عائض الأحمد
كلما أسأت الظن، تمنيت أن أفقد ذاكرة المكان والزمان، لعل القادم أجمل بدون ذاكرة تعيد الألم وتستحضر ساعات الندم كلما جد جديد، أذكر مقولة الأديب غابريل ماركيز حينما فقد ذاكرته في أواخر أيامه، فكان يقول وهو جالس بجوار صديق عمره "أنا لا أعرفك ولكني أعلم أنني أحبك" كانت كافية له عن سنوات عمر أمضاها قد تكون مرهقة أكثر من أي شيء آخر تجرع مرارته، مراحل يقطعها الإنسان وكأنه في سباق مع نفسه وقد يرهن كل ما يملك بغية تحقيق حلم عجز عنه سنوات، ثم فاق فوجد كل شيء حوله يدعوه إلى تساؤل عجز عن إجابته من أنتم؟
الحياة رحلة قصيرة جدا ليست أكثر من ساعة فرح أو لحظات حزن، الغريب هو تلك الذكرى العالقة وكأنك خلقت لتحزن وتستذكر ألمك دون أن تفرد تلك المساحة البيضاء بنقاطها السوداء وتجعلها عنوانا لسكنك ومهدا لمهجعك فلم تعد ترى غيرها في بحر أمواج متلاطم، الفقد يحرضك على السلام الداخلي في اللاعودة، حينما تنظر إلى مرآتك وتتأمل ملامحك لن تملك أكثر من سؤال لماذا نسيت كل شيء حينما عادت قبلتي التي اعتدت استقبالها فسعادتي تنحني إجلال وحبا لم تفقده ذاكرتي الهرمة، رغم قسوة الأيام ورجفة الأطراف وضعف البصر، بقيت بصيرتي تدعوك سعاد أنشري عبيرك فالبرد أحرق أوصال محب عاش في كنف "العامرية" وارتوى منه شفاء الروح وشقاء الجسد.
ختامًا: حتى لو ذكرك العالم أجمع، ستبقى وحيدا في غياب من تحب.
شيء من ذاته: لو لم يحمل الورد كل هذه الأشواك لأصبح سهل المنال.
نقد: لا تطلب الكمال في كل شيء؛ فيعتريك النقص دون أن تعلم.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية : المخطوط العربي ذاكرة حيَّة للأمَّة وأحد أعظم كنوزها الثقافية
شارك مجمع البحوث الإسلامية في المنتدى الأول لمعهد المخطوطات العربية حول مكانة المخطوط العربي في ذاكرة العالم، حيث ألقى الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية كلمةً نيابة عن الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أكد فيها أن المخطوط العربي يمثِّل ذاكرة الأمَّة الحيَّة وأحد أعظم كنوزها الثقافية.
وأوضح أن المخطوطات العربية تجسد مسيرة علمية وفكرية امتدت لأكثر من خمسة عشر قرنًا؛ إذْ وثَّقت مختلف المجالات المعرفية مثل: الطب، والهندسة، والفلك، والكيمياء، واللغة، والأدب، مشيرًا إلى أن هذه المخطوطات ليست مجرد إرث مادي، بل حلقة وصل تربط الماضي بالحاضر، وتحمل قيمًا معرفية وإنسانية تستحق الحماية من التدهور أو الضياع نتيجة الحروب أو العوامل الطبيعية.
وتناولت الكلمة تاريخ نشأة المخطوط العربي وتطور صناعته، بدءًا من تدوين العلوم والآداب، مرورًا بحركة الترجمة التي ازدهرت في العصر الأموي، وصولًا إلى دور مجالس الإملاء في تطوير المخطوط العربي ونشره بين طلاب العلم.
وأشاد الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بالدور الذي أدَّاه المستشرقون في فهرسة المخطوطات وتحقيقها، رغم اختلاف نواياهم ومقاصدهم، وهو ما دفع العرب والمسلمين إلى تطوير جهودهم للحفاظ على هذا التراث في العصر الحديث.
واختتم الدكتور حسن خليل بالثناء على مبادرة منظمة اليونسكو (ذاكرة العالم)، التي تهدف إلى حماية التراث الإنساني، داعيًا إلى تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لصون المخطوط العربي وضمان استمراره كرمز للهُويَّة الثقافية ورافد أساس للمعرفة الإنسانية.