جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-23@21:04:20 GMT

مُراجعة القوانين

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

مُراجعة القوانين

 

د. صالح الفهدي

ذهبتُ إلى "الكاتبِ بالعدل" لاستخراجِ وكالةَ بيعَ أرضٍ إلى مشترٍ، وبعدَ أن صَاغها الكاتبُ، طُلِبَ منِّي شاهدَين يوقِّعانِ على الوكالة، فوقعتُ في حيرةٍ من أَمري، وتساءلتُ: لِمَ لا تُسايرُ القوانينُ العصرَ الذي يتقدَّم بتقنياتهِ، وبرامجهِ، وأساليبه؟!  

لم تكن بالطبعِ المرة الأُولى، ولا الوكالة الأُولى، وفي كلِّ مرَّة، وفي كلِّ موقعٍ أَلمسُ ذات الوجهةِ النظر التي اقتنعَ بها الكاتبُ بالعدلِ نفسه: لا حاجةَ للشاهدَين، لأنه ببساطة لا (حاجة) تؤثِّر على مسارِ الإجراء، فصاحبُ الأَمرِ والقرارِ يأتي بنفسهِ، وبإرادته، وبما لديه من وثائق هُويةٍ، وما يتعلَّقُ بالطلبِ من مُرفقات أصليَّةٍ، فَلِمَ يُطلبُ منه شاهدينَ؟ شاهدَينِ على ماذا؟ أَعلى طلبهِ وقد حضرَ شخصيًا أمام "الكاتب بالعدل" المعيَّنِ من قِبل الحكومةِ للتوثيق؟ ثم مَنْ سيكون هؤلاءِ الشاهدَين؟ في غالبِ الأَمر هُما "شاهدَينِ لم يشهدا على شيء"!، فهل بهذا تستقيمُ أركانُ الشهادة؟ أم هل يعطِّل صاحبُ الحاجةِ شاهدَين من التزاماتهما، ويفرغا من ارتباطاتهما لساعاتٍ حتى يصحبانه؟

ثم انظر لجهةٍ رسميَّةٍ تقومُ بتحويلِ ملكيَّات الأرضِ التي قد تصلُ إلى ملايين الريالات دون أن تطلبَ "شاهدَين" وهي وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني من خلال أمانة السجل العقاري فتؤدي الأَمر بسلاسةٍ تامَّة.

لا أظنُّ أن مسألةَ "الشاهدَين" مقتصرةٌ على استخراجِ الوكالات وحسب؛ بل إنها قد تشملُ مصالحَ أُخرى، مما يجعلني أَقول: إن أهمية مراجعة القوانين لتواكبَ العصرَ المتسارع بتقنياته، وتطبيقاته، هو أَمرٌ واجبٌ بالضرورة، في وقتٍ يقومُ فيه الواحد بتحويلِ آلاف الريالات عن طريق ضغطة زرٍ ورقمٍ سرِّيٍّ متغيِّرٍ لكلِّ طلب وفَّرَ على الناس وقتًا وجهدًا مع هامش (صفر) في التطبيقِ، وهامش خطأ إنساني نادرٍ جدًا، يتحمَّلهُ صاحبُ المعاملةٍ نفسها، وقس على ذلك قضاء الكثير من المصالح عبر الوسائط الإلكترونية التي اعتمدتها جهاتٌ حكومية وخاصَّة.

ما أوردتهُ فيما سبقَ هو أُنموذج لكثيرٍ من القوانين التي يفترضُ أن تُراجع لأنها دون داعٍ مع وجود الوسائل التي هي أجدى وأنفع لتسهيل الإجراءات، وسلاسة المصالح.

لقد وجدتُ في الكثير من المؤسسات الحكومية ما يستوجبُ المراجعة من القوانين التي عقَّدت المصالح، وأَخَّرت الإجراءات، وليست العبرةُ هنا هو وجود نظام تطبيق إلكتروني فحسب، وإِنما العبرةُ في محتوى هذا التطبيق، وكيف يعمل بسلاسة ويسر من أجل قضاء المصالح، إذ أن بعض التطبيقات الخدمية معقَّدة، لأنها – كما قلتُ في أكثر من مناسبة- قد نُقلت تعقيداتها من الورقِ إلى الأنظمة الإلكترونية فـ «كأنك يا أبوزيد ما غزيت»!، إذ ما الفائدة من نقلِ إجراءٍ من الاستمارات الورقية إلى شاشات الحواسيب بتعقيداتها، ومرفقاتها؟!

لِمَ يحتاجُ أصحابُ المصالح إلى تعبئة البيانات الشخصية، ويفترضُ أن تظهر تلقائيًا بمجرَّدِ أن يدوَّن رقمُ الهوية التعريفية؟! لِمَ تقبلُ بعض التطبيقات إرسال بعض الطلبات وفيها أخطاء واضحة ثم تعيدها الجهة الخدمية دون تفصيلٍ أو تصحيح، لتأخذَ دورة التصحيح، والأخطاء والإِعادة مثلما يحدثُ في عقودِ الإيجار أيامًا وأسابيع؟!

يمكننا أن نسترسلَ في هذا الأمر، لكنَّ الشاهدَ فيه أن مسألة مراجعة القوانين وعمل التطبيقات والإجراءات أصبح أمرًا غير اختياري وإِنما هو واجبٌ لكلِّ مؤسسةٍ تسعى إلى الإنجازِ السريع، وتحسين الأداء، وتوفير الوقت والجهد، وفي ذلك تسريعٌ لخطى الوطنِ نحو التحديث والتقدم والنماء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أكذوبة النوم

#أكذوبة_النوم


نشر بتاريخ .. 6 / 9 / 2018

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي


هل ثمّة فرق بين #الوطن و” #البسكليت ”؟؟..
أبداً!!.. كلاهما يتزينان بعطر الكلام ،يُصنّعان ويُصلّحان بفضاء اللسان ،يرسمان بــ”أوتوكاد” الوهم ويبقيان في ذمّة “بكره”!..
عندما كان يزيد إلحاحي على شراء “بسكليته” وقت الليل ، كان يُردّ عليّ : “الزلمة هسع نايم”!..طيب بكره؟؟..

مقالات ذات صلة “حماس” تنشر تفاصيل جديدة حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة 2025/01/23

بس يفتح رح نشتري لك وحدة كبيرة..أرتاح قليلاً على “مورفين الوعد”، ثم يبدأ الوصف المجّاني !!..

لها مسند،وزامور،وعاكسات ليلية ، كما سنزيّن العجلتين بــ”ليف اسفنج”ملوّنة لتصبح أجمل، هناك بعض الدناديش الشمعية النازلة من “المقود” ، كما أن فحمات البريكات “وكالة”..

الآن الصانع يقوم بتثبيت الكرسي على الهيكل،يشد البراغي كي لا يهتزّ الكرسي ، الجنزير فضي اللون جميل،والدعّاسات لها ضوء أيضاَ يظهر في الليل، على وقع الإسهاب في الوصف وتزيين الدرّاجة لتصبح أحلى من “نسرين طافش” تتثاقل الجفون ويبدأ عسل النعاس يغرق اليقظة المتآكلة..

نغفو والبسكليته في قرارة انفسنا قادمة لا محالة على طبق من شمس الغد، وبالنسبة للأهل “البسكليته” مهدّىء جيّد للأعصاب و”لهاية” كلام لا تعطب ولا تثقب مهما بلغ استخدامها ولا يمكن أن تحضر مع أي شمس..
كل يوم كان يزيد إلحاحنا على “البسكليته” كان يزيد وصفهم لها وتزيد حجماً وسرعة وثمناً وزينة ، وعندما نسأل لماذا لم تجهز بعد فيرمى العتب واللوم على “الصانع” الذي يجهّز هذه الدرّاجة بسرعة ثم يعودون الى الوصف من جديد الى أن نهدأ وننام..
بقينا نحلم وبقوا يكذبون، لا نحن وعينا ولا هم كفّوا عن الكذب..
كل حكومة تأتي تحاول ان تزيّن لنا الوطن ، تشرح عن مسند الاقتصاد ، وزامور الاعلام، والدوس على الفساد، يقومون بهذا الوصف ليثبّتوا كرسّيهم أياماً على عمرنا المسلوب ، فنغفوا ببراءة ثم ينسلّون من قرارنا بمنتهى اللؤم والانكار..لا فرق بين البسكليته والوطن ان لم يحضرا على طبق شمس الغد.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@otmail.com

مقالات مشابهة

  • المحكمة الاتحادية تتلقى طعناً ثانياً في القوانين الجدلية
  • مبعوثا للرئيس تبون.. وزير الصحة يسلّم رسالة إلى رئيس إتحاد جزر القمر
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أكذوبة النوم
  • وزير خارجية أمريكا لـ بن سلمان: نتطلع لتعزيز المصالح المشتركة في سوريا ولبنان وغزة
  • وزارة الداخلية تعفي الكاتب العام لعمالة الناظور
  • رئيس الجمهورية يشكر المصالح الأمنية وإطارات وزارة الدفاع على تحرير الرعية الإسباني
  • الكاتب والشاعر رودوس الفيلي والسعي لإنعاش الحياة
  • سكرتير عام بني سويف يعقد اجتماعًا لبحث مستحقات شركة المياه لدى المصالح الحكومية
  • الدبيبة يبحث مع رئيس الوزراء القطري تعزيز المصالح المشتركة 
  • البرلمان يصوت على القوانين الجدلية بسلة واحدة