تمر علينا اليوم الذكرى الـ56 على تدمير المدمرة إيلات، على يد القوات البحرية المصرية باغراقها في البحر المتوسط.

ففي واقعة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية، استطاعت القوات البحرية المصرية إغراق إيلات في البحر الأبيض المتوسط أمام مدينة بورسعيد، بعد أن مضى 4 أشهر على نكسة 67.

ففي الساعة 9:30 مساءً، يوم11 يوليو 1967، رصد رادار قاعدة بورسعيد البحرية هدف متحرك على بعد 18 ميل بحري من نجمة بورسعيد، فأصدر قائد القاعدة العقيد أركان حرب سميح إبراهيم، أمر برفع درجة استعداد سرب لنشات الطوربيد بقيادة النقيب عوني عازر.

وفي الساعة 10:30 مساء اجتمع قائد القاعدة مع النقيب عوني عازر بحضور قائد مجموعة لنشات الطوربيد في مركز عمليات قاعدة بورسعيد، وأثناء الاجتماع أوضح قائد القاعدة للنقيب/ عوني تفاصيل المهمة الروتينية المكلف بها وهي الانطلاق بسربه واستطلاع الهدف المشتبه به وفي حالة تأكده من اختراق الهدف للمياة الإقليمية المصرية يقوم باستدراجه إلى داخل مدى مدفعية المدمرة السويس الراسية في ميناء بورسعيد، مع العمل على تفادي الاشتباك مع الهدف المُعادي لاحتمال وجود الهدف خارج حدود المياة الإقليمية إلا في حالة تعرض سربه للاعتداء المباشر.

وفي الساعة 10:45 مساءًا انطلق السرب المكون من لنشين طوربيد الأول بقيادة النقيب/ عوني عازر ومساعده ملازم / رجائي حتاتة، والثاني بقيادة النقيب/ ممدرح شمس ومساعده ملازم أول / صلاح غيث، وفي مسار الانطلاق حدث خلل في جهازي الرادار للنشين مما أدّى إلى عدم تمكن سرب اللنشات من رصد الهدف.

وفي الساعة 12:15 صباحًا رأى قائد السرب النقيب/عوني عازر أن الهدف المعادي يقترب منه بسرعة تبين بعد ذلك أنها المدمرة الإسرائيلية إيلات، وفي الساعة 12:20 ظهرت أهداف معادية تبين بعد ذلك أنهما لنشي طوربيد إسرائيلية طراز ملان، وقامت بضرب السرب المصري في تحدي سافر للقوانين الدولية، فأبلغ قائد السرب قيادة القاعدة أنه قرّر الاشتباك مع الأهداف المُعادية لحقه في الدفاع عن النفس.

وفي الساعة 12:46 أبلغ قيادة القاعدة باشتعال الحريق في اللنش رقم 2، وبذلك تم تحييده لعدم قدرته على مشاركة لنش القيادة في المعركة،

وفي الساعة 12:50 أبلغ لنش القيادة القاعدة بأنه أُصيب إصابة بالغة تمنعه من الاشتباك، قامت المدمرة الإسرائيلية بإطلاق طلقات إضاءة لمنع لنش النقيب عوني من الخروج من دائرة الاشتباك، في هذه الأثناء قرر النقيب عوني المناورة بالدخول بِلنش القيادة وسط تشكيل القطع البحرية المًُعادية حتى يتجنب الإصابة، إلا أن قائد المدمرة الإسرائيلية أدرك خطّته وقام بمناورة مضادة وهي الابتعاد عن لنش القيادة.

كانت مدفعية المدمرة إيلات عيار 40 ملم أكثر تأثيرًا من مدفعية اللنشات المصرية عيار 25 ملم، وانهالت طلقات المدافع على لنش القيادة وقتل 5 من طاقم اللنش، فأمر النقيب عوني مساعده الملازم أول/ رجائي حتاته بإخلاء اللنش من الأفراد الذين ما زالوا على قيد الحياة، وقرر القيام بعملية انتحارية وهي التحرك بأقصى سرعة صوب المدمرة الإسرائيلية للاصطدام بها في المنتصف، أدرك قائد المدمرة خطة النقيب/عوني وأمر بتركيز طلقات مدافع المدمرة نحو لنش القيادة وبالفعل تم تفجير اللنش على مسافة 30 مترًا من المدمرة وأستشهد النقيب / عوني عازر ومساعده ملازم / رجائي حتاته، كما استشهد طاقم اللنش بالكامل، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة إيلات من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية ـ إضافةً إلى تدمير موتور رادار المدمرة وإصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة.

أما في 21 أكتوبر 1967، وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلي رئيس عمليات الجبهة وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر في المنطقة شمال بورسعيد.

استمرت المدمرة الإسرائيلية إيلات في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغًا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة إيلات وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ (كومر) السوفيتية والجدير بالذكر أن لنش الصواريخ (كومر) السوفييتي مجهز بصاروخين سطح - سطح، من طراز (ستيكس) الذي تزن رأسه المدمرة واحد طن وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف، وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما أعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي، بمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية، خرج لنشًا صواريخ من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة.

هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها، فلاحقها بالصاروخ الثاني فتم إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» على مسافة تبعد 11 ميلًا بحريًا شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية. وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بنحو ميل بحري وعاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذي تم بسرعة وكفاءة.

وطلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة، فاستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل في عملية الإنقاذ التي تمت على ضوء المشاعل التي تلقيها الطائرات، ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم.

وبعد نجاح المهمة صدر قرار جمهوري بمنح كل الضباط والجنود الذين شاركوا في العملية أوسمه وأنواط وأصبح غرق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967م عيد للقوات البحرية المصرية، وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية وتم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية في التاريخ.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المدمرة إيلات القوات البحرية المصرية

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل محمد رضا.. أحب المسرح وأصبح أشهر معلم بالسينما المصرية

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان محمد رضا، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1995، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا يمتد لأكثر من 350 عملًا بين السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة.

المعلم الأشهر في السينما المصرية

اشتهر محمد رضا بتقديم شخصية “المعلم” بمهارة جعلته أيقونة في هذا النوع من الأدوار، حيث استطاع أن يُضفي عليها طابعًا كوميديًا وفكاهيًا جعله محبوبًا من الجماهير.

أهم أعماله 

شارك في العديد من الأفلام الناجحة، منها:
    •    30 يوم في السجن
    •    ممنوع في ليلة الدخلة
    •    عماشة في الأدغال
    •    البحث عن فضيحة
    •    خان الخليلي
    •    العتبة جزاز
    •    البيه البواب
    •    الراقصة والطبال
    •    معبودة الجماهير

برع أيضًا في المسرح، وكان من أبرز أعماله:
    •    زقاق المدق
    •    رضا بوند (الذي تحول فيما بعد إلى فيلم سينمائي)

أما في التليفزيون، فقد شارك في العديد من المسلسلات، مثل:
    •    على بيه مظهر
    •    الزنكلوني
    •    مواقف ساخرة
    •    يوميات ونيس
    •    ساكن قصادي
    •    ألف ليلة وليلة

كان للإذاعة نصيب كبير من أعماله، حيث قدم مسلسلات مثل:
    •    شنطة حمزة
    •    رضا بوند (والذي تحوّل إلى فيلم ومسلسل “قهوة المعلم رضا”)

معلومات عن محمد رضا

محمد رضا أحمد عباس وشهرته الفنية "محمد رضا"، يكاد يكون شخصية كارتونية ولدت في ٢١ ديسمبر ١٩٢١ بمحافظة أسيوط، وهو حاصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا في ١٩٣٨ ودبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية في ١٩٥٣.

وكشف أحمد محمد رضا، نجل الراحل محمد رضا، أن والده أصبح يتحدث بنفس طريقة تحدثه في فيلم "30 يوم في السجن" ظلت معه لمدة بعد نجاح الفيلم بالمنزل، معقبا: “والدي دائما ما كان يفضل المسرح عن السينما”.

وفي المسلسلات التليفزيونية ترك بصمة مثل شخصية "رضا بوند" التي تحولت إلى فيلم سينمائي ومن المسلسلات التي شارك فيها "ساكن قصادي" و"عماشة عكاشة".

وفاته 

وعن وفاته قيل إنه توفى أثناء تصوير مسلسل "ساكن قصادي" وكان ذلك خلال شهر رمضان المبارك، وتم خلال الحلقة عرض عددا من الصور النادرة والتي يتم عرضها لأول مرة للراحل محمد رضا مع عائلته وأصدقائه.

وأشار إلى أن والده كان له ترزي مخصوص يقوم بتفصيل ملابسه خاصة به.

مقالات مشابهة

  • ذكرى رحيل محمد رضا.. أحب المسرح وأصبح أشهر معلم بالسينما المصرية
  • كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا اليوم
  • كل ما تريد معرفته عن كويكب يضرب الأرض عام 2032.. يحمل رقما قياسيا
  • كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ16 في «أبطال أوروبا»
  • كل ما تريد معرفته عن قرعة دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية اليوم
  • كل ما تريد معرفته عن قرعة ثمن نهائي "التشامبيونز ليغ"
  • كل ما تريد معرفته عن فيروس اللسان الأزرق وطرق الوقاية منه
  • كل ما تريد معرفته عن iphone 16e الجديد.. السعر والمواصفات والألوان
  • هيقولو لابنك ياطيار.. كل ما تريد معرفته عن مدرسة صناعة الطائرات بعد الإعدادية
  • عاجل| كواليس مباراة القمة بين الأهلي والزمالك.. وكل ما تريد معرفته عن الصدام