الأسبوع الماضي، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر لعائلة عليان، إلى جانب أكثر من مليون فلسطيني آخر، بإخلاء شمال القطاع، انتهى الأمر بهم دون مأوى في مدينة خان يونس،

اعلان

عندما أشرقت شمس يوم الجمعة ولفحت أشعتها الحطام المتعفن المنثور بشوارع غزة، خرج محمد عليان من فتحة سحاب منزله الجديد المصنوع من القماش.

احتشد محمد إلى جانب مئات الفلسطينيين الآخرين الذين نزحوا بسبب الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس في مخيم  بائس جنوب غزة، وهي الصورة التي أعادت إلى أذهان الفلسطينيين ذكريات صدمة "النكبة" الكبرى التي تعرضوا لها.

الأسبوع الماضي، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر لعائلة عليان، إلى جانب أكثر من مليون فلسطيني آخر، بإخلاء شمال القطاع، انتهى الأمر بمصمم الغرافيك الغزاوي البالغ من العمر 35 عامًا، والذي يرتدي ملابس أنيقة، دون مأوى في مدينة خان يونس، مع قليل من وسائل الراحة، عدا المراتب الرفيعة وشواحن الهواتف التي تعمل بالطاقة الشمسية وبعض الملابس والأواني التي تمكن من نقلها عن طريق سيارة صديقه.

مخيمات للغزاويين النازحين جنوباAshraf Amra/Copyright 2023 The AP. All rights reserved.

وفي غياب مكان آخر يمكن لمحمد التوجه إليه، فقد انتهى به الأمر إلى جانب زوجته وأطفاله الأربعة بخيمة في المخيم المترامي الأطراف الذي تمّ إنشاؤه هذا الأسبوع مع تدفق ملاجئ الأمم المتحدة في غزة، فقد أصبح معظم الناس في قطاع غزة يُعانون من موجة لجوء جديدة بعد تلك التي تلت حرب عام 1948، والتي أعقبت قيام إسرائيل.

وقال محمد عليان الذي كان بالقرب من مستشفى حيث كان يبحث عن المياه لأطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و10 أعوام: "لقد تركنا كل شيء وراءنا ... لا نشعر بالأمان"، على خلفية هدير الغارات الجوية التي يمكن سماعها.

أطفال أمام الخيام في خانيونسAP Photo/Fatima Shbair

لقد فقد عشرات الفلسطينيين منازلهم أو فروا منها خلال القصف الإسرائيلي المكثف الذي نجم عن هجوم دموي عبر الحدود شنه مسلحو حماس قبل أسبوعين تقريبًا. 

البناء الفجائي والسريع لمدينة الخيام في خان يونس للمساعدة في إيواء اللاجئين، أثار الغضب وعدم التصديق والحزن في جميع أنحاء العالم العربي.

مسؤول إسرائيلي: 4 مستشفيات فلسطينية ترفض الإجلاء بالرغم من التحذيرات الإسرائيليةتغطية مستمرة| مقتل أكثر من 4385 فلسطينيًا والمساعدات تدخل غزة عبر معبر رفح لأول مرة منذ بدء الحرب

صف تلو الآخر من الخيام البيضاء ترتفع من موقف السيارات المغبر حيث يجلس الأطفال في الظل، ويلعبون بهدوء بالحجارة. يقوم الرجال بقص شعر بعضهم البعض. الجيران الذين تعرفوا حديثًا ينتظرون في الخارج لتلقي وجبتهم المشتركة من موظفي الأمم المتحدة، زوجان من أرغفة الخبز وعلب التونة أو الفاصوليا.

طفل أمام خيمته في خانيونسAP Photo/Fatima Shbair

داود خطاب، وهو صحفي فلسطيني في الأردن قال والحزن يعتصر قلبه: "هذه الصور هي أمر لا يمكن للعالم العربي أن يقبله".

مشاهد الفلسطينيين وهم ينصبون خيام الأمم المتحدة على عجل تثير ذكريات مؤلمة عن الهجرة الجماعية المعروفة بالنكبة، لدى جميع الفلسطينيين. ففي الأشهر، التي سبقت حرب عام 1948 وأثناءها، فرّ حوالى 700 ألف فلسطيني أو طُردوا من الأراضي والمدن التي أصبحت الآن إسرائيل، وكان الكثيرون يتوقعون العودة إلى منازلهم بمجرد انتهاء الحرب.

وبعد مرور خمسة وسبعين عاماً، أصبحت تلك الخيام المؤقتة في الضفة الغربية وغزة والدول العربية المجاورة منازل دائمة من الطوب.

أم وابنتها في مخيمات اللجوءAP Photo/Fatima Shbair

وقال رشيد الخالدي، أستاذ الدراسات العربية في جامعة كولومبيا، "إن العام 1948 يتبادر إلى ذهني على الفور عندما يُطلب من الفلسطينيين بغزة الفرار، ويتبادر إلى ذهني على الفور عندما ترى صور تلك الخيام. لقد حفر الكتاب الفلسطينيون هذا في الوعي العربي".

وكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة قالت إن المخيم ليس حلا دائما. وقالت إن الوكالة وزعت الخيام والبطانيات على عشرات العائلات النازحة في خان يونس، والذين لم يتمكنوا من الإقامة في مرافق أخرى تابعة للأمم المتحدة من أجل "لحمايتهم من الأمطار وتوفير الكرامة والخصوصية".

ويضم قطاع غزة بالفعل ثمانية مخيمات دائمة، تحولت مع مرور السنوات إلى أحياء حضرية، ولكنها متهالكة وكثيرة الإزدحام.

أطفال في مخيمات اللجوءAP Photo/Fatima Shbair

لكن القلق الإقليمي بشأن الخيام في خان يونس والتحذيرات الإسرائيلية بشأن الإخلاء تتزايد، وهو ما يزيد من حدة الاحتجاجات الغاضبة الضخمة التي تتصاعد في الدول العربية بسبب الحرب في غزة التي بدأت في الـ 7 أكتوبر-تشرين الأول، عندما شنت حماس غارتها التي أسفرت عن مقتل 1400 إسرائيلي. ومنذ ذلك الحين، أدت حملة القصف الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 4000 فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة. والعديد من الضحايا هم من النساء والأطفال.

وقال الصحفي داود خطاب عن موجة النازحين الفلسطينيين: "الأمر مقلق للغاية بالنسبة للحكومة الأردنية. فهم لا يرغبون برؤية ولو تلميحاً لهذه الفكرة".

مخيم جنوب غزةAP Photo/Fatima Shbair

هزت الاحتجاجات المملكة الأردنية، الهادئة عادة والتي تعدّ موطنا لعدد كبير من المواطنين المنحدرين من اللاجئين الفلسطينيين العاصمة عمّان، واستقطبت آلاف المتظاهرين بكثافة، في مظاهرات لم يسبق لها مثيل منذ سنوات.

لقد كان محمد عليان متوترًا للغاية بشأن مكان النوم والحصول على الطعام. وقد حاول هو وعائلته الاحتماء بإحدى مدارس الأمم المتحدة المزدحمة، لكن الظروف كانت "مروعة"، على حد قوله، لا مكان للنوم ولا خصوصية. على الأقل هنا يستطيع أن يغلق غطاء خيمته، مؤكدا: "نحن نعيش من لحظة إلى أخرى، نحاول ألا نفكر فيما سيأتي بعد ذلك، وكيف أو متى سنعود إلى ديارنا".

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الشرطة الإسرائيلية تطلق قنابل الغاز على المصلين وتمنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى بالأرقام.. أبرز المجازر التي اتُهمت إسرائيل بارتكابها في فلسطين والدول المجاورة منذ "طوفان الأقصى".. كم فلسطينيا قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة؟ حركة حماس إسرائيل قطاع غزة مخيمات اللاجئين نزوح اعلانالاكثر قراءة طوفان الأقصى:غارات إسرائيل تحصد أرواح 4137 فلسطينيا وبايدن يعلن عن فتح معبر رفح في نهاية الأسبوع كيف تحولت فلسطين على الخرائط لإسرائيل في ظرف 7 عقود فقط؟ بايدن: إذا كنتم تفكرون بمهاجمة إسرائيل فلتعدلوا عن هذه الفكرة لأن إسرائيل اليوم أقوى من أي وقت مضى طوفان الاقصى: غارات إسرائيلية على مدار الساعة في غزة ووعود بفتح معبر رفح الجمعة تهديدات بالقتل وفصل من العمل.. فلسطينيو الداخل يُلاحقون بسبب منشورات داعمة لغزة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. تغطية مستمرة| مقتل أكثر من 4385 فلسطينيًا والمساعدات تدخل غزة عبر معبر رفح لأول مرة منذ بدء الحرب يعرض الآن Next ما هي مراحل الحرب الثلاث التي كشفها وزير الدفاع الإسرائيلي؟ يعرض الآن Next شاهد: الطيران الإسرائيلي يستهدف محيط مستشفى الأقصى في مدينة غزة يعرض الآن Next مسؤول إسرائيلي: 4 مستشفيات فلسطينية ترفض الإجلاء بالرغم من التحذيرات الإسرائيلية يعرض الآن Next في أكثر من دولة حول العالم.. تقرير استخباراتي أمريكي يتهم روسيا بالتلاعب بنتائج الانتخابات

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس إسرائيل قطاع غزة الشرق الأوسط قصف فرنسا جرائم حرب السياسة الإسرائيلية Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس إسرائيل قطاع غزة My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: حركة حماس إسرائيل قطاع غزة مخيمات اللاجئين نزوح طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس إسرائيل قطاع غزة الشرق الأوسط قصف فرنسا جرائم حرب السياسة الإسرائيلية طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس إسرائيل قطاع غزة الأمم المتحدة طوفان الأقصى یعرض الآن Next إلى جانب خان یونس قطاع غزة معبر رفح أکثر من فی غزة فی خان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنفجر غضبا من شركة عالمية تطبع صور السنوار على القمصان

أثارت شركة "وولمارت" الأمريكية، التي تُعتبر من عمالقة التجارة، موجة من الغضب في إسرائيل بعد عرضها قمصان تحمل صورة زعيم حركة "حماس" الراحل يحيى السنوار، جاء ذلك بعد أن أفادت قناة "كان" العبرية بأن الشركة تعرض هذه القمصان على موقعها الإلكتروني.

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن عرض "وولمارت" لقميص السنوار أثار استياءً كبيرًا بين المستوطنين، كما انتقدت صحيفة "معاريف" العبرية بيع هذه القمصان عبر الموقع الأمريكي دون أي قيود.

خبير استراتيجي: نتنياهو يقايض حماس على جثة يحيى السنوار أيمن الرقب: وثيقة السنوار أظهرت كيف تلاعبت إسرائيل بالولايات المتحدة

وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة أمريكية تُعرف باسم StopAntisemitism، التي تركز على مكافحة "معاداة السامية"، قد تواصلت مع الشركة عبر حسابها على منصة “إكس”، وطرحت المجموعة سؤالاً: "هل أنتم مدركون أنكم تبيعون ملابس تحتفل بالإرهاب والعنف ضد اليهود؟ هذا أمر مرفوض".

وطالبت المجموعة الشركة بإزالة هذه المنتجات من موقعها الإلكتروني، وفي وقت لاحق، تم حذف الصور من الموقع.

 وقُتل يحيى السنوار في 17 أكتوبر 2024 خلال اشتباك مع قوة إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، وقالت حركة حماس إنه "تنقل على كافة محاور القتال في قطاع غزة خلال عام من الحرب ضد الجيش الإسرائيلي".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنفجر غضبا من شركة عالمية تطبع صور السنوار على القمصان
  • إسرائيل تقر بمسؤوليتها عن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية
  • كانوا في قبضة الجيش الإسرائيلي..حماس تؤكد تحرير فلسطينيين في غزة
  • لبنان24 يدخل الخيام في الجنوب.. شاهدوا حجم الدمار!
  • البرغوثي ليس بينهم .. إسرائيل توافق على إطلاق سراح 200 فلسطيني من السجن المؤبد
  • حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم
  • ‏إعلام فلسطيني: 5 قتلى في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين في مخيم البريج وسط قطاع غزة
  • تربية مأرب تتسلم فصولا إضافية لمدرسة الثورة في مخيم الجفينة للنازحين من الأمم المتحدة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته في بيت حانون شمال قطاع غزة
  • محلل فلسطيني: إسرائيل تستهدف تدمير أكبر مساحة ممكنة من قطاع غزة