صحيفة الاتحاد:
2024-10-05@04:20:26 GMT

«زوربا».. سيرة مفعمة بالتناقضات

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

فاطمة عطفة (أبوظبي)
ناقشت جلسة أدبية في مؤسسة «بحر الثقافة» رواية «زوربا»، وهي من تأليف الكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس وترجمة أحمد بلسعيد، وأدارت الحوار بين المشاركات الكاتبة مها بوحليقة، فقدمت لمحة موجزة عن الكاتب وتأثره بالبوذية والفيلسوف الألماني نيتشه، مشيرة إلى بعض أعماله ومنها: الإخوة الأعداء، والإغواء الأخير، إضافة إلى هذه الرواية التي تحولت إلى فيلم من بطولة أنتوني كوين الذي أجاد التعبير عن شخصية زوربا، وحصد الفيلم العديد من جوائز الأوسكار، وأنتوني كوين نتذكره أيضاً بفيلم «عمر المختار»، وفي النسخة الأجنبية من فيلم «الرسالة».

وأضافت بوحليقة أن أشد ما يميز شخصية زوربا هو جمعها للعديد من التناقضات: الطيبة والشر، الإيمان وعدم الإيمان، الحكمة والعبث، تقدير المرأة وعدم تقديرها.. وهي تكمل بغرابتها تناقضات شخصية البطل الراوي العليم والقارئ النهم، المثالي والغني والقليل الخبرة، في الوقت نفسه، مبينة أن الرواية تكتظ بالفلسفة والتأملات والجمالات والأسئلة الوجودية العظمى والساخطة في آن.
وبدورها تحدثت الإعلامية عائدة الأزدي قائلة: إن البطل زوربا لديه دائماً رؤى حديثة ولديه حكمة، وكان مثل الحكواتي يروي القصص والأحداث من خلال ما يرويه، وكان لا يرضى بالقليل ويقنع القارئ بأن لا مستحيل، وقد أدخل على الحكاية الكثير من الرموز. والحال أن هذه الرواية عمل أدبي متكامل سواء في السرد ومجريات الأحداث والترجمة.
وفي التفاصيل السردية، يلتقي زوربا بالكاتب في مقهى مرفأ «بيريه» بأثينا ويطلب السفر معه إلى أي مكان، ويخبره بأنه يتقن كل أنواع العمل «بالأرجل والأيدي والرأس، جميعها»، كما أنه يتقن أيضاً العزف على السانتوري، ولا يستطيع التعبير عن أفكاره إلا بالرقص! وهو مستعد للعمل في خدمته، بدءاً من إعداد الطعام حتى حفر الأنفاق والعمل في مناجم الفحم، لأن لديه خبرة طويلة في هذا العمل، فيأخذه معه إلى جزيرة كريت لأن لديه هناك مشروعاً لاستخراج الفحم، ويكلفه بالعمل مراقباً للعمال في المنجم.
ويتناول الكاتب جوانب متعددة من الحياة من خلال منظورين مختلفين، فالراوي كاتب مثقف ورث ثروة يستثمرها في المناجم، وهو مشغول بإنجاز عمل أدبي بعنوان «العاصفة البوذية»، وزوربا كهل ممتلئ بتجارب الحياة العملية بعيداً عن مناهج التعليم ومواعظ الكنيسة وكل ما يقيد حرية الإنسان ورغباته، وقد اشتغل في أعمال كثيرة من البيع إلى العمل بالمناجم، وحتى الانخراط في الثورة التي قامت في جزيرة كريت في ستينيات القرن التاسع عشر. 
وتدور أحداث الرواية بين هاتين الشخصيتين، وكأنها تمثل الحياة بتناقضها وتكاملها بين الأحلام والأفكار النظرية الهائمة في فضاء العقل عبر الخيال وبين التجارب العملية التي يكتسبها الإنسان من عمل يديه. وربما كان المطر من أهم المشاهد التي تربط بين السماء والأرض، بين الدير وأعباء الحياة العامة، الفكر والواقع حيث البحر والغابة والمنجم والكوخ، والخسارة والربح، والطعام والشراب والنوم، وبين أخطار العمل في المناجم وانهيار الأنفاق وبين أحلام الكاتب وسهره لإنجاز مشروعه.ومع مرور السنين بين النجاح والإخفاق والفرح والحزن، والحياة والموت، كان لا بد للصديقين أن يفترقا، ويمضي زوربا إلى تجارب ومغامرات أخرى، وينجز الكاتب روايته، وتكون النهاية في رسالة يستلمها الكاتب وفيها خبر وفاة زوربا بصورة درامية مؤثرة حيث نهض من الفراش ومشى إلى النافذة. وهناك تعلق نظره في المسافات البعيدة... وقضى نحبه وأصابعه معلقة بالنافذة.

أخبار ذات صلة جلال الدين الرومي في «بحر الثقافة»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جلسة نقاش نيتشه

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. خالة العروس

#خالة_العروس

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ … 31 / 7 / 2016

في #الأعراس، في #التخريج، في #الأفراح بشكل عام ، غالباً لا توجد أرقام ثابتة،هناك عدد تقديري للمعازيم ، وعدد تقديري للسيارات، وعدد تقديري للأطفال لذا لا بد من ترك احتمالية للخطأ والإرباك في مجريات العرس أو الحفلة ..طبعاً ترتفع نسبة هذا الإرباك في الساعات الحاسمة عند» #طلوع_العروس»، انطلاق #الفاردة ، مغادرة صالة الأفراح..وعلى هذا الأساس وخوفاً من تقطّع السبل بــ» ذوي الأرحام» تقسم المهام كالآتي : «شلاش بتوخذ خواتك معك بالسيارة «، العريس يأخذ عروسه وشقيقاتها المرافقات من صالون التجميل ، مصطفى فغاغا يأخذ ختيارية الحارة « صحبة الجامع»..أبو يحيى «أبو العروس» يأخذ زوجته وأمه وحماته وأخته الكبيرة في البكم «الأسوزو» ، والبنات الصغيرات من أخوات العروس أو بنات أشقائها يتكوّمن بفساتينهن البيضاء «بسيارة عبود مصروع الكيا الكحلي»..

مقالات ذات صلة اختطاف السفير الإسرائيلي في قبرص مع اثنين من مرافقيه 2024/10/02

في لحظة الانطلاق إلى الصالة ،يهمّ الجميع بالركوب، كل شخص يحاول ان يبحث عن سيارة تقله وكرسي شاغر يليق به، كما يتوجه كل فريق رباعي إلى السيارة المتفق عليها مسبقاً، يتعازمون على المقعد الأول قليلاً ثم يأمّنون الركوب ، يبقى في المشهد ؛ خالة العروس ثقيلة الوزن بطيئة الحركة وكيلة السكري والضغط و تورم القدمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،تنزل الدرج ببطء شديد ،ثم تستريح كل خمس دقائق وتحاكي نفسها «لو توضينا للعصر..يلا غاد بنتوضا «!! تمشي وتقف على الدرجة الخامسة لتلتقط أنفاسها ثم تتابع النزول .

في هذه الأثناء تبدأ بعض السيارات تتحرك نحو الصالة بزوامير متقطعة .. أخيراً وقبل أن تقلع سيارات «الأقربون» بلحظة تصل خالة العروس إلى نقطة الانطلاق وتقف بين السيارات الممتلئة ، تلف حول نفسها أكثر من مرةّ لتكتشف ان جميع المعازيم قد امّنوا أنفسهم وبقيت هي الوحيدة من غير مقعد «تنافسي».. ولأنها غير فاعلة في العرس أصلاً ولا تعتبر من أقارب الدرجة الأولى ولا يستفاد منها بالرقص أو الدبكة ولا تُعدّ من العناصر المهمة في المصاهرة فإنها تصبح عبئاً ثقيلاً على طرفي العرس..تقف وتربط «عصبتها» بانتظار أن يقول لها أحدهم «تعي هون يا حجة»..دون جدوى.

يتبرّع أحد الراكبين في الكراسي الأمامية بالمناداة على الجموع… «شلاش معك وسع للحجة»؟؟ شلاش: منين ما أنت شايف الوضع كيف مسكّر ..!..»فغاغا توخذ الحجة نوفة»؟؟..»ما فيش مجال …أني معاي كلها زلم..»..»أبو يحيى معاك وسع»؟؟…لا والله ، يا الله البكم واسع الحجات!! ..دبري حالك ورا يا حجة السيارات كثار…عبود؟؟ توخذ «خالتك نوفة»؟؟..»يزم هو أني عارف أسوق حشكتوا لي كل الزغار معي..يلعن هه…خلص.» دبروها ورا ورا…في نهاية المطاف تركب الحجة نوفة في صندوق بكم «جوز أختها منوه» وتجلس على «السبير» بفرح غامر كمقعد موازٍ .. نفس المعاناة واجهت نفس الحجة نوفة عندما حضرت حفل تخريج «شايش» قبل أسابيع ،الجميع نزل عن المدرجات ،حضنوا الخريج، تصوّروا معه، وأغلق الأمن الجامعي أبواب الملعب ،وأطفأوا الكشّافات وهي ما زالت تنزل عن درجات المدرج وتتمتم: « لو توضينا للمغرب..يلا غاد بنتوضا»..

ولأنها غير فاعلة في التخريج ولا تعتبر من العناصر المهمة في الحضور ولا من أقارب الخريج من الدرجة الأولى فإن أحداً لم يتذكرها أو يدعوها إليه ….في نهاية المطاف صعدت إلى «صندوق بكم جوز أختها منوة» وجلست على السبير بفرح غامر..

* * *

الأحزاب في الانتخابات مثل خالة العروس بتحب تشارك وتحضر وتجامل بس ما حدا راضي «يركّبها» معه…

#93يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

مقالات مشابهة

  • الإمارات: أدلة قاطعة تُسقط الرواية الباطلة حول استهداف مقر رئيس البعثة في الخرطوم
  • مجدي عبد الغني: الزمالك لديه الحق في "التحفيل".. كهربا تراجع مستواه وهناك لاعبون يدخنون "الشيشة"
  • الصنيع: ‏هناك أخطاء تتكرر في الاتحاد والفريق لديه مشاكل دفاعية .. فيديو
  • ماكرون: الاتحاد الأوروبي لديه عامين أو ثلاثة أعوام فقط لصد الهيمنة الأميركية والصينية الكاملة
  • على هامش معرض كتاب “الصحفيين”.. عرض الفيلم الوثائقي "عبدالمنعم رياض.. سيرة المقاتل الشهيد" من إنتاج القناة الوثائقية
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • باحث سياسي: نتنياهو يعتقد أن لديه تفويضًا غربيًا وأمريكيًا لفعل ما يريد
  • الخفجي.. مشاريع تنموية جديدة لرفع مستوى جودة الحياة
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. خالة العروس
  • ما أبرز مصادر التوتر التي تُشكّل خطراً على صحتك النفسية في العمل؟