ضمن أبرز فعاليات اليوم العالمي للشباب في لشبونة:” كايسيد” يلتقي مع البابا ويقود الأنشطة الشبابية
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
– نجاح كبير للعبة الحوار الابتكارية (ديالوغو)
– تعاون كايسيد وبرلمان أديان العالم أسهم في سد الفجوات بين أتباع الأديان والثقافات
جدة – البلاد
شهدت العاصمة البرتغالية لشبونة فعاليات يوم الشباب العالمي خلال الفترة مؤخرًا، وكان لمركز الحوار العالمي (كايسيد) مشاركات فعالة، حيث تمثل جوهر مشاركة كايسيد بثلاثة أنشطة رئيسية هي: مناقشة جماعية تضم ممثلين من خمسة أديان مختلفة، وإطلاق لعبة الحوار الابتكارية “لعبة ديالوغو”، وعرض فيلم وثائقي مؤثر بعنوان “جوستين: رحلة زميلة كايسيد”.
وضمن الاحتفالات الأخيرة باليوم العالمي للشباب في لشبونة بالبرتغال، التقى الدكتور زهير الحارثي، الأمين العام لمركز الحوار العالمي (كايسيد) مع البابا فرنسيس، وكذلك مع خريجي برنامج كايسيد للزمالة الدولية في اجتماع مهم عُقدت فيه مناقشات مثمرة بشأن تعزيز السلام والتفاهم العالميين عبر الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وقال الدكتور الحارثي: “لقد كان دعم البابا فرنسيس الثابت لكايسيد وإيمانه بمُهمتنا واضحًا وتطرقنا في اجتماعنا معه إلى الحديث عن التزامنا المتبادل بتعزيز السلام والتفاهم”.
وأتاح الاجتماع أيضًا فرصة فريدة للزملاء للتواصل مع البابا فرنسيس بشأن أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وأثره الإيجابي في حياتهم ومجتمعاتهم المحلية.
وتحدث الزملاء الذين يمثلون الديانات العالمية الرئيسة، وهي الإسلام والبوذية والمسيحية والهندوسية واليهودية، عن تجاربهم العملية وأفكارهم وشددوا على القوة التحويلية للحوار في رأب الانقسامات وتعزيز الاحترام المتبادل.
وفي عالم يسوده الصراع وسوء الفهم غالبًا، أشاد البابا فرنسيس بمبادرات المركز وأكد الدور المحوري لكايسيد في تعزيز التفاهم وجهوده الدؤوبة لتهيئة مناخ يفضي إلى التعايش السلمي.
وكانت رسالته واضحة: “الحوار والتفاهم أداتان أساسيتان لتخطي الخلافات وبناء الوحدة العالمية”. ويعد هذا الاجتماع هو الثاني بين البابا فرنسيس وكايسيد في الأشهر القليلة الماضية، ففي اجتماع سابق في 6 من يونيو، التقى الدكتور زهير الحارثي بالبابا فرنسيس في الفاتيكان بإيطاليا، وعبر له عن امتنانه وتقديره للدور المحوري للفاتيكان في إنشاء مركز الحوار العالمي (كايسيد).
تفاعل كبير مع الشباب
في أسبوع اليوم العالمي للشباب، اضطلع كايسيد بدور بارز عبر تنظيم العديد من الفعاليات التي تركز على الشباب، التي شملت: حلقة نقاش بعنوان “الشباب والحوار بين أتباع الأديان من أجل عالم أكثر تفاهمًا”، والعرض الأول لفيلم “جوستين: رحلة زمالة كايسيد”، ومحطة ألعاب تفاعلية تضم اللعبة اللوحية “ديالوغو!”.
واجتذبت حلقة النقاش “الشباب والحوار بين أتباع الأديان من أجل عالم أكثر تفاهمًا” جمهورًا متنوعًا من أكثر من 100 من الحضور الشباب، وضمت خمسة متحدثين يمثل كل منهم ديانات وقارات متنوعة، عرضوا تجاربهم الفريدة وسلطوا الضوء على الأساليب التي يعززون بها الروابط بين أتباع الأديان والثقافات عن طريق الحوار في مجتمعاتهم الخاصة.
ونال الفيلم الوثائقي “جوستين: رحلة زمالة كايسيد”، الذي يؤرخ الرحلة التحويلية لزميلة كايسيد لعام 2022 الأوغندية جوستين أوما، إعجاب قرابة 250 شابًّا. وصُور الفيلم في ثلاث دول، وهي نيبال والبرتغال وأوغندا، ووثق مشاركة الزميلة أوما في الدورات التدريبية، وزيارات المواقع الدينية وجلسات الحوار، وتنظيم مبادرة زمالتها في مبالي بأوغندا، وعرض التأثير العميق للحوار في الأفراد والمجتمعات المحلية الأوسع نطاقًا. وبعد العرض، عُقدت جلسة أسئلة وأجوبة ضمت الزميلة جوستين أوما ومنتج الأفلام الوثائقية إيفس بريسينو ومدير برنامج كايسيد للزمالة الدولية كيفورك أغوبجيان.
وأثبتت اللعبة الابتكارية (ديالوغو) التي ظهرت أول مرة في البرتغال، أنها طريقة آسرة وتفاعلية لتعزيز التفاهم المتبادل، إذ اجتمع ما مجموعه 210 لاعبين شباب يمثلون خلفيات دينية وثقافية متعددة في محطة الألعاب المخصصة لـ “كايسيد”، وأتيحت لهم الفرصة لإنشاء روابط جديدة في هذه البيئة الممتعة والهادفة. وصُممت هذه اللعبة، لدعم القيادات الشابة وبناة السلام وتعليم المهارات في الحوار والعمل الجماعي والتحدث والتعلم العاطفي الاجتماعي.
ومع اختتام فعاليات اليوم العالمي للشباب، سلطت مشاركة كايسيد الضوء على مبادراته المستمرة في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وأثبتت المنظمة، في عدة فعاليات رئيسة، دورها النشط والحيوي في هذه التجمعات الدولية. وتعد المشاركات في يوم الشباب العالمي تذكيرًا بأهمية الحوار المستمر في مشهد عالمي دائم التغير.
تعاون كايسيد وبرلمان أديان العالم في شيكاغو
شهد مركز (ماكورميك بليس ليكسايد) الشهير في شيكاغو، وهو مكان لعقد اجتماعات دولية، محادثات السلام والوحدة والحوار بين أتباع الأديان في شهر أغسطس الماضي.
واستضاف مركز الحوار العالمي (كايسيد) اجتماع خريجي برنامج كايسيد للزمالة الدولية من أمريكا الشمالية جنبًا إلى جنب مع فعالية برلمان أديان العالم POWR، التي نالت استحسان العالم. وتسلط المشاركات المتتالية لكايسيد في الفعاليات الدولية الضوء على مهمة مشتركة: جمع أتباع الأديان والثقافات وسد الفجوات فيما بينهم.
وخلال الفترة من 13 إلى 19 من أغسطس، شهدت شيكاغو تجمعًا فريدًا من نوعه يضم 18 زميلًا وزميلة من خريجي برنامج كايسيد للزمالة الدولية من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. وهؤلاء الأفراد، الذين بدأوا رحلتهم مع برنامج كايسيد للزمالة الدولية منذ عام 2015، شاركوا في افتتاح الفرع الإقليمي لزملاء أمريكا الشمالية. وسيكون هذا الفصل المخصص معقلًا إقليميًّا لتعزيز التفاهم بين أتباع الأديان وتحفيز العمل التعاوني.
وقال الدكتور زهير الحارثي، الأمين العام لمركز الحوار العالمي (كايسيد): «إن هذا الاجتماع ليس مجرد تجمع وحسب، بل هو وسيلة لهؤلاء الزملاء لوضع الخطط والتواصل وتوليد الأفكار التي تعزز التغيير الإيجابي في مجتمعاتنا المتنوعة».
وبالتوازي مع هذه الفعالية، عقد برلمان أديان العالم -الذي يحتفل بدوره بالعمل العالمي بين أتباع الأديان- جلساته في الفترة من 14 إلى 18 أغسطس الماضي. واستجابة لموضوع “دعوة إلى الضمير: الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان”، يعد برلمان أديان العالم بتجمع يضم قيادات دينية وأكاديميين وصانعي تغيير من أكثر من 80 دولة، وكان لخريجي كايسيد دور مهم جدًّا في هذا التجمع، إذ شاركوا في الجلسات ووسعوا شبكاتهم.
ولم يكن التعاون بين كايسيد وبرلمان أديان العالم مجرد صدفة، فطوال عقد من الزمان، دافع كايسيد بقوة عن قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وعبر الشراكة مع برلمان أديان العالم، يؤكد كايسيد حرصه الشديد على إنشاء منصات للتفاهم والتعايش السلمي.
وبجانب ذلك، فإن الرؤية المشتركة بين كايسيد وبرلمان أديان العالم واضحة تمامًا، إذ يركز كلا الكيانين على موضوع رأب الانقسامات وتغيير الحياة إلى الأفضل.
وأضاف الدكتور الحارثي: «عن طريق تسخير الحكمة الجماعية وطاقة زملائنا الخريجين، فإننا نرمي إلى إحداث موجات من التغيير الإيجابي، وبناء عالم لا يكون فيه التفاهم والتعاون بين الخلفيات الدينية والثقافية المتنوعة مجرد رؤية بل واقعًا حيًّا».
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: اليوم العالمي للشباب لشبونة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يتوجَّه لباكستان للمشاركة بالمؤتمر العالمي "تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة"
توجَّه الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إلى العاصمة الباكستانية "إسلام آباد"، للمشاركة في أعمال المؤتمر العالمي: "تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص"، الذي ينعقد في الفترة من 10 إلى 14 يناير 2025.
ويُعقد المؤتمر تحت رعاية وحضور رئيس الوزراء الباكستاني، السيد محمد شهباز شريف، بمبادرة من رابطة العالم الإسلامي برئاسة معالي الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، وبمشاركة دولية واسعة تضمُّ ممثلين عن المنظمات الأممية، والحكومات، والمنظمات الإسلامية، وكبار القيادات الدينية والفكرية والإعلامية، ونشطاء المجتمع المدني من مختلف دول العالم.
ومن المقرَّر أن يُلقِي المفتي كلمةً رئيسية في المؤتمر، يسلِّط خلالها الضوءَ على المفهوم الإسلامي الحقيقي لتعليم الفتيات، والتحديات التي تواجه هذه القضية، فضلًا عن تقديم رؤية شاملة مستمدَّة من النصوص الشرعية الداعمة لِحَقِّ الفتيات في التعليم، مع التركيز على أهمية التصدِّي للمفاهيم المغلوطة بشأنها.
وفي تصريحٍ للمفتي قبيل مغادرته، أكد أن "مشاركة دار الإفتاء المصرية في هذا المؤتمر العالمي تأتي انطلاقًا من دَورها الديني والفكري الرائد في التصدي للقضايا التي تمسُّ حاضرَ الأمة الإسلامية ومستقبلها، وفي مقدمتها قضيةُ تعليم الفتيات، التي تُعدُّ ركيزة أساسية لنهضة المجتمعات المسلمة وتقدُّمها".
وأضاف: "إن الإسلام بوصفه دين العلم والحضارة، يدعو بوضوحٍ إلى دعم تعليم الفتيات وتمكينهنَّ من حقوقهنَّ المشروعة، ويبرأ تمامًا من أيِّ ممارسات أو أفكار متطرفة تعرقل هذا الحقَّ، مؤكدًا أنَّ تعليم الفتاة هو الأساس لِبناء أجيال قادرة على النهوض بالمجتمعات وتحدي العقبات".
وأشار نظير عياد مفتي الجمهورية: إلى أن "المؤتمر يحمل رسالةً واضحة للعالم بأن الإسلام يدعم كل الجهود المخلصة التي تسهم في تمكين المرأة من التعليم والعمل المشروع، باعتبارها شريكةً أساسية في بناء الحضارة والإنسانية".
وتأتي مشاركة مفتي الجمهورية في هذا المؤتمر تأكيدًا لدَور مصر الرياديِّ في دعم المبادرات التي تهدُف إلى تعزيز القيم الإسلامية السَّمحة، وترسيخ حقوق الإنسان، وخاصة حق التعليم كوسيلة للنهوض بالمجتمعات المسلمة ومواكبة التحديات العالمية.
ويهدُف المؤتمر إلى إطلاق مبادرات ووضع خططٍ عملية لمواجهة التحديات التي تعوق تعليم الفتيات، واستثمار الفرص للنهوض به في المجتمعات المسلمة، بما يعزِّز دَور المرأة في بناء مجتمعها وتنميته وَفْقَ التعاليم الإسلامية السَّمحة.