رصد إسرائيلي للإخفاق الاستخباراتي والعملياتي والاستراتيجي أمام حماس
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
لم يتوقف الإسرائيليون بعد عن رصد سلسلة الأخطاء التي أوقعتهم فيما يمكن اعتباره أخطر من كارثة 1973 بعد مرور خمسين عاما بالضبط على إحيائهم لها.
بن كاسبيت المحلل السياسي في موقع "ويللا" نقل عن "كبار الضباط اعترافهم بأن الدولة تلقت ضربة قوية من هجوم حماس المفاجئ، حدثت لها مأساة فظيعة، وكان يمكن أن تكون الكارثة أسوأ بكثير، لكنها ثقيلة بما فيه الكفاية، وقد باتت تفهم أنها أمام حرب وجود، فإذا لم تهزم حماس، فلن تتمكن من البقاء هنا، والنتيجة الأساسية لإخفاق السابع من أكتوبر أن الإسرائيليين كانوا مخطئين، اعتقدوا أن الحرب الكبيرة ستكون في الشمال، لكنها اليوم في الجنوب، ويستحيل هزيمة حماس دون دخول معاقلها ردّا على ما دفعته الدولة من ثمن باهظ".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الإسرائيليين يعتقدون أنه ليس لديهم خيار آخر، لأن حماس باتت تشكل خطراً على إسرائيل، لأنها في 1948 لم يكن لديها ما تخسره، وفي 1967 كان لديها الوقت للتحضير لضربة عسكرية تُدرّس حتى يومنا هذا في الأكاديميات العسكرية، وفي 1973 دفعت ثمن غطرستها، أما اليوم في 2023 فقد انفجرت في وجهها مفاجأة استراتيجية، ومن جديد لم نتعلم الدرس، بل تضخّمنا، وأصابتنا خطيئة الغطرسة، وتسمّم السلطة، والشعور بالتفوق اليهودي، مما أدى لتآكل أهم أسس الدولة".
وأشار إلى أنه "كما حصل معنا قبل خمسين عاما انفجر الواقع علينا، وبات التهديد المباشر يواجهنا الآن ليس من قوة عربية أو إقليمية مثل إيران، أو مصر، أو سوريا، أو الأردن، بل من حماس التي فتحت علينا أبواب الجحيم بفعل إخفاقنا ذي الثلاثة رؤوس: الاستخباراتي، والعملياتي، والاستراتيجي، رغم حيازة الدولة لاستخبارات ممتازة، لكن نقطة ضعفها أنها اعتمدت مفاهيم "حماس مردوعة" و"احتمال الحرب ضعيف"، رغم أن كل شيء كان مرئيا، معروضا على الطاولة أمامنا، تدريبات حماس وتحضيراتها وتصريحاتها، ولم يكلفوا أنفسهم عناء إخفاء شيء".
وأشار إلى أن "الفشل العملياتي جاء نتيجة للإخفاق الاستخباراتي، وتمثّل بانخفاض ترتيب القوات، والاعتماد الزائد على التكنولوجيا، حتى وجد عشرات آلاف المستوطنين أنفسهم مكشوفين أمام ألفي مسلح مدرب ومجهز تجهيزًا جيدًا، وأصابنا السيناريو الكابوس الذي تخيلناه، رغم تفاخر الإسرائيليين بالعائق المادي الهائل الذي بناه الجيش حول غزة بسبعة مليارات شيكل، بجانب انهيار أنظمة رؤية مطلق النار، وروبوتات، وأجهزة استشعار متطورة، والكاميرات، البالونات، مما أوصلنا إلى الفشل الاستراتيجي باعتباره حجر البداية للكارثة".
نير كيبنيس الكاتب في موقع "ويللا" أكد أن "نتائج كارثة هجوم حماس لم تتجلّ كلها بعد، لكن أهمها ضرورة أن نعترف بالحقائق وهي أن إسرائيل لم تعد موجودة كدولة ذات سيادة ومستقلة، لأننا منذ 14 يومًا بات أمنها في أيدٍ أجنبية، رغم أن لديها أقوى جيش في الشرق الأوسط، وهناك من يقول بأننا نمتلك السلاح النووي، وتكلمنا عن الذراع الطويلة للجيش، والمخابرات التي تعرف متى يدخل الفلسطينيون حمامات منازلهم، لكن مستوطنات غلاف غزة كشفت أن الجيش تأخر خمسين ساعة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "دلالات هجوم حماس المفاجئ أكد أن الاحتلال يمرّ بلحظة اختبار أكبر بما لا يقاس من استيلاء المسلحين على بعض المستوطنات والقواعد، لأنه لا أحد يستطيع أن يؤكد أن الأسوأ أصبح وراء الإسرائيليين، لأن هجوما من الشمال، وربما من إيران، سيجعل ما رأيناه حتى الآن يبدو عرضا دعائيا سينمائياً، رغم أن كل إسرائيلي علم أن سيناريو الحرب الشاملة خيار وارد، لكن قادة العالم الغربي أتوا لإسرائيل لأنهم رأوها تنزف، وهي الأقرب إلى خط المواجهة في الصراع، في ضوء الصحوة الدينية المسيحية، والتركيز على البروتستانتية المتحالفة مع الصهيونية".
تشير هذه القراءات إلى أن الاحتلال يقف بين المطرقة والسندان: بين منظومة غربية تقف بجانبه، وبين جمهور إسرائيلي غير مستعد لأي شيء سوى تحقيق إنجاز سريع في غضون فترة قصيرة في أسابيع قليلة، الطرف الأول يأتي ومعه مبالغ ضخمة قرابة 40 مليار دولار، وهي كلفة حرب لثلاثة أشهر تقريبا على الاقتصاد الإسرائيلي، إضافة لرسوم إعادة إعمار مستوطنات الجنوب، والطرف الثاني ينتظر أن يسنّ السيوف لحكامه الذين أخفقوا في حمايته من هجوم حماس على مستوطنات الغلاف، وقد يتسببون بمقتل جنودهم في شوارع غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الاحتلال غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هجوم حماس
إقرأ أيضاً:
لبنان .. مقتل 6 وإصابة 11 في هجوم إسرائيلي على بعلبك
اعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان عن أن ستة أشخاص قتلوا بينهم ثلاثة أطفال وأصيب 11 آخرون في غارة إسرائيلية على قرية الخريبة في بعلبك اللبنانية.
شنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية على معاقل حزب الله في بيروت وجنوب لبنان، اليوم السبت، بعد يوم من إعلان مسؤولين في الحكومة اللبنانية أنهم يدرسون اقتراح هدنة أمريكي.
وقال مصدر لوكالة فرانس برس إن غارة إسرائيلية على سوريا المجاورة في وقت سابق من الأسبوع الجاري أسفرت عن مقتل قياديين من حركة الجهاد الإسلامي، وهي حركة فلسطينية تقاتل إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة.
وتحظى حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي بدعم إيران، العدو اللدود لإسرائيل، التي قالت يوم الجمعة إنها تدعم إنهاء سريع للحرب المستمرة منذ شهرين تقريبا في لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر، صعدت إسرائيل قصفها لأهداف في لبنان، وأرسلت لاحقاً قوات برية بعد عام تقريباً من تبادل إطلاق النار المحدود عبر الحدود الذي بدأه مقاتلو حزب الله بسبب حرب غزة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية لوكالة فرانس برس ضربات جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت، السبت، بعد نداءات من الجيش الإسرائيلي لإخلاء السكان.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إن “العدو” نفذ ثلاث غارات جوية في الصباح، ثم أبلغ في وقت لاحق عن هجوم آخر في حي الشياح.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت “منشأة لتخزين الأسلحة” و”مركز قيادة” لحزب الله في جنوب بيروت.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أيضا عن غارة على مدينة صور الجنوبية، في حي قريب من الآثار القديمة المدرجة في قائمة اليونسكو.
وفي أماكن أخرى بجنوب لبنان، قالت وزارة الصحة إن الغارات الإسرائيلية قتلت اثنين من رجال الإنقاذ التابعين لحزب الله وحليفته حركة أمل.
وأعلن حزب الله مسؤوليته عن عدة هجمات صاروخية على شمال إسرائيل، استهدفت مواقع عسكرية بما في ذلك قاعدة بحرية في منطقة حيفا.
وتقول السلطات اللبنانية إن أكثر من 3440 شخصًا قتلوا منذ أكتوبر من العام الماضي، عندما بدأ حزب الله وإسرائيل تبادل إطلاق النار.