رصد – نبض السودان

كشفت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري، عن اختفاء 715 شخص مدني بشكل قسري في السودان خلال ستة أشهر من الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع.

وطبقا لتقرير أصدرته المجموعة اليوم السبت فإن التقرير شمل الفترة من 15 أبريل الماضي وحتى 15 أكتوبر الحالي كما شمل مدن الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري وود مدني والأبيض ونيالا والفاشر والجنينة وزالنجي حيث أثبت اختفاء ذكور واناث وأطفال إلى جانب 9 من أصحاب الاضطرابات النفسية.

ورصد التقرير انتهاكات كالاختطاف والاحتجاز والاختفاء لأشخاص دون أن تعرف أسرهم أي معلومات بمصيرهم. وأفاد راصدون عملوا على التقرير أن محتجزون أبلغوهم بتعرضهم في أماكن احتجاز تابعة لقوات الدعم السريع للضرب والوقوف في الشمس والحرمان من الاستحمام واجبارهم على تحميل المواد الغذائية والذخيرة.

وأشار التقرير إلى اختفاء 49 امرأة منذ بدء الحرب مع احتمال تعرضهن للاغتصاب، وأفادت وحدة حماية المرأة والطفل – هيئة حكومية – بالابلاغ عن 136 حالة اغتصاب لنساء في آخر تحديث للوحدة.

وبشأن الأطفال أكد التقرير اختفاء 18 طفلا منذ 15 أبريل ما يعد انتهاكا لعدة أحكام في اتفاقية الطفل. وخلال شهور الحرب الستة حتى الآن سجل شهر مايو أكثر حالات الاختفاء القسري بتسجيل 141 حالة، بينما سجلت مدينة الخرطوم أعلى حالات الاختفاء بتسجيل 309 حالات تليها أم درمان 156 حالة.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: احصائية تقرير لضحايا يوضح

إقرأ أيضاً:

المهددات الاقليمية والدولية لسيطرة آل دقلو على السودان 2/2

(1) في الامبراطورية الفارسية جرت العادة عندما يموت الملك يترك الناس خمسة أيام في حالة من الفوضى واللاقانون والإرهاب وعند صعود الملك الجديد يستتب الأمن ويدرك المجتمع الفرق بين السلطة والنظام والفوضى.

منذ 15 ابريل 2023م وحتى اللحظة أدرك الشعب السوداني طبيعة الحكم الذي كان سيرزح في اغلاله لو سقطت الدولة السودانية في يد عصابة آل دقلو الارهابية.لقد عبر عن نموذج الأعراب التوحشي في الحكم مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون عندما ذكر في مقدمته ، إن طباعهم جافية إلى طباع الحيوانية أقرب يمدون إلى ما بأيدي الناس يسلبونهم أموالهم ومتاعهم ، وإذا تغلبوا على وطن أسرع إليه الخراب لأن طباعهم منافية للعمران لاستحكام عوائد التوحش فيهم ان أي دولة تنزع للنهوض في وسط عصبية قبلية تحتاج إلى الفضيلة والأخلاق ورمزية الدين وصيانة القيم المجتمعية ولكن عصابة آل دقلو الارهابية عراة أمام هذه القيم وحقا كما قال الافوه الأودي
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة لهم اذا جهالهم سادوا
(2)
ان مشروع عصابة آل دقلو في الحكم يحمل في جيناته ذات الافكار القومية النازية التي أججت النزعات الهوياتية في اوربا ، وأشعلت الحرب الكونية الثانية بكل مآسيها ومخازيها على الانسانية والطبيعة والاقتصاد ، لذلك فإذا تمكن آل دقلو من السيطرة على الحكم حتما سيتدحرج السودان في أتون صراع الهويات القاتلة وحرب الكل ضد الكل والتفكيك الى دويلات متناحرة.

فما هي التأثيرات الإقليمية والدولية في حال سيطرة عصابة حميدتي على السودان؟؟ سينزع النازي حميدتي الى تصدير نموذج النقاء العروبي الماهري في الحكم الى دول الجوار المتاخمة الى دارفور خاصة تشاد وإفريقيا الوسطى وستمتد نزعاته الامبراطورية الى النيجر ومالي مما سيؤدي الى تغذية الحروب الهوياتية في هذه الدول ذات الهشاشة الاثنية السياسية والاقتصادية بالتالي ستشتعل الحروب الاهلية في كل هذه الدول وستتكرر مأساة الابادة الجماعية في هذه المنطقة.
(3)
إن إشاعة حالة السيولة الأمنية والصراع الهوياتي في السودان سيغذي النزاعات الاثنية والقومية في دول جنوب السودان واثيوبيا وارتريا ، خاصة ان دولة جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية الثانية بين الدينكا والنوير، وكذلك اثيوبيا وارتريا تتأهبان لخوض الحرب المدمرة الثانية.

كذلك ستؤدي حالة الفوضى في السودان ودول الجوار الى تكاثف موجات الهجرة غير الشرعية من الدول الافريقية الى الشرق الاوسط وأوربا وستمتد حالة الفوضى الخلاقة الى منطقة البحيرات والقرن الافريقي المتأزمة أصلا بالتالي ستضطرب حركة التجارة العالمية في المحيط الهندي حيث تعبر 20% من التجارة العالمية، ومعلوم أن الاقتصاد العالمي يعاني من متلازمة الانكماش والفجوة الغذائية بسبب الحرب الروسية الاوكرانية. وسينعكس ذلك في تفاقم الخلخلة السكانية والنزوح والمجاعات في هذه الدول الافريقية التي تعاني من متلازمة الفقر والمرض والجهل
(4)
إن السيناريو الاخطر أن تؤدي حالة الفوضى الخلاقة في السودان ودول الجوار الى انشقاقات عمودية وسط القوميات السكانية تؤدي الى انفصالات وصناعة دول فاشلة جديدة تشكل بيئة جاذبة وحاضنة للتنظيمات الارهابية مما يعني تهديد السلم والامن الاقليمي في منطقة البحر الاحمر ومضيق باب المندب ودول مصر وليبيا ودول الخليج العربي، ودول المغرب العربي. من ثم عبور نشاط التنظيمات الارهابية الى اوربا وأمريكا.

بالتالي ووفق نظرية الامن الجماعي في العلاقات الدولية فان هذه المآلات الكارثية تؤكد أن اختطاف مليشيا ال دقلو للحكم في السودان يمثل تهديد وجودي للسودان ، وايضا مهدد للسلم والامن الاقليمي والدولي.
(5)
إن إزالة هذا المهدد الوجودي والاستراتيجي يتطلب احاطة الرأي العام الرسمي والشعبي على المستويين الإقليمي والدولي وذلك بتكثيف الدبلوماسية الشعبية خاصة عبر الجاليات السودانية في أوربا وامريكا للتواصل مع الشعوب والاحزاب المؤثرة ، ومنظمات حقوق الانسان ، ومؤسسات المجتمع المدني ، ومراكز الفكر والثقافة والإعلام المؤثرة في صناعة القرار السياسي .

ايضا إزالة هذا المهدد الوجودي يتطلب تكثيف الدبلوماسية الرسمية مع كل دول العالم ومع المؤسسات الاقليمية والدولية مجلس الامن الدولي، الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوربي وذلك للضغط على دولة الامارات العربية المتحدة لايقاف تمويلها لمليشيا آل دقلو بالمال والسلاح والمرتزقة وتصنيف المليشيا المجرمة منظمة ارهابية، ودعم الدولة السوداني والجيش بالمال والسلاح للتمكن من دحر واستئصال المليشيا الارهابية حتى لا ينزلق السودان في أتون التفكك والانهيار ولصيانة الامن والسلم الاقليمي والدولي.
عثمان جلال الدين
عثمان جلال
الأحد: 2025/3/16

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مأساة الحرب والوباء .. الملاريا الخبيثة تفتك بالسودانيين
  • المهددات الاقليمية والدولية لسيطرة آل دقلو على السودان 2/2
  • الجثامين المنسية في أم درمان
  • اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب
  • الكشف على 1877 مواطنا بالمجان في قري وعزب دمياط
  • ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة بالكوليرا في زيمبابوي إلى 124 حالة
  • ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في زيمبابوي لـ 124 حالة
  • تقرير: أميركا وإسرائيل تواصلتا مع دول أفريقية من بينها السودان مع إغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، كيف رد السودان
  • ارتفاع حاد في حالات إفلاس الشركات الألمانية وسط الركود
  • منظمة إنسانية: نحو 7 ملايين شخص سيضطرون للنزوح القسري خلال عامين