وسط أصوات الألم والاستغاثات والقنابل والغارات وألسنة النار وركام الحوائط الآمنة وغبار الخوف من بعدها، بزغ صوت من الصمود وأمل الانتصار، انطلق صداه في العالم العربي أجمع.

شدوا بعضكم ياأهل فلسطين..أصلها وأسباب كتابتها

كان ذلك الصوت ينادي بـ “شدوا بعضكم ياأهل فلسطين شدوا بعضكم”، من سيدة فلسطينية مسنة رأينا في وجهها رائحة فلسطين العتيقة بأهلها وشوارعها  وأحجار بيوتها التي تحمل أمل النصر مهما طال كابوس الاحتلال.

 

من هي حليمة منشدة “شدوا بعضكم ياأهل فلسطين”

وعلى الفور تصدر المقطع محركات البحث المختلفة ومنصات الحديث على مواقع التواصل الإجتماعي وقام عدد من الموسيقيين بظبط جودة الصوت وإضافة بعض الموسيقى لها ، فما هي قصة “شدوا بعضكم يافلسطين؟ ومن التي أعادتها من جديد في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها فلسطين؟

 

مقطع “شدوا بعضكم” يعود إلى الحاجة حليمة حسين سليمان زايد، من قرية بيت اكسا شمال غرب القدس سكان الزرقا بالاردن ومن مواليد 1938

لم يكن النشيد وليد اللحظة، إنما يعود أصله إلى الحرب العالمية الأولى، حيث أنشده

 أهل فلسطين عند هزيمة تركيا آنذاك، وكان أبرز ماأنشده هو "أبو ظريف الحرازين" رحمه الله من أهل الشجاعية في غزة، ويعتبر هو شاعر غزة الأول، كما أن اللحن مرتبط بقال “السامر” المنتشر في وسط فلسطين وجنوبها.

 

كان أبو ظريف الحرازين أبرز من ثاروا عام 1936 في أحداث الثورة الكبرى في فلسطين ضد القوات البريطانية للمطالبة بالاستقلال وإنهاء سياسة الهجرة اليهودية المفتوحة، والاستيلاء على الأراضي دون وجه حق.

ثورة 1936

كان البيت الأول من النشيد يقول :" ياولاد العرب لموا "شدوا" بعظكم ... رحلت تركيا وما ودعتكم وهو دعوة للوحدة والتكاتف العربي في وجه الاحتلال الانجليزي آنذاك.

تاريخ النشيد مع ثورات فلسطين

وخرج البيت الثاني للنشيد أثناء ثورة البراق 1929 حيث حدث فيها اشتباكات عنيفة في القدس بين الفلسطينيين واليهود إبان الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي يقول الحِبْرْ الصيني لْكْتب عالوَرَقْ

بالحبر الصيني

علّي جَرَى لِكْ يا فْلسطيني

بالحبر الصيني

واختص الحبر الصيني لثباته القوي على الورق وصعوبة محوه، فكان ذلك تعبيرا عن الحزن العميق الذي شعر به الفلسطينيين على شهدائهم وقت تلك الثورة .

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ضريح لينين.. مرقد الجسد المحنط لرمز الثورة البلشفية

ضريح زعيم الثورة البلشفية في روسيا ومؤسس دولة الاتحاد السوفياتي فلاديمير لينين، وهو أحد أكثر الأماكن جذبا للمواطنين الروس والسياح الأجانب في الساحة الحمراء. يقع بالقرب من جدار الكرملين الجنوبي في العاصمة موسكو، ويتمتع إلى جانب ذلك بأهمية تراثية وقيمة تاريخية كبيره لمؤيديه.

شكلت عملية تحنيط لينين بداية تقليد جديد بين الشيوعيين في بعض دول العالم، حيث جرى في أوقات لاحقة تحنيط جثث زعماء شيوعيين آخرين مثل ماو تسي تونغ، هوشي منه وكيم تشور إن وكيم سونغ إيل لتكون معروضة ويتمكن من رؤيتها الجميع.

بناء الضريح

تم تشييد الضريح في البداية على عجل باستخدام الخشب في 27 يناير/كانون الثاني 1924 لتخليد جثمان الزعيم الشيوعي الذي فارق الحياة في 21 من الشهر ذاته.

ولكي يتمكن الملايين من إلقاء نظرة الوداع عليه، حنط الأطباء الجثة في البداية لمدة 6 أيام، قبل أن تقرر لجنة الجنازة عدم دفنها، بل تحنيطها لأطول وقت ممكن والاحتفاظ بها في سرداب، قبل أن يتم تغيير الضريح بآخر أكثر متانة في العام نفسه، وفي عام 1930 بعد تم بناؤه بحجر الغرانيت.

في البداية كانت قاعة الضريح ضيقة ويزدحم فيها الزوار، ولا تسمح بزيارات تليق بالزعيم الشيوعي، فضلا عن أن ذلك يرفع درجة الحرارة في المكان ويهدد سلامة الجثة المحنطة.

فلاديمير لينين زعيم الثورة البلشفية ومؤسس الاتحاد السوفياتي (مواقع التواصل الاجتماعي)

وبعد فترة تم إغلاق المبنى للإصلاح، وأدخلت عليه تحسينات تضمنت تركيب تابوت زجاجي مزود بنظام تبريد وبتقنيات حديثة تم جلبها من ألمانيا للحفاظ على جسم لينين لعقود.

بعد ذلك بفترة قصيرة أجريت على الضريح تعديلات كبيرة تضمنت نقل قطعة ضخمة من حجر اللابرادوريت تزن 60 طنا من أوكرانيا لتركيبها على واجهة المبنى.

هذا الحجر، الذي تم اختياره بعد الأضرار التي لحقت بالهيكل الأول للضريح، استغرقت رحلة توصيله فقط من المحجر إلى محطة السكة الحديدية ثمانية أيام، استخدمت خلالها جرارات وعربات ضخمة، قبل أن يُنقل بالقطار إلى روسيا.

عند وصوله إلى موسكو، تم نقله إلى الساحة الحمراء ومعالجته وتركيبه على واجهة الضريح، أما التابوت فتم تثبيته على قاعدة ثقيلة تزن 20 طنا وضعت على طبقة من الرمال لتقليل تأثير الاهتزازات، بما في ذلك حتى عندما تتحرك المركبات المدرعة التي تمر عادة على بعد أمتار من الضريح عند إقامة العروض العسكرية.

جدل حول فكرة التحنيط

وقد برزت فكرة تحنيط الزعيم الشيوعي قبل وفاته، وتحديدا عام 1923 بعد تدهور صحته بشكل حاد، وعندها بدأت القيادة السوفياتية بالتفكير في مصير رفاته، وفي اجتماع شارك فيه جوزيف ستالين وشخصيات حزبية أخرى تمت مناقشة مقترح للحفاظ على جسد لينين عن طريق التحنيط في حالة الوفاة.

لكن شخصيات أخرى بارزة في الحزب انتقدت بشدة فكرة الحفاظ على جثة لينين، ورأت في ذلك تمجيدا للرفات وطقسا من طقوس الكنيسة، التي لم يكن لينين، في رأيهم، ليوافق عليها.

الزعيمان السوفياتيان فلاديمير لينين (يسار) وجوزيف ستالين (شترستوك)

ومع ذلك، في اليوم التالي لوفاة لينين، خضع جسده لإجراءات التحنيط باستخدام مواد كيميائية مختلفة بما في ذلك الفورمالديهايد والغليسرين.

وقبل عملية التحنيط تمت إزالة جميع الأحشاء والتبرع بالدماغ لأغراض البحث، أما القلب (حسب بعض المعلومات) فمحفوظ في الكرملين، ومن غير المعروف أين ذهبت بقية الأعضاء.

ويوجد مختبر متخصص لمتابعة التغيرات على جسد لينين ويراقب العلماء باستمرار درجة الحرارة والرطوبة فيه، وكذلك تغيرات الأنسجة مع اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامته.

أجواء الضريح وشروط زيارته

يسود الضريح جو بارد نظرا لتثبيت الحرارة على درجة محددة للحفاظ على الجسد المحنط، إضافة إلى إضاءة خافتة محسوبة بعناية فائقة.

يدخل الزوار إلى الداخل ويمرون بصمت ودون توقف أمام جسد لينين في وسط القاعة، وهو يرقد في تابوت زجاجي ببدلة سوداء وقميص أبيض وربطة عنق سوداء، وجميعها، لاعتبارات أمنية، مضادة للرصاص.

يلزم الرجال بنزع قبعاتهم عند دخول الضريح، كما يحظر التقاط الصور والفيديو في الداخل ويمنع إدخال أي أجهزة للتصوير.

في مدخل الضريح أجهزة متطورة لكشف المعادن، وعند كل مترين أو ثلاثة يقف حراس أمن بزي عسكري، في إجراء احتياطي إضافي جاء بعد عدة محاولات "لتدنيس" جسد الزعيم الشيوعي، الذي تبلغ تكلفة الحفاظ عليه حوالي 200 ألف دولار سنويا، حسب مصادر رسمية.

تمثال لينين في شبه جزيرة القرم (الجزيرة)

ويفتح الضريح للزوار ثلاث ساعات فقط أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس والسبت، ولهذا السبب هناك دائما طابور طويل أمامه.

على عكس الأماكن التاريخية الشهيرة الأخرى في العاصمة الروسية، فإنه رغم أن المواد التي شيد منها الضريح مكلفة للغاية لكن زيارته مجانية.

تراث عالمي

في أوائل تسعينيات القرن العشرين اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بضريح لينين إلى جانب قبور الشخصيات السياسية والعامة البارزة المجاورة للكرملين، كجزء من التراث العالمي.

وتعتقد نسبة من المواطنين الروس أنه يجب إخراج جثة لينين من الضريح ودفنها في مقبرة، بينما يعتقد آخرون أنه يجب تركه في الساحة الحمراء.

مقالات مشابهة

  • أبطال حلم باريس.. حاملو آمال المصريين في عزف النشيد الوطني بالأولمبياد
  • ختامها مسك.. قصة فريال أشرف أول بطلة مصرية يعزف على يدها النشيد الوطني على منصة تتويج السيدات
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية
  • قائد الثورة يناقش في اتصال هاتفي مع النخالة أوضاع المقاومة في فلسطين وغزة
  • بهجت العبيدي: نشيد بالبيان الأول لوزارة الخارجية والهجرة
  • قائد الثورة يكشف اكثر نفاط الضعف عند العرب
  • وقف الحرب والقرار الإنتحاري
  • ضريح لينين.. مرقد الجسد المحنط لرمز الثورة البلشفية
  • هل هي ثورة على حكم الإخوان.. أم ثورة مضادة لثورة يناير؟!
  • بعد توقف لأسباب تقنية.. عودة العمل لمنفذ «رأس إجدير»