قافلة المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم، هي الأولى منذ بدء العمليات العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وحماس.

التغيير: وكالات

رحب منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيثس بإعلان دخول قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، هي الأولى منذ اندلاع الأعمال العدائية في 7 أكتوبر.

وتضم القافلة- المكونة من 20 شاحنة- إمدادات منقذة للحياة مقدمة من جمعية الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة. وقد تمت الموافقة على عبورها واستلامها من قبل الهلال الأحمر الفلسطيني بدعم من المنظمة الأممية.

وقال غريفيثس إن ذلك يأتي بعد أيام من المفاوضات المكثفة مع جميع الأطراف المعنية لضمان استئناف وصول المساعدات إلى غزة في أسرع وقت ممكن وبظروف مناسبة.

وأعرب المسؤول الأممي عن ثقته في أن هذه العملية ستكون بداية لجهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية- بما في ذلك الغذاء والماء والدواء والوقود – لسكان غزة، بطريقة آمنة يمكن الاعتماد عليها وبدون شروط أو عوائق.

وقال غريفيثس إن الوضع الإنساني في غزة- الذي كان صعبا من قبل- قد وصل إلى مستويات كارثية بعد مرور أسبوعين على بدء الأعمال العدائية. وشدد على أهمية وصول المساعدات إلى المحتاجين أينما كانوا في جميع أنحاء القطاع، وعلى النطاق الملائم.

وأضاف أن سكان غزة عانوا من عقود من المعاناة، “ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في خذلانهم”.

طوق نجاة

بدوره أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس أن إمدادات المنظمة قد دخلت إلى قطاع غزة اليوم عبر معبر رفح.

وشدد على أن الاحتياجات الإنسانية هائلة في القطاع ودعا إلى العبور الآمن لمزيد من القوافل بأنحاء غزة وحماية جميع عاملي الإغاثة وضمان الوصول الدائم للمساعدات الطبية.

وذكرت المنظمة إنها تتعاون مع جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لضمان مرور هذه الإمدادات بالغة الأهمية بأمان، وتوصيلها إلى المستشفيات والمرافق الصحية.

وقالت إن “هذه الإمدادات تمثل طوق نجاة للمصابين بجروح خطيرة أو أمراض مزمنة وغير مزمنة، بعد معاناة مريرة دامت أسبوعين تقلصت فيهما فرص الحصول على الرعاية في ظل النقص الشديد في الأدوية واللوازم الطبية”.

خطوة أولى مهمة

ورحب برنامج الأغذية العالمي بافتتاح المعبر الحدودي بين مصر وغزة. وأفاد في بيان بأن قافلة المساعدات التي عبرت رفح، ضمت ثلاث شاحنات تحمل 60 طنا متريا من أغذية الطوارئ.

وأكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين الحاجة الماسة لهذه المساعدات “لأن الظروف داخل غزة كارثية حقا”، مؤكدة أن الشاحنات العشرين هي خطوة أولى مهمة.

لكن ماكين شددت على أن هذه القافلة “يجب أن تكون الأولى من بين العديد من القوافل”.

وأضافت “يجب أن يكون لدينا أيضا وصول مستمر وآمن للعاملين في المجال الإنساني والمدنيين داخل غزة، حتى نتمكن من إيصال هذا الغذاء إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه”.

ويوجد لدى برنامج الأغذية العالمي 930 طنا متريا آخر من المواد الغذائية الطارئة مخزنة عند الحدود المصرية مع قطاع غزة أو بالقرب منها، جاهزة لإرسالها إلى القطاع بمجرد السماح مرة أخرى بدخول المساعدات. وهذه المخزونات ضرورية لتعويض إمدادات البرنامج التي تتضاءل بسرعة داخل غزة.

ومنذ بداية الأزمة، تلقى حوالي 520 ألف شخص المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي، الذي يعمل على توسيع عملياته لدعم 1.1 مليون شخص في غزة خلال الشهرين المقبلين.

الماء، مسألة حياة أو موت

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن قافلة الإغاثة- التي عبرت رفح إلى غزة- نقلت أكثر من 44 ألف قارورة من مياه الشرب المقدمة من اليونيسف تكفي 22 ألف شخص لمدة يوم واحد فقط.

وأشارت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف اإلى أن مليون طفل في غزة يواجهون الآن أزمة إنسانية حرجة، وقالت إن إيصال الماء هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم.

وقالت إن “هذه الدفعة الأولى المحدودة من المياه ستنقذ الأرواح، لكن الاحتياجات عاجلة وهائلة – ليس فقط للمياه، ولكن للغذاء والوقود والأدوية والسلع والخدمات الأساسية أيضا. وما لم نتمكن من توفير الإمدادات الإنسانية بشكل مستمر، فإننا سنواجه تهديدا حقيقيا بتفشي الأمراض التي تهدد الحياة”.

وقد تحولت أجزاء كبيرة من البنية التحتية في غزة، بما في ذلك أنظمة المياه والصرف الصحي الحيوية، إلى ركام خلال أسبوعين من العنف المتصاعد.

وتبلغ القدرة على إنتاج المياه 5% من المستويات العادية، ويعيش سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة الآن على أقل من 3 لترات من الماء للشخص الواحد يوميا.

وقامت اليونيسف بتخزين إمدادات طارئة إضافية عند معبر رفح تكفي نحو 250 ألف شخص يمكن إدخالها إلى غزة في غضون ساعات.

وللاستجابة للوضع المتردي الذي يعيشه الأطفال في غزة، دعت اليونيسف إلى:

فتح كافة المعابر إلى غزة أمام حركة الإمدادات الإنسانية والعاملين الإنسانيين.

السماح للحالات الطبية العاجلة في غزة بالمغادرة أو التمكن من تلقي الخدمات الصحية الحيوية.

الوصول الآمن والمستدام إلى المياه والغذاء والصحة، والوقود الضروري لتوفير الخدمات الأساسية.

احترام وحماية البنية التحتية المدنية مثل الملاجئ والمرافق الصحية والكهربائية والمياه والصرف الصحي.

* مركز أخبار الأمم المتحدة

الوسومإسرائيل الأمم المتحدة اليونيسف برنامج الأغذية العالمي تيدروس أدهانوم غيبريسوس رفح غزة مارتن غريفثس منظمة الصحة العالمية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إسرائيل الأمم المتحدة اليونيسف برنامج الأغذية العالمي رفح غزة منظمة الصحة العالمية برنامج الأغذیة العالمی الأمم المتحدة إلى غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

4.5 مليار دولار من أموال المساعدات عبر برنامج الغذاء العالمي وقعت في يد شركة قيادي حوثي مصنف إرهابيًا

كشف الدكتور عبدالقادر الخراز رئيس حملة وين الفلوس لمكافحة فساد المنظمات الدولية، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بمصير التمويلات التي تلقاها برنامج الغذاء العالمي (WFP) في اليمن بين عامي 2015 و2024، والتي بلغت أكثر من 9 مليارات دولار، وفقًا للبيانات المنشورة على موقع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).

وأكد الخراز أن هذه الأموال لم تصل بالشكل المطلوب إلى مستحقيها من اليمنيين، بل تورط البرنامج في شراكات مع جهات مشبوهة، أبرزها شركة علي الهادي، المملوكة لقيادي حوثي مصنف على قوائم الإرهاب الأمريكية.

وأشار إلى أن هذه الشركة تحتكر عقود شراء المواد الغذائية للبرنامج، رغم أن معظمها غير مطابق للمواصفات، وبعضها تالف، كما تتولى عمليات النقل والتخزين، مما يفتح الباب أمام فساد واسع النطاق.

وأوضح الخراز أن نصف التمويلات تقريبًا، أي نحو 4.5 مليار دولار، يتم استهلاكها كميزانية تشغيلية للبرنامج، وهو ما يعكس درجة غير مقبولة من الفساد، فيما يذهب النصف الآخر إلى شركة الهادي عبر عقود مقاولات مباشرة دون أي مناقصات، وهو ما يعني دعمًا مباشرًا لمليشيا الحوثي، إضافةً إلى العقود التي تحصل عليها الشركة من منظمات أخرى.

برنامج الغذاء العالمي #WFP باليمن وشركة علي الهادي القيادي الحوثي المصنف إرهابيا ومبلغ 9 مليار دولار من التمويلات لمساعدة اليمنيين#لن_نصمت #وين_الفلوس

مرفق لكم جدول تفصيلي أعدته فرقنا للتبع والرصد وذلك للتمويلات التي استلمها برنامج الغذاء العالمي باسم اليمن وفقا لكل سنة من… pic.twitter.com/dW97aUUdB2

— Dr. Abdulqader Alkharraz (@AlkharrazDr) March 12, 2025

وأكد الخراز أن حملة "لن نصمت" و"وين الفلوس" ستواصل كشف التلاعب بأموال المساعدات الإنسانية، رغم تجاهل الأحزاب السياسية والحكومة والمجلس الرئاسي لهذه القضايا، وانشغالهم بالصراعات على المناصب والمصالح الشخصية.

وختم تصريحه بالقول: "سنستمر في متابعة ورصد هذا الفساد، وسنضع الجميع أمام مسؤولياتهم لكشف الحقيقة، حتى لا تبقى معاناة اليمنيين مصدرًا للثراء غير المشروع".

مقالات مشابهة

  • «الأغذية العالمي» يحذر من مخاطر انعدام الأمن الغذائي في غزة والضفة
  • الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل أي إمدادات إلى غزة منذ مطلع الشهر الجاري
  • الأغذية العالمي : لم نتمكن من نقل أي إمدادات غذائية لغزة منذ 2 مارس
  • الأغذية العالمي يعلن تعليق المساعدات لأكثر من مليون شخص في ميانمار
  • الأغذية العالمي سيلغي مساعدات غذائية عن مليون شخص في بورما
  • برنامج الأغذية العالمي: لدينا غذاء داخل غزة يكفي لمدة شهر
  • وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يلتقي وفداً من منظمة الأغذية العالمية (WFP) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)
  • 4.5 مليار دولار من أموال المساعدات عبر برنامج الغذاء العالمي وقعت في يد شركة قيادي حوثي مصنف إرهابيًا
  • رسوم ترامب الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم تدخل حيز التنفيذ
  • رسوم ترامب على واردات الصلب والألمونيوم تدخل حيز التنفيذ