«زوربا».. سيرة مفعمة بالتناقضات
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
ناقشت جلسة أدبية في مؤسسة «بحر الثقافة» رواية «زوربا»، وهي من تأليف الكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس وترجمة أحمد بلسعيد، وأدارت الحوار بين المشاركات الكاتبة مها بوحليقة، فقدمت لمحة موجزة عن الكاتب وتأثره بالبوذية والفيلسوف الألماني نيتشه، مشيرة إلى بعض أعماله ومنها: الإخوة الأعداء، والإغواء الأخير، إضافة إلى هذه الرواية التي تحولت إلى فيلم من بطولة أنتوني كوين الذي أجاد التعبير عن شخصية زوربا، وحصد الفيلم العديد من جوائز الأوسكار، وأنتوني كوين نتذكره أيضاً بفيلم «عمر المختار»، وفي النسخة الأجنبية من فيلم «الرسالة».
وبدورها تحدثت الإعلامية عائدة الأزدي قائلة: إن البطل زوربا لديه دائماً رؤى حديثة ولديه حكمة، وكان مثل الحكواتي يروي القصص والأحداث من خلال ما يرويه، وكان لا يرضى بالقليل ويقنع القارئ بأن لا مستحيل، وقد أدخل على الحكاية الكثير من الرموز. والحال أن هذه الرواية عمل أدبي متكامل سواء في السرد ومجريات الأحداث والترجمة.
وفي التفاصيل السردية، يلتقي زوربا بالكاتب في مقهى مرفأ «بيريه» بأثينا ويطلب السفر معه إلى أي مكان، ويخبره بأنه يتقن كل أنواع العمل «بالأرجل والأيدي والرأس، جميعها»، كما أنه يتقن أيضاً العزف على السانتوري، ولا يستطيع التعبير عن أفكاره إلا بالرقص! وهو مستعد للعمل في خدمته، بدءاً من إعداد الطعام حتى حفر الأنفاق والعمل في مناجم الفحم، لأن لديه خبرة طويلة في هذا العمل، فيأخذه معه إلى جزيرة كريت لأن لديه هناك مشروعاً لاستخراج الفحم، ويكلفه بالعمل مراقباً للعمال في المنجم.
ويتناول الكاتب جوانب متعددة من الحياة من خلال منظورين مختلفين، فالراوي كاتب مثقف ورث ثروة يستثمرها في المناجم، وهو مشغول بإنجاز عمل أدبي بعنوان «العاصفة البوذية»، وزوربا كهل ممتلئ بتجارب الحياة العملية بعيداً عن مناهج التعليم ومواعظ الكنيسة وكل ما يقيد حرية الإنسان ورغباته، وقد اشتغل في أعمال كثيرة من البيع إلى العمل بالمناجم، وحتى الانخراط في الثورة التي قامت في جزيرة كريت في ستينيات القرن التاسع عشر.
وتدور أحداث الرواية بين هاتين الشخصيتين، وكأنها تمثل الحياة بتناقضها وتكاملها بين الأحلام والأفكار النظرية الهائمة في فضاء العقل عبر الخيال وبين التجارب العملية التي يكتسبها الإنسان من عمل يديه. وربما كان المطر من أهم المشاهد التي تربط بين السماء والأرض، بين الدير وأعباء الحياة العامة، الفكر والواقع حيث البحر والغابة والمنجم والكوخ، والخسارة والربح، والطعام والشراب والنوم، وبين أخطار العمل في المناجم وانهيار الأنفاق وبين أحلام الكاتب وسهره لإنجاز مشروعه.ومع مرور السنين بين النجاح والإخفاق والفرح والحزن، والحياة والموت، كان لا بد للصديقين أن يفترقا، ويمضي زوربا إلى تجارب ومغامرات أخرى، وينجز الكاتب روايته، وتكون النهاية في رسالة يستلمها الكاتب وفيها خبر وفاة زوربا بصورة درامية مؤثرة حيث نهض من الفراش ومشى إلى النافذة. وهناك تعلق نظره في المسافات البعيدة... وقضى نحبه وأصابعه معلقة بالنافذة. أخبار ذات صلة جلال الدين الرومي في «بحر الثقافة»
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاده.. محطات في حياة سلطان التلاوة الشيخ الطبلاوي: لديه 13 ابنا
تحل اليوم، ذكرى ميلاد القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي، الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ التلاوة القرآنية.
ولد «سلطان التلاوة» في قرية صفط جدام في 14 نوفمبر من عام 1934م، وبدأ رحلته مع القرآن الكريم في سن مبكرة، واشتهر بصوته العذب وأداءه المتميز الذي أبهر المستمعين، وحظي بتقدير كبير من قِبل كبار الشخصيات، ما جعله قارئاً مفضلاً في الحفلات والمناسبات المهمة.
تمسك الشيخ الراحل بحب قريتهيقول الدكتور عمرو الطبلاوي ابن شقيق الشيخ الراحل، إن عمه الشيخ الطبلاوي كان محبا ووفيا لأهل قريته على مدار حياته، وعلى الرغم من أنه عاش في القاهرة، جزء من حياته فى شبابه، إلا أن حبه لأهله ولبلده كان متأصلا فيه، لذا بنى «فيلا» له على جزء من مزرعته، وكان دائم الزيارات لبلدته وأهله، حتى قرر آخر 12 عاما من عمره، أن يستقر في قريته، ليكون بجانب أهله وأقاربه، كما أن له الكثير من الأعمال الخيرية داخل القرية ومركز تلا، الأمر الذي أدى إلى حزن الكثير من أبناء قريته، والقرى المجاورة، عندما توفي في الخامس من مايو عام 2020.
زوجات وأبناء الشيخ محمد الطبلاويأضاف «الطبلاوي» خلال حديثه لـ«الوطن»، أن عمه تزوج في سن صغيرة من زوجته الأولى بالقاهرة، ولم ينجب منها أطفال، وبعد ذلك انفصل عنها، وتزوج الثانية من قريته مسقط رأسه صفط جدام بمحافظة المنوفية وأنجب منها 10 أبناء، ثم بعد ذلك تزوج الثالثة من مركز أشمون، وأنجب منها ولدين، وأخيرا تزوج الرابعة من قرية صفط، التي أنجب منها أصغر أبنائه «عمر»، ليكون إجمالي عدد أبنائه 13 ابنا.
تكريم الشيخ الطبلاويتابع أن عمه الشيخ الطبلاوي، كان أحد القراء البارزين في مصر خلال القرن الماضي، والبداية عندما نجح في حفظ القرآن الكريم في سن 10 أعوام، وواظب على تلاوته حتى التحق بالإذاعة والتلفزيون، وسافر العديد من الدول العربية والإسلامية، سفيرا للقرآن الكريم، وحكما لكثير من المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم، حتى أعطته دولة لبنان وساما تقديرا لجهوده فى خدمة القرآن الكريم.
كما أنه ساهم في إنشاء نقابة المقرئين، واختير حينها نقيبا للقراء المصريين، كما كان عضوا فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وحاز من محبيه على لقبي «سلطان التلاوة» و«آخر حبة في مسبحة عمالقة التلاوة».