تحذير روسي من خطورة سعي واشنطن وتل أبيب لتشكيل حكومة مؤقتة في غزة.. ما علاقة 181؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
قال مدير "المعهد الدولي للدول الحديثة"، أليكسي مارتينوف، إن واشنطن تقوم بدور "شبه وسيط" ولا يمكن إلا الترحيب بمقترحتها تشكيل حكومة مؤقتة في قطاع غزة، إن لم تكن هذه مجرد خديعة أخرى.
وأشار في تصريح لوكالة "نوفوستي" إلى أنه "في إطار جدول الأعمال السلبي هذا.. فإن أمريكا تعتبر شبه وسيط، ومنظما وصانعا للسلام".
ولفت مارتينوف إلى أنه إذا كانت مبادرة الولايات المتحدة وإسرائيل لتشكيل حكومة مؤقتة في قطاع غزة هي “الخطوة الأولى والحاسمة نحو القرار رقم 181 (قرار تقسيم فلسطين) بشأن إقامة الدولة اليهودية، فإن مثل هذه المبادرة لا يمكن إلا أن تكون موضع ترحيب".
وأضاف: "إذا كنا نتحدث مرة أخرى عن حيل جديدة لتحريف المعاني وعدم تنفيذ هذا القرار، فهذه خطوة في اتجاه مختلف - هذه مجرد خطوة كي تندلع الحرب مرة أخرى في الشرق الأوسط".
وبحسب مارتينوف، لو تم تنفيذ القرار رقم 181 في الوقت المحدد، لكان هناك "سلام دائم ومن دون صراعات" في الشرق الأوسط. ولكانت إسرائيل منذ زمن طويل "سويسرا الشرق الأوسط، وستنسى ما هي الحرب".
وأردف أن "واشنطن تحتاج إلى الحرب هنا. لذلك هناك حرب هنا".
ويعتقد مارتينوف أن "فك تجميد" الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي أثارته واشنطن هو محاولة لدخول الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في عام 2024.
وبحسب قوله، فإن الحملة الرئاسية للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ستبدأ "في موجة التسوية في الشرق الأوسط".
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة بلومبرغ نقلا عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة وإسرائيل تناقشان إمكانية تشكيل حكومة مؤقتة في قطاع غزة بدعم من الأمم المتحدة ومشاركة دول عربية.
وتابع مارتينوف: "لا يمكن لبايدن أن يتدخل في الأجندة المحلية؛ أما على الأجندة الخارجية، فإن القضية الأوكرانية لم ترق إلى مستوى التوقعات: فهي مكلفة للغاية، والتأثير ليس هو نفسه، والروس لن ينكسروا، على الرغم من أن ذلك كان الفكرة. ماذا يمكن أن يكون لديهم؟ إنه الشرق الأوسط ".
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة القضية الفلسطينية تل أبيب جو بايدن حركة حماس ذكرى غزو العراق طوفان الأقصى واشنطن حکومة مؤقتة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
على حافة الهاوية!!
عوامل كثيرة جعلت من الشرق الأوسط منطقة صراع دائم وحروب كثيرة على مدار قرون وعقود طويلة، بعضها كانت لأسباب دينية وعرقية، وأخرى كانت بهدف الاستعمار وفرض النفوذ وخلق كيان جديد فى المنطقة تحت مسمى - إسرائيل - وفى النصف الثانى من القرن الماضى كانت مصادر الطاقة والأهمية الجيوسياسية للمنطقة مدعاة لتدخلات القوى الكبرى للسيطرة على الإقليم وتأجيج الصراعات فيه، وذريعة لتواجد هذه القوى بشكل مستمر تحت مسميات مختلفة.. ومع أن هذه المنطقة قد شهدت حالة من الاستقرار النسبى عقب حرب 1973 وتوقيع اتفاقية إسلام بين مصر وإسرائيل فى ظل التوازنات العالمية بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، إلا أن هذا الاستقرار سرعان ما تلاش بعد استئثار الولايات المتحدة بقيادة العالم، لتبدأ فى خلق الصراعات وتفجير المنطقة بداية من حرب العراق، ثم تشكيل ودعم تيارات الإسلام السياسى وأذرعتها الإرهابية المسلحة، بهدف إحداث فوضى خلاقة فى المجتمعات العربية، تسهم فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة.
الآن بات الشرق الأوسط على حافة الهاوية، فى ظل الموجة الجديدة لنشاط ودعم تيارات الإسلام السياسى الذى ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال مشروعها الاستراتيجى الذى وضعه - برنالد لويس - عام 1980، واعتمده الكونجرس الأمريكى عام 1982، كهدف استراتيجى للولايات المتحدة الأمريكية تحت مسمى - الشرق الأوسط الجديد - الذى ظهرت ملامحه بجلاء فيما سمى بالربيع العربى لإسقاط الأنظمة العربية وإحداث الفوضى الخلاقة على يد تيارات الإسلام السياسى، ودعمها للوصول إلى الحكم وإقامة أنظمة سياسية على أساس دينى، تنتج عنه صراعات طائفية وعرقية تنتهى بتقسيم هذه الدول، وهو الأمر الذى أدركته مصر مبكرًا بمؤسساتها وشعبها العظيم الذى حطم المشروع على أرض الكنانة فى الثلاثين من يونيو عام 2013، باعتراف وزير الخارجية الأمريكى هيلارى كلينتون، عندما أكدت فى مذكراتها أن الإدارة الأمريكية عجزت عن مواجهة الأمر فى مصر.. ومن المؤكد أن الأحداث فى سوريا والمنطقة سوف تكشف عن مفاجآت كبيرة وبخاصة الصفقة التركية فى دعم تيار الإسلام السياسى لحساب أمريكا، وأيضًا التفاهمات الروسية الإيرانية الأمريكية وغيرها من المفاجآت التى ترتبط بقدرة الفصائل التى تحكم سوريا على بناء نظام سياسى يحافظ على وحدة سوريا وتنوعها السياسى والعرقى أو الانزلاق إلى الفوضى والتقسيم.
الأحداث المتسارعة فى الشرق الأوسط، تكشف عن تحديات ومخاطر هائلة تواجه الدولة المصرية بسبب نشر الفوضى الخلاقة فى الإقليم وعلى الحدود المصرية من شتى الاتجاهات، سواء فى السودان أو ليبيا وأيضًا العربدة الإسرائيلية فى غزة وعلى أكثر من اتجاه، تشكل جميعها مخاطر على الأمن القومى المصرى وتأثيرات اقتصادية كبيرة سواء فى دخل قناة السويس أو حركة التجارة والسياحة وجذب الاستثمارات وغيرها من التأثيرات السلبية نتيجة إصرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على إشعال المنطقة بشكل مستمر لتمرير وتحقيق أهدافهما الاستراتيجية.. لكن يبقى الأخطر والأهم هو قدرة مصر على الصمود فى مواجهة الموجات المتتالية من المخططات الأمريكية الإسرائيلية، خاصة بعد إعلان نتنياهو الصريح، بأن إسرائيل هى من ترسم خريطة الشرق الأوسط.. وهو أمر يدعو الشعب المصرى الذى صنع المعجزات، عندما سطر أعظم ثورة شعبية فى الثلاثين من يونيو، ثم استطاع دحر الإرهاب الممول والمدعوم، وفى ذات الوقت قاد أكبر عملية تحديث وتنمية شاملة غيرت وجه مصر وأعاد بناء وتحديث مؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية الوطنية بأحدث تكنولوجيا السلاح حتى أصبحت الأولى فى الشرق الأوسط وافريقيا.. على هذا الشعب أن يفخر بما حققه فى عقد واحد فقط، وأنه الضامن الحقيقى لحماية وطنه، بل وأمته العربية.
حفظ الله مصر