جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@05:17:09 GMT

جمل المحامل

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

جمل المحامل

 

محمد بن رامس الرواس

لطالما قرأنا وشاهدنا قصص البطولة والكفاح التي تتحدث عن المرأة الفلسطينية منذ النكبة عام 1948م إلى اليوم، ولقد رؤى لنا التاريخ الحديث المُعاصر الكثير من سير المناضلات الفلسطينيات البواسل منذ أن حملن البندقية وهن شابات في مقتبل العمر وأطلقن النار في وجه الاحتلال وهن متلثمات بالكوفية الفلسطينية من أجل نيل الحرية من شرق النهر إلى غربه، لقد ولدت المرأة الفلسطينية المناضلة من رحم هذه المُعاناة منذ 64 عامًا.

مع تصعيد قصف الاحتلال الإسرائيلي للغارات اليومية على قطاع غزة دون توقف ولا هوادة، كانت ولا تزال المرأة الفلسطينية ثابتة ومتمسكة بدارها وأسرتها، ولعل إطلالة سريعة على نبذة مختصرة لسيرة الكاتبة الفلسطينية ابتسام خالد أم الشهداء، والجريحة، والأسيرة، فهي مثل أخواتها المناضلات وقود الصمود الفلسطيني، وهن من يحملن المهمة المستحيلة على عواتقهن، كانت ابتسام دائمًا تطلق مصطلح "جمل المحامل" للتعبير عن ثقل الحمل على أخواتها الفلسطينيات، وابتسام نموذج للمرأة الفلسطينية من خلال سيرة وقصة حافلة بالتضحيات ووجه من وجوه فلسطين المشرفة وصانعة للتاريخ الفلسطيني حاضرًا ومستقبلًا، ولدت في مُخيم للاجئين بمدينة "رفح" وعرفت طريقها للنضال منذ أن كان ابنة 14 عامًا في حقبة الثمانينات وعندما تزوجت وبدأت تنجب تعرض ابنها عمار للاعتقال وابنها محمود للمرض، كانت أماً لأحد عشر من الأبناء وعند مرافقتها لابنها المريض بالمستشفى لم تستسلم بل جعلت من التعليم طريقاً لها لمواصلة كفاحها فأنهت تعليمها، وبدأت تظهر للساحة ككاتبة ومشاركة بالمؤتمرات الدولية والملتقيات التي تتناول حالات الأسرى ومعاناتهم، ومع اقترابها من ذويهم وسماعها للقصص التي تدمي القلوب وما يصاحبها من آثار  نفسية واجتماعية ترجمت ابتسام هذه الأحاسيس على هيئة إصدارات أدبية وشعرية وبحوث مطبوعة ومنشورة، ولها مقولة مشهورة ترددها دائمًا "إنَّ الإبعاد يعادل الموت".

عظيمة هي المرأة الفلسطينية؛ فهي من نوع خاص من النساء في هذا العصر، تعيش في ظروف اقتصادية ومعيشية واجتماعية وأمنية صعبة فهي أم الشهيد، وزوجة الشهيد، وأخت الشهيد وبنت الشهيد، صابرة ومكافحة تعجز الكلمات عن وصفها، فالتضحية رمز لها  وعنوان، ولقد جسدت المرأة الفلسطينية أروع صور التضحية والبطولة في سبيل دينها وأسرتها ووطنها فهي صانعة البواسل، وهي من يدفع الثمن غاليًا عندما تدفع بفلذات أكبادها إلى ميادين الذود عن فلسطين السليبة، وذلك من خلال تربيتهم التربية الصالحة حتى يصبحوا مشاريع شهداء يذودون عن وطنهم المحتل.

إن المرأة الفلسطينية تقوم بواجبات ومهام متعددة شبه مستحيلة فهي فوق كل ما سبق ذكره تعتبر السد المنيع في الحفاظ على الهوية الفلسطينية في ظل ما تعانيه من حرب لطمس هذه الهوية وأولها هوية الأسرة، فهي المكلفة بالصمود في وجه ذلك وأكثر؛ فنضالها لبقاء معالم الأسرة الفلسطينية تحت الوضع الذي نشاهده حاليًا في قطاع غزة هو بحق مهمة شبه مستحيلة إن لم تكن مستحيلة بالفعل، وعندما تكتب بعض الأمهات أسماء أبنائهن على أيديهم لكي يتم التعرف عليهم إذا حدثت غارة إسرائيلية فجأة وصعب التعرف على وجوههم يعتبر بحق غاية في البسالة.

وسط هذه المعركة والمجازر، والقصف الدامي المستمر بلا توقف من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي وفي ظل الظروف الصعبة من شح الدواء والغذاء والماء والوقود وقصف المستشفيات والحصار المُطبق، تقف المرأة الفلسطينية جندية مجهولة شامخة وصامدة ومتحملة كل ذلك وأكثر، فمهما أسهبنا في شرح مهامها المستحيلة التي تقع على عاتقها إلا أننا لن نستطيع أن نوفيها حقها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رحب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار الفلسطيني، الذي يطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين.

وقال «فتوح» - في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أمس الأربعاء - "إن هذا القرار انتصار لعدالة القضية الفلسطينية، ويعكس تأييد المجتمع الدولي للحق الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، ويدعو إسرائيل إلى الالتزام الكامل بمسؤولياتها القانونية التي تفرضها المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ويؤكد على ضرورة إنهاء جميع أشكال الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية المحتلة وتعويض المتضررين وعودة النازحين إلى اماكن إقاماتهم وتفكيك المستوطنات باعتبارها غير قانونية وخرق للقانون الدولي واتفاقيات جنيف" مؤكدا أن استمرار هذا الزخم الدولي، هو خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال. 

كما جدد دعوته للمجتمع الدولي أن يتم التعامل بشكل عملي مع القرارات الاممية التي تدعم القضية الفلسطينية، داعيا إلى اتخاذ خطوات عملية لإنهاء حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها وجرائمها المستمرة للقانون الدولي، والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية.

في السياق، رحب أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ، بتصريحات ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمام مجلس الشورى السعودي، والتي أكد فيها أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال الشيخ - في تصريحات أوردتها (وفا) - "أعبر عن امتناني باسم القيادة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس محمود عباس على مواقف الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا في ظل الدعم اللا محدود الذي شكّل حاضنة للقضية الفلسطينية وداعما رئيسا لها".

مقالات مشابهة

  • «الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية تدين وتستنكر العمليات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان
  • رددها ترامب.. المرأة التي أشعلت شائعة أكل مهاجرين لقطط تعرب عن ندمها
  • رددها ترامب.. المرأة التي أشعلت فتيل شائعة أكل المهاجرين لقطط تعرب عن ندمها
  • الحباشنة .. كل شاب أردني يحب أن يكون مثل الشهيد الجازي
  • وزير داخلية أسبق: كل شاب أردني يحب أن يكون مثل الشهيد الجازي
  • وزير داخلية سابق: كل شاب أردني يحب أن يكون مثل الشهيد الجازي
  • تشييع جثمان الشهيد الجازي ظهر اليوم في معان بعد تسليم الاحتلال جثمانه
  • الاحتلال راوغ عبر شروط لتسليم جثمان الشهيد الجازي
  • لأول مرة.. دراسة ترصد التغيرات التي تطرأ على دماغ المرأة أثناء الحمل