جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-30@19:12:18 GMT

موت في المزاد!

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

موت في المزاد!

 

د. سلطان بن خميس الخروصي

sultankami@gmail.com

(1)

لا سيادة تعلو فوق جبروت البارود، ولا حياة أجمل من دمٍ قانٍ في شوارع غزة، ولا مثيل لإرهاب في العالم الحُرّ الديمقراطي بمثل ما يقوم به الفلسطينيون تجاه البُسطاء الفقراء المناضلين من أبناء بني صهيون، ولا حكمة بالغة يُشار لها بالبنان في التعامل مع هذا السِجال كالفلسفة النظامية العربية، ولا حافظ أمنٍ واستقرارٍ للمنطقة إلا بوجود البوارج وحاملات الطائرات والغواصات الأمريكية والغربية في كل شبرٍ من مياه البحر المتوسط والخليج العربي والبحر الأحمر، ولا ضجيج يُزعج هدوء الآمنين إلا مُظاهرات الجموع الإنسانية في كل بقاع العالم المطالبة بوقف الفسفور المحرم دولياً وأطنان القنابل الأمريكية والغربية على البيوت والمباني الغزَّاوية، هنا يمكنك أن تفكر عزيزي القارئ في ماهية ازدواجية المعايير في العالم المتحضر الواهن!

(2)

تمثل القضية الفلسطينية جوهر الارتكاز الوجودي دينيًا وتاريخيًا واجتماعيًا وثقافيًا وحضاريًا في المنطقة العربية؛ مما يحتِّمُ على مؤسسات التنشئة الاجتماعية القيام بدورها المسؤول في تعزيز الولاء والانتماء القِيمي والثقافي لدى الأجيال، فينبغي أن تُطعَّم المناهج الوطنية بصورة مباشرة وغير مباشرة بقيم الدفاع عن الوطن والانتماء له، ونصرة المظلوم، وآليات مُجابهة الطغيان، وتعزيز الثوابت والمبادئ التي لا يُمكن التنازل عنها، وتقويم مهارات البحث عن الحقيقة بعيدًا عن تدليس المؤرخين أو الانتقاص من دور الشخصيات الوطنية المناضلة، وتوعية الأجيال بقصة اغتصاب فلسطين من أهلها وتهجيرهم وإبادتهم وإشباعهم بويلات بخيبات العالم الديمقراطي والرجعي على حد سواء، فما هو واقع مناهجنا العربية في هذه القضية؟

(3)

قبل فترة وجيزة أُثير الكثير من النقاشات في الوسط العربي عمومًا والعُماني على وجه الخصوص فيما يتعلق بموضوعات خُطب الجُمعة وتوجيهات المؤسسات الدينية ذات الصلة، ومما لا يخفى على ذي بصيرة أن منابر الجمعة هي محطَّات تذكيرٍ وتوعيةٍ وإرشاد، وتعزيز للقيم والثوابت وتصحيح للسلوكيات الاجتماعية غير المرغوبة، وفي خضم تلك النقاشات الساخنة في الشارع العُماني قد يكون للمؤسسات الدينية الرسمية تبريرها المنطقي من الخشية في أن تُستغل وفي هذه الظرفية بإثارة عواطف النَّاس وإدخال الغضب وحب الانتقام والثأر في قلوب المكلومين والمقهورين تجاه ما يحصل من إبادة للإنسان في غزة، لكن أيضًا للناس ما يُثير غضبهم أن يُضرب بعواطفهم ومشاعرهم واتجاهاتهم واحتقانهم عرض الحائط، والمنطق يوجهها لطرح الأحداث بأسلوب تربوي واجتماعي وديني رفيع يُجبر خواطر الناس، ويوحِّد دعاءَهم للمظلومين، ويغرس في سجايا النشء ماهية فلسطين وتاريخ نكبتها للاستفادة من أخطاء تلك الحقبة، وتوضيح ماهية اليهود وجيلهم من الصهاينة وصفاتهم وسلوكياتهم مع نبي الأمة الكريم وأصحابه، وتمكين ولاء الأجيال للمسجد الأقصى، وغرس قيمة الفخر والاعتزاز بالنضال والتضحية الفلسطينية الباسلة التي تقف بصدرٍ عارٍ  أمام الترسانة العسكرية الحديثة، فليس بالضرورة أن تكون خطبة استنهاضية، وأهل مكة أدرى بشعابها.

(4)

لقد أظهرت جحافل الجيوش الأمريكية والغربية التي توافدت إلى المنطقة هشاشة الكيان الصهيوني، ووجود شرخ بالغ في عمقه الهُلامي، كما أوحت أيضًا بتمسُّك الجيوش الإمبريالية في تثبيت هذه العصابة مهما كانت النتائج، وفي ذلك إشارة واضحة وعلنية للأنظمة العربية وشعوبها أن الوجود من عدمه لهذه العصابة يقوم على سياسة (كسر العظم) دون النظر لأي قوانين أو محددات أو معايير، وفي ذلك دلالة صارخة على أن العالم الحُرّ الديمقراطي الذي يود البعض في عالمنا العربي استيراده بكل تفاصيله هو مجرد فُقاعة كبيرة، وخدعة بالية تُذكِّرنا بالثورة العربية الكُبرى التي غُرِّر بها الشريف حسين (شريف مكة) للثورة ضد العثمانيين ليكون خليفة المسلمين وزعيم العرب في (1916) ليجد نفسه بعد ذلك في موضع (كشّ ملك)، فهل الفلسفة العربية لا تزال تُؤمن بالعالم الغربي بمساحيق الحرية والديمقراطية الفاضلة؟، لتقول بعد حين "أُكلت يوم أكل الثور الأبيض"؟!

(5)

الفلسطينيون هم خطُّ الدِّفاع الأول لوطنهم والمقدَّسات، جعلوا من صدورهم العارية دروعًا في وجه الترسانة العسكرية الصهيونية الغاشمة، وما مجزرة مستشفى المعمداني عنَّا ببعيد، فليس بغريب عنهم مواقف الأنظمة العربية والإسلامية والغربية، وليس وحشية الكيان الغاصب عنهم بالأمر الغريب أيضًا، فهم طوال سبعة عقود ونيف يُقدِّمون أنهارًا من دمائهم الزَّكية من كل طيف مبارك، لكنهم اليوم يألمون جُرحًا غائرًا بالمباركة العالمية لإبادتهم بل وتقديم الترسانة الحربية والمالية المباشرة لإعلان موتهم في المزاد جهارًا نهارًا دون أن يجدوا من يُكرمهم بدفن إنساني مُستحق في ظل منظمات حقوقية سنفورية، أو إخراج شهدائهم من بين الأنقاض، فهل يصنفهم العالم بأنهم من بني جنسهم؟

(6)

اللهم انصر المُدافعين عن وطنهم وحريتهم وكرامتهم في أرض فلسطين، اللهم سدِّد رميهم، وانصر جُندهم، واهزم الأحزاب من حولهم، وسلِّط جُندك على نحورهم، وزلزل الأرض تحت أقدامهم، اللهم ارحم شُهداء فلسطين، واشفِ جرحاهم، واجمع شملهم، واجبر خواطرهم، وأنزل رحمتك عليهم، واربط على قلوبهم، وأكرمهم بالحُرِّية والكرامة والسلام، يا رب السلام.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فوز المقاولون العرب على الترسانة بدوري المحترفين

أسفرت نتائج مبارتي الإثنين في ختام الجولة التاسعة عشر بدوري المحترفين عن فوز فريق المقاولون العرب بقيادة محمد مكي على نظيره فريق الترسانة بقيادة أحمد كشري بهدفين مقابل هدف.


انتهى الشوط الأول بتقدم المقاولون بهدف سجله عبد الرحمن أكمل في الدقيقة 6.

 

 وتعادل ‏ إيهاب سمير  للترسانة في الدقيقة 23 من الشوط الثاني.

وأضاف فاروقا نور الدين  هدف الثاني لفريق المقاولون في الدقيقة 38 من الشوط الثاني.

 


بهذه النتيجة يترفع رصيد فريق المقاولون العرب إلى النقطة 38 محتلا المركز الثاني، بينما تجمد رصيد فريق الترسانة عند النقطة 29 محتلا المركز السادس.

وحقق بلدية المحلة بقيادة حسام عبد العال  الفوز على نظيره  فريق القناة بقيادة  عبد الناصر محمد  سجله  محمد الصباحي في الدقيقة 39 من زمن المباراة.

 


بهذه النتيجة يترفع رصيد فريق البلدية عند النقطة 23 محتلا المركز الثالث عشر بينما تجمد رصيد فريق القناة عند النقطة 25 محتلا المركز التاسع.

الترتيب

1- وادي دجلة  39 نقطة

2- المقاولون العرب  38 نقطة

3- وي 37 نقطة

4- أبوقير للأسمدة  34 نقطة

5- كهرباء الإسماعيلية  33 نقطة

6- الترسانة 29 نقطة

7- أسوان  27نقطة

8- بروكسي 27 نقطة

9- القناة  25 نقطة

10- السكة الحديد  25 نقطة

11- الداخلية  24 نقطة

12- بترول أسيوط  24نقطة

13- بلدية المحلة 23 نقطة

14- لافيينا  20 نقطة

15- راية  18 نقطة

16- منتخب السويس 17 نقطة

17- المنصورة 17 نقطة

18- طنطا 15 نقطة

19- سبورتنج  13 نقطة

20- ديروط 12 نقطة

مقالات مشابهة

  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو
  • زعيم كوريا الشمالية يتعهد بتعزيز الترسانة النووية
  • دعوة ترامب ترحيل اليهود من فلسطين
  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٩- ١٠)
  • مندوب مصر بمجلس الأمن: المجموعة العربية تؤكد تمسكها بدعم صمود فلسطين
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • أبو الغيط يؤكد استقرار المنطقة العربية مشروطا بمعالجة أزمات فلسطين والسودان وليبيا
  • طقس العراق اليوم.. امطار متفرقة في المناطق الوسطى والغربية مع اعتدال بدرجات الحرارة
  • مزاد لأملاك متقاضين في محاكم رأس الخيمة
  • فوز المقاولون العرب على الترسانة بدوري المحترفين