواقع تسيطر وتدير الأمور في القطاع"، فيما ذكّر في الوقت نفسه بحرب فيتنام في العاصمة سايغون.
وأوضح أنه "في اليوم الأخير من الحرب، كان هناك ضابطان برتبة عقيد، أمريكي وآخر من شمال فيتنام. حينها قال الأمريكي للضابط الفيتنامي: في كل الحرب نحن لم نخسر في معركة واحدة، ليرد عليه الأخير: قد يكون هذا صحيحا، لكن في صباح يوم غد، أنتم سوف تغادرون ونحن سنبقى".
إلى ذلك، أكد باردو، أنّ "الحرب لا ينتصرون بها فقط في ميدان المعركة، الميدان هو الجزء الأول منها، لكن الجزء الأساسي هو نهايتها"، مشيرا إلى أنّ "حكومة إسرائيل تصر على عدم إيجازها (كيفية إنهاء الحرب)، الأمر الذي أضر بالجيش، وأضر في إجراءات القتال التابعة للجيش، وتسبب في وقوع خسائر كبيرة لنا، لأن إسرائيل لم تقل كيف تريد أن تنهي الحرب".
تجدر الإشارة إلى أن وقف إطلاق النار في غزة، قد دخل حيز التنفيذ الفعلي صباح اليوم الأحد، عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي، مع بدء عودة النازحين إلى منازلهم وأحيائهم في مناطق واسعة من شمال وجنوب قطاع غزة.
إلى ذلك، عاش قطاع غزة صباح اليوم الأحد، على إيقاع ما وُصف بكونه "هدوءا نسبيا"، حيث توقّفت عمليات القصف الجوي والمدفعي التي دأب الاحتلال على تنفيذها، طوال الليل والنهار، وعلى مدار 470 يوما من عمر الحرب الوحشية في قطاع غزة.
وستتضمّن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة: توفير مأوى فوري للنازحين عبر إدخال البيوت المتنقلة والخيام، وأيضا إدخال معدات وآليات هندسية لإزالة الركام الناتج عن القصف المستمر. مع السّماح لعدد يتفق عليه من العسكريين الجرحى بالسفر لتلقي العلاج الطبي.
وخلال مطلع الأسبوع المقبل، فإن من المرتقب أن يصل وفد من بعثة المراقبة الأوروبية إلى القاهرة، بغية الإعداد لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث إنه سيعمل على وضع آلية لإعادة تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح.