اقتحام العقبة والعفو العام عن سجناء العراق
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
21 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
المحسن الحمداني
بسم الله الرحمن الرحيم
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
صدق الله العظيم
بهذه السورة الكريمة بين الله جل جلاله بمحكم التنزيل ان الطاعات والعبادات بالصيام والحجة والزكاة والصلاة وحتى الجهاد في سبيل الله كلها واجبات يفرضها الشارع المقدس الا اننا بسورة البلد الايات 11الى 18 نجد ان هنا عقبة من لا يتجاوزها فوضعة خطير وجهنم غير بعيدة عنه ان العقبة لا يتجاوزها الانسان الا بعتق رقبة او اطعام يتيم او اطعام في يوم عسره ومجاعة لمسكين حتى وان كان غير مسلم ثم اكد الشارع على ضرورة الايمان ومن ثم الصبر وختمها بالمرحمة بين المسلمين وبين الانسانية فالمعيار هو ان تعتق رقاب وتطعم النفوس بغض النظر عن خلفياتها.
وبما ان برلماننا غالبية اسلاميون و99%منه مؤمنون كيف تمر عليهم هذه السورة الكريمة ولا يتحركون لانقاذ انفسهم واقتحام العقبة للوصول لمرضاة الله واثبات ايمانهم بالعمل المخلص للخالق وايماناً وتوحيدا بالحق العظيم.
وهنا اطالب كل مجلس النواب الموقر ومجلس الوزراء وكل من بيدة سلطة عتق رقاب المساجين الذين مرت عليهم وعلى الشعب العراقي ظروف استثنائية واختلطت الاوراق بين الوطنية وبين العماله وبين الحق والباطل فعلى المنصفين من قيادات المجتمع والدولة والرأي المجتمعي انصاف الناس والعفو والمرحمة عن السجناء الذين لم يقتلوا عراقياً ولم ينهبوا المال العام ولم يتاجروا بالمؤثرات العقلية والمجرمين الذي مسوا الشرف العراقي فهؤلاء قضياهم تختلف وتوجب القصاص الحازم لردع اقرانهم بالجريمة وليكونوا عبرة لغيرهم.
واقرار قانون العفو العام هو بموجب الشارع واجب ديني وكذلك حسب السنة النبوية المشرفة حينها اطلق اعدائة من اهل مكة وكذلك اطلق الاسرى بتعليم عشرة مسلمين وكل الدول التي تريد بناء مجتمعها بعيدا عن الاحقاد والكراهية ولا ننسى جنوب افريقيا عندما اطلقت سراح مانديلا وغيره لبداية عهد جديد وكلنا يتذكر مافعلته حكومة كردستان بالعفو عن الفرسان الذين كانوا يقاتلون البيشمركة وقتلوا منهم اعداد غير قليلة ومع ذلك عفى الله عما سلف لبداية عهد تعزز به الحريات العامة وحقوق الانسان والسلام على الارض لفسح الافاق امام اجيال لم تعش تلك المراحل من التاريخ ولايجب ان يدفعوا ثمنا لتصرفات واعمال من سبقهم وهذه النظرة الصحيحة لبناء الدولة والمجتمع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
دروس وعِبر
مع أول طلقة غدر وخيانة، أقسم الأشعث الأغبر (البرهان) على الله أن ينصره على الفئة الباغية. نهار الأمس كان التكريم الإلهي. ولت المرتزقة (ولها ضراط) راجلةً من أمام جيش دولة (٥٦)، ليأتيَ الخبرُ السارُ من قائد المسيرة الظافرة، بعد أن حطت طائرته في مطار الخرطوم، ومن ثم إعلانه لتحرير ولاية الخرطوم من داخل رمز السيادة والوطنية (القصر الجمهوري). ولهذه الحرب دروس وعبر كثيرة منها:
الأول: تحصن حميدتي بأكثر من مليون مرتزق، وهم على ظهر آلاف العربات المدججة بالعتاد، فظن أن حصونه مانعته من الموت، فكان أول الهالكين.
الثاني: مهما تطاول ليل الظلم، فإن نور العدل آتٍ لا محالة.
الثالث: تجمع هؤلاء الأوباش كالجراد الصحراوي من كل دول غرب إفريقيا للقضاء على (مزارع) السودان، ها هم اليوم يعودون لحياتهم الصحراوية.
الرابع: لقد أذلوا الشعب طيلة عامين، اليوم هم أشد إذلالاً، هاربين لا يملكون القطمير.
الخامس: الناجي منهم من رحلة الموت الحالية، وهو في طريقه لدارفور، بكل تأكيد خارج الخدمة مستقبلاً، لما رآه بأم عينه من قوة وشكيمة الجيش، بل سوف يكون مسبطًا للمغرر بهم بدارفور.
السادس: الأنفال العسكرية التي كسبها الجيش، لو أنفق ملايين الدولارات؛ ما كان له إمتلاكها.
السابع: التلاحم بين الجيش والشعب، ما كان له أن يتم بهذه الصورة، لو لا همجية هؤلاء المرتزقة.
الثامن: الثقافة العسكرية التي نالها الشارع من مدرسة (الدواس) يوميًا، ما كان له فهمها أو الوقوف على جزء منها، حتى وإن تدرب في الكلية الحربية.
التاسع: فخر الشارع بجيشه البار، الذي أخرج منسأته من همجية دابة الأرضة.
وخلاصة الأمر نجزم بأن الشعب صبر على المصيبة، وصابر لنيل رضوان الله، ورابط لحصد النصر، وهو على يقينٍ تامٍ بأن عدالة السماء فوق الجميع. لذا رسالتنا له بالشكر لله على نعمة الانتصار، فوعد الله في قوله: (ولئن شكرتم لأزيدنكم) قائم في كردفان ودارفور إن شاء الله.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٥/٣/٢٧