الغرب يحث إسرائيل على تحديد أهداف واضحة قبل الغزو البري لغزة.. لماذا؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
حثت الولايات المتحدة ودول أوروبية، إسرائيل أن يكون لديها استراتيجية واضحة بشأن أهدافها، إذا شنت غزواً برياً لغزة، محذرين من احتلال طويل الأمد للقطاع، ودعوهم بالتركيز بشكل خاص على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين وغربيين، القول إنه خلال مناقشات خاصة مع نظرائهم الإسرائيليين، لم يحاول مسؤولو الدفاع الغربيون إثناء إسرائيل عن التوغل في غزة بقوات برية، ولكنهم أكدوا أن على إسرائيل أن يكون لها أهداف واضحة، عندما يتعلق الأمر بإضعاف "حماس"، والسعي إلى تجنب احتلال طويل الأمد لقطاع غزة.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ: "نصيحتنا لهم ليست لا تفعلوا ذلك، لأننا نحترم تماما حقهم في ملاحقة حماس، وهذا يعني ملاحقتهم أينما كانوا".
وأضاف: "لذلك فإن الأمر لا يتعلق بلا تفعل ذلك، بل فكر فيما يحدث وامتلك استراتيجية، وليس مجرد مناورة تكتيكية".
وتابع: "نتوقع من إسرائيل أن تتصرف في إطار القانون الإنساني الدولي، وندرك أنهم يتعاملون بهذا الأمر".
وسبق أن أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مشاعر مماثلة في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، الأسبوع الماضي، حين قال إن "إخراج المتطرفين هو مطلب ضروري" لإسرائيل، لافتا إلى أن "حماس والعناصر المتطرفة في حماس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني.. وأعتقد أنه سيكون من الخطأ أن تحتل إسرائيل غزة مرة أخرى".
اقرأ أيضاً
لتأمين رهائنها.. أمريكا تضغط على إسرائيل لتأجيل العملية البرية في غزة
والأربعاء، أثناء وجوده في تل أبيب، حذر بايدن في تصريحات علنية من أن القيادة في زمن الحرب "تتطلب الوضوح بشأن الأهداف وتقييمًا صادقًا حول ما إذا كان المسار الذي تسلكه سيحقق تلك الأهداف".
فيما كشف مسؤول إسرائيلي أن هذه المناقشات جارية مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير منفصل الجمعة، إن "إسرائيل تدرك جيدا القضايا الإنسانية وتتخذ خطوات لمعالجتها بالتعاون مع الحكومة الأمريكية.. حماس هي التي حولت سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة إلى درع بشري".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إن "إسرائيل ليس لديها مصلحة في احتلال غزة"، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين حذروا من أن العملية هناك ستكون طويلة.
ويعتقد أيضًا أن حماس تحتجز أكثر من 200 رهينة، والذين قد يتعرضون للخطر إذا غزت إسرائيل.
وأطلقت الجماعة سراح رهينتين أمريكيتين هما أم وابنتها، الجمعة.
ووفق الشبكة، فإنه ليس لدى المسؤولين الأمريكيين حتى الآن فهم واضح لنوايا إسرائيل في غزة، ويعتقدون أنه سيكون من الصعب القضاء على "حماس" بالكامل.
اقرأ أيضاً
"صبرا لدينا وقت".. بينت يدعو لعدم التعجل بشن العملية البرية ضد غزة
وعلى الأقل علناً، لم يعبر المسؤولون الإسرائيليون عن خططهم إلا بشكل عام، قائلين إن الهدف هو القضاء على "حماس" وبنيتها التحتية.
وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد، حسب ما نقلت صحيفة "هاآرتس"العبرية: "مسؤوليتنا الآن هي دخول غزة، والذهاب إلى الأماكن التي تنظم فيها حماس، وتعمل، وتخطط، وتطلق الصواريخ، لضربهم بشدة في كل مكان، كل قائد، كل ناشط، وتدمير البنية التحتية".
يشار إلى أنه في عام 2014، شرع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إضعاف "حماس" من خلال الغزو البري لغزة.
وفي حين وجهت تلك الحرب ضربة كبيرة لـ"حماس"، إلا أنها كانت تحديًا كبيرًا، ولم تحاول إسرائيل توغلًا آخر منذ ذلك الحين.
وأوضح المسؤولون أن هناك أيضًا مخاوف متزايدة من أن يؤدي الغزو البري إلى زيادة تأجيج التوترات في المنطقة، والتي تصاعدت بعد انفجار مستشفى في غزة، والذي ألقت إسرائيل و"حماس" باللوم فيه على بعضهما البعض.
وقدرت الولايات المتحدة أن إسرائيل لم تكن مسؤولة، لكنها لم تحدد بشكل قاطع الجاني.
اقرأ أيضاً
بايدن: نناقش مع إسرائيل بدائل الغزو البري الكامل لغزة
قال مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون، إن الاحتجاجات اندلعت في جميع أنحاء العالم العربي في أعقاب انفجار المستشفى، وأن التوغل البري الإسرائيلي واسع النطاق والعشوائي على ما يبدو في غزة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات.
وتعرضت القوات الأمريكية بالفعل للهجوم عدة مرات في الأيام الأخيرة في العراق وسوريا، حيث استهدفت الطائرات بدون طيار والصواريخ قواعد التحالف هناك.
وهدد "حزب الله"، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران في لبنان، باتخاذ المزيد من الإجراءات إذا دخلت قوات إسرائيلية إلى غزة.
وقال أحد المصادر المطلعة على الاستخبارات الأمريكية: "أعتقد أننا جميعاً ندرك أهمية احتياطي حرب المعلومات.. ومهما فعلوا، فإنه يجب أن يكون مدروسا ومتعمدا".
ويخشى المسؤولون الأمريكيون أيضًا من أن الهجوم الدموي على غزة قد يؤدي إلى خطر جر "حزب الله" إلى الشمال، أو حتى إيران، إلى الصراع.
وفي الوقت الحالي، يقول العديد من المسؤولين المطلعين على الاستخبارات الأمريكية والغربية، إنه يبدو أنه لا طهران ولا "حزب الله" حريصان بشكل خاص على التدخل بشكل مباشر.
ولكن إذا كان هناك عرض من صور الفلسطينيين الذين يعانون تحت الهجوم الإسرائيلي، فإن سياساتهم الداخلية يمكن أن تتغير.
اقرأ أيضاً
وزير الدفاع الإسرائيلي يُلمح لجنوده باقتراب العملية البرية على غزة
وقال مسؤول أمريكي كبير للشبكة، إن من بين فوائد رحلة بايدن إلى إسرائيل هذا الأسبوع، أنها "تمنحنا بعض الوقت"، عندما يتعلق الأمر بتوغل بري إسرائيلي محتمل.
وأضاف أنه كان مفهوما بشكل عام قبل الرحلة أن إسرائيل لن تقوم بالتصعيد في غزة أثناء زيارة بايدن.
وتابع المسؤول أنه كلما طال أمد تأجيل الإسرائيليين لهذا النوع من العمليات العسكرية كلما كان ذلك أفضل، لأنه يسمح لإسرائيل بالتخطيط بشكل أكثر استراتيجية وعدم الرد بشكل عاطفي على أهوال 7 أكتوبر/تشرين الأول.
من جانبه، يقول جوناثان بانيكوف المحلل الاستخباراتي الكبير المتخصص في المنطقة، إن "الخبر السار هو أنهم (القوات الإسرائيلية) أخذوا الوقت.. ولم ينطلقوا على الفور ويطلقوا عملية برية في اليوم التالي.. أعتقد أن بايدن يستحق بعض الفضل في شراء الوقت".
لكن بانيكوف يضيف أن "أي نوع من العمليات البرية لن يكون سريعاً أو سهلاً، لأن حرب المدن في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان تشكل تحدياً فريداً من نوعه، وخاصة في مكان حيث تتمركز حماس مع السكان المدنيين".
ويتابع: "لا أعتقد أن الهدف (من رحلة بايدن) كان بالضرورة منع غزو واسع النطاق".
ويزيد: "أعتقد أن الهدف كان إظهار دعم واضح وفهم استراتيجية إسرائيل لما يأتي بعد الغزو إذا نجحت إسرائيل في القضاء على حماس. ما هي خطة الحكم في قطاع غزة؟".
اقرأ أيضاً
بعد زيارة بايدن.. هيئة البث الإسرائيلية: دخول غزة بريا بات وشيكا
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا أوروبا بايدن إسرائيل غزة المقاومة الرهائن احتلال غزة حزب الله الغزو البری اقرأ أیضا أعتقد أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا تركز إسرائيل جهدها الحربي على قضاء صور بجنوب لبنان؟
يرى الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني أن إسرائيل تركز جهدها الحربي في توغلها البري بجنوب لبنان باتجاه القطاع الغربي حتى مدينة صور التي قال إنها تتعرض وقضاؤها لاستهداف مكثف لأسباب عدة.
وأعرب جوني -في حديثه للجزيرة- عن قناعته بأن استهداف إسرائيل المكثف لقضاء صور وإصدار أوامر للسكان بإخلائه يأتي رغبة منها في "إضعاف القاعدة الخلفية بالقطاع الغربي التي يتحرك فيها أو من خلالها مقاتلو حزب الله".
وأكد أن استهداف قضاء صور يتصل تماما بالعمليات والمواجهات البرية في القطاع الغربي، إذ تريد إسرائيل احتلاله أو محاصرته بين بلدات طير حرفا وشمع والبياضة.
وفي هذا السياق، أشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تريد محاصرة "جيب غربي" يضم عددا من الأودية والأحراش، إضافة إلى احتلال الناقورة ضمن القطاع ذاته.
ويعدّ قضاء صور أحد أقضية محافظة الجنوب الثلاثة في لبنان، ومركزه مدينة صور، ويضم ما يزيد على 50 قرية مثل برج الشمالي ومجدل زون وغيرها.
أما بشأن الاستهداف الإسرائيلي لمدينة صور، فقال جوني إنها المدينة الأقرب على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وتعتبر ذات مركز ثقل اقتصادي واجتماعي ومعنوي لقضاء صور، كما أنها مدينة منافسة سياحيا.
وخلص جوني، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، إلى وجود "حقد إسرائيلي على صور وتاريخها"، إضافة إلى مواصلة تل أبيب إستراتيجية التدمير بهدف استمرار الضغط على متخذي القرار في لبنان.
أسلحة محرمة دوليا
ونبه جوني إلى استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليا في جنوب لبنان، معتبرا قتل المدنيين الأبرياء هو الخرق الأهم لأنهم ليسوا مقاتلين على الجبهة، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني.
وقال الخبير العسكري إن إسرائيل لديها تاريخ حافل في اختبار أسلحة جديدة في ميدان حقيقي ومنها ما ينجح وما يفشل.
كذلك تستخدم إسرائيل الأسلحة الحارقة -وفق جوني- لأنها تريد حرق الأخضر واليابس بهدف إجلاء حقول الرمي وإطلاق الصواريخ ومنع إمكانية الاختفاء عن الأنظار والمسيّرات.
لكن الخبير العسكري شدد على أن الذخائر العنقودية هي الأخطر لأنها تبقى وتستمر بعد وقف إطلاق النار في صورة ألغام ويصبح التعامل معها أمرا خطيرا، بجانب الأسلحة الفراغية والخارقة.
ووسّعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي حربها على حزب الله لتشمل جلّ مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة.
كذلك بدأت توغلا بريا في جنوبه معتمدة على 5 فرق عسكرية تعمل على طول الحدود مع لبنان هي: 210، 98، 91، 36، 146، وتضم الفرقة أكثر من لواء عسكري، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي.