كاتبة إسرائيلية لنتنياهو: كل ما نريده منك هو أن ترحل
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
في مقال بعنوان "استقل" لصحيفة يديعوت أحرونوت، قالت الكاتبة الإسرائيلية سيما كدمون "إننا لسنا بحاجة إلى اعتذار رئيس الوزراء ببنيامين نتنياهو عن الفشل الذي حدث" بعد عملية "طوفان الأقصى".
وتابعت الكاتبة "لسنا بحاجة إلى اعتذارات من شخص نعرف أن كل كلمة تخرج من فمه سياسية أو أنها مصلحته، وكل ما نريده هو أن يذهب.
ونوهت كدمون إلى أنه "لو أن نتنياهو اعتذر لسألنا أنفسنا.. ماذا سيستفيد من ذلك؟ ولماذا الآن وليس في السابق؟ وما الذي يحمله على الاعتذار في هذا التوقيت؟ وهي أسئلة من المحظور طرحها حين يتحدث قائد مع شعبه في وقت عصيب كهذا، ولكن لا يمكن الامتناع عن تلك الأسئلة حين يدور الحديث عن نتنياهو".
ورأت الكاتبة أنه "يتوجب على نتنياهو أن يغادر، وهذا ما يعرفه الرئيس الأميركي جو بايدن ورؤساء الدول الآخرون. وهذا ما يعرفه الجمهور الإسرائيلي. وهذا ما يعرفه قادة الأجهزة الأمنية، وأعضاء حزب نتنياهو وفي اليمين. الشخص الذي كان "السيد أمن"، الذي أعطانا عدة مرات الوعود بأنه سيُسقط (حركة المقاومة الإسلامية) حماس ويحافظ على أمننا، خسر ثقة الشعب".
واعتبرت الكاتبة أن "أفضل شاهد على ذلك هو المنشور الذي كتبه نشطاء في حزب الليكود هذا الأسبوع (نتنياهو يمنع إسرائيل من الانتصار). والجنود والمواطنون والأميركيون لا يثقون به، ولا أحد يصدّقه"، متسائلة "مَن كان يُصدق أن المنظمات اليمينية التي دعمته دائما، ستقف الآن ضده. بسبب الفشل الذي حصل والذي سيحصل؟".
حقبة انتهت
وأشارت الكاتبة إلى أن "الناس في حزب الليكود مستعدون، كما قال لي أحد كبار قادته، لاعتبار اسم نتنياهو على أنه عصر وانتهى، فحين تجلس مع نواب الليكود يتحدثون عن الحاجة إلى التجهيز لتلك اللحظة للتخلص منه. لكن ألاعيبه مستمرة، كما قال هذا المسؤول الليكودي".
وتابعت "الشعور هناك هو أن نتنياهو سيستمر في الحديث بشكل متصاعد عن إسقاط تنظيم حماس والإجهاز عليه، لكن نتنياهو غير جاهز فعلا لهذه المعركة. تماما مثل تاجر أثاث يبيعك كرسيا واحدا ولكنه يعطيك الشعور بأنه يبيعك أثاث الصالون بأكمله، مثلما قال لي هذا الليكودي رفيع المستوى".
وقالت الكاتبة إن "الاعتقاد في أوساط نواب الليكود هو أن نتنياهو متأكد أنه بعد شهر أو شهرين، جميعهم سيكونون مُنهكين، وحتى لو حدث تذمر نحوه، فسيختفي، كل هذا في وقت يتجهز فيه نتنياهو للأعذار: لم يخبروني، إنه الجيش، والتصور الخاطئ، والحكومة السابقة. ولن يمضي وقت طويل إلى أن يبدأ الجميع في اتهام الجميع. في الليكود يقولون اتركوه أولا يفعل الأمر الصحيح. ومن يعتبر نفسه تلميذ تشرشل، فليُظهر لحظة قيادة".
سيناريوهات مقلقة
وأضافت الكاتبة أن أمرا آخر بات واضحا الآن وهو أن الحرب لن تنتهي على خير، ليس لأن العدو سيدمر إسرائيل لأن هذا لن يحدث على ما يبدو، ولكن لأن سيناريوهات مقلقة ستحدث في غزة، منها أن دخولنا إلى غزة لمناورة برية ستنتج عنه خسائر فادحة ولن يؤدي للقضاء على حركة حماس.
واعتبرت أن فتح حزب الله جبهة إضافية في الشمال ستجبر إسرائيل طعلى الخروج من غزة بسرعة للتفرغ لحرب لن تكون سهلة في حين تتباهى حماس بأنها دحرتنا، أو أن تؤدي استجابتنا لمطلب الرئيس بايدن بشأن المساعدات الإنسانية طوال فترة الحرب إلى عرقلة قتالنا فتستنزفنا، بينما تبقى حماس مسيطرة على عملية توزيع المساعدات في غزة، كما أن وضع المختطفين هناك لن يكون جيدا ما لم ترتبط عملية إدخال المساعدات بتحريرهم".
وترى الكاتبة أنه مع كل هذا سيكون من الصعب إيجاد كيان سياسي حقيقي يكون بديلا عن الحكومة خلال فترة الحرب، وبالتالي سنكون مضطرين للانتظار حتى انتهاء الحرب وبعدها نطالب على الفور بلجنة تحقيق رسمية مع استنتاجات مؤقتة مثلما حصل في لجنة التحقيق بعد حرب لبنان الثانية، لكن عندها سنقول لك: سيدي رئيس الحكومة لقد فقدت الثقة، اترك منصبك الآن، وإذا كنت تعتقد أن الجمهور سيكون متعبا وضعيفا ومنشغلا بالألم والحزن ولن يطلب منك الاستقالة فأنت مخطئ.
لتختم الكاتبة مقالها بالقول إن الاحتجاج الذي كان قبل خوض الحرب سيكون بمثابة روضة أطفال مقابل ما سيحدث فور انتهائها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: العالم الذي ينتظر ترامب يختلف عن ما كان قبل 4 سنوات
الجديد برس|
قالت صحيفة واشنطن بوست، أن العالم الذي ينتظر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يختلف تماما عن فترته الرئاسية السابق وأنه أكثر تهديدا مما كان عليه قبل 4 سنوات حينما ترك الرئاسة.
وأوضحت الصحيفة أن تركيز ترامب على “أميركا أولا” في ولايته الثانية ينصب في المقام الأول على الجبهة الداخلية، لكن العديد من خبراء الاقتصاد قالوا إن أجندته الاقتصادية، كالتعريفات الجمركية وتمديد التخفيضات الضريبية، يمكن أن تؤدي إلى جولة جديدة من التضخم والمزيد من الديون، كما أن ترحيل المهاجرين من شأنه أن يعطل الاقتصاد.
وسيقود رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك ومنافسه السابق فيفيك راماسوامي مبادرة تتضمن خفض التكاليف والعثور على أوجه القصور، لكنهما سوف يواجهان تحديات متعددة قبل أن يتمكنا من تحقيق أكثر من مجرد تغييرات رمزية.
وتتابع الصحيفة أنه مع ذلك، قد ينجذب ترامب بسرعة إلى تحديات السياسة الخارجية، ليواجه عالما من الفوضى والصراع، من حرب أوكرانيا إلى الشرق الأوسط الذي لا يزال في حالة من الاضطراب بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب على قطاع غزة.
وذلك إلى جانب إيران وسوريا، التي أصبحت خالية من بشار الأسد، ثم إلى إسرائيل التي تعاني من تراجع في العلاقات الدولية بسبب سلوكها في غزة، وأخير إلى الصين التي هددها ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة كبرى في وقت تعاني فيه من مشاكل اقتصادية خطيرة وطموحات عسكرية متزايدة.
وإذا كان ترامب يفتخر بأنه صانع صفقات، وكان نهجه في السياسة الخارجية في ولايته الأولى أكثر شخصنة، فإنه ربما يجد صعوبة أكبر في ولايته الثانية، في العمل مع أمثال الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أرسل له ما سماه “رسائل الحب”، توضح واشنطن بوست.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين السابقين، اشترط عدم الكشف عن هويته للصحيفة، “إن الأمر ليس مثل الحرب الباردة القديمة، لكن هناك نمطا عالميا من التدافع والتوتر”، وهي بيئة يُنظر إلى خصوم ترامب المتصارعين فيها على أنهم أقل ميلا إلى عقد صفقات قصيرة الأجل تعود بالنفع على الرئيس القادم.
وتابعت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا قد تكون أول اختبار لترامب، نظرا لإرهاق القوات الأوكرانية وتراجع الدعم الأميركي لكييف، إضافة إلى قول ترامب خلال الحملة إنه قد يتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في يوم واحد، مما يجعل بوتين يقدم مطالب متطرفة لأن ترامب الحريص على التوصل إلى اتفاق، قد يتنازل كثيرا.
وذكرت الصحيفة أن تحركات ترامب المحتملة من أجل أوكرانيا تشكّل مصدر قلق كبير بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين يتساءلون هل يبيع ترامب الأوكرانيين باتفاقية تدمر سيادتهم بشكل أساسي.
أما بالنسبة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، فلدى ترامب الفرصة، لكن إلى أي مدى سيمنح إسرائيل حرية التصرف بطرق لم يفعلها جو بايدن؟ وما موقفه من إيران، هل سيفاوضها أم سيتخذ نهجا متشددا معها؟ علما أن اختياره مايك هاكابي المؤيد بشدة لإسرائيل سفيرا لديها فسر على أنه علامة على أنه سيستسلم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر مما فعل بايدن.