نتسيف نت: طوفان الأقصى خطة إيرانية كادت أن تنجح لولا هذا الامر
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
كشف موقع "نتسيف نت" الإسرائيلي، إن عملية "طوفان الأقصى"، جاءت استجابة لمخطط كبير وضعته إيران، هدفَ للتسبب باختلال توازن إسرائيل، وإن الخطة الأصلية كانت تشمل هجومين مباغتين بالتزامن على جبهتي حزب الله في الشمال، وحركة حماس في الجنوب. وأضاف الموقع تقرير نشره، اليوم، أن "الهدف أكبر بكثير مما هو معلن؛ إذ يُحتمل أن طهران أرادت أن تنشغل إسرائيل بالحرب على جبهتين لتعلن نفسها انها أصبحت دولة نووية"، مشيرًا إلى أن "قوات من حزب الله وحماس تلقت تدريبات على تنفيذ المخطط، الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى اختراق خطوط الدفاع الأمامية للجيش الإسرائيلي".
وذهب إلى أن "مسألة الأسرى الإسرائيليين الذين نُقلوا إلى غزة كان من المفترض أن تتكرر في الشمال، وكان الهدف أخذ أكبر عدد من الرهائن كبوليصة تأمين سيكولوجية ونقلهم إلى غزة ولبنان، وإقامة خط دفاع في عمق أراضي إسرائيل، ومن هناك سيتم تقويض جميع محاولات تنظيم صفوف الجيش الإسرائيلي وإحداث اختلال في توازن الجيش الإسرائيلي".
وبيَّن أن "تلك الخطة فشلت ولم تُنفذ؛ أولًا لأن حركة حماس عملت بمفردها دون حزب الله؛ إذ أحجمت المقاومة اللبنانية عن تنفيذ دورها المتمثل في احتلال الجليل، ما مكَّن الجيش الإسرائيلي من تطهير الجنوب من جانب، وتعبئة قوات كبيرة في الشمال، وإعادة تنظيم خطوطه الدفاعية قبالة حزب الله، وتسبب إحجام المقاومة حزب الله، بحسب الموقع، في تبدد عنصر المفاجأة مرة أخرى على صعيد الجبهة الشمالية، وأصبح الأمر غير ممكن".
وأرجع الموقع فشل المخطط إلى سبب ثانٍ وهو أن "الحركة الفلسطينية واجهت مقاومة عنيفة من قِبل الجنود في الخط الأمامي، إضافة إلى مقاومة المدنيين، وعناصر الشرطة، ووحدات التدخل السريع، الذين أوقفوا "حماس" وبعدها تم تطهير الجنوب من عناصر الحركة"، فيما حدد سببًا ثالثًا لفشل المخطط، وهو "مستوى التنفيذ الضعيف من جانب "حماس" الذي لم يرقَ إلى التطلعات الإيرانية والاستثمارات التي أنفقتها على الحركة".
وأفاد بأن "إيران تُركت مكشوفة للغاية، ولديها مخاوف عميقة تنضم إلى مشكلاتها الداخلية وكون النظام هناك غير مستقر أو آمن"، منوهًا إلى أن ما أسماها "خطة إيران الشيطانية كانت مبنية على أساس أن إسرائيل سترُدع وستحجم عن الدخول في مواجهات معها، لأن التأثير النفسي لعملياتها سيسب لها الذعر على الرغم من القوى غير المتكافئة بين الجانبين"، مشبهًا الأمر بـ "هجوم عنكبوت صغير على وجه شخص فيصيبه بالذعر رغم عدم التكافؤ".
ولم يستبعد أن يكون الهدف الأكبر من العملية المزدوجة التي لم تُنفذ كما خُطط لها، هو أن "إيران، وبشكل محتمل، كانت بصدد تحقيق طفرة على صعيد برنامجها النووي والإعلان عن تحولّها إلى بلد يمتلك قدرات نووية مستغلة انشغال إسرائيل بالحرب".
وختم "نتسيف نت" تقريره قائلاً إن "الخطة الإيرانية كانت تقوم على أساس أنه بينما تخوض إسرائيل حربًا ضارية، على الأقل على جبهتي حزب الله وحماس من أجل بقائها، تحقق إيران لنفسها حصانة نووية، بينما إسرائيل عالقة في معركة صعبة، وبعدها ستحقق إيران نصرًا على مستوى الوعي في أعين دول الغرب".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
الضفة الغربية - خاص صفا
عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.
وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.
وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.
وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.
وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.
وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.
أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.
وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.
وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.
وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.
وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.
وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".
وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.
ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.