حرب إسرائيل وحماس.. هل تخدم بوتين؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
مع اندلاع الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، كتبت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية الشهيرة، أن "هذا الوضع ربما يخدم روسيا" التي قد تستفيد من التفات واشنطن لما يحدث في الشرق الأوسط ما قد يضعف جهودها باتجاه أوكرانيا.
ورأى دبلوماسيون غربيون وفق ما نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الحرب المستعرة بين حماس وإسرائيل تعتبر "هدية من السماء" لموسكو التي تتمنى تشتت الصف الغربي.
وجاء في تقرير الصحيفة "في أعقاب هجمات حماس في السابع أكتوبر، بالكاد أخفت وسائل الإعلام الروسية رضاها عما حصل، على الرغم من خطر اندلاع صراع عام في الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا".
وتقوم فكرة الموقف الروسي على أن الغليان في الشرق الأوسط قد يكبح قدرة الولايات المتحدة على إمداد كل من أوكرانيا وإسرائيل بالأسلحة والدعم المادي في آن واحد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رأى، الأربعاء، أنّ تسليم الولايات المتحدة كييف صواريخ بعيدة المدى واستخدامها، لن يؤدّيا سوى إلى إطالة أمد "معاناة" أوكرانيا، في وقت تأمل الأخيرة في أن تساعدها هذه الأسلحة في تسريع هجومها المضاد.
وأعلنت واشنطن الثلاثاء أنها سلمت منظومة الصواريخ التكتيكية العسكرية "أتاكمس" (ATACMS) التي يصل مداها إلى 165 كيلومترا، إلى القوات الأوكرانية في سرية تامّة حتّى تتمكّن من قصف القواعد الخلفية الروسية.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استخدام هذه الأسلحة للمرة الأولى بنجاح.
وأعلنت قواته الخاصة في اليوم نفسه مسؤوليّتها عن ضربات طالت مطارات في الأراضي التي تحتلها روسيا.
ترى الصحيفة أن "الأمر الذي أصبح على المحك الآن" يتجاوز مجرد إدراج القضية الأوكرانية كملف مهم في سلم الأخبار التلفزيونية" بل يتعلق بالجهود التي يبذلها الغرب منذ فبراير 2022 لعزل روسيا وحشد الدول التي تنتمي إلى الجنوب العالمي لقضيتها.
وهذه الجهود، التي كانت ناجحة نسبيا، تتراجع الآن، سواء بالنسبة للرأي العام أو بين حكومات الشرق الأوسط، وأفريقيا، وآسيا، وأميركا اللاتينية، حيث أن "العزلة تهدد الكتلة الغربية" كما يقول التقرير.
وبحسب ذات التقرير فإن "الانتقام الإسرائيلي من غزة" والدعم الغربي لهذا النهج يضعف ركيزتين يقوم عليهما الخطاب الغربي بشأن أوكرانيا: "فشل روسيا في احترام القانون الدولي، والجرائم التي يرتكبها جيشه".
ومع بدء القصف الإسرائيلي على غزة غداة هجوم حماس الدامي على مناطق في جنوب إسرائيل "سرعان ما جرت المقارنات بين الاحتلال الروسي والاحتلال الإسرائيلي" وفق وصف الصحيفة.
تقرير "لوموند" يشير إلى أن المتابعين في الشرق الأوسط -على وجه التحديد- يرون أن "الغرب يتعامل بازدواجية" بخصوص مجريات الحرب في أوكرانيا والحرب الجديدة بين غزة وإسرائيل.
"في ظل هذا المناخ الساخن، من الصعب تجنب المقارنة بين القصف الروسي للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وقرار إسرائيل بقطع الكهرباء عن غزة" تقول "لوموند".
الصحيفة نقلت عن دبلوماسية قولها "إنها هبة من السماء لبوتين".
وأضافت تاتيانا كاستويفا جان، مديرة مركز روسيا وأوراسيا التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI) "لقد تم تقويض كل خطاب وجهود الغرب بالخصوص، إنها هبة من السماء لموسكو التي تكافح لفك عزلتها على الساحة الدولية بحكم فتح هذه الجبهة الجديدة في الشرق الأوسط".
وترى موسكو في الصراع بين حماس وإسرائيل، فرصة لتحويل الاتهامات الموجهة إليها، والتي غالبًا ما تستشهد بالقانون الدولي والجرائم ضد المدنيين، إلى "الغرب الذي يؤيد إسرائيل".
والسبت، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن حصيلة القتلى في القطاع ارتفعت إلى 4385 شخصا وأن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.
وقدرت إسرائيل عدد قتلى الهجوم الذي نفذه عناصر من حماس قبل أسبوعين بنحو 1400 أغلبهم مدنيون، بينما قالت السبت، إن عدد الذين اتم اختطافهم بلغ 210.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، السبت، إن الجيش أبلغ حتى الآن عائلات 210 مختطفين، بأن أقاربهم "محتجزون حاليًا في قطاع غزة".
في غضون ذلك، تسببت ضربات روسية عدة بمقتل ما لا يقلّ عن شخصَين وإصابة اثنين آخرين في جنوب أوكرانيا في الساعات الـ24 الأخيرة، لا سيّما في مدينة كريفي ريغ مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على ما أعلنت السلطات الأوكرانية.
يذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، طلب، الجمعة، وبشكل عاجل، مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ضمن مخصصات ضخمة للأمن القومي بقيمة 106 مليارات دولار.
جاء طلب بايدن بعد يوم على ربطه، في خطاب، هجوم حماس على إسرائيل بالغزو الروسي لأوكرانيا لإقناع الأميركيين بأن على الولايات المتحدة الاضطلاع بدور قيادي على مستوى العالم.
وشدد الرئيس الأميركي خلال خطاب في المكتب البيضاوي على أن المخصصات الضخمة التي تشمل مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار و14 مليارا لإسرائيل، ستضمن مصالح الولايات المتحدة لأجيال مقبلة.
وربط بايدن بين حربي أوكرانيا وإسرائيل في إطار صورة الولايات المتحدة كـ"منارة للعالم" في مواجهة "إرهابيين" مثل حماس و"مستبدين" مثل بوتين.
وفي تعليقه على ذلك، أعرب زيلينسكي الذي زار واشنطن في سبتمبر لطلب المزيد من المساعدات العسكرية ضد روسيا، عن "امتنانه" لبايدن لاقتراحه المساعدة.
وأضاف على منصة إكس، تويتر سابقا "نحن نعول على كلا الحزبين في الكونغرس".
وهناك دعم كبير في الكونغرس لأوكرانيا، بما في ذلك في أوساط أبرز الجمهوريين في مجلس الشيوخ حيث الأغلبية بيد الديمقراطيين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس الأمیرکی فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
أهم أنظمة الأسلحة الأميركية التي قد تخسرها أوكرانيا
ألقى تقرير بصحيفة وول ستريت الأميركية الضوء على التبعات الخطيرة لوقف الولايات المتحدة دعمها العسكري لأوكرانيا، مما قد يضع قدرة كييف على مواجهة الغزو الروسي في خطر كبير، فما الأسلحة التي ستخسرها إن استمر تعليق واشنطن تسليم الأسلحة لها؟
فلإجابة عن هذا السؤال أوضحت صحيفة وول ستريت جورنال أن المساعدات الأميركية تمثل نحو 20% من إمدادات أوكرانيا العسكرية، بينما تأتي 25% من أوروبا و55% من إنتاج وتمويل أوكرانيا نفسها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وثائقي يكشف أهوال الانتهاكات في المدارس الدينية بإسرائيلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: المنظومة الأمنية تعرضت لإخفاقات فظيعة في 7 أكتوبرend of listولفتت إلى أن الأنظمة الأميركية مثل الدفاعات الجوية طويلة المدى، والصواريخ الباليستية، وأنظمة المدفعية الصاروخية بعيدة المدى تُعد أساسية ولا يمكن استبدالها بسهولة في الأمد القصير.
باتريوتفبخصوص الدفاع الجوي ذكرت الصحيفة أن افتقار أوكرانيا لمنظومات دفاع جوي مثل "باتريوت" سيجعلها مضطرة لتحديد مناطق توفر لها الحماية وترك مناطق أخرى عرضة للخطر، خاصة مع نقص البدائل الأوروبية لهذه الأنظمة.
وأضافت أن صواريخ الباتريوت نجحت في حماية المدن الأوكرانية البعيدة عن الجبهة من النوع من الأضرار التي لحقت بالأماكن الأقرب إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، حيث ستكون هذه الأنظمة الباهظة الثمن معرضة للخطر إلى الحد الذي يصعب معه نشرها هناك.
إعلان
الصواريخ الأميركية
كما أن خسارة أوكرانيا لأنظمة مثل راجمة الصواريخ هيمارس "Himars" وصواريخ أتكامز "ATACMS" الأميركية، سيحد كثيرا من قدرتها على تنفيذ ضربات طويلة المدى على مراكز القيادة والمطارات الروسية.
وتُستخدم هذه الأسلحة لتدمير المواقع الروسية ومستودعات الذخيرة بكفاءة، وصواريخ أتكامز التي يصل مداها إلى 186 ميلا كانت فعالة بشكل خاص، ولا شك أن فقدانها سيحد من قدرات أوكرانيا الهجومية.
قدمت حماية كبيرة من الألغام والأسلحة المضادة للدبابات، وأسهمت في مناورة القوات الأوكرانية. ولا شك أن توقف الدعم بها سيحرم أوكرانيا من قطع الغيار الضرورية لإصلاح هذه المركبات الحيوية.
مدافع هاوتزر M777 Howitzer:تُعتبر الأسلحة الأكثر استخداما على أرض المعركة، حيث مكنت القوات الأوكرانية من قصف المواقع الروسية باستمرار. كما قدّمت الولايات المتحدة ما يقرب من 3 ملايين قذيفة مدفعية 155 مليمترا لأوكرانيا منذ بداية الحرب، ومع الإنتاج الأوروبي المحدود وارتفاع الطلب العالمي، سيؤدي فقدان الدعم الأميركي إلى تفاقم النقص في الذخيرة.
والواقع أن وقف المساعدات الأميركية سيضعف دفاعات أوكرانيا وقدرتها الهجومية، مما يتيح لروسيا زيادة تفوقها الميداني. كما أن النقص في البدائل الأوروبية والأزمة في الإمدادات سيزيد من اعتماد كييف على دعم خارجي لن يكون متوفرا بشكل كافٍ في المستقبل القريب.