أدان الزعماء العرب، السبت، القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسبوعين على قطاع غزة وطالبوا بتجديد الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط، لإنهاء دائرة العنف المستمرة منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك خلال تجمع لزعماء غربيين وآخرين.

وجاء ذلك في حديثهم خلال اجتماع رُتب له على عجل تحت عنوان قمة القاهرة للسلام بحضور زعماء ووزراء خارجية من أوروبا وأفريقيا وغيرهما.

لكن مسؤولا كبيرا بالاتحاد الأوروبي قال في وقت مبكر إن من غير الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى إعلان مشترك نظرا لوجود "خلافات" بين المشاركين.

وأرسلت الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، القائمة بأعمال السفير الأميركي في مصر، وذلك في ظل احتدام الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

وندد العاهل الأردني، الملك عبد الله، بما وصفه بالصمت العالمي تجاه الهجمات الإسرائيلية على القطاع وحث على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال "الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين"، مضيفا أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.

وأضاف "على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضا وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بنيت على أساس من الظلم.. رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلا من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين".

وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم.

وقال للقمة "لن نرحل.. لن نرحل".

تعهدت إسرائيل بمحو حركة حماس المسلحة التي تتخذ من غزة مقرا "من على وجه الأرض" بسبب هجومها على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1400 شخص في السابع من أكتوبر ، وهو الهجوم الأكثر دموية من مسلحين فلسطينيين في تاريخ إسرائيل الممتد منذ 75 عاما.

وقالت إنها طلبت من الفلسطينيين التحرك جنوبا داخل غزة حفاظا على سلامتهم رغم أن طول قطاع غزة 45 كيلومترا فحسب، وطالت الضربات الجوية الإسرائيلية الجنوب أيضا.

وقف إطلاق النار

يحاول اجتماع القاهرة إيجاد سبل لتفادي نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا. لكن ثلاثة دبلوماسيين قالوا إن إصدار بيان مشترك للقمة ليس مرجحا بسبب الحساسيات المتعلقة بأي دعوات لوقف إطلاق النار وما إذا كان سيتضمن ذكر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

ومع غياب بعض الزعماء الغربيين الرئيسيين، فإن التوقعات فاترة بشأن ما يمكن أن تحققه القمة.

ولم يحضر المستشار الألماني، أولاف شولتس، ولا رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، ولا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتنعقد القمة في وقت تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري على غزة.

وقُتل أكثر من 4100 فلسطيني في الهجمات التي شنتها إسرائيل ردا على هجوم حماس، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

وعبرت الدول العربية عن غضبها من قصف إسرائيل غير المسبوق لغزة وحصار القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص والذي يعد أحد أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض.

وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمته إن بلاده تعارض ما أسماه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.

وأضاف "تقول لكم مصر.. إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم".

وقال الملك عبد الله إن التهجير القسري "جريمة حرب وفقا للقانون الدولي وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا".

وتشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء، حيث واجهت تمردا إسلاميا بلغ ذروته بعد 2013 وتم قمعه حاليا إلى حد كبير.

ويعكس موقف مصر مخاوف عربية إزاء احتمال فرار الفلسطينيين مجددا أو إكراههم على ترك منازلهم بشكل جماعي مثلما حدث في  عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.

ويخشى الأردن الذي يأوي عددا ضخما من اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم من أن اتساع دائرة الصراع ستمنح إسرائيل الفرصة لتنفيذ سياسة النقل لطرد الفلسطينيين جماعيا من الضفة الغربية.

وقبل وقت قصير من انطلاق القمة، بدأت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في المرور من خلال معبر رفح إلى غزة.

وتحاول مصر منذ أيام إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال المعبر، وهو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

غزة.. مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي والمفاوضات تراوح مكانها

قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة، لترتفع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع منذ أكتوبر 2023 إلى 45,361 قتيلا و107,803 مصابين.

وجاء في تقرير وزارة الصحة الفلسطينية اليومي أن “القوات الإسرائيلية ارتكبت 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 23 قتيلا و39 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية”.

وأشارت الوزارة إلى أنه “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.

وأهابت الوزارة “بذوي القتلى ومفقودي الحرب ضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل لاستيفاء جميع البيانات عبر منصات وزارة الصحة”.

وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة أن “النساء والأطفال شكلوا قرابة 70% من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024”.

من جهته، دعا مكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مجددا إلى “تقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في قطاع غزة المحاصر، وخاصة للمستشفيات في الشمال “حيث تتواتر تقارير عن استمرار الهجمات على المستشفيات هناك وفي محيطها”.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن “النداء الذي أطلقه المكتب الثلاثاء هو من أجل توفير الغذاء والمياه التي تشتد الحاجة إليها”.

ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، “لا يتوفر في مدينة غزة بشمال القطاع سوى ثلاثة أجهزة تنفس اصطناعي للأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة،  وتدهور الوضع في مستشفيات “كمال عدوان” و”العودة” و”المستشفى الإندونيسي” في شمال غزة بشكل كبير منذ يوم الأحد، عندما قال الجيش الإسرائيلي إنه قام بعملية محدودة ضد حركة “حماس” في المنطقة المحيطة بـ”المستشفى الإندونيسي”.

كما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن “شمال غزة لا يزال محاصرا بشكل شبه كامل”.

“حماس” تكشف سبب تأجيل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى

أصدرت حركة “حماس”، “بيانا حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن إسرائيل وضعت قضايا وشروطا جديدة”.

وقالت “حماس” في بيان لها: “إن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا”.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “الوفد المفاوض الذي يضم مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، عاد من قطر ليل أمس بعد أسبوع من المفاوضات المكثفة”.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية نقلا عن مصادر إسرائيلية أن “أطراف المفاوضات تقترب من التوصل إلى تفاهمات بشأن محوري صلاح الدين ونيتساريم”.

في حين أشار مسؤولون إسرائيليون، إلى “صعوبات جدية” في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس” ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان 11”.

ونقلت القناة عن “مصدر أجنبي” (لم تسمه) أن المفاوضات تسجل تقدما في ما يتعلق بمسألة انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة، في إطار الصفقة المحتملة”.

ولفتت القناة إلى “تقارير مصرية” تتحدث عن موافقة إسرائيل، في إطار المحادثات، على الانسحاب من محور “نيستاريم” الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وتقليص قواتها في محور “فيلادلفيا” (صلاح الدين)”.

يذكر أن نتنياهو قال أمام أعضاء الكنيست، إنه “تم إحراز “تقدم معين” في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة”.

مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى ويؤدون شعائر تلمودية بمناسبة عيد “الحانوكا”

اقتحمت مجموعة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى اليوم الأربعاء، وأدت هناك شعائر تلمودية في عيد ما يسمى “بالأنوار اليهودي أو الحانوكا”.

وبحسب وكالة “وفا” فقد “اقتحم عشرات المستوطنين بحماية من الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، تزامنا مع عيد “الحانوكاة” اليهودي”.

هذا “ويتعرض المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة، لاقتحامات من المستوطنين، فيما تواصل القوات الإسرائيلية حصارها، من خلال تقييد دخول المصلين المسلمين إليه”.

آخر تحديث: 25 ديسمبر 2024 - 15:55

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكثف من استهداف لأبناء قادة حماس في قطاع غزة
  • غزة.. مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي والمفاوضات تراوح مكانها
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • WSJ: هذه هي التحديات التي تواجه حكام سوريا الجدد
  • إسرائيل تستهدف عنصراً لحماس في منطقة آمنة بقطاع غزة
  • إسرائيل تتوعد باستهداف قادة الحوثيين
  • غدًا .. استئناف عمر زهران في قضية سرقة مجوهرات شاليمار الشربتلي
  • محلل سياسي: اتفاقية أوسلو سقطت منذ سنوات طويلة
  • وزير دفاع إسرائيل: سنتعامل مع كل قادة الحوثيين في كل مكان باليمن "بقطع رؤوسهم"
  • خلال العام 2025 .. الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والايقاد يحثون قادة دولة الجنوب على تحقيق السلام