صدى البلد:
2024-09-09@09:44:33 GMT

إبراهيم شعبان يكتب: الأسئلة الصعبة في حرب غزة

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

التضامن المصري والعربي والعالمي الواسع ومنقطع النظير، وفي كل العواصم والبلدان مع الشعب الفلسطيني وضد حملة الإبادة التي يتعرض لها من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم كله، يكشف للعالم عدالة القضية الفلسطينية ومشروعيتها وحق الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ولكن هناك أسئلة صعبة، لا بد أن تطرح على الطاولة خلال هذه الحرب التي لا يعلم مداها ولا تداعياتها إلا الله، كما أن هناك نقاطا هامة وجب التوقف أمامها:-

- في مقدمتها، أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تحكم إسرائيل بقيادة نتنياهو منذ 2009 وحتى الآن، ما عدا شهور قليلة ابتعد فيها نتنياهو قبل أن يعود ثانية، في ديسمبر 2022، على هوى الشعب الإسرائيلي تمامًا، وهو يشعر مع خطابها الإرهابي المعلن بالاطمئنان! ولذلك فشل حزب العمل، وفشلت كل الأحزاب الإسرائيلية اليسارية الأخرى في الفوز بمقاعد الكنيست وتشكيل حكومة، تؤمن بالسلام وبحل الدولتين كما كان موجودًا من قبل، وبقيت هذه الحكومة الدموية على رأس إسرائيل.

- إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، مصران على مواصلة الحرب الوحشية في غزة، والمظاهرات المليونية العارمة في كل دول العالم، رفضًا لاستمرار قصف غزة، وقتل واستهداف آلاف المدنيين فيها وفرض حصار وعقاب جماعي، في جريمة حرب غير مسبوقة، كل هذا لم يرهبهم ولم يردعهم. 

- الولايات المتحدة الأمريكية، وبشكل سافر لم يسبق في التاريخ وبكل أركانها بدءًا من وزيرا الخارجية والدفاع ورئيسها بايدن، أن أعلنوا دعمهم التام لإسرائيل في حربها المهووسة على قطاع غزة، والدعم اللامحدود عسكريًا، بل وهناك تقارير تتحدث عن آلاف الجنود الأمريكيين، الذين قد يتم الزج بهم في المعركة. 

- إصرار نتنياهو على حربه الإجرامية في قطاع غزة، يكشف أنه انتهز الفرصة التي كان يتحينها منذ زمن، للانقضاض على قطاع غزة وتصفية آخر جيب فلسطيني، يتمسك بما بقى من "فلسطين التاريخية" على الأرض المقدسة. 

وقال خلال لقائه الأخير برئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك في تل أبيب: “إن حرب غزة ستكون طويلة، ورد سوناك: ”إن بريطانيا ستقف إلى جانب إسرائيل في أحلك أوقاتها"!!

أما الأسئلة الصعبة التي نحن بحاجة لطرحها علانية فهى: 

- إلى أي مدى ستكون تداعيات هذه الحرب الإجرامية من جانب إسرائيل؟ وكم سيدفع مدنيو غزة وكم سيدفع قطاع غزة ثمنًا لها؟ 

- إن ما ظهر من حرب إسرائيل على غزة حتى الآن مروع، وتل أبيب تطمئن إلى أنها لن تُحاسب، وقد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدين حربها الوحشية؟ أو حتى لإدخال مساعدات إنسانية للقطاع، والسؤال كيف يمكن ردع إسرائيل وإجبارها على وقف الحرب الآن؟ 

- إن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، يتفاخر بعملية التدمير الممنهجة والوحشية على القطاع،  وقال خلال لقاء له مع الجنود الإسرائيليين: "لا نتحدث عن حملة عسكرية قصيرة بل عن حملة طويلة"، وبخصوص تهديد حزب الله رد المتطرف جالانت: "نحن متأهبون وإذا أراد حزب الله حربا، فيتعين عليه أولا أن يلقى نظرة على صور مدينة غزة"!! وذلك في إشارة سافرة إلى أنه قد يفعل ذلك في لبنان إذا تدخل حزب الله، والسؤال: هل يتدخل حزب الله في الحرب الدائرة فعليا؟ بعيدا عن ضربة هنا واشتباك هناك؟!! 

- إن خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج ورئيس المكتب السياسي السابق، قال في حوار مع “العربية”، وهو منشور: “إن إيران وحزب الله أمدونا بالأسلحة ونريد المزيد، فهل يتدخلان اليوم كذلك، بعد انفجار الحرب، أم أنه حرب عنهما بالوكالة؟”، وقال كذلك: "إن حسابات عمليتنا كان على نطاق ضيق"، وهذا أيضا منشور، لكنها اتسعت لتأكل غزة كلها؟!! 

- لا أحد يزايد على مقاومة فلسطينية شريفة وهادرة، مهما كان مسماها، استعادت كرامة الأمة العربية وأججّت قضية فلسطين، لكن ليس عيبا التذكير أن الظروف اليوم غير ظروف الانتفاضة الفلسطينية في التسعينيات، والتي عرفت بانتفاضة أطفال الحجارة وقد كان دويها أكبر، ودفعت الحكومة الإسرائيلية آنذاك، للدخول في مفاوضات أوسلو، والانسحاب من العديد من البلدات الفلسطينية، فالانتفاضة حققت مكاسب سياسية على الأرض وأخرجت إسرائيل من المدن الفلسطينية ومن قطاع غزة ذاته فيما بعد، وتأسست حينها "السلطة الفلسطينية" على يد الزعيم الراحل ياسر عرفات، لكن اليوم ماذا بعد طوفان الأقصى سياسيًا؟!

- ما هى الأراضي التي تم تحريرها من أيدي الإسرائيليين؟ للأسف الفلسطينيون منقسمون بين حماس وفتح وحتى اللحظة، ولا توجد حتى عروض سياسية ولا تفاوض مع إسرائيل من الأساس ولا محادثات تسوية، لكي يكون لطوفان الأقصى مكاسب سياسية على الأرض، وأراضٍ يتم تحريرها واستعادتها في أعقاب الضربة الهائلة التي حققتها المقاومة الفلسطينية باقتحام البلدات الإسرائيلية وقتل 1400 إسرائيلي، منهم 306 جنود إسرائيليين و203 أسرى وفق الأرقام الرسمية للجيش الإسرائيلي.

- أنقذوا غزة، قبل ألا يبقى فيها شىء بعد هذه الحرب الهمجية والوحشية، التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ويتباهى بالدمار الواسع فيها، ولا بد من الضغط والتحرك السياسي عبر ورقة السفراء والبعثات التجارية والقنصليات الإسرائيلية، والضغط الاقتصادي على الولايات المتحدة لإجبارها على دفع نتنياهو لإيقاف آلة القتل الآن، أما غير ذلك فإنه سيواصل طريقه وهم معتادون على مثل هذه العمليات الإرهابية منذ نكبة 1948. 

- نقطة فاصلة وسؤال خطير أخير: هل ما تقوم به إسرائيل حاليًا يهدف لتصفية القضية الفلسطينية قبل تصفية حركة حماس؟ الإجابة نعم. 

- ولابد من وقف الحرب عند هذه المرحلة بأي ثمن، والانتباه إلى ما قاله وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، قبل ساعات أن المملكة الأردنية تخشى أن الأسوأ لم يأتِ بعد في حرب غزة؟ وللأسف هذه أيضا حقيقة. 

- أما حديث إجبار الفلسطينيين على الخروج من قطاع غزة وتهجيرهم، فهذه نقطة شديدة الحساسية وتحتاج مقالا جديدًا، وهى الأخطر في مآلات الصراع الحالي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيل يناقش خطة تدعو لتهجير وتجويع سكان شمال غزة

دعا محلل الشؤون العسكرية في قناة "i24″ و"يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع إلى الاعتراف بحقيقة أن الحرب على قطاع غزة قد وصلت نوعا ما إلى طريق مسدود، وأن الجيش الإسرائيلي استنفد الجهود العسكرية حاليا.

وجاء كلام المحلل العسكري في نقاشات الإعلام الإسرائيلي بشأن تطورات الحرب في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: رجل الدعاية الروسي الذي يحاول التأثير على عقول الأميركيينlist 2 of 25 نقاط يساء فهمها عن صفقة التبادل المقترحة بين حماس وإسرائيلend of list

وقال يهوشوع إن إسرائيل ليس لديها ما تحققه بالضغط العسكري، خاصة مع أقل عدد من اﻷلوية العسكرية في قطاع غزة منذ بداية الحرب.

أما اللواء احتياط غيورا آيلاند رئيس المجلس اﻷمني سابقا، فيدعو إلى الاستمرار في إبادة الفلسطينيين وتجويعهم خاصة شمال قطاع غزة، حيث يقول "هناك 300 ألف مدني و5 آﻻف ناشط في حركة حماس شمال القطاع، يجب إبلاغ كل السكان أن أمامهم أسبوعا للخروج من هناك، وبعده تصبح المنطقة عسكرية مما يمكننا من الهجوم عليها دون تمييز".

ويضيف في جلسة نقاش على قناة 12 "واﻷهم التوقف عن إدخال أي طعام وماء ووقود وأمام الخمسة آﻻف مخرب إما اﻻستسلام في مرحلة ما أو الموت جوعا".

ومن جانب آخر، يعارض نمرود شيفر رئيس شعبة التخطيط بالجيش (سابقا) الاستمرار في الضغط العسكري، ويعتبر في حديث للقناة 13 أن هذه الخطة تفتقر لأي نوع من المنطق "وإذا واصلنا توجيه الضغط العسكري على حماس والمزيد والمزيد كي يستسلموا أو أن يهزموا، فبالتأكيد لن يبقى أي مخطوف على قيد الحياة، وهذا هو الفشل اﻷساسي في هذه الخطة".

ومن جهته، يصف مراسل الشؤون القضائية في قناة 13 باروخ كرا خطة رئيس المجلس الأمني سابقا بأنها هراء، بحجة أن المحتجزين قد يتم قتلهم من طرف مقاتلي المقاومة في حال نفذت الخطة.

وبشأن الخريطة التي عرضها قبل أيام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زاعما من خلالها أن حماس تسعى لتدمير إسرائيل، أوضحت العقيد احتياط ميري إيزين مستشارة رئيس الحكومة للإعلام الغربي (سابقا) أن خطاب نتنياهو القائل "هذه إسرائيل الصغيرة في بحر العالم العربي" قد فشل منذ 45 سنة.

مقالات مشابهة

  • «التعليم الفلسطينية» تعلن تدشين المدارس الافتراضية في قطاع غزة للمرة الأولى
  • مصطفى عمار: إسرائيل لم تحقق أي مكاسب من عدوانها على غزة
  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • منذ بدء العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع.. “الصحة الفلسطينية”: استشهاد وإصابة 135733 فلسطينيًا بـ”غزة”
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • «حركة فتح»: إسرائيل تسعى للقضاء على الهوية الفلسطينية
  • إعلام أمريكي: الجيش الإسرائيلي يريد إنهاء الحرب في قطاع غزة
  • إعلام إسرائيل يناقش خطة تدعو لتهجير وتجويع سكان شمال غزة
  • محقق الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بشن حملة تجويع ضد سكان قطاع غزة
  • إبراهيم حسن: منتخب مصر حقق نتيجة كبيرة أمام كاب فيردي رغم ظروف الصعبة