القدس المحتلة ـ بالتزامن مع انعقاد قمة القاهرة للسلام في مصر لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، طالبت 23 منظمة حقوقية وإنسانية فلسطينية في رسالة مفتوحة إلى المنعقدين، بضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية غير المشروطة فورا وبكميات كافية توزع بشكل عادل على المدنيين في جميع أنحاء غزة.

وحذرت المنظمات الفلسطينية في رسالتها من انتهاك إسرائيل للحظر المفروض على استخدام التجويع كسلاح حرب ضد السكان المدنيين في غزة، مشيرة إلى أن "أمر الإخلاء" الذي أصدره الجيش الإسرائيلي في 13 أكتوبر/تشرين الأول، قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في الترحيل القسري.

وأشارت المنظمات إلى أن "أمر الإخلاء" الإسرائيلي كان يهدف بالفعل إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرا وتقريبهم من الحدود مع مصر، رغم ذكر 8 خبراء مستقلين تابعين للأمم المتحدة أن "الحصار الكامل على غزة، المقترن بأوامر الإخلاء غير العملية والنقل القسري للسكان، يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي الدولي وقاسيا بشكل لا يوصف".

مطالب محددة

ودعت المنظمات الحقوقية والإنسانية الفلسطينية المجتمع الدولي، وخاصة مصر وجميع وكالات الأمم المتحدة الإنسانية، للمشاركة بشكل فعال في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وفقا للآتي:

ضمان دخول كميات كافية من المساعدات الإنسانية والإغاثية، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للسكان المدنيين في غزة وتسليمها دون عوائق. التأكد من أن تسليم المساعدات الإنسانية والإغاثية لن يكون مشروطا أو مقتصرا على مناطق جنوب غزة، ويجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق، بما في ذلك المناطق الشمالية، وأن توزع بشكل عادل على جميع السكان والمستشفيات والمرافق المدنية الأخرى. الدعوة إلى إعادة إمدادات المياه والكهرباء إلى السكان المدنيين في غزة. الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار بضمان الأمم المتحدة وكذلك ضمان حماية 2.2 مليون مدني فلسطيني في غزة يعيشون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي والإغلاق. الدعوة إلى حماية العاملين في مجال المساعدات والمرافق الإنسانية واحترام مبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلال التشغيلي التي يؤكد عليها العمل الإنساني على مستوى العالم. نسيبة: نأمل أن تضغط قمة القاهرة على إسرائيل بإعلان رفضها خطوة عدم وصول المساعدات إلى شمال القطاع (الجزيرة) شروط إسرائيلية

مركز العمل المجتمعي التابع لجامعة القدس كان من بين المنظمات التي أطلقت هذا النداء، وتحدث مديره الخبير في القانون الدولي منير نسيبة للجزيرة نت حول الأسباب التي دفعت 23 منظمة لإطلاق هذه الرسالة بالتزامن مع انعقاد قمة القاهرة.

وقال نسيبة "لأننا نخشى أن تصبح المساعدات الإنسانية وسيلة إضافية لتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ففي حال احتاج الفلسطيني في المحافظات الشمالية للحصول على قارورة مياه فإنه سيضطر التوجه إلى جنوب غزة وهناك خشية من عدم القدرة على العودة شمالا وهنا تكمن الخطورة".

ولا يقتصر قلق المنظمات الحقوقية على ذلك، بل على الخشية العميقة من عدم وصول هذه المساعدات الإنسانية إلى المستشفيات الموجودة في شمال القطاع وفي مدينة غزة، التي أعلنت مرارا أن إمكانياتها الطبية تنفد من أدوية وأجهزة وحتى أكياس الموتى، وإذا لم تصل إليها المساعدات فلن تتمكن المستشفيات من تقديم الخدمة الطبية والصحية لمرضاها والجرحى ولمن نزحوا إليها.

وقال نسيبة "نحن نأمل أن يضغط المؤتمرون في قمة القاهرة على إسرائيل بإعلان رفضهم لخطوة عدم وصول المساعدات إلى شمال القطاع، وهو الأمر الذي قرره الكابينيت الإسرائيلي قبل 3 أيام عندما قال إن المساعدات يمكن أن تدخل غزة بشرطين: الأول عدم السماح بدخولها من الأراضي الإسرائيلية وأن تقتصر على الطعام والماء والدواء دون الوقود، والثاني منع وصولها إلى الجزء الشمالي من القطاع وتوزيعها في الجنوب فقط".

وهذا يعني، وفقا لنسيبة، أنه في حال خرجت أي شاحنة من تلك التي تحمل المساعدات عن المسار الذي حددته إسرائيل فإنها ستُقصف، وبالتالي فإن الوصول إلى الشمال أمر خارج عن إرادتها ومن هنا تبرز أهمية الضغط في قمة القاهرة.

وشدد نسيبة في حديثه للجزيرة نت على أن المنظمات الحقوقية والإنسانية الفلسطينية لا تحمل مسؤولية التهجير القسري والتطهير العرقي للدول التي ترسل المساعدات ولا للأمم المتحدة، بل تحمل هذه المسؤولية لإسرائيل وأميركا، لافتا إلى أهمية أن يكون موقف المؤتمرين في القاهرة صلبا أمام إسرائيل برفض هذه القواعد، وباستمرار الضغط حتى تصل المساعدات بأمان إلى كل قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة قمة القاهرة المدنیین فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

السودان: المنسقية العامة للنازحين واللاجئين تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور

وفقاً للمنسقية فإن الظروف الطبيعية مثل السيول والأمطار الغزيرة التي أدت إلى انهيار المنازل زادت من حجم المعاناة الإنسانية، وسط فشل دولي في وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب المستمرة.

الخرطوم: التغيير

أعربت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين عن قلقها العميق إزاء التدهور الكارثي في دارفور وجميع أنحاء السودان، حيث أضحت الأوضاع الإنسانية مأساوية بشكل غير مسبوق نتيجة استمرار الحرب التي خلفت آلاف القتلى وملايين المشردين.

وذكرت المنسقية أن الضحايا يعانون من اليأس بسبب القصف الجوي والمدفعي العشوائي، إضافة إلى سوء التغذية وانتشار الأمراض في ظل غياب الأدوية والرعاية الصحية. وأكدت أن مستقبل الأطفال بات مظلماً مع انهيار النظام التعليمي بالكامل، مما تسبب في صدمات نفسية عميقة لهم.

وقال آدم رجال، الناطق الرسمي باسم المنسقية، في بيان الثلاثاء، إن معدلات سوء التغذية وصلت إلى مستويات خطيرة نتيجة نقص الغذاء والدواء، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا، خاصة بين الأطفال والنساء والمسنين في مخيمات النزوح المنتشرة في دارفور وأجزاء أخرى من السودان.

وتحدث البيان عن تدهور الأوضاع في مخيمات النزوح مثل أبو شوك، زمزم، وأبو جا، إلى جانب تزايد الأزمات في مراكز الإيواء.

وتفاقمت المأساة الإنسانية مع استمرار الاشتباكات والعنف في مناطق أخرى من دارفور، مثل مخيمات شنقل طوباي، فتابرنو، كساب، كلمة، وعطاش، حيث تعاني هذه المخيمات من نقص حاد في الموارد الأساسية، مثل الغذاء والدواء، إضافة إلى تفشي الأمراض وخطر المجاعة.

وأشار البيان أيضاً إلى أن الظروف الطبيعية مثل السيول والأمطار الغزيرة التي أدت إلى انهيار المنازل زادت من حجم المعاناة الإنسانية، وسط فشل دولي في وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب المستمرة.

ودعت المنسقية مجدداً جميع الأطراف المتحاربة إلى التحلي بالعقلانية والاستجابة للدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار فوراً وإنهاء الحرب التي ألحقت أضراراً جسيمة بالشعب السوداني.

كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية وفعالة للضغط على طرفي النزاع لوقف القتال، وتفعيل القرارات الدولية لحماية المدنيين، خاصة الأطفال الذين حُرموا من التعليم.

وحذرت المنسقية من أن استمرار العنف يشكل تهديداً خطيراً لوحدة السودان، واعتبرت أن ما يحدث في دارفور جريمة أخلاقية تستدعي وقفة عاجلة.

كذلك ناشدت المجتمع الدولي، وكافة السودانيين، للتحرك فوراً لإنهاء الحرب المدمرة التي مزقت النسيج الاجتماعي ودمرت التراث الثقافي للسودان، محذرة من أن البلاد قد تنزلق نحو حرب شاملة بين كافة الأطراف.

الوسومآثار الحرب في السودان آدم رجال إقليم دارفور الأزمة الإنسانية في السودان المنسقية العامة للنازحين واللاجئين

مقالات مشابهة

  • منظمات غير حكومية تدعو لزيادة المساعدات الإنسانية إلى لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الشاحنات إلى قطاع غزة لليوم الثاني
  • اجتماع عربي طاريء لبحث الاحتياجات الإنسانية في لبنان
  • الاتحاد الأوروبي يعلن عن 30 مليون يورو من المساعدات الإنسانية للبنان
  • في رسالة لـالنواب.. منظمات دولية تحذر من مشروع قانون الإجراءات الجنائية المصري
  • وزير الاقتصاد اللبناني: نتلقى من المنظمات الدولية المساعدات اللازمة لإيواء النازحين
  • السودان: المنسقية العامة للنازحين واللاجئين تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور
  • المبعوث الأمريكي للسودان يعرب عن ارتياحه لتحسن إيصال المساعدات الإنسانية للسودانيين  
  • أردوغان: أوصلنا 30 طنا من المساعدات الإنسانية إلى بيروت وسنواصل مساعداتنا
  • أردوغان: تركيا أرسلت 30 طنا من المساعدات الإنسانية إلى بيروت