في مقال بعنوان "استقل" لصحيفة يديعوت أحرونوت، قالت الكاتبة الإسرائيلية سيما كدمون "إننا لسنا بحاجة إلى اعتذار رئيس الوزراء ببنيامين نتنياهو عن الفشل الذي حدث" بعد عملية "طوفان الأقصى".

 

وتابعت الكاتبة "لسنا بحاجة إلى اعتذارات من شخص نعرف أن كل كلمة تخرج من فمه سياسية أو أنها مصلحته، وكل ما نريده هو أن يذهب.

أن يستقيل. ليس بعد نهاية الحرب، وليس بعد لجان تحقيق، بل الآن".

 

ونوهت كدمون إلى أنه "لو أن نتنياهو اعتذر لسألنا أنفسنا.. ماذا سيستفيد من ذلك؟ ولماذا الآن وليس في السابق؟ وما الذي يحمله على الاعتذار في هذا التوقيت؟ وهي أسئلة من المحظور طرحها حين يتحدث قائد مع شعبه في وقت عصيب كهذا، ولكن لا يمكن الامتناع عن تلك الأسئلة حين يدور الحديث عن نتنياهو".

 

ورأت الكاتبة أنه "يتوجب على نتنياهو أن يغادر، وهذا ما يعرفه الرئيس الأميركي جو بايدن ورؤساء الدول الآخرون. وهذا ما يعرفه الجمهور الإسرائيلي. وهذا ما يعرفه قادة الأجهزة الأمنية، وأعضاء حزب نتنياهو وفي اليمين. الشخص الذي كان "السيد أمن"، الذي أعطانا عدة مرات الوعود بأنه سيُسقط (حركة المقاومة الإسلامية) حماس ويحافظ على أمننا، خسر ثقة الشعب".

 

واعتبرت الكاتبة أن "أفضل شاهد على ذلك هو المنشور الذي كتبه نشطاء في حزب الليكود هذا الأسبوع (نتنياهو يمنع إسرائيل من الانتصار). والجنود والمواطنون والأميركيون لا يثقون به، ولا أحد يصدّقه"، متسائلة "مَن كان يُصدق أن المنظمات اليمينية التي دعمته دائما، ستقف الآن ضده. بسبب الفشل الذي حصل والذي سيحصل؟".

 

حقبة انتهت

 

وأشارت الكاتبة إلى أن "الناس في حزب الليكود مستعدون، كما قال لي أحد كبار قادته، لاعتبار اسم نتنياهو على أنه عصر وانتهى، فحين تجلس مع نواب الليكود يتحدثون عن الحاجة إلى التجهيز لتلك اللحظة للتخلص منه. لكن ألاعيبه مستمرة، كما قال هذا المسؤول الليكودي".

 

وتابعت "الشعور هناك هو أن نتنياهو سيستمر في الحديث بشكل متصاعد عن إسقاط تنظيم حماس والإجهاز عليه، لكن نتنياهو غير جاهز فعلا لهذه المعركة. تماما مثل تاجر أثاث يبيعك كرسيا واحدا ولكنه يعطيك الشعور بأنه يبيعك أثاث الصالون بأكمله، مثلما قال لي هذا الليكودي رفيع المستوى".

 

وقالت الكاتبة إن "الاعتقاد في أوساط نواب الليكود هو أن نتنياهو متأكد أنه بعد شهر أو شهرين، جميعهم سيكونون مُنهكين، وحتى لو حدث تذمر نحوه، فسيختفي، كل هذا في وقت يتجهز فيه نتنياهو للأعذار: لم يخبروني، إنه الجيش، والتصور الخاطئ، والحكومة السابقة. ولن يمضي وقت طويل إلى أن يبدأ الجميع في اتهام الجميع. في الليكود يقولون اتركوه أولا يفعل الأمر الصحيح. ومن يعتبر نفسه تلميذ تشرشل، فليُظهر لحظة قيادة".

 

سيناريوهات مقلقة

 

وأضافت الكاتبة أن أمرا آخر بات واضحا الآن وهو أن الحرب لن تنتهي على خير، ليس لأن العدو سيدمر إسرائيل لأن هذا لن يحدث على ما يبدو، ولكن لأن سيناريوهات مقلقة ستحدث في غزة، منها أن دخولنا إلى غزة لمناورة برية ستنتج عنه خسائر فادحة ولن يؤدي للقضاء على حركة حماس.

 

واعتبرت أن فتح حزب الله جبهة إضافية في الشمال ستجبر إسرائيل طعلى الخروج من غزة بسرعة للتفرغ لحرب لن تكون سهلة في حين تتباهى حماس بأنها دحرتنا، أو أن تؤدي استجابتنا لمطلب الرئيس بايدن بشأن المساعدات الإنسانية طوال فترة الحرب إلى عرقلة قتالنا فتستنزفنا، بينما تبقى حماس مسيطرة على عملية توزيع المساعدات في غزة، كما أن وضع المختطفين هناك لن يكون جيدا ما لم ترتبط عملية إدخال المساعدات بتحريرهم".

 

وترى الكاتبة أنه مع كل هذا سيكون من الصعب إيجاد كيان سياسي حقيقي يكون بديلا عن الحكومة خلال فترة الحرب، وبالتالي سنكون مضطرين للانتظار حتى انتهاء الحرب وبعدها نطالب على الفور بلجنة تحقيق رسمية مع استنتاجات مؤقتة مثلما حصل في لجنة التحقيق بعد حرب لبنان الثانية، لكن عندها سنقول لك: سيدي رئيس الحكومة لقد فقدت الثقة، اترك منصبك الآن، وإذا كنت تعتقد أن الجمهور سيكون متعبا وضعيفا ومنشغلا بالألم والحزن ولن يطلب منك الاستقالة فأنت مخطئ.

 

لتختم الكاتبة مقالها بالقول إن الاحتجاج الذي كان قبل خوض الحرب سيكون بمثابة روضة أطفال مقابل ما سيحدث فور انتهائها.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: هناك خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف قبل السابع من أكتوبر

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كانت تمتلك خطة محكمة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام، محمد الضيف، قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أنه تم تأجيل تنفيذها عدة مرات.  

وأوضحت الصحيفة، عبر تقرير لها، أنّ: "الخطة العملياتية المتقدمة، التي طُوّرت بتعاون بين جهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية وسلاح الجو الإسرائيلي، عُرضت خلال عام 2023 على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنها لم تُنفّذ، حيث علّق حينها بالقول: حماس مردوعة".

 كذلك، أفادت بأن: "هذه الخطة وُضعت بعد فشل محاولات اغتيال سابقة للسنوار، الذي أشير إليه بالرمز "إس"، والضيف الذي أطلق عليه اسم "الملك" خلال عملية: حارس الأسوار".  

في المقابل، نفى مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن تكون هذه الخطة قد عُرضت على نتنياهو خلال عام 2023، وتحديدًا قبل أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، مشددًا على أنّ: "أي خطة لاغتيال قادة حماس في غزة لم تُعرض على رئيس الحكومة، بل على العكس، فقد أوصت الأجهزة الأمنية بعدم تنفيذ مثل هذه العمليات".  

وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، خلال اشتباكات دارت في جنوب قطاع غزة.


من جانبه، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي٬ في كلمة مصورة، استشهاد قائد هيئة أركان القسام، محمد الضيف، إلى جانب عدد من كبار قادة المجلس العسكري للحركة.  

وفي بيان رسمي، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ: "قواته نفذت عمليات ميدانية في جنوب قطاع غزة استنادًا إلى معلومات استخباراتية تفيد بوجود قادة بارزين في حماس داخل المنطقة".  

وأوضح الجيش أن وحدة من اللواء 828 اشتبكت مع ثلاثة مقاتلين، ما أسفر عن مقتلهم، مشيرًا إلى أنّ: "الفحوصات اللاحقة كشفت أن أحدهم كان يحيى السنوار".  

وفي سياق متصل، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الاشتباك وقع في منطقة تل السلطان برفح، حيث كان السنوار يرتدي سترة عسكرية، برفقة قيادي ميداني آخر. كما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن الجنود لم يكونوا على دراية مسبقة بوجود السنوار داخل المبنى الذي شهد تبادل إطلاق النار.


وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.

ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي السنوار مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.

مقالات مشابهة

  • لإنهاء الحرب.. نتنياهو يشترط إلقاء حماس سلاحها وخروج قادتها من غزة
  • نتنياهو يطرح شرطين أساسيين لإنهاء الحرب في غزة
  • نتنياهو: على حماس تسليم سلاحها
  • نتنياهو: قررنا زيادة الضغط على غزة ومستعدون لمناقشة نهاية الحرب
  • غارات إسرائيلية على خان يونس.. 20 شهيداً منذ فجر اليوم في غزة
  • حماس توافق على مقترح وقف إطلاق النار الذي تلقته قبل يومين
  • توقف الحرب… من الذي كان وراءه
  • الصحة الفلسطينية: استشهاد 24 مواطنا فى غارات إسرائيلية على قطاع غزة
  • السلطة الفلسطينية تحذر من إجراءات إسرائيلية لتقويض مؤسساتها
  • يديعوت أحرونوت: هناك خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف قبل السابع من أكتوبر