متحدون في وجه العدوان.. أهالي غزة يجسّدون أسمى صور التكافل والتضامن فيما بينهم
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
تسبب عدوان الاحتلال المتواصل على غزة لليوم الخامس عشر على التوالي بنزوح مئات الآلاف إلى المناطق الجنوبية من القطاع، تاركين خلفهم بيوتهم وأعمالهم ومعظم ممتلكاتهم.
وحفزت حالة النزوح الحالية التضامن والتكافل بين أبناء الشعب الفلسطيني بهدف البقاء والصمود رفضا لمخططات التهجير وإفراغ الأرض من أصحابها، وترصد "عربي21" بعضا من صور هذا التضامن في وجه آلة الحرب الإسرائيلية.
"أصحاب البيت"
فتح وائل (63 عاما) أبواب عمارته السكنية في مدينة رفح أمام النازحين من شمال قطاع غزة، واستقبل حتى الآن أكثر من مئتي شخص في الشقق التي لم يكن قد أجرها سابقا.
وأكد وائل خلال حديثه لـ "عربي21" أن هذه العمارة السكنية هي مشروع تجاري يقوم من خلالها بتأجير الشقق للسكان أو المؤسسات والمكاتب، مضيفا أن النازحين ليسوا مستأجرين أو حتى ضيوفا إنما "أصحاب بيت.. وعيب علينا إذا لم نقف مع أبناء شعبنا في مثل هذه الأوقات".
وأضاف متسائلا: "ما هي قيمة إيجار شهر أو شهرين أو ثلاثة أمام ما خسره الآلاف من بيوت وأبراج بسبب قصف إسرائيل، شقاء عمرهم انتهى في غمضة عين".
"شقة عريس"
خالد (28 عاما) الذي تزوج يوم الجمعة في 6 تشرين الأول/ أكتوبر قبل عملية طوفان الأقصى بيوم واحد، ترك شقته الجديدة وفضل قضاء فترة الحرب في منزل عائلته، داعيا أحد أصدقائه وعائلته للعيش فيها.
وقال محمد الذي لجأ إلى الشقة الجديدة، خلال حديثه لـ"عربي21": "نزحت إلى شقة كان من المفترض أن تكون عش الزوجية لزوجين جديدين، وهي شقة مزينة ومبهجة ومزودة بألذ أنواع الطعام والشراب مثل أي عريس جديد، كل هذه الفرحة يستهدفها الاحتلال".
وأضاف العريس الذي يقيم حاليا في الشقة رفقة زوجته ووالديه الكبار في السن: "هذه الحرب أخرجت أفضل ما في الناس من أخلاق التكافل وإغاثة الملهوف".
"عجين ورقاق"
تعمل أم محمد (60 عاما) على عجن الطحين وخبزه على هيئة خبز رقيق (رقاق أو فراشيح)، وهو الذي يحضره لها العديد من السكان في المنطقة التي نزحت إليها.
وبدأت أم محمد في عملية الخبز بعدما جرى استهداف أكثر من مخبز ومحيطه في مختلف أماكن قطاع غزة، حيث في البداية طلبت من أبنائها "التوقف عن الوقوف في طوابير المخابز الخطيرة"، قائلة "هاتوا طحين وأنا بعمل خبز".
وأوضحت لـ "عربي21": "هكذا أصبح كيلو الطحين كيسا كبيرا، والطاسة، التي يتم تسخينها بالأخشاب والأوراق نظرا لانقطاع غاز الطي، باتت عدة طاسات تزوح مئات الفلسطينيين بالخبز البيتي".
"أفضل من القعدة"
إبراهيم (25 عاما) مصمم غرافيك أجبرته ظروف قطاع غزة وانقطاع الكهرباء واتصال الإنترنت على التوقف عن العمل، حيث يقضي فترات النهار حاليا في سد احتياجات جيرانه من المياه وبعض الأمور الأخرى المتعلقة بشحن الهواتف النقالة وبعض البطاريات المنزلية، قائلا إن هذا عمل "أفضل من القعدة".
ويستمر إبراهيم في تقديم هذه المساعدة رغم استهداف سابق لبعض الشبان من جيرانه أثناء قيامهم بمهام مشابهة بتزويد المنازل بالمياه عبر خراطيم موجود في أراضيهم الزراعية.
"رد الجميل"
أما زياد فهو سائق سيارة أجرة نزح من المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يعرض خدمات التوصيل مجانا لكل من لا يملك ثمنها.
وأكد زياد (33 عاما) لـ "عربي21" أنه مستعد في أي وقت للذهاب إلى غزة، حتى ولو دون مقابل من أجل نقل أي عائلة في مناطق الخطر، غير مهتما "باحتمالية استهدافه أو حتى النقص الشديد في توفر السولار".
وذكر أنه في "فترة من الفترات كانت أمي مريضة بشكل كبير، وحصلت على مساعدة ودعم من قبل العديد من الأشخاص في وقت كنت فيه عاطلا عن العمل، لذلك يجب علي رد الجميل في أي موقف أقع فيه".
ومنذ السابع من شهر تشرين الأول /أكتوبر الجاري، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية، بالإضافة إلى قوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
وأسفر القصف المتواصل عن ارتقاء أكثر من 4137 شهيدا بينهم 1524 طفلا، وإصابة ما يزيد على الـ13 ألفا بجروح مختلفة، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطيني فلسطين حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. هشام سليم نجم الدراما الذي تنبأ بموعد رحيله
يحل اليوم السبت 27 يناير، ذكرى ميلاد الفنان هشام سليم، الذي ولد بمثل هذا اليوم عام 1958، ورحل عن عالمنا يوم الخميس 22 سبتمبر عام 2022، عن عمر يناهز الـ 64 عاما.
ولد هشام سليم في 27 يناير 1958 بالقاهرة، لعائلة مميزة، فوالده هو أسطورة الكرة والفن صالح سليم، وشقيقه خالد سليم، زوج الفنانة الكبيرة يسرا.
بدأ هشام مسيرته الفنية مبكرًا، حيث خطف الأنظار وهو طفل صغير في فيلم “إمبراطورية ميم” عام 1972، أمام الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، التي لعبت دورًا في إقناع والده بالموافقة على دخوله عالم الفن،تميز هشام منذ تلك اللحظة بموهبته الفريدة، التي استمرت في الإبهار لعقود، من خلال مشاركته في أكثر من 100 عمل فني بين السينما والدراما.
هشام سليم يروي حكايتهقبل 4 سنوات من رحيله، قال الفنان هشام سليم، إن والده حذره من الغرور وأن يوقف نفسه عند الحدود وألا يتعالى على أحد، مفيدًا بأنه بدأ مشواره الفنى منذ أن كان عمره 13 عاما، لافتًا إلى أن والده كان يضربه كثيرًا فى الصغر بسبب شقاوته هو وأخوته.
وأضاف هشام سليم، خلال حديثه ببرنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا"، أنه بدأ تدخين السجائر وهو في عمر 8 أعوام، مشيرًا إلى أن أصدقائه كانوا أكبر منه وهم أول من علموه شرب السجائر، موضحا أن والده لم يكتشف تلك العادة إلا بعد بلوغه 16 عاما.
محطات هامة في مسيرة هشام سليم
بعد تخرجه في معهد السياحة والفنادق عام 1981 ودراسته الحرة بالأكاديمية الملكية في لندن، قدم هشام العديد من الأدوار البارزة. من أهم أعماله السينمائية والتلفزيونية:
• فيلم “أريد حلًا” (1975)
• فيلم “عودة الابن الضال” (1976)
• مسلسل “ليالي الحلمية” بجميع أجزائه
• مسرحية “شارع محمد علي”
• فيلم “يا دنيا يا غرامي”
• مسلسل “أماكن في القلب”
توفي الفنان هشام سليم، صباح اليوم الخميس 22 سبتمبر، بعد صراع مع مرض السرطان ، عن عمر يناهز 64 عاما، وتم تشيع الجثمان اليوم بعد صلاة العصر باحدي المساجد مدينة 6 أكتوبر.
و قالت نهال عنبر، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج " آخر النهار" المذاع على قناة النهار، تقديم الإعلامي تامر أمين، أن الجميع علم أن هشام فى اللحظات الأخيرة، و خلال دقائق سيتوفى، و الجميع قام بتجهيز نفسه.
ولفتت إلى أن الراحل كان راقيا، و جميلا، وكان خفيفا فى حياته، وخفيفا فى وفاته، و الجميع شارك فى العزاء اليوم.