7 أكتوبر! غير المتوقع
كرر بايدن في زيارته لإسرائيل أنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لتعيّن إيجادها، وأنها لن تترك وحيدة وستتلقى كل الدعم في حربها ضد حماس والمقاومة بغزة والإقليم.
في أي لحظة قد تبدأ إسرائيل اجتياح غزة في عملية يقول عنها العسكريون الإسرائيليون إنها ستستغرق أشهراً، وربما تتداعى التطورات وتؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.
رغم التأكيدات والتطمينات الأمريكية والغربية لكييف، والعمل على حزمة مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات لها، فإن زيلينسكي يبدو اليوم في وضعٍ لا يحسد عليه.
منذ اندلاع حرب أوكرانيا أدلى المسؤولون الأمريكيون وبايدن بتصريحات قوية داعمة لكييف ومنددة بموسكو، لكنها تصريحات، على عزمها وقوّتها، لا تقارن بالدعم الأمريكي لإسرائيل.
لم تعد أوكرانيا في الصدارة فاهتمام الغرب تشتت بين جبهتين مهمتين له وتشير التقارير إلى أن القوات الروسية حسّنت منذ بدء حرب غزة مواقعها على الجبهة ضمن «خطة دفاعية نشطة».
* * *
لعل آخر ما كان يتوقعه الرئيس الأوكراني زيلينسكي وداعمو كييف في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هو انفجار الوضع في الشرق الأوسط إثر العملية التي قامت بها التنظيمات الفلسطينية المسلحة في غلاف غزة، في 7 أكتوبر الجاري، وما تلاها من القصف الإسرائيلي الصاروخي العنيف والمستمر على قطاع غزة، أوقع حتى اللحظة آلاف القتلى وأضعافهم من الجرحى والمصابين، وتهجير مئات الآلاف من المدنيين بعد تدمير منازلهم.
ولم تسلم من القصف الإسرائيلي لا المدارس ولا المشافي ولا المساجد والكنائس، وبات متوقعاً، في أي لحظة، أن تبدأ إسرائيل اجتياح غزة برياً، في عملية يقول عنها العسكريون الإسرائيليون إنها ستستغرق أشهراً، وربما تتداعى التطورات وتؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة، لا يعلم إلا الله ما يمكن أن يسفر عنها من نتائج.
حرب غزة حوّلت الاهتمام الغربي، والأمريكي منه خاصة، نحو المنطقة، لدرجة حملت الرئيس بايدن نفسه على زيارة إسرائيل لإعلان دعم بلاده غير المحدود لها، ومواصلة تزويدها بما تحتاجه من أسلحة وعتاد، فضلاً عن إرسال حاملات الطائرات الأمريكية إلى البحر المتوسط تحسباً لكل الاحتمالات، وفي نتيجة ذلك اختلفت أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
صحيح أن حرب أوكرانيا لا تزال محطّ اهتمام واشنطن، لكن دعم إسرائيل بات هو الأولوية اليوم، حتى أن أخبار حرب أوكرانيا توارت من نشرات الأخبار كافة المذاعة على مدار الساعات يومياً، ولم تعد محلّ متابعة أولى كما كانت.
إذ توجه اهتمام الإعلام نحو الحرب في غزة؛ منها تنقل الأخبار وتبث التقارير المصوّرة عن حجم ما تتعرض له من دمار وقتل ومواجهات وتهجير ونفاد التموين.
منذ اندلاع حرب أوكرانيا أدلى المسؤولون الأمريكيون وفي مقدمتهم بايدن شخصياً بالكثير من التصريحات القوية الداعمة لكييف، والمنددة بموسكو، ولكن هذه التصريحات، على عزمها وقوّتها، لا تقارن بتلك التي تقال اليوم حول الدعم الأمريكي لإسرائيل.
فقد كرر بايدن، خلال زيارته لتل أبيب، موقفه المعروف بأنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لتعيّن إيجادها، مؤكداً أنها لن تترك وحيدة وستتلقى كل الدعم الذي تحتاجه في حربها ضد «حماس» وبقية التنظيمات المسلحة في غزة وفي الإقليم.
رغم التأكيدات والتطمينات الأمريكية والغربية لكييف، والعمل على حزمة مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات لها، فإن زيلينسكي يبدو اليوم في وضعٍ لا يحسد عليه.
لم يعد في صدارة المشهد كما كان، فاهتمام الغرب تشتت بين جبهتين مهمتين له، وتشير التقارير إلى أن القوات الروسية حسّنت خلال الأيام المنقضية منذ بدء حرب غزة مواقعها على الجبهة في إطار ما أسماه بوتين «خطة دفاعية نشطة».
*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين
المصدر | الخليجالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أوكرانيا زيلينسكي إسرائيل أمريكا المقاومة حماس 7 أكتوبر حرب أوكرانيا اجتياح غزة القصف الإسرائيلي القوات الروسية حرب أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
مائة شخصية من مشايخ الدروز السوريين يزورون إسرائيل اليوم
الجولان (زمان التركية) – عبر وفد من شيوخ طائفة الموحدين الدروز السوريين إلى إسرائيل صباح اليوم من قرى جبل الشيخ جنوب شرقي سوريا في زيارة تاريخية ودينية خاصة إلى قبر النبي شعيب في الجليل الأدنى.
وتداول ناشطو التواصل مشاهد لاستقبال وفد المشايخ السوريين وأناشيد الترحيب المعروفة لدى طائفة الموحدين المسلمة والتي تتردد في مختلف مناسباتهم وتحمل طابعا اجتماعيا ودينيا وعربيا مميزا.
وسمع المستقبلون وهم يرددون أنشودة “طلع البدر علينا” التي استقبل فيها الأنصار النبي محمد عندما هاجر مع أصحابه من مكة إلى المدينة المنورة. ويوم أمس، أشاد الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف بنية وفد ديني درزي من سوريا زيارة إسرائيل لأول مرة منذ خمسة عقود، رغم التوتر على الحدود.وفي تصريحات لوكالة “رويترز”، قال الشيخ طريف إن الزيارة التي سيقوم بها نحو 100 من شيوخ الدروز السوريين يوم الجمعة 14 مارس 2025، ستكون الأولى لإسرائيل منذ نحو 50 عاما حين جاءت مجموعة منهم مباشرة بعد حرب عام 1973.
ومن المتوقع أن يزور الشيوخ ومعظمهم من قرى درزية عند سفح جبل الشيخ في سوريا أضرحة ومزارات دينية بينها مقام النبي شعيب غربي طبريا في الجليل الأسفل.
الجدير بالذكر أنه وخلال السنوات الماضية التي سبقت بداية الحرب في سوريا في 2011 كانت وفود المشايخ من الطائفة الدرزية تصل إلى الأراضي السورية بصورة متكررة عبر معبر القنيطرة من الجولان السوري المحتل بتنسيق من قوات الأمم المتحدة وسوريا وإسرائيل.
وكانت تلك الزيارات تضم كبار مشايخ الطائفة في تعبير عن التواصل الروحي والاجتماعي والعائلي المستمر بين أبناء الطائفة والأقارب على جانبي الحدود.
كما أن العديد من الأعراس وحفلات الزفاف كانت تتم بإرسال العروس عبر الحدود من سوريا إلى الجولان المحتل وبالعكس، بعد أن يتم اللقاء والتعارف بينهما في دولة مجاورة غالبا ما كانت المملكة الأردنية.
Tags: الدروزالدروز في إسرائيلدروز سوريةزيارة الدروز إلى إسرائيلسورية وإسرائيل