دائما ما تعج مجالس المحاماة بالحديث حول المحامين وهموهم وتطلعاتهم، ومن ذلك حديثهم حول من الأفضل ومن الأجود، وما هي السياسة الجيدة في تمييز المحامين في سلم المهنة، فمثلما هناك تصنيف لكثير من المهن، فمن الجيد أن يكون هناك تصنيف لتطوير مهنة المحاماة وزرع التنافس بين المحامين.
ولأن القانون هو عمود العدالة وضامن لحقوق الافراد والمؤسسات والمجتمعات كان من الضروري أن تكون هناك تنظيمات وتشريعات تعمل على تعزيز موقعه فهو عمود الوسط وبقيامه تقوم الحياة المستقيمة للمجتمعات، ويتفرع من القانون مهنة المحاماة التي لها دور أساسي في تقديم الدعم والمشورة القانونية وضمان تحقيق العدالة، ولذا يعد تصنيف المحامين حسب خبراتهم وخدمتهم وغيرها من مقومات له دور بارز في تحقيق هذه المساعي، وكذلك لتصنيف المحامين دور إيجابي ينعكس على القانون عموماً وممارسيه خصوصاً.
ولا يمكن التطرق لتصنيف المحامي من غير الإشارة الى الولايات المتحدة الامريكية كأحد الدول الرائدة في هذا المجال، فالولايات المتحدة تستخدم عدة عوامل لتصنيف المحامين واختبار مدى كفاءتهم، من هذه العوامل الاختبار القانوني الشامل، كذلك التصنيف حسب الخبرة، لمثل هذه العوامل دور بارز في ضمان ان المحامي الممارس للمهنة على مستوى من المعرفة والكفاءة اللازمة لتقديم الاحتياج الأمثل للعميل .
بلا شك فإن من إيجابيات التصنيف رفع مستوى الخدمة القانونية لتصنيف المحامين حسب خبراتهم وخدمتهم وذلك لاختيار الأنسب حسب الاحتياج في المجال الذي يتطلع إليه المحامي الاكفأ، وتعزيز تطوير المهنة والمهنيين المنتسبين اليها، كما أن تنصيف المحامين له دور فعال في دفع وتعزيز المحامين لاستمرار تعلمهم للحفاظ على مستويات التصنيف واستمرار التقدم والتنافس والابتكار، كما أن له دور فعّال في تعزيز مفاهيم التنافس والابتكار والتي بدورها هي أحد اهم مميزات المحامي والتي يمتد أثرها بتقديم الخدمات القانونية بشكل فريد مثل استخدام أدوات التقنية وغيرها مما يجعل لقاء العميل بالمحامي المصنّف امر سهل وممكن ولو كان هناك بعض المعوّقات السابقة مثل بعد المسافة والوقت.
ختاماً، يعد التصنيف للمحامين مساهمة مباشرة في تحقيق الشفافية والجودة والثقة في النظام عموماً وفي المحامي الممارس خصوصاً، والمسارعة في تطبيق أشكال مشابهة لهذا التصنيف هو تشجيع لهذه المبادئ وتحقيق لهذه المقاصد التي تحافظ على مستوى المهنة والارتقاء بها لمستويات أبعد.
محمد العلوي / محامي ومستشار قانوني
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
تقارير: الجيش الأمريكي يدرس تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية
زنقة 20 ا متابعة
ذكرت تقارير استخباراتية أن وزارة الدفاع الأميركية تتجه في الربع الأول من عام 2025، إلى الإعلان بتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية”، وسط اتهامات للجبهة بممارسة أنشطة تهدد الأمن والاستقرار في دول الساحل والصحراء وفي المنطقة.
وحسب موقع in24news الإسرائيلي، تشير التقارير إلى “تورط البوليساريو في أنشطة مشبوهة، بما في ذلك ارتباطها بجماعات إرهابية تنشط في منطقة الساحل، بالإضافة إلى تلقيها الدعم من إيران والجزائر”.
إذا تم تنفيذ القرار، فقد يشكل نقطة تحول في عملية حل النزاع حول الصحراء المغربية، مع المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وفتح الباب أمام حل دائم لهذا النزاع الذي دام عقودا من الزمن.
وبحسب التقارير يعزز هذا التصنيف المرتقب”العزلة الدولية للبوليساريو ويفرض قيودا صارمة على مصادر تمويلها ودعمها اللوجستي والعسكري. كما يعطي القرار دفعة قوية لمكانة المغرب دوليا، لأنه يعزز شرعية سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وتدفع المزيد من الدول إلى الاعتراف بهذا الواقع الجديد”.
وقد أدت هذه الوقائع إلى دمج الجبهة في شبكة أوسع تهدد استقرار شمال إفريقيا، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى تبني موقف أكثر صرامة ضدها، حيث تشارك الولايات المتحدة في جهود أوسع نطاقا لتعزيز الأمن في منطقة الساحل وشمال أفريقيا، سعيا إلى الحد من نفوذ الجماعات المسلحة وشبكات الدعم المرتبطة بها.
وقد أدت هذه الوقائع إلى دمج الجبهة في شبكة أوسع تهدد استقرار شمال إفريقيا، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى تبني موقف أكثر صرامة ضدها، حيث تشارك الولايات المتحدة في جهود أوسع نطاقا لتعزيز الأمن في منطقة الساحل وشمال أفريقيا، سعيا إلى الحد من نفوذ الجماعات المسلحة وشبكات الدعم المرتبطة بها.
وتبرر واشنطن هذا الإجراء بالمخاوف الأمنية المتزايدة المتعلقة بأنشطة البوليساريو التي تهدد الاستقرار الإقليمي، بتصنيفها كمنظمة إرهابية، وستواجه الجبهة صعوبة كبيرة في الحصول على أي دعم خارجي، وخاصة الغربي، من شأنه أن يؤدي إلى تغيير في ميزان القوى في المنطقة لصالح الحلول السياسي، وفق ما نشره الموقع الإسرائيلي.