أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، تدشين مبادرة عالمية يتبناها وعاظ الأزهر الشريف، وتقوم على توجيه دعوة لدعاة العالم الإسلامي بتبنيها والعمل على المشاركة في تنفيذها، إذ تطلق المبادرة بعنوان: «حديث البقاء والصُّمود».

يأتي ذلك استجابة لنداء الأزهر الشريف للأمتين العربية والإسلامية في ضوء التَّصعيدات الأخيرة للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، إذ تستهدف هذه الدعوة قيام دعاة الدول الإسلامية ببيان الحقِّ الفلسطينيِّ الَّذي يقرُّه العقلاء والحكماء من بني الإنسان، كما تدعو مبعوثي الأزهر لدول العالم بالمشاركة الفاعلة في تنفيذ هذه المبادرة، وذلك انطلاقًا من موقف الأزهر الشَّريف الرَّاسخ تجاه قضيَّة القدس منذ بدايتها.

تقديم المحاضرات العلميَّة

تستهدف الدعوة تعريف النَّاس بالقضيَّة الفلسطينيَّة وأبعادها، وتخاطب كل الفئات المجتمعية، كما تركز على تقديم المحاضرات العلميَّة المؤيَّدة بالأدلَّة التَّاريخيَّة والدِّينيَّة للتَّعريف بالحقِّ الفلسطينيِّ، والواجب على العرب والمسلمين في ظلِّ هذه الظُّروف، في إطار رؤيةٍ شرعيَّةٍ تاريخيَّةٍ لمواجهة العدوان الصُّهيونيِّ، ونشر الوعي بالحقِّ الفلسطينيِّ، تمشِّيًا مع الموقف الدِّيني والإنسانيِّ الواجب من الأزهر الشَّريف.

كما تستهدف الدعوة مواجهة الآلة الصُّهـونيَّة المتغطرسة، والَّتي تتَّخذ من سياسة الأمر الواقع سبيلًا لتهجير الفلسطينيِّين عن أرضهم ووطنهم، توعية أجيال المستقبل بالقضيَّة الفلسطينيَّة، وتوفير مادَّة علميَّة مؤيَّدة بالأدلَّة الدينيَّة والتَّاريخيَّة حول فلسطين وعروبتها وإسلاميَّتها لتوعية الناس وخاصة الشباب بحقيقة القضية، توضيح مظاهر الاعتداء الصُّهيونيِّ على مدن وربوع فلسطين، محاولة الحدِّ من الاعتداءات من خلال إيصال رسالة للعالم بأنَّ القضيَّة حيَّةٌ في قلوب العرب والمسلمين، إيجاد نوعٍ من التَّشاركيَّة بين مختلف فئات المجتمع في قضايا الأمَّة.

عروبة القدس وفلسطين

وتتمثل رسائل هذه الدعوة في إثبات الحقِّ الفلسطينيِّ لأهله، وعروبة القدس وفلسطين، إيصال رسالةٍ للعالم أنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة لن تموت، التأكيد على أنَّ التَّعايش والتَّسامح لا يكون مع قصف المدنيِّين واستهداف المؤسَّسات الآمنة، ضرورة تكاتف الإنسانيَّة والمجتمعات للوصول إلى قواعد السَّلام والأمن الَّذي يعمُّ الجميع، تأكيد الدَّفاع عن الأوطان في نفوس النَّاس، وبيان أنَّه واجب إيمانيٌّ، تطوير دعاة أقوياء وخلق روح المواطنة الإيجابيَّة لديهم من خلال تبنِّي القضيَّة، نشر مفاهيم الصُّمود في وجه الأعداء، وتعلُّم أساليب المواجهة الَّتي تضمن الحقِّ لأهله.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القدس فلسطين

إقرأ أيضاً:

محمود الهواري: التدين الحق هو الإصلاح وعمارة الأرض وليس الصلاة في المسجد فقط

اختتمت الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أسبوعها الثالث بجامعة ومساجد ومراكز شباب محافظة سوهاج، اليوم، بمحاضرة حول دور الشباب ببن عمران النفس وعمران الكون، والتي عقدت بجامعة سوهاج.

وقال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن مضاد كلمة العمران الإبادة والخراب، وأمة الإسلام ليست مخيرة في مسألة العمران وإنما مكلفة به، وإن كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس؛ فخروجها للناس لا يعنى التفرد والتميز عن باقي الأمم بلا قيد، بل بتَحمّل المسؤولية والعمل والإخلاص والإصلاح سعيا لعمران الأرض.

وأضاف أمين الدعوة والإعلام الديني، أن التدين ليس مجرد عبادة في المساجد؛ وإنما العبادة في المساجد جزء من التدين، والتدين الحق هو الإصلاح وعمارة الأرض، والناظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن النبي المعلم دائما كان يعطي دروسا لأصحابه في حب العمل وإعمار الكون، فكان يوجه الصحابة للعمل بما يناسب قدراتهم حتى لو كانت زهيدة، كالرجل الفقير الذي أمره أن يحتطب وألا تمنعه قلة حيلته وضيق رزقه عن مواصلة العمل، وفي ذلك نموذجا في حسن القيادة وحسن التوجيه نحو العمل والاستثمار، لترسيخ أن العمل واليد العاملة هي من أساسيات فقه العمران.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد همام، مدير عام الإعلام بأمانة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن العمران الحقيقي له دعائم، ومن دعائم العمران سواعد الشباب وإرادته الواعية، شريطة أن يتقرب الشباب من الله، فكم من إنسان تعلم وقدم ولم يُخلّد ذكره أو يُحفظ اسمه، موضحا أن أول خطوة من خطوات البناء والعمران هي أن يقرأ الشباب ويتفقه في فقه العمران والعمل، وقبل إعمار المجتمع يجب على الشباب أن يعمر نفسه أولا، مشيرا إلى أنه لا يكفي الدعاء والتضرع لله لإتمام العمران دون عمل وسعي، بل على الشباب أن يجمع بين السعي والعبادة والاستمرار في طاعة الله، حتى يشتد العمران ويكون المجتمع في أبهى صورة.

وشهدت المحاضرة تفاعلا كبيرا بين علماء الأزهر وطلاب الجامعة، حيث تم فتح باب النقاش والأسئلة، ومن الأسئلة استفسار الشباب عن مدى تأثير الإعلام والثقافة في عمران المجتمع؟ أجاب الهواري، أن النفس البشرية أعقد من أن نحيط بأسرارها، وأصبحنا اليوم نقلد غيرنا تقليدا أعمى بسبب أننا محتلون عقليا، ناصحا الشباب أن لا يملكهم فكر، إلا ما أمرنا الله به، ولا يسلموا لرأي دون مصادرنا الأساسية وهي مصادر الشرع، وعلى الشباب أن يسأل نفسه من أنا وماذا أريد؟، وليعلم الشباب أن الله أعطاه الحرية وكرمه بالعقل والتمييز، مشددا أن الإسلام إذ أمرنا بالتفكير، فإنه يأمرنا أن يكون تفكيرا مفيدا بناء، وفي حال الاطلاع على آراء وثقافة الغير، يجب أن نتحقق من صحة المصادر والمعلومات وكونها ليست موجهة.


حضر الندوة الدكتور حازم مشنب عميد كلية العلوم جامعة سوهاج، نائبا عن رئيس الجامعة، كما حضر عمداء وأساتذة الجامعة، ولفيف من علماء الأزهر الشريف، وشهد المحاضرة عدد كثيف من طلاب وطالبات جامعة سوهاج. 


تأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الثالث، التي انعقدت على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد سوهاج، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • قوافل البحوث الإسلامية الأسبوعية تختتم فعالياتها الدعوية والتوعوية في ٥ محافظات
  • قوافل «البحوث الإسلامية» الأسبوعية تختتم فعالياتها الدعوية والتوعوية في 5 محافظات
  • محمود الهواري: التدين الحق هو الإصلاح وعمارة الأرض وليس الصلاة في المسجد فقط
  • محافظ أسوان يلتقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
  • أمين «البحوث الإسلامية»: حريصون على التأهيل العلمي المستمر للوعاظ والواعظات
  • أمين البحوث الإسلامية ومحافظ أسوان يناقشان سبل تعزيز التعاون المشترك
  • أمين البحوث الإسلامية يلتقي محافظ أسوان لمناقشة التعاون في رفع الوعي المجتمعي
  • البحوث الإسلامية يهنئ الأعضاء الجدد بصدور قرار الوزراء بالتصديق على نتيجة الانتخاب
  • «البحوث الإسلامية» يهنئ الأعضاء الجدد لتصديق مجلس الوزراء على نتيجة الانتخاب
  • سلامة داود يهنئ وكيل الأزهر ونائب رئيس الجامعة على عضويتهما بمجمع البحوث الإسلامية