قالت السفيرة الدكتورة نميرة نجم مدير المرصد الافريقي للهجرة أن الاستثمار في الزراعة طريقنا نحو الأمن الغذائي وحياة أكثر صحة، والتقارير تشير إلي  واحد من كل خمسة أشخاص في أفريقيا يعاني من الجوع، وتعتبر الهجرة الريفية هروبًا من الفقر، فضلاً عن كونها تطورًا يمكن استغلاله في فرص جديدة ، وأعتقد أن الهجرة الريفية سوف تستمر طالما أن الأجر في المناطق الحضرية يتجاوز الأجور الريفية ،وسيغادر الناس طواعية بحثًا عن حياة أفضل أو سيضطرون إلى المغادرة بسبب تدهور إنتاجية الأراضي وتدهورها ، أن هذا  يكفي  لنفكر في كيفية زيادة الاستثمارات في الزراعة والعمل على إيجاد وسائل مبتكرة للتمويل.

جاء ذلك في  كلمتها  بالجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى، للاستثمار في تحويل نظم الأغذية الزراعية الخاصة التي نظمتها منظمة الفاو بمنتدى الاستثمار العالمي الذي أقامته منظمة المؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الأونكتاد بأبو ظبي الإمارات .

 

 منظمة الفاو بمنتدى الاستثمار العالمي


وذكرت السفيرة اننا لا نزال نفتقر إلى بيانات كافية وموثوقة وشاملة عن العلاقة المتبادلة بين الهجرة والزراعة، ولكن ما نعرفه حتى الآن هو أن الهجرة من الريف إلى الحضر آخذة في الارتفاع، كما أن الهجرة من الريف إلى الريف موجودة أيضًا ، وهذا يتركنا أمام أسئلة أكثر من الإجابات، وكان ذلك وراء إنشاء المرصد الأفريقي للهجرة لمحاولة العثور على إجابات فيما يتعلق بالبيانات.


ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بدوافع الهجرة من المناطق الريفية، فإنها تختلف باختلاف البلد والمنطقة ولكن توجد عوامل مشتركة، مثل الفقر وانعدام الأمن ونقص فرص العمل وضعف الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية وتغير المناخ .


وأضافت انه يعيش اليوم 55% من سكان العالم في المناطق الحضرية، وهي نسبة من المتوقع أن تصل إلى ثلثي سكان العالم بحلول عام 2050، معظمها في آسيا وأفريقيا ، وان هذا أمر مثير للقلق ومن أجل التخطيط له وإقناع المزيد من الناس بالبقاء، والتواصل مع الأسر التي لديها مهاجرين محتملين في المناطق الريفية لبناء القدرة على الصمود وإيجاد طرق لتحويل الأداء الزراعي المنخفض إلى مستوى أعلى واستكشاف فرص الاستثمار في مثل هذه الأمور ،  ومع زيادة النسبة المئوية للهجرة، فإن إجمالي الأعداد المتبقية في المناطق الريفية لا يزال يتزايد أيضًا ، ولكن مع عدم وجود حلول قابلة للتطبيق، فسوف يغادرون في نهاية المطاف، ويؤدي هذا الرحيل إلى النمو السريع وغير المخطط للمدن في البلدان النامية.


وأشارت السفيرة ان المزارعين الأسريين أصحاب الحيازات الصغيرة، وصغار الصيادين، والمجتمعات التي تعتمد على الغابات، والرعاة هم الأكثر تضرراً من الكوارث المرتبطة بالطقس، والتي تتزايد تواترها وحدتها ، ويعتمد إجمالي الإمكانات العالمية للتخفيف على عوامل عديدة، بما في ذلك مستويات الانبعاثات، ومدى توفر التكنولوجيا، والإنفاذ، والحوافز. وفي هذا السياق، من المتوقع أن يؤدي نمو الإنتاجية الزراعية والروابط مع الأسواق وتنمية الاقتصاد الريفي غير الزراعي إلى تقليل ضغوط الهجرة.


وركزت السفيرة ان من أجل تغيير هذه الحقائق، نحتاج إلى البدء بسد فجوات البيانات من أجل التخطيط بشكل مناسب لكيفية الاستفادة من الفرص المتاحة لتنمية المناطق الريفية ومواجهة الهجرة والنزوح المتزايدة، و ينبغي أن تشمل الأولويات تنسيق وتشديد روابط سلاسل القيمة الزراعية الغذائية – بما في ذلك الاستثمار في تحسين وسائل النقل والبنية التحتية المؤسسية – بحيث يستفيد المزارعون من الفرص المتاحة في السوق، وبالتالي يتم توليد فرص العمل المحلية ، و تمكين الناس من الاستفادة من الفرص المرتبطة بالهجرة النظامية الاختيارية التي تحمي حقوقهم وتقوم على التوفيق بين العرض والطلب في العمالة وتقديم التدريب اللازم .

 

الاتحاد الأفريقي

 

 وهذا ما يحاول الاتحاد الأفريقي القيام به مع الشركاء في مشروع JLMP الذي يتعامل مع هجرة اليد العاملة ، واستخدام التكنولوجيا البسيطة مثل الهواتف المحمولة والمنصات الإلكترونية والإذاعة المجتمعية ووسائل التواصل الاجتماعي لتوفير المعلومات فيما يتعلق بجميع أنواع الفرص في التدريب والحصول على التمويل والتأكد من أن الأعمال التجارية الزراعية ستجعل حياتهم أفضل ، ووسيثبت هذا فعاليته على وجه الخصوص في الوصول إلى النساء اللاتي غالبًا ما يكون تمثيلهن ناقصًا بين أولئك الذين يحصلون على التدريب والخدمات.


وأوضحت نجم  ان هناك حاجة إلى عقليات وأساليب جديدة للتعامل مع عالم متنقل بشكل متزايد ، وتلعب الزراعة والتنمية الريفية والنظم الغذائية أدوارًا رئيسية في تجنب المخاطر المرتبطة بالهجرة المرتبطة بالضائقة وفي تعزيز وتحقيق الفرص المرتبطة بالتنقل.

وأكدت السفيرة اننا بحاجة إلى دراسة كيفية توجيه التحويلات المالية إلى الصناعات الزراعية وكيفية إغراء المغتربين بالحصول على نصيبهم. وسيكون لذلك تأثير كبير على المناطق التي ينحدر منها المهاجرون وسيقنع الأسر المهاجرة التي بقيت بالحفاظ على مزارعها قابلة للحياة ، و بحاجة إلى دراسة أفضل الممارسات لحماية المهاجرين وتمكينهم وتقييم مهاراتهم وما مدى نجاح برامج العمال الزراعيين المهاجرين في تحقيق أجندة 2063 والأهداف الإنمائية لعام 2030؟.

 

محركات الهجرة الريفية


وأضافت ان هناك الكثير الذي يتعين القيام به لربط البيانات المتعلقة بمحركات الهجرة الريفية، وخاصة تغير المناخ، مع التحويلات المالية إلى حلول التمويل والاستثمار في سلاسل الإمدادات الغذائية والأعمال التجارية الزراعية.

 

الجدير بالذكر ان التقديرات الأخيرة الصادرة عن ائتلاف الغذاء واستخدام الأراضي تشير إلى أن تحويل النظم الغذائية من أجل الحفاظ على صحة الناس، وكوكب سليم، واقتصاد سليم، سوف يتطلب مبلغاً إضافياً يتراوح بين 300 إلى 350 مليار دولار سنوياً على مدى العقد المقبل ، وتوفر أنظمة الأغذية الزراعية أيضًا فرصًا للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه ومعالجة فقدان التنوع البيولوجي. ولهذا السبب هناك حاجة ملحة لجذب استثمارات القطاعين العام والخاص المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة والشاملة والفعالة في أنظمة الأغذية الزراعية للحد من انعدام الأمن الغذائي وتعزيز العمالة الريفية، وخاصة للنساء والشباب، وتوليد الدخل وقد ركزت جلسات المنتدي علي مبررات الاستثمار في قطاعي الزراعة والأغذية ، وآليات ومسارات التمويل والاستثمار لتحويل النظم الزراعية والغذائية ، وشراكات تحويلية للاستثمار في النظم الغذائية الزراعية.

 

c2167f1b-ac2d-4758-ae73-0542d843d4b7 1758ab3d-0cca-402a-a59f-22e97b138d24 2e1a8415-7f16-4991-8448-2e037b09e787

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نميرة نجم الاستثمار في الزراعة الأمن الغذائى المناطق الریفیة الاستثمار فی السفیرة ان فی المناطق من أجل

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدّة تحذّر: «الجوع والأمراض» يهددان حياة الملايين في السودان

حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، “من انتشار أكبر للمجاعة و”الكوليرا” و”حمّى الضنك”، في السودان هذا العام، ما يهدد حياة ملايين الأشخاص، حال عدم وصول الإغاثة وتوفير الدعم المالي”.

وأعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، “حدوث مجاعة في 5 مناطق تستمر إلى مايو 2025″، متوقعا “وقوعها في 5 مناطق أخرى في الوقت الذي تواجه 17 منطقة إضافية خطر المجاعة”.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في بيان مشترك، إنه “دون وصول المساعدات بشكل فوري دون عوائق وتوفير الدعم الدولي العاجل، قد تنتشر المجاعة بشكل أكبر في 2025، ما يهدد حياة ملايين الأشخاص خاصة الأطفال”.

وأفاد البيان المشترك، بأن “معاناة 24.6 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد تمثل تفاقما مقلقا في حال الجوع خلال موسم الحصاد الذي يكون فيه الغذاء متوفرًا بكمية كبيرة”.

وأشار إلى أن “المحاصيل لا تصل إلى كل مكان بسبب استمرار النزاع الذي يفرض قيودًا على الأسواق وحركة البضائع، وذلك نقلًا عن التصنيف المرحلي”.

وأرجعت الوكالات أزمة الجوع، “إلى النزاع والنزوح وتقييد وصول المساعدات الإنسانية”، محذرة من “بداية موسم الجوع القادم قبل هطول الأمطار بغزارة”.

وطالبت الوكالات، “باتخاذ إجراءات فورية لإعداد مخزون الإمدادات، للحيلولة دون حدوث معاناة على نطاق غير مسبوق”.

في السياق، كشفت وزارة الصحة، السودانية، “عن تجاوز حالات “الكوليرا” إلى أكثر من 51 ألف إصابة”.

هذا “وتفشى وباء “الكوليرا”، في 12 أغسطس 2024 بعد أن اجتاحت أمطار غزيرة وسيول جارفة أجزاء واسعة من البلاد التي تعاني من ضعف النظام الصحي، حيث تعطل عمل قرابة 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع و40% من المرافق في المناطق الأخرى”.

وبحسب موقع  “سودان تربيون”، قال مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة في بيان، “إنه “جرى تسجيل 36 إصابة جديدة بالكوليرا يوم الاثنين 13 يناير، ليرتفع تراكمي الحالات في 82 محلية بـ 11 ولاية إلى 51.202 إصابة تتضمن 1.356 وفاة”، وكشف عن “تسجيل 10 حالات جديدة بمرض “حمى الضنك”، ليصل إجمالي الإصابات إلى 9.543 حالة تشمل 16 وفاة”.

مقالات مشابهة

  • الخارجية السودانية تعبر عن قلقها إزاء الأحداث في جوبا إثر الاعتداءات التي استهدفت أشخاص وممتلكات المواطنيين السودانيين
  • مؤسسة الاستثمار: 10 مليارات دولار قيمة الأصول التي ستُستثمر بناءً على موافقة مجلس الأمن
  • وفاة مواطن من الجوع في عدن
  • محافظ القليوبية يترأس اجتماع مجلس إدارة المناطق الصناعية
  • محافظ القليوبية: تنمية وتطوير المناطق الصناعية لتوفير فرص عمل حقيقية للشباب
  • المزارع الريفية وجهة سياحية جديدة للزوار في منطقة الجوف
  • السفيرة نميرة نجم: الفشل كان مصير اتفاق غزة لولا جهود الوساطة المصرية
  • لقاء يناقش تدخلات منظمة الهجرة الدولية في المناطق المحررة بالحديدة
  • الأمم المتحدّة تحذّر: «الجوع والأمراض» يهددان حياة الملايين في السودان
  • وزير الاستثمار: مصر تُعد واحدة من أكثر الأسواق تنافسية في إفريقيا