الجزيرة نت تنقل مآسي وقصص الناجين في مراكز إيواء بغزة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
غزة- في الرابعة فجرا من إحدى الليالي السوداء التي يعيشها قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، استيقظنا على أصوات وصراخ سكان البرج السكني الذي نقطنه، فنزلنا من شققنا في الحال، حيث تلقت إدارة البرج إنذارا بإفراغه من المواطنين العزل فورا.
ولكم أن تتخيلوا الخوف الذي ينتاب الناس بعد سماعهم خبر إخلاء منازلهم، حيث يسرع الجميع لأخذ أهم الوثائق أو الممتلكات المالية للهروب في أقل من 5 دقائق وسط صراخ الأطفال وبكاء النساء وتوتر الرجال، ويغادرون البرج حائرين إلى أين يذهبون.
العائلات التي يُنذرها جيش الاحتلال بالإخلاء، بات يُنظر لها على أنها "محظوظة"، فمئات المنازل قُصفت على رؤوس ساكنيها دون تلقي إنذار مسبق، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى.
بعد إخلاء منزلنا، أصبحنا نجول الشوارع في وحشة الليل حيث أصوات الطائرات الحربية تغير بين الحين والآخر على أهداف متعددة، ولا يتوقف القصف الدامي منذ أيام.
وتوجهنا إلى مدراس "الأونروا" المكان الذي يلجأ له المواطنون مضطرين في هذه الظروف رغم إغلاقها العديد من المدراس بعد إعلان الاحتلال مدينة غزة وشمال القطاع منطقة حرب ومطالبته السكان بالهجرة إلى ما بعد وادي غزة جنوب القطاع.
ولجأ إلى مدارس الأونروا مئات الآلاف بعد إخلاء منازلهم بعد أيام قليلة من بدء انتقام الجيش الإسرائيلي من سكان القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إضافة إلى نزوح الآلاف لمناطق ما بعد وادي غزة.
لجأ إلى مدارس الأونروا آلاف النازحين الفلسطينيين في غزة (الأناضول) خوف وقهروما إن وصلنا إلى إحدى مدارس الأونروا التي تخلو من أية خدمات، وجدنا المدرسة تعج بالمدنيين الهاربين بعد إخطار الإجلاء أو ممن دُمرت منازلهم، وسط حالة من الخوف والقهر تجسدها تعابير وجوههم.
وعند مدخل المدرسة يقول الستيني أبو محمد -للجزيرة نت-، "خرجت مياه الصرف الصحي على الناس منذ أيام ولا أحد يحل المشكلة ولم نتلق أية مساعدات من طعام وشراب وكساء وأغطية، أصبح البرد ليلا أشد لأن فصل الشتاء قريب".
بدا على وجهه إحساس بالإهانة وقلة الحيلة وتنهّد قائلا "شعور صعب أن تخرج من بيتك رغما عنك بلا شيء وقد بنيته منذ 30 عاما بعرق جبيني، وفي لحظة سوته صواريخ هذا الاحتلال الظالم بالأرض".
وقابلتني سوزان رفقة طفلتها التي تبحث لها عن مكان تنام فيه، وتحدثت -للجزيرة نت- على عجالة قائلة "جئت هنا قبل 3 أيام ولا أعرف كيف وصلت فأنا أسكن في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة".
تشكو العائلات التي لجأت إلى مدارس الأونروا من عدم تلقي أية مساعدات (الأناضول) حزام ناريوتروي سوزان "أخلينا المنزل في الساعة الثانية فجرا عندما تلقينا بلاغا من الاحتلال مع أبراج عديدة بجانبنا يُعلمنا بنيّتهم تدمير مربع سكني، لكنهم لم يعطونا فرصة وبدأت الطائرات بقصفنا وإخراجنا وسط الحزام الناري".
والحزام الناري هو نوع من القصف تنفذه طائرات الاحتلال الإسرائيلي على امتداد الشوارع تدمر من خلاله كل شيء من بنى تحتية وكهرباء وبيوت قرب الشوارع المستهدفة، ويتم قصف منطقة محدودة بشكل عنيف ومكثف ومتتابع بصواريخ عالية التدمير.
وتابعت السيدة باكية "لا أعرف كيف وصلت إلى هنا، فقد سرت مع أطفالي الصغار وسط لهيب النيران التي تخرج من الصواريخ والأشلاء حولي في كل مكان وأصوات القصف المرعبة تزيد الأمر سوءا، يبدو أني محظوظة لأنني إلى الآن في سجل الأحياء".
وأكدت أن الوضع في مدارس الأونروا لا تصفه الكلمات، فقد خرجَت من منزلها بأطفالها دون ملابس لهم ولا طعام، ولا علاج ابنها المصاب بمرض مزمن، كما أن أقرب مستوصف للمكان لا يتوفر به العلاج المناسب لطفلها.
تفر العائلات بعد تلقيها إنذارات إسرائيلية بقصف المجمعات السكنية أو بعد تعرضها للقصف بلا إنذار (رويترز) تشريد جديدمن جهتها، حدثتنا مريم التي هربت من قدر إلى قدر أصعب، فهي تسكن في منطقة حدودية مشتعلة كباقي المناطق، فكل غزة باتت تتعرض للمصير ذاته والجميع مستهدف من قبل الاحتلال.
خرجت مريم -وهي أم لـ4 أطفال- وعائلتها من بيت حانون شمال القطاع هربا من القصف العنيف نحو أقارب لها في منطقة "المقوسي" غربي مدينة غزة، ظانة أن الأمور قد تكون أفضل وأكثر أمنا.
ولم تستقر الأم لساعات حتى جاء إبلاغ من الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية والأبراج السكنية الكثيرة، لتعيش وعائلتها التشريد من جديد.
ووصفت النازحة من شمال القطاع حالها وسكان تلك المناطق قائلة "لم نذق طعم النوم منذ أيام وهربنا من مكان لآخر بحثا عن الأمان، لكن نجد في كل المناطق نفس المصير والقصف".
وأضافت "العالم صامت أمام ما نتعرض له من استهداف وتهجير وتدمير للبيوت على رؤوس ساكنيها، ولا أحد يستطيع أن يقول لا لإسرائيل. القصف متواصل على مدار الساعة والضرر طال حتى مدارس الأونروا والإسعاف والصحفيين والمشافي، فلا حصانة ولا خصوصية لأي مؤسسة نتوجه إليها في غزة".
حياة تحت الركام
وفي طابق المدرسة الثاني، قابلت رجلا مسنا، اقتربت منه خجِلة فكل الأسئلة باهتة أمام ما عاناه الرجل المكنى "أبو بكر"، فقد هدم الاحتلال منزله عليه وأسرته، ولم يتبق من العائلة سواه وابنته.
ومكث أبو بكر ساعات عديدة تحت الركام حتى تمكنت فرق الإنقاذ من إخراجه. ووصف -للجزيرة نت- تلك الساعات بألم "انتظرت لطف الله ولم يكن في بالي شيء سوى لقاء الله، حتى وجدت نفسي بين أيدي رجال الدفاع المدني، وبلطف من الله نجوت مع ابنتي وفقدت 13 فردا من أبنائي وأحفادي".
وتابع "لا أتوقع أنهم كانوا يبحثون عني، بل عن جثث الشهداء، لكنهم فوجئوا بي أتنفس بين الركام ووجدوا ابنتي المصابة بجواري".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مدارس الأونروا
إقرأ أيضاً:
استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال للمواطنين بغزة
استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، في قصف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مفترق جحجوح في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.
رئيس وزراء فلسطين يؤكد ضرورة التنسيق لضمان توزيع المساعدات بصورة عادلة في غزة
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن طائرات الاحتلال قصفت أيضًا أرض البراوي قرب شارع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وألقت مسيرة إسرائيلية "كواد كابتر" قنابل على مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر 2023 إلى نحو 45,338 شهداء، و107,764 مصابًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.
استشهاد فلسطينية مسنة وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي في غزةاستشهدت فلسطينية وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح بينهم طفل في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى في حي الدرج بمدينة غزة اليوم"الثلاثاء".
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينة "وفا"،أن طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي قصفت تجمعا لمواطنين في حارة الحمام بمخيم طولكرم مما أدى إلى استشهاد مواطنة مسنة وإصابة 3 آخرين بجروح، بينهم طفل (10 سنوات) ونقلوا إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت لتلقي العلاج.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من شهرأكتوبر 2023 إلى نحو 45,338 شهيدا، و107,764 مصابا،أغلبيتهم من النساء والأطفال،وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.
وفي سياق آخر اقتحم مستوطنون، اليوم "الثلاثاء" المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت محافظة القدس، بأن 240 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة،ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية،في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.
سقوط 8 شهداء وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال دير البلحاستشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مركبة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ومنزلا شرق مدينة غزة.
وبحسب" وكالة الأنباء الفلسطينية" وفا"، فإن طائرات الاحتلال قصفت مركبة عند مصنع العودة على شارع صلاح الدين في مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين.
وأفادت، باستشهاد أربعة مواطنين، بينهم سيدتان وطفل، وإصابة آخرين، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة صيام في محيط "حمام السمرا" شرق مدينة غزة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,317 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,713 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.