حين يرى العالم المشهد مقلوبًا
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
مسعود الحمداني
samawat2004@live.com
(1)
حين يسقط شهيد في غزة، يولد ألف ثائر من ترابها.
(2)
حين يتعلّق الأمر بأمن إسرائيل، لا تحدثني عن حقوق الإنسان.
(هذا هو لسان حال الولايات المتحدة وأوروبا).
(3)
حين تتخلى دول الديمقراطية الأوروبية عن حيادها، وتمنع حق التعبير، أو حتى التعاطف مع الشعب الفلسطيني، فهي ترسل رسالة واضحة للعالم بأنَّ "إسرائيل فوق الجميع".
(4)
وحين تُغلق وسائل التواصل الاجتماعي حسابات مشتركيها، المتعاطفين مع فلسطين، وتزيل المنشورات المؤيدة لهم، وتساعد على تضليل الجمهور، وتنحاز لطرف دون طرف، فثمة أمر يدعوك لكي ترى هذا العالم على حقيقته.
(5)
وحين تشاهد بيانات مؤتمرات "وزراء الخارجية" الهزيلة، فتأكد أن فلسطين لم تعد قضية رئيسية بالنسبة لهم.
(6)
"الفلسطينيون وحوش بشرية"..هذا ما قاله أحد المسؤولين في إسرائيل، وهي دعوة صريحة لقتل "الوحوش".
تُرى كم تحتاج إسرائيل من دماء الأطفال الفلسطينيين كي تروي عطش وحشيتها؟
(7)
قَتَلَ هتلر ملايين اليهود، وأحرقهم أحياءً، وحين صحت أوروبا، وأرادت أن تتطهر من دم ضحاياها، رمت بهم بعيدًا، كي لا يؤنِّبها ضميرها، فتحولت الضحية إلى قاتل، والمضطهد إلى حاكم، وبدأ المشهد الدموي بعيدًا عن سمع وبصر الأوروبيين.. هكذا تدار بوصلة الضمير الإنساني.
وهذا ما يفعله الإسرائيليون تمامًا وهم يمارسون دور هتلر على الفلسطينيين.
(8)
لم يدر في خيال أحد ذات يوم أن يتحول بعض العرب إلى صهاينة، أكثر من الصهاينة أنفسهم.
(9)
سلطنة عُمان تثبت مرة أخرى، أنها صوت إنساني، وعروبي واحد حكومة وشعبًا، فإن خَفَت صوت الدبلوماسية لحسابات سياسية، علا ضميرها من خلال صوت الشعب.
(10)
يقول الشاعر:
قتْلُ امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتفر // وقتلُ شعبٍ كاملٍ مسألةٌ فيها نظرْ
لعل هذا البيت يلخص نظرة دول الغرب، لما يحدث على أرض فلسطين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لسنا نخشى إلا الله
مرام عبدالغني
لسنا نخشى إلا الله.. شعارٌ ردّد بأصوات غفيرة ارتفعت في المسيرة المليونية المُناصرة للقضية الفلسطينية واللبنانية، والذي يُعبر عن مدى العظمة والإيمان والعنفوان الذي يعيشه الشعب اليمني من بين كُـلّ شعوب العالم، الشعب الذي تفرد بمواقفه الحقة المسؤولة أمام الله والناس؛ ففي مليونية الحشد والمدد الأنصاري، والموقف الإيماني اليماني، في مشهد القوة والكرامة، في ساحة النُصرة يمن الحكمة والعزة، رُسم المشهد الأسبوعي البطولي الذي يسطره أبناء الشعب اليمني مُنذ بداية الطوفان، بموقفٍ هو الأبرز بين مواقف كُـلّ الأُمَّــة، وغيرةٍ يمنية هي الأعظم في كُـلّ العالم المُنحاز بين الصامت والمُتفرج والمُتقاعس عن واجبه ومسؤوليته.
تمضي اليمن وشعبها بلحظات تاريخية ناصعة في نُصرة المظلومين والمستضعفين، وتُجسد مظاهر القوة في الموقف والفعل الشُجاع الذي لا يقوى على مثله إلا شعب يخشى الله وحده ولا يخشى سواه، والذي تهترئ بأثره أركان الكُفر والفساد، وما أصاب العدوّ مؤخّرًا من قصف القوات البحرية اليمنية لمدمّـرتين أمريكيتين وحاملة طائرات، لكارثة وقعت عليه ولطعنة في خاصرتهِ الهزيلة، فاليمن اليوم قد أصبحت البلد الأول في كُـلّ العالم الذي يجرؤ على المساس بمُرهبة العالم ورمز الجبروت الوهم أمريكا، بل ويجعل منها ومن ترسانتها العسكرية والبحرية والجوية مهزلة وسُخرية يُستحى الحديث عنها.
إن ما تصنعه اليمن اليوم وتؤكّـد المُضي عليه، هي مواقف الدين الأصيل، من ينبغي على كُـلّ من يتغنى بالعروبة والإسلام أن يقتفي أثر هذا الشعب الذي يُسطر أروع الملاحم التاريخية والإسلامية، والذي يُعيد هيبة كُـلّ مسلمٍ في هذه المعمورة.
نعم.. إنها اليمن من تصنع المُعادلات وتُعلِّم الجميع، من تُسقطُ كُـلّ مؤامرات وخطط العدوّ لتبوء بالفشل، إنها اليمن من سيُبارك الله في مواقفها، وتُذّلُ “إسرائيل” وربيبتها أمريكا تحت أقدام شعبها المُجاهد الأبي الطاهر، إنها اليمن من ستُغرق الطاغوت إلى غير رجعة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.